قال الشيخ قطب الدين اليونيني في تاريخه ونقله عنه المقريزي في كتابه السلوك; قال: مات الملك الظاهر بيبرس مسموما في حكاية جاء فيها, أن الظاهر كان مولعا بعلم النجوم, فقيل له إنه سيموت بدمشق في سنة 676هـ ملك بالسم, فاغتم لما سمع. وكان فيه حسد لمن يطاوله في الشجاعة والإقدام خوفا منه أن ينتزع منه الملك. وفي الوقعة التي جرت مع المغول في (البستين) سنة 675هـ قاتل معه الملك القاهر بهاء الدين عبد الملك ابن الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب, وأبلى في الموقعة بلاء عطيما أنكى به العدو وتعجب الناس من شجاعته فأثر ذلك عند الظاهر وحسده وأخذ يتحيل في سمه ليصح عنده ما دلت عليه النجوم من موت ملك بالشام, وكان عبد الملك بن عيسى يطلق عليه اسم الملك فدعاه الظاهر لشرب القمز (نوع من النبيذ) كان بيبرس مولعا به, وقد أعد سما من غير أن يشعر به أحد . ولما حضر عبد الملك أخذ بيبرس كأسا ليناوله بيده إلى عبد الملك, وكان هذا لمن يريد السلطان أن يكرمه, وقام عبد الملك لقضاء حاجته فوضع بيبرس السم في الكأس وأمسكه بيده, ولما عاد ناوله إياه فشرب جميع ما فيه, وقام بيبرس لقضاء الحاجة فأخذ الساقي الكأس من يد عبد الملك وملأه بالشراب من غير أن يشعر بما وضع بيبرس فيه من السم. ولما عاد بيبرس إلى المجلس تناول الكأس وعبه وهو لا يعلم أنه الكأس الذي وضع فيه السم. فأحس بمفعول السم وعلم أنه قد شرب بقايا السم الذي كان في الشراب, فتقيأ فلم يفده, ولم يلبث أن توفي
منقول