يتناول الكتاب آداب الحوار، وأهمية الحوار، وأساليب الحوار، وفوائد الحوار وفنونه، من خلال استعراض سمات الحوار النبوي في جمال أهداف الحوار، وجمال وسائل الحوار، وتوضيح ذلك بمواقف من السيرة النبوية.
فكرة الكتاب
يسعى كثير من المسلمين للبحث عن فنون الحوار والتواصل مع الآخرين في الكتب الغربيَّة، وعند كُتَّاب ومؤلِّفين مهما بلغت مهارتهم فلن يبلغوا عُشر معشار ما كان لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القدرات والمهارات في فنِّ الحوار والتواصل.
لهذا كانت فكرة الكتاب تتناول حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وإن كان له صلى الله عليه وسلم صورٌ كثيرة للحوار مع كل طوائف الناس: المسلم والكافر، والرجل والمرأة، والشيخ والطفل، والحرّ والعبد، وفي كل مواقف الحياة من التعارف إلى التعليم إلى المفاوضات، إلى الحديث مع الأسرى... إلى غير ذلك من مواقف الحياة المتنوِّعَة.
إن كتاب "أجمل حوار" يستعرض مواقف الحوار مع الصحابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليُثبت حقيقةً مفادها: أن الحوار كان أحد معالم منهج حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن حدثًا نادرًا في مواقف عارضة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن دكتاتورًا يأمر وينهر ولا يطيق سماع رأي آخر ككثير من الناس في بيوتهم، أو الحُكَّام في ملكهم، بل كان صلى الله عليه وسلم كثير الحوار، محسنًا الاستماع للآخرين.
مختصر الكتاب
الحوار بين البشر هو الوسيلة الأساسية للتواصل قبل أن يكون وسيلة تعليمية أو غيرها؛ فالإنسان كائن مجتمعي لا يعيش إلاَّ في جماعة، ولكي يستطيع الحياة مع هذه الجماعة، ولكي يُعَبِّرَ عن احتياجاته الأساسية لا بُدَّ له من الحوار مع مَنْ حوله؛ فالطفل يحتاج إلى أن يطلب من والديه ما يُريد، وهكذا.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل مَن استخدم الحوار على الإطلاق؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم وظيفة الحوار، وفوائده، وأساليبه، وآدابه، وفنونه، وقد مارسها صلى الله عليه وسلم على أحسن ما يكون طوال حياته مع المسلم والكافر، مع الرجل والمرأة، مع الشيخ والطفل على حدٍّ سواء.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم الحوار كوسيلة للتواصل والتراحم مع الآخرين.
سمات الحوار النبوي
كان حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة متميزًا في أمرين مهمَّيْنِ؛ هما:
أ- جمال الأهداف.
ب- جمال الوسائل.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالحوار؛ لكي يقطع الوقت أو ليملأ الفراغ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يستغلُّ الحوار ليلجَّ في الخصومة أو من أجل الظهور والغلبة، وإنما كان حوار الرسول صلى الله عليه وسلم لأهداف رائعة، وكان كثيرًا ما يُحَقِّق أكثر من هدف في الحوار الواحد، أو يُحَقِّق كلَّ تلك الأهداف مجتمعة، ومن هذه الأهداف:
التعارف، تلطيف العلاقات مع الصاحب، التعليم، إزالة شبهات، التحقيق في قضايا والحكم فيها، البحث عن الرأي الأفضل (الشورى).
ولكلٍّ من هذه الأهداف مواقفها في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
جمال الوسائل
وكما وجدنا الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجًا وقدوة في جمال أهدافه من الحوار، فإننا نجده كذلك في وسائله في الحوار؛ ومن هذه الوسائل:
أدب التعبير وانتقاء الألفاظ، الاستماع إلى الطرف الآخر، الابتسامة أثناء الحوار، قبول الرأي الآخر وعدم الدخول في الجدل الطويل، تقدير الحالة النفسية للطرف الآخر، عدم السخرية أو الاستهزاء بالأخطاء الساذجة، القوَّة في الحق، المدح دون كذب والثناء دون مبالغة، الصبر على أذى الطرف الثاني، التشويق لإذهاب الملل ولفت الانتباه، إظهار الحب للطرف الآخر والحرص عليه... وغير ذلك من الوسائل.
ولكلٍّ من هذه الوسائل مواقفها في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا الكتاب
الحوار هو كلمة السرِّ للتواصل بين الناس، والوسيلة الأكيدة لفتح القلوب المغلقة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن من استخدم وسيلة الحوار مع أصحابه؛ ليصل إلى قلوبهم وعقولهم على حدِّ سواء.
وهذا الكتاب يضع أيدينا على عظمة أهداف الرسول صلى الله عليه وسلم من حواراته، وكذا على عظمة وسائله في ذلك.. إنه كتاب يهمُّ كل مسلم، وكل من يسعى إلى مدِّ جسور التفاهم والتقارب مع الآخرين.
نبذة عن الكتاب
عنوان الكتاب/ أجمل حوار .. حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه.