بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
اسأل الله جل وعلا ان يتقبل صيامكم وكل طاعاتكم ويرزقنا واياكم وكل اهلينا وكل المسلمين والمسلمات رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة اللهم ءامين ..
إن شاء الله إن سمحتم نكمل القصة فعلى بركة الله :
(****)
.. رد الحاكم قائل :سير مودود وحليفه رسول الى السلطان السلجوقي في اصفهان يبشرانه بما تم على ايديهما من فتح وبعثا مع الرسول بعض ما اغتنماه ، وعددا من اسرى الفرنج ورؤوسهم ، إلا أن بعد المسافة عن بلادهم وانقطاع الإمداد والتموين عنهم ، واشتداد البرد عليهم ، اضطرهم الى وقف عملياتهم في المنطقة والعودة الى دمشق في الحادي والعشرين من ربيع الأول على امل الرجوع ثانية لقتال الصليبيين عند حلول الربيع ..
وبعد ان يتلقى مودود جواب السلطان على رسالته والتعليمات التي سيصدرها بهذا الصدد ، ودخل جامع دمشق يوم الجمعة ربيع الأول ليصلي فيه هو وطغتكين ، فلما فرغ من الصلاة وخرج الى صحن الجامع ويده في يد طغتكين وثب عليه باطني فضربه وجرحه اربع جراحات وقتل الباطني واخذ رأسه ، فلم يعرفه لااحد فأحرق ، وكان مودود صائما ، فحمل الى دار طغتكين واجتهد يه ليفطر فلم يفعل ، وقال : لا لقيت الله إلا صائما ، فمات من يومه رحمه الله ..
وتأثر المسلمون لمصرع بطل من ابطال الجهاد اشتهر باخلاصه وثقافته وجرأته ، وحزنوا عليه حزنا عميقا لاختفائه السريع ..
وكتب ملك الفرنج في بيت المقدس كتابا الى طغتكين جا ءفيه : إن أمة قتلت عميدها يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله ان يبيدها ا؟ ..
غير ان ملك الفرنج وغيره من امراء الصليبيين تجاهلوا او تعمدوا التجاهل آنذاك ، أن ما هو اكثر عونا واشد خطرا على كل محاولة اسلامية لقتالهم ليست هي الامة التي ظنوا انها قتلت عميدها في بيت معبودها فقد عرفنا موقف هذه الامة من قتل بطلها المجاهد ، إنما هي تلك الفرقة الباطنية الرافضية التي قامت على مذهب جديد شديد الميل الى التدمير ، كان قد انشأه في بلاد فارس شخص يدعى الحسن بن الصباح ..وقد دعمته الدولة الفاطمية الرافضية الباطنية ، ولم تكن كراهية الحشاشين هؤء للمسيحيين تزيد على بغضهم للمسلميين السنيين ..صفحة 87 -2-..
وعلى الرغم من الاخفاق الذي حل بحملات بطل الاسلام مودود إلا أنها تمخضت عن عدد من النتائج المهمة في مسار تاريخ حركة الجهاد الاسلامي ضد الصليبيين ، ويمكن إجمالها فيما يلي:
-ان إمارة مودود - على قصر مدتها- تعد نقطة تحول في تاريخ الصراع الاسلامي الصليبي ، خلال تلك المرحلة المبكرة ، فقد صارت فكرة الجهاد حقيقة واقعة ، ووجدت فارسها المخلص الذي حمل لواءها ما يقرب من نصف المدة الت تولى فيها امارة الموصل ..
-يمكن اعتبار حملات مودود مقدمة لحملات عماد الدين زنكي ، مع عدم اغفال الفارق الزمني في صورة الثلاثة عقود الفاصلة بين انجاز كل منهما ، والتي ادت الى سقوط إمارة الرها الصليبية عام 539 هـ /1114 ،حيث ان مودودا وجه حملاته الاولى الى الرها وتل باشر ، وعمل على إرهاق أهلها على نحو نصفه بأنه المقدمة الاولى لجهود زنكي ضدها على اعتبار ان قافلة الجهاد متصلة قائدا بعد قائد..
-كشفت حملة مودود عن الضعف الذي كانت عليه القوى الاسلامية في بلاد الشام والجزيرة وعدم اخلاص بعضها لقضية الجهاد ضد الغزاة الصليبيين .صفحة90.2-..
وهناك بطل آخر جاء بعد مودود ولقي نفس مصيره وهو والى الموصل السلجوقي ،اق سنقر البرسقي... وعندما استؤذن للوفد الحلبي بالدخول أذن البرسقي لهم فدخلوا عليه واستغاثوا به ، وشرحوا له الاخطار التي تحيق بحلب ومدى العقوبات التي يعانيها اهل المدينة فأجابهم الرجل :إنكم ترون ما أنا فيه من المرض ، ولكني قد جعلت لله علي نذرا لإن عافاني من مرضي هذا لأبذلن جهدي في أمركم والذب عن بلدكم وقتال اعدائكم ..
فلم تمض ثلاثة ايام على مقابلته حتى فارقته الحمى وثمال للشفاء وسرعان ما ضرب خيمته بظاهر الموصل ونادى قواته لأن تتأهب لقتال الصليبيين وانقاذ حلب وفي غضون ايام معدودات غذا جيشه على اهبة الاستعداد ، فغادر الموصل متجها الى الرحبة وارسل من هناك الى طغتكين امير دمشق وخير خان امير حمص يطلب منهما مساعدته على انجاز مهمته ، فلبى هذان الاميران دعوته وبعثا عساكرهما للإنضمام الى جيش البرسقي الذي كان قد تحرك آنذاك صوب بالس القريبة من حلب ، وارسل من هناك الى مسؤوليها وشرط عليهم تسليم قلعة حلب لنوابه لكي يحتمي بها في حالة انهزامه امام الصليبيين فاجابوه الى طلبه .. وما ان استتب الامر لهلاء النواب واطمأن الرجل الى وجود حماية امنية في حال تراجعه ، حتى بدأ زحفه صوب مواقع القوات الصليبية التي تطوق حلب ..
وصلت قوات طلائع البرسقي حلب يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي الحجة من سنة518 هـ وما ان اقترب البرسقي يقواته المنظمة حتى اسرع الصليبيون في التحول الى منطقة افضل من الناحية الدفاعية ، فعسكروا في جبل جوسن على الطريق الى انطاكية ، وهكذا غذوا في حالة الدفاع بعد أن كانوا مهاجمين ، وخرج الحلبيون الى خيامهم فنالوا منها ما ارادوا ، بينما اتجه قسم اخر منهم لاستقبال البرسقي ، والاحتفاء به لدى وصوله ، وقد اردك الرجل ما يرمي اليه الصليبيون بانسحابهم واتخاذهم موقفا دفاعيا فلم يتسرع بمهاجمتهم قبل ان يعيد تنظيم قواته من جديد ، خوفا من نزول هزيمة فادحة بعساكره ، قد تعرض حلب للسقوط، وارسال طلائعه الكشفية لرد القوات المتقدمة الى معسكراتها في حلب وقال موضحها خطته هذه :مايؤمننا ان يرجعوا علينا ويهلك المسلمون؟ ولكن قد كفى الله شرهم فندخل الى البلد ونقويه وننظر الى مصالحه ، ونجمع لهم ان شاء الله ، ثم نخرج بعدزذلك اليهم ..
ومن ثم دخل البرسق حلب ، وبدأ يحل مشاكلها ورفع مستواها الاقتصادي والاجتماعي ، فنشر العدل واصدر مرسوما يرفع المكوس والمظالم المالية والغاء المصادرات وعمت عدالته الحلبيين جميعا بعدما منوا به من الظلم والمصادرات ، وتحكم المتسلطين طيلة فترة الحصار الصليبي ..
ولم يكتفي البرسقي بذلك بل قام بنشاط واسع بجلب المؤن والغلال الى المدينة كي يخفف من حدة الغلاء ويقضي على الضائقة التي يعانيها الحلبيون ، وما لبث النشاط الزراعي في منطقة حلب ان عاد الى حالته الطبيعية حيث استأنف المزارعون العمل في الاراضي التي شردوا منها ، كما عاد النشاط التجاري الى سابق عهده اعتمادا على ما تمتعت به المنطقة من امن واستقرار..
وهكذا استطاع البرسقي ان يحطم الطوق الذي احاط به الصليبيون حلب وان يخلص هذا الموقع الهام من اخطر محنة جابهته طيلة الحروب الصليبية ويوحده مع الموصل لأول مرة منذ بدء هذه الحروب ، الامر الذي اتاح لتحقيق انتصارات عديدة ضد الغزاة ..صفحة104.2..
رد عليه شرف الدين في اندهاش وقال:
إنه فعلا رجل عظيم لكنك ياسيدي قلت قبل هذا انه قتل فكيف كان ذلك؟؟
رد عليه الحاكم وقال :
في سنة520هـ ثامن ذي القعدة قتل قسيم الدولة اق سنقر البرسقي صاحب الموصل ، قتله الباطنية بمدينة الموصل يوم جمعة بالجامع وكان يصلي الجمعة مع العامة. وكان قد رأى تلك الليلة في منامه ان عدة من الكلاب ثاروا به ،فقتل بعضها ونال منه الباقي ما آذاه فقص رؤياه على اصحابه فاشاروا عليه بترك الخروج من داره عدة ايام ،فقال: لا اترك الجمعة لشيء ابدا ، فغلوا على رأيه ، ومنعوه من قصد الجمعة ،فعزم على ذلك ،فأخذ المصحف يقرأ فيه ،فأول ما قرأ
* وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا * سورة الاحزاب 38فركب الى الجامع على عادته وكان يصلي في الصف الأول فوثب عليه بضعة عشر نفسا عدة الكلاب التي رآها فجرحوه بالسكاكين ..
فجرح هو بيده منهم ثلاث وقتل رحمه الله ، كان مملوكا تركيا خيرا يحب اهل العلم والصالحين ويرى العدل ويفعله ، وكان من خير الولاة يحافظ على الصلوات في اوقاتها ، ويصلي من الليل متهجدا فرحمه الله تعالى ..
رد عليه شرف الدين قائلا:
رحمة الله عليه وعلى القائد مودود ، ما أقبح هؤلاء الباطنية إنهم هم والصليبيون عدويين في آن واحد ..
رد عليه الحاكم قائلا:
اثبت الباطنية عداءهم الكامل لقادة الجهاد الاسلامي في ذلك العصر وكأن خناجرهم المسمومة كانت تشق للصليبيين طريقا نحو تثبيت اقدامهم في بلاد الشام والجزيرة على حساب المسلمين ، وهكذا اثبتت وقائع التاريخ كيف التقى قادة الجهاد الاسلامي في ذلك العصر في بعض الأحيان في الشهادة من قبل شرف الدين مودود ، والآن نجد آق سنقر البرسقي يلقى نفس المصير ، وقد عكس ذلك كله فإن مسلك الاسماعيلية النزارية في ذلك الحين كان من اخطر معوقات حركة الجهاد ضد الغزاة نظرا لوجود عدويين في وقت واحد امام القيادات المسلمة السنية على نحو عكس المشاق البالغة التي واجهت اولئك القادة في الدفاع عن عقيدة الامة ودينها وأعراضها..صفحة105.2..
هذا وإن اق سنقر البرسقي قد استشهد فإن قائمة المجاهدين عامرة ومتأبة للقتال في سبيل الله ، ففي ربيع الاخر من عام 521هـ /1127 م عهد السلطان محمود إمارة الموصل الى عماد الدين زنكي ..
رد عليه شرف الدين وقال:
أسر كثيرا بسماع اسم هذا القائد وأشتاق الى معرفة المزيد عنه باسيدي ،فمن هو وكيف واجه كل ذلك؟؟..
ذلك ما سنتعرف عليه إن شاء الله في المرة القادمة ..
وفقكم الله وزادكم من نوره وبركاته وتقبل الله صيامكم وكل طاعاتكم وجعلنا واياكم وكل اهلينا والمسلمين والمسلمات في مشارق الارض ومغاربها من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ..
اللهم ءامين..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
يشرفني أن أكمل إليكم القصة وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بها ويجعلنا من الهاديين المهديين جميعا ويرزقنا الله جل وعلا رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة اللهم ءامين ..
-القطرة الخامسة عشر –
**.. رد عليه الحاكم قائلا : بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر رجل يسمى عبد الله بن سبأ ويسمى ايضا ابن السوداء وهو عربي يهودي من اهل صنعاء في اليمن وقد ادعى ابن سبأ أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الماشيح الذي سيرجع مرة اخرى ، فكان يقول: العجب ممن يزعم ان عيسى سيرجع ، ويكذب برجوع محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أيد رأيه بآية من القرآن *إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ *85 سورة القصص..
ومن ثم فإن محمد أحق بالرجوع من عيسى وقال ايضا أن في التوراة : لكل نبي وصي ، وان عليا زوج ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو وصيه ولذا فعلي خاتم الاوصياء بعد محمد خاتم النبيئين..
وذهب عبد الله ابن سبأ الى القول بالتناسخ وبحسب قوله ، فإن روح الرسول صلى الله عليه وسلم لم تمت مع محمد بل استمرت حية تتعاقب في ذريته ، فروح الله التي تبعث الحياة في الرسل تنتقل بعد وفاة احدهم الى آخر وأن روح النبوة بصفة خاصة انتقلت الى علي واستمرت في عائلته ، ومن ثم فعلي ليس مجرد خلف شرعي للخلفاء الذين سبقوه وهو ليس في مستوى واحد مع ابي بكر وعمر -رضي الله عنهما - اللذين اندسا مغتصبين بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذا الخلافة بغير وجه حق، كما هي الروح القدسية تجسدت معه وهو وريث الرسالة ، ومن تم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن لأمة ، تلك الأمة التي يجب ان يكون على إمامها مثل حي لله ، واستطاع ابن سبأ تكوين خلايا سرية في عديد من الأمصار الاسلامية التي مر بها – الحجاز ، البصرة والكوفة والشام ومصر- ، وجرت بينه وبين اعضاء هذه الخلايا مكاتبات وحاك ابن سبأ المؤامرات ووضع مخططات للثورة ، وبعد مقتل علي رضي الله عنه عام 40 هـ،661 م ـ انكر أن عليا قتل زاعما ان من قتل هو في واقع الامر شيطان يشبه عليا ، وان عليا نفسه فيه الجزء الالهي وانه هو الذي يجيء في السحاب ، وان الرعد صوته والبرق سوطه ، ولذا كان اتباعه يقولون عند سماع الرعد- السلام عليك يا امير المؤمنين- وانه لابد ان ينزل الى الارض فيملآها عدلا كما ملئت جورا ، وقد اسس ابن سبأ الطائفة السبئية التي تقول بألوهية علي ويقال للسبئية -الطيارة- لزعمهم انهم لا يموتون وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس قبيل انبلاج النهار ، ويقال ان عبد الله بن سبأ جاء الى الامام علي رصي الله عنه مع جماعته وقالو له : أنت الله ، فأحرقهم بالنار ، بجعلوا يقولون الآن صح عندنا أنه الله لأنه لا يعذب بالنار الا رب النار -5-128.
رد عليه شرف الدين قائلا: ماهذا الجنون ان عبد الله بن سبأ هذا يزرع الفتنة ويسقيها بالخرافات والأكاذيب والله إنها فتنة كبيرة ..
رد عله الحاكم وهو يهم بالجلوس : إن نظرة اهل السنة والجماعة في مسألة الخلافة نابعة بالأساس من نظرة القرآن لها ، والمثمتل بقوله تعالى في محكم كتابه * {
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ * سورة الشورى: آية 38] *
فالخلافة عند اهل السنة إذن هي امر يوجه دفته المسلمون أنفسهم بدليل نص الآية الكريمة ، وبموجب آليات وقوانين معينة ، ولما كانت الخلافة عند اهل السنة هكذا –مفهوما واسعا لا يقيده إلزام معين ، كان باب الترشيح بها مفتوحا على مصراعيه لكل من تتوفر في حقه الأهلية والجدارة لاعتلاء منصب الخليفة ، ليرى المسلمون بعد ذلك من خلال اهل الحل والعقد فيهم من من المرشحين يصلح لها أكثر من غيره فيبايعونه ، ومن تقصر بعض صفاته عن ان يفوز بسبق المفاضلة هذه فينصرفون عنه او يؤخرونه الى حين تحقق الاهليه والاستحقاق فيه ، كما يعطي اهل السنة والجماعة الحق للمسلمين في محاسبة هذا الخليفة ان بدر منه عجز او قصور ، وحتى إقالته والخروج عليه إن جاء بكفر صريح لا يحتمل التاويل او التبرير.
أما نظرة الشيعة لموضوع الخلافة فيختلف عن هذا النهج القرآني اختلافا جذريا ، إذ انهم يعتبرونها حقا محصورا ومقصورا على اثني عشر إماما فقط لا يحوز بأي حال من الأحوال ان يتجاوتهم لغيرهم او يخلوا الزمان من أحدهم مهما طال الزمان او قصر، ثم زعموا ان هؤلاء الأئمة ينبغي ان يكون منصوصا عليهم – بالاسلام والترتيب – من الله تعالى ، مصرين على زعمهم هذا بكل عناد وعنت دون أدنى رصيد على دعواهم تلك من نقل او عقل ، بل انهم عجزوا ان يدللوا على دعواهم تلك ولو يآية واحدة او جزء من آية من كتاب الله العزيز ، ثم أنهم اعتبروا الإمامة من اصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ، ورتبوا على كل ذلك نتيجة طبيعية مفادها الحكم بكفر كل من لم يؤمن بهذا الأصل او يعتقد به- تماما كمن ينكر اصل التوحيد او المعاد او النبوة ، ولم يكتفوا بذلك ، بل كفروا حتى من اقر بأصلها لكنه اتكر شخص احد الإمة الاثنى عشراو انكر استحقاقه لها ،6-216.217..عن سورة ابن كليب، عن اب جعفر عليه السلام قال : قلت له : قول الله عز وجل:* وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ * سورة الزمر اية60..؟؟ قال : من قال : *إني إمام وليس بإمام * قلت: وإن كان علويا ؟ ، قال / وإن كان علويا ، قلت / وإن كان من ولد علي بن ابي طالب عليه السلام؟قال: وإن كان *.6-222..
وفي مقابل هذا العدل والتوسط ترى النهج الشيعي المألوف بما فيه من زيع وقبح وضلال ، يحاول ان يشوه الصورة ويقلب الموازين ، فينفي جدارة كبار الصحابة –وتحديدا ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ويطعن في خلافتهم مع سبقهم في الاسلام ونصرهم له بالانفس والاموال ومع حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه لهم حتى انه صاهرهم وصاهروه وأدناهم منه ، فكانوا احب صحابته اليه واقربهم الى قلبه مع ثناء الله تعالى في اكثر من موضع في القران الكريم وتصريحه برضاه عنهم ورضاهم عنه في عدة ايات كقوله تعالى : *** والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عتهم ورضوا عنه . وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا . ذلك الفوز العظيم .** صدق الله العظيم. سورة التوبة اية ..101 *..
وهذا عثمان رضي الله عنه قد تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شرف لم ينله احد من الصحابة غيره ولذا لقب بذي النورين ، وهذا ابو بكر فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنته عائشة رصي الله عنها ، وكذا عمر تزوج رسول الله بنته حفصة رضي الله عنهم اجمعين ، وهو بدوره اي عمر رضي الله عنه قد تزوج من ام كلثوم بنت علي بت ابي طالب رضي الله عنه ..
رد شرف الدين وقال : اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد اللهم ارضى عن أصحاب رسول الله من المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان ، اللهم صل على من إذا تكلم كفى ومن إذا صاحب صفى وإذا عاهد وفى وسميته حبيبا ومحبوبا ومصطفى..
رد عليه الحاكم قائلا : نعم يا بني فقد صعد النبي صلى الله عليه وسلم الى السماوات العلى ليرى من آيات ربه الكبرى ، وكان المسجد الاقصى هو المكان الذي صعد منه ..وكان حدث المعراج شرفا آثر الله به النبي العظيم من ذلكم المسجد العظيم ليرقى الى مأ عظيم في ليلة عظيمة.. فبعد ان توطدت دعائم الدولة الاسلامية الناشئة في المدينة المنورة ، وبعد ان تم فتح مكة المكرمة واعز الله دينه فيها .. تلفتت أنظار النبي صلى الله عليه وسلم صوب بيت المقدس في الشام ليطهرها من ادران الشرك الروماني النصراني ، كما طهر مكة من اوضار الشرك العربي الوثني ، ولتبدأ بذلك الخطوة الأولى نحو الهدف الكبير ، تحرير الأرض المقدسة ، وتكسير الآصار التي حلت بها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث برسائل الى هرقل عظيم الروم يدعوه الى الاسلام ،وبعث الحاث بن عمير الازدي الى عظيم بصرة وحاكهما من قبل الروم شرحبيل بن عمرو الغساني ، ولكنه اوثق المبعوث رباطا وقتله ، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره ، فنذب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للخروج للشام في العام الثامن من الهجرة ، فاجتمع من المسلمي ثلاثة آلاف مقاتل قد تهيؤوا الخروج الى مؤتة وهي منطقة تقع شمال البتراء في شرق الاردن ، قرب الطرف الجنوبي للبحر الميت من جهة الشرق، ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم معهم ، وفي هذه العزوة قتل زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب ثم عبد الله بن رواحة الذي تناول الراية من يد اخيه جعفر بعد استشهاده ، ثم لما قتل بن رواحة شهيدا التقف الراية سيف الله المسلول خالد ابن الوليد ، ففتح الله عليه بأن انسحب ببقية الجيش انسحابا آمنا بعد أن ناوش الروم و نال منهم حين انسحابه ، وقد حمد له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنيع ..
رد عليه شرف الدين قائلا: سبحان الله ما اعظم هؤلاء القادة وما اجمل ايامهم التي كانت بجوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ترى هل يمكن ان تعود تلك الأيام ؟؟ وهل يمكن ان اكون مثلهم؟؟..
ذلك ما سنتعرف عليه في اللقاء القادم ان شاء الله تعالى ..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله ..
اسال الله تعالى ان يبارك فيكم ويسدد خطاكم ..
اللهم ارحم امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
لا اله الا الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ونواصل بإذن الله تعالى :
القطرة 16..
..( رد عليه الحاكم قائلا : ستكون بإذن الله مثلهم ، لكن قبل ذلك يجب ان تعرف سيرتهم الطاهرة حتى تسير على ركب النور والخير وترد كل ظالم ومعتد ..
رد عليه شرف الدين قائلا: هذا صحيح يا سيدي ، ولا شك فالروم سيقفون ضد هذا النور ليطفئوه ..
رد عليه الحاكم وقال : إن الروم قد بات بحشد الجيوش للاغارة على دولة الاسلام لتضمن البقاء جاتمة على ارض بيت المقدس ممسكة بزعامة العالم النصراني من هناك حيث الارض التي ولد عليها عيسى عليه السلام ومنها رفع ، وهم يدعون انه صلب وقتل ثم دفن فيها ..
واعد الرومان حشودهم ليعيدوا الكرة ، وليضربوا الاسلام من شمال الجزيرة ضربة ترده من حيث جاء . وتوصد عليه باب الحدود فلا يستطييع التسرب منها الى الارض المقدسة ، وتنامت الى سماع المسلمين انباء الاعداد النصراي ، ومع ان قتال الروم ليس بالغزوة السهلة او المواقعة اليسيرة لكون دولتهم دولة عظمى آنذاك تبسط سيطرتها على عدة قارات مع ما تملك من الموارد الكثيرة رجالا واموالا..
مع ذلك كله لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم بدا من استنفار المسلمين لملاقات ذلك العدو المستكبر ، وذلك بعد منصرفه من الطائف في السنة التاسعة للهجرة ، وقد اكتنف إعداد الجيش الذي انشىء لقتال الروم في الشام ظروف عصيبة ، حتى سمي جيش العسرة ، والايات التي نزلت في القران متعلفة بعزوة العسرة هي اصول ما نزل في قتال بين اهل الاسلام وغيرهم من ملل الكفر ..
فسورة التوبة تفيض بصفحات طوال عن انباء واحوال جيش العسرة ، ولما بلغ الجيش الاسلامي تبوك لم يجد الرومان أثر يدل على استعدادات للحرب ، فيبدوا انهم آثروا الاختفاء عن ملاقاة حيش الاسلام الفتي الذي خرج في عدد لم يخرج المسلمون بمثله من قبل ، إذ كان نحوا من ثلاثين الفا من المقاتلين المعبئين تعبئة لم تسبق لجيش اسلامي .
وجاء ختام الغزوة طمأنينة بعد ان ازال رهبة نزال الروم من قلوب المسلمين ، وكسر حاجز الخوف من لقائهم به ..
بعد ان عاد النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع الى المدينة المنورة امر المسلمين بالتهيؤ لعزو معاقل الروم في ارض الشام ، واختار لأمرة هذا العزو اسامة بن زيد -رضي الله عنهما -..
وكان ذلك مع مبدأ شكواه صلى الله عليه وسلم من مرضه الذي توفي فيه ..
وتجهز الجيش وخرج بقيادة اسامة بن زيد الى ظاهر المدينة وعسكر بالجرف وفي هذا الوقت اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم شكواه التي قبضه الله تعالى فيها ، فأقام الجيش هناك ينتظروف ما الله قاصض في هذا الامر ..
اختار الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم للقائه ، وآثر صلى الله عليه وسلم الرفيق الاعلى على البقاء في الدنيا واختارت الامة ابا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظروف عصيبة ومنعطف حاد في مسيرة الدعوة الاسلامية ..
وبدأ الخليفة الجديد في ترتيب امور الدولة والابقاء على النظام والاستقرار فيها ، ووجد بعث اسامة ينتظروف قرارا بالانفاذ او الايقاف ، ولكن الصديق كعادته في الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابى الا ان ينفذ جيشا اعده الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ..
ووجه الجيش الى تخوم البلفاء فسار الى حيث وجهه ابو بكر ، ولم يكد عهد ابي بكر يستقر حتى تداعت فتنة العرب المرتدين تتكالب على امة لم تندمل جراحها بعد بسبب مصابها الجلل في قائدها وإمامها ونبيها صلى الله عليه وسلم ، وشمر اهل الدعوة للدفاع المستميث عنها في حقبة رهيبة ، ومع ذلك لم ينشغل القائد الخليفة بمهم الاحداث عن أهمها، ولم تلفه تداخلاتها ، بل نسق جهوده ورتب خطواته في مسيرة الحفاظ على الامانة التي تحملها امام الله تعالى وامام الامة ، وادرك ابو بكر خطورة الخطوة التي تجرأ عليها المرتدون ، وعزم على قتالهم ، وقتال مانعي الزكاة ، ولم يلتفت الى نصح من نصحه بالكف عنهم وقال قولته :* والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة* ..
وقال: والله لأقاتلنهم حتى نتفرد سالفتي ، ولو خالفتني يميني لقاتلتهم بشمالي *.. ونصح ابو بكر بالاستفاذة من بعث اسامة في قتال المرتدين ، ولكنه اصر على انفاذ جيش اسامة..
وأتم الله تعالى لأبي بكر النصر الحاسم عى المرتدين ، وتوجه نظره بعد ذلك الى توجيه حيش اسلامي كبير الى الشام والعراق ، فوجه ابو عبيدة عامر بن الجراح الى حمص ، وولاه امرة الجيوش ، كما ارسل يزيد بن ابي سفيان الى دمشق ، وعمروا بن العاص الى فلسطين ، وشرحبيل من حسنة لوادي الاردن ، وكان عدد هذه الجيوش يقارب الاثني عشر الفا .
ثم اسند ابو بكر القيادة العامة لجيش الشام الى خالد ين الوليد رضي الله عنه ، بعد انتهائه من قتال الفرس في العراق ، وبدأ الصدام بين جند الرحمان وجد الشيطان ، والتقى يزيد بن ابي سفيان في وادي عربة جيشا نصرانيا يقوده البطريرك *سورجيوس-.. فهزمه شر هزيمة سنة 13 هـ ، قم وقع الالتقاء الثاني بين جيش اسلامي وجيش الروم بقيادة -ثيودورس- شقيق هرقل في حمص ، وعين قائدا اخر هو -وردان- على اثني عشر الف مقاتل ووجهه الى بعلبك ، وامره ان يحاول منع المسلمين من التجمع تحت قيادة خالد بن الوليد الذي كان محاصرا لدمشق في ذلك الوقت ، وجرت محاورات والتفافات قرر هرقل بعدها تجميع جنوده من اجنادين ، فتجمع جمع مبارك من افذاذ القادة المسلمين حتى ينهزم الجمع المشرك ويولوا الادبار ..
حضر شرحبيل بن حسنة بجيشه وكان بارض بصرى ، ومعاذ بن جبل وكان بحوران ، ويزيد بن ابي سفيان وكان بالبلقاء ، والنعمان بن المغيرة وكان بارض اركة وتدمر ، اما عمروا بن العاص فكان بفلسطين ، واتجه الجمع الى اجنادين بفلسطين ، يتقدمهم سيف الله المسلول ، وكان في المؤخرة ابو عبيدة بن الجراح معه الاحمال والاموال ، وبدأت رحى المعركة تدور بضراوة حتى انجلى عبارها عن نصر مظفر لاهل لا اله الا الله ..
وتمخضت ملاحم النصر عن فتح عدة مدن بفلسطين منها : نابلس وعسقلان وعزة والرملة وعكا واللد ، وفتح عمرو بن العاص مدنا اخرى منها يافا ورفح ، وبهذا مهدت الحيوش الاسلامية في خلافة ابي بكر الصديق الطريق للزحف نحو بيت المقدس..
وطار الرشاد من عقل الدولة البيزنطية وهي تعاين معاقلها تتهاوى وحصونها تندك تحت اقدام جند الله المؤمنين ، فحشدت جيوشا جرارة اخرى قوامها خمسون الفا ، وقيل مائة الف مقاتل ، وتجمع الجيش الروماني في اليرموك بقيادة -تيودورس- اخي هرقل ليواجه جيش المسلمين البالغ خمسة وعشرين الفا منهم الف صحابي ومائة بدري ، الا ان الله عز وجل نصر جنده مرة ثانية وفتح للمسلمين فتحا مبينا ، وتمت السيطرة على المنطقة الوسطى من سوريا التي تحمي ظهورهم بالبادية مما مهد فتح بيت المقدس بعد ذلك .
وبعد هذه الاحداث بوقت قريب لحق ابو بكر بملأ السماء ، وظفر جتمانه الطاهر بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم:22 جمادى الاخرى سنة 13 هـ ، بعد ا انجز الوعد ووفى بالعهد ..-49..1..
رد عليه شرف الدين قائلا :
سبحان الله العظيم ما اعظم هؤلاء الرجال ؟، وما اكبر شوقهم نحو بيت المقدس ..
ترى كيف كان في تلك الايام ؟؟..
وكيف وصلوا اليه بعد كل هذا الطريق الشاق ؟؟..
ذلك ما سنتعرف عليه باذن الله فالى اللقاء القادم ان شاء الله تعالى
**
اللهم اغفر وارحم وانت ارحم الراحمين ..
سبحان الله كم نشتاق اليك يا سيدنا يارسول الله ..
اللهم برحمتك ارحم كل امة سيدنا محمد الله عليه وسلم ..
اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين ..
اللهم انصر اخواننا المجاهدين في سبيلك يا رب العالمين ..
ترى هل سيرجع اولئك الابطال من جديد..؟؟
اللهم نصرك القريب يارب العالمين..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله ..
اسال الله تعالى ان يبارك فيكم ويسدد خطاكم ..
اللهم ارحم امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
لا اله الا الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ونواصل بإذن الله تعالى :
القطرة 17..
** أجاب الحاكم قائلا : انتهى دور خالد بن الوليد رضي الله عنه في قيادة جيش اليرموك بإنتهاء حياة ابي بكر رضي الله عنه ، وعين عمر بن الخطاب ابا عبيدة قائدا بعد خالد ، حتى لا يفتن الناس بخالد المظفر الذي لم يهزم في معركة قط ..
وحتى يعلموا ان النصر من عند الله وليس من عند خالد ..
ووجه عمر بن الخطاب ابا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لفتح المدينة المقدسة ..
وكان معسكرا بالجابية ، وهي قريبة من منطقة الجولان الآن ، ولما وصله رسول عمر قام ابو عبيدة بتوجيه خالد بن الوليد في خمسة الاف فارس نحو بيت المقدس ..
ثم اتبعه بخمسة آلاف آخرين بقيادة يزيد بن ابي سفيان ، ثم خمسة آلاف بقيادة شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنهم جميعا- ..
ولما اجتمعت الجيوش كلها ولحق بها ابو عبيدة ، وضربوا الحصار حول المدينة المقدسة في ايام برد شديد، حتى استيأس أهل إيلياء من مغالبة الحصار بعد مرور اربعة اشهر ..
فطلبوا الصلح من ابي عبيدة على ان يتولى الخليفة عمر بنفسه استلام المدينة ليضمنوا العهد والامان منه - وأجابهم ابو عبيدة الى مرادهم وارسل طالبا الى الخليفة عمر رضي الله عنه ان يحضر لتسلم المدينة ، وجاء وفد ابو عبيدة الى المدينة وبصحبتهم وفد من النصارى ..
فسألوا عن امير المؤمنين ليببلغوه طلب رؤسائهم ، واشتد عجبهم عندما رأوا قائد دولة المسلمين ، مفترشا الأرض تحت ظل شجرة يحتمي بها من قيظ الحر..
أجابهم عمر وقرر الخروج الى الياء ، وكانت لا تزال تسمى بهذا الاسم ..
ووصل عمر الفاروق المظفر الى المدينة ليحرر مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من آصار الشرك الصليبي ..
ودخل القدس على طريق جبل المكبر ، وهو جبل طور زيتا الذي يسمى بهذا الاسم لأن عمر رضي الله عنه ، لما اشرف على المدينة المقدسة من فوقه كبر وكبر معه المسلمون ..
وكان عمر رضي الله عنه ممتطيا بعيرا احمر عليه غرارتان في احدهما سويق وفي الاخر تمر ، وبين يدي قربة مملوءة بالماء . وخلفه جفنة للزاد ..
وذكر ابن الجوزي انه كان يتبادل مع غلام له الركوب على الراحلة ، وعندما بلغ الخليفة سور المدينة كان دور الركوب لغلامه فنزل عمر وركب الغلام وعمر يمسك بخطام البعير ..
فلما رآه المحاصرون آخذا بمقود الراحلة وغلامه فوقها اكبروه ، وبكى بطريرك النصارى -صفرنيوس- وقال : إن دولتكم باقية على الدهر ، فدولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة *..
وكتب عمر وثيقة الامان ، وبعد ان انتهى من كتابتها طلب من البطريرك أن يدله على مكان مسجد داود فساروا وسار معهما اربعة الاف من المسلمين متقلدين سيوفهم حتى وصلوا الباب المسمى باب محمد ، وكان الباب يكاد يغلق لانحدار ما في داخل السور من الزبالة على درجه ..
فتجشم الجميع الدخول الى الصحن ..
ونظر عمر يمينا ثم قال الله اكبر ، هذا والذي نفسي بيده مسجد داود عليه السلام الذي اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اسري به اليه *..
وكان على الصخرة زبل كثير مما طرحته الروم غيظا لبني اسرائيل فبسط عمر رداءه وجعل يزيل هذا الزبل والمسلمون يحذون حذوه ، ومضى عمر نحو مكان محراب داود فصلى فيه وقرأ سورة * ص * ، وسجد ..
وذكر المؤرخون ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل الساحة سأل كعب الاحبار الذي كان من حنود الفتح ، وكان يهوديا فأسلم رضي الله عنه ، سأله عن مكان الصخرة ، فدله عليها وكانت مغطات بالزبل ، فازال عمر ومعه المسلمون الزبل من عليها ، وقرر ان يبني هناك مسجدا ..
فاستشار كعب الاحبار فاشار عليه ان يبنيه خلف الصخرة لتجتمع قبلتا موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن عمر رفض وقال له:*ظاهيت اليهود يا كعب ، وأقام المسجد امام الصخرة وجعلها في مؤخرته *..52 -1-..
رد عليه شرف الدين وقال :
ياله من رجل عظيم وياله من فتح عظيم حقا ، لكن ماذا كان في اوثيقة الامان ؟؟..
اجاب الحاكم قائلا إنها العهدة العمرية ولقد جاء فيها :
** هذا ما أعطى عبد الله امير المؤمنين - عمر بن الخهطاب - أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمان لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ، ولا تهدم ، ولا ينتقص منها ، ولا من خيرها ، ولا من صلبهم ولا من شيء من اموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار احد منهم ، ولايسكن بإيلياء *القدس * معهم احد من اليهود ، وعلى اهل ايلياء ان يعطوا الجزية كما يعطي اهل المدائن ، وعليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مامنهم ، ومن اقام منهم فهو آمن ، وعليه مثل ما على اهل ايلياء من الجزية ، ومن احب من اهل ايلياء ان يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على انفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم ، وحتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان فيها من اهل الارض ، فمن شاء منه قعد وعليه مثل ما على اهل ايلياء من الجزية ، ومن شاء سار مع الروم ، ومن رجع الى اهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم ..
شهد على ذلك الصحابة الكرام..
خالد بن الوليد ، عمر بن العاص ، عبد الرحمان بن عوف ، معاوية بن ابي سفيان ..52-1-..
رد عليه شرف الدين قائلا :
الله اكبر ياله من فتح كبير ، الحمد لله ، وما اعظم تلك العهدة العمرية التي اعطت للنصارى حقوقهم كاملة حتى لا يقول احد من الناس ان النصارى يفقدون قيمتهم مع المسلمين فما أحداعطى الحق للنصارى مثل المسلمين ، ولقد احسن صنيعا الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين منع اليهود من السكن في القدس لقد كان يعرف مكرهم وكثرة تدنيسهم للاماكن المقدسة ..
رد عليه الحاكم قائلا:
نعم يا ولدي هذا صحيح وكذلك البعثة التي اأتت الى البلدة قبل أيام برئاسة اليهودي حاييم وايزمان ، لقد جاءت لتدنس هذه الارض الطاهرة ..
رد عليه شرف الدين :
لقد سمعت انها زارت القاهرة قبل ذلك : ترى ما الذي جرى هناك ؟؟
وماذا يخبئ لنا هؤلاء اليهود الماكرون ومن يتحالف معهم في مكرهم وخبثهم؟؟..
..
ذلك ما سنتعرف عليه ان شاء الله تعالى في اللقاء القادم فكونوا معنا في الموعد بارك الله فيكم وسدد خطاكم ..
واسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته