هل سرق هيكل رواية "زينب" من جان جاك روسو ؟!
هل سمعت أو قرأت أن رواية (زينب) هي أول رواية عربية ؟ جميل هل قرأتها ؟ بما أنك قرأتها هل شعرت أنها تتوافق مع مجتمعنا الإسلامي ؟ هل أحسست أنها تتوافق مع الريف المصري كما حدد هيكل الإطار المكاني للرواية ؟ هل تراها تناسب الريف المصري سنة 1910 ميلاديا كما هي سنة تأليفها ؟ ماذا لو قلتُ لك : إن رواية زينب ما هي إلا سرقة أدبية - كمصطلح نقدي معروف - مسروقة من رواية هلويز الجديدة للأديب الفرنسي جان جاك روسو (مع تعديلات طفيفة من هيكل لإخفاء ذلك) ؟! كنت أستطيع أن أجعل موضوعي هذا موضوعا تلقينيا لكنني أردت - أولا - أن أشرككم معي في الحوار و النقاش ثانيا : لأن هذا الموضوع من كتاباتي (بناء على دراسة نقدية بين الروايتين في علم الأدب المقارن) فكل حرف فيه بخط يدي ((الكيبورد ^ _ ^ )) ، و بتوثيق من كتب دراستي الجامعية المطبوعة (أي : لم أعتمد فيه قط على النت) لذلك سوف أجعل الموضوع - إن شاء الله - على فقرات ، و كل فقرة أتناول فيها تقنية من تقنيات المقارنة الروائية بين الروايتين حتى أعطي كل فقرة حقها من النقاش و التوثيق العلمي لها رواية هلويز الجديدة لجان جاك روسو & رواية زينب لمحمد حسين هيكل دراسة أدبية نقدية مقارنة بين الروايتين أسأل الله أن يوفقني في حسن عرضها و أن تستفيدوا من هذه الدراسة و أنتظر منكم الردود المشجعة قبل البدء في عرض التقنيات الفنية المقارنة أخوكم أحمد 24 جمادى الآخر 1430 هجريا الأربعاء 17 / 6 / 2009 ميلاديا |
رد: هل سرق هيكل رواية "زينب" من جان جاك روسو ؟!
حاشية (1) على الموضوع :معظم الروائيين و القصّاصين العلمانيين من العرب ينقلون عن الغرب لذلك تجد أن عالم الدين المسلم عندهم صورة طبق الأصل من الراهب أو كاهن الكنيسة أو رجل الدين النصراني حيث إنهم - أي : الكتَّاب العلمانيين - يختارون النموذج الصوفي الدراويشي (الرجل العبيط الأبله الذي لا يعرف إلا التمائم و سجع الكهان المترهبن داخل الصومعة الجاهل بأمور الناس و الدنيا) و ذلك لقربه من رجل الدين النصراني ! كما إنهم يصورن الريف المصري في الستينيات بالريف الأوروبي الرومانسي و قصة حب بين البطل و البطلة مع أن الريف المصري وقتها كان يعاني من الجهل و الفقر و المرض فلم يحسنوا التعبير عن مشكلات الفلاح و الريف في مصر كل ذلك بسبب التقليد الأعمى للغرب و بسبب السرقات الأدبية للأدب الغربي التي فضحها (علم الأدب المقارن) بعد ذلك ؛ و لأنهم كتبوا عن الريف الأوروبي و لم يكتبوا عن الريف المصري أنتظر دخول إخوتي الكرام حتى أتشجع لكتابة الفقرة الأولى _____________ وقت كتابة الحاشية الأولى : مغرب يوم السبت 20-6-2009 ميلاديا الموافق : 27 جمادى الآخر 1430 هجريا أخوكم أحمد |
رد: هل سرق هيكل رواية "زينب" من جان جاك روسو ؟!
الفقرة (1) بسم الله الرحمن الرحيم عناصر الفقرة : 1 - مقدمة تمهيدية عن دراسة هيكل بفرنسا و عشقه للأدب الفرنسي عموما و لكتبات روسو بوجه خاص . 2 - عنوان الروايتين (هلويز الجديد لروسو & زينب لهيكل) 3 - توقيع كل من روسو و هيكل على روايته . أولا : المقدمة التمهيدية : سافر محمد حسين هيكل سنة 1909 ميلاديا إلى باريس للحصول على شهادة الحقوق (كعادة الطبقة الأرستقراطية وقتها) ، لكنه واجه صعوبة بالغة في تعلم اللغة الفرنسية - رغم اتقانه للغة الإنجليزية - فكاد يغير وجهه شطر لندن ليدرس الحقوق بإحدى جامعاتها لولا أن نصحه الأستاذ أحمد لطفي السيد بالتهمل و التريث و الصبر على تعلم الفرنسية . و بالفعل ؛ ما إن درس هيكل الفرنسية و ثابر على تعلمها حتى عشقها و انبهر بآدابها و كتَّابها و بخاصة الأديب الفيلسوف / جان جاك روسو الذي خصص له هيكل كتابا خاصا كاملا ترجم له فيه (و هو ما لم يفعله مع أي كاتب آخر) ! يقول هيكل - في مقدمة رواية زينب - : (فلما أكببت على دراسة تلك اللغة - يقصد : الفرنسية - و آدابها رأيت فيها غير ما رأيت من قبل في الآدب الفرنسية و الآداب العربية) ! و هذا أفسّره - أحمد (كاتب الموضوع) - بما ذكره ابن خلدون (المتوفى في 808 هجريا) في مقدمته حيث قال : (إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده و السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أولما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لها اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه و الله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس لم إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب و هذا راجع للأول و لذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه و مركبه و سلاحه في اتخاذها و أشكالها بل و في سائر أحواله و انظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائماً و ما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم و انظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية و جند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى و لها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و الاقتداء حظ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم و شاراتهم و الكثير من عوائدهم و أحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدان و المصانع و البيوت حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء و الأمر لله. و تأمل في هذا سر قولهم العامة على دين الملك فإنه من بابه إذ الملك غالب لمن تحت يده و الرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم و المتعلمين بمعلميهم و الله العليم الحكيم و به سبحانه و تعالى التوفيق) انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله . نعود إلى موضوعنا كان العرب قبل هذه الفترة - و باعتراف جميع النقاد و دارسي الأدب العربي - لم يعرفوا الرواية كفَنٍّ نثري غربي (أقصد الرواية التي على النمط الأوروبي) ، و لكنهم عرفوا و ابتكروا فنونا أخرى عربية على مدى حوالي 16 قرن من الزمان ((200 سنة قبل الإسلام و 14 قرن بعده حتى وقت كتابة الرواية)) (فكل أمة لها خصائصها و فنونها التي تتميز بها عن الأمم الأخرى) . بدأ هيكل يكتب روايته زينب (و معظم النقاد يعتبرونها أول رواية عربية) في سنة 1910 أي : بعد تعلمه الفرنسية بعام واحد فقط ! و قد اعتبرها الناقد الفرنسي هنري بريس من " السرقات الأدبية" في دراستين مقارنتين أعدهما سنتي 1955 و 1959 و هو أول من قارن بين الروايتين . و خرجت إلى الوجود سنة 1914 ميلاديا تحت توقيع (فلاح مصري) و لم يوقع هيكل باسمه عليها في هذه الطبعة (الطبعة الأولى) ! و هذا ما سنتناوله في العنصر الثالث إن شاء الله العنصر الثاني : عنوان الروايتين يتشابه العنوانان في أمور منها : 1 - وجود الشخصية النسائية في العنوانين : فعند روسو : (جولي) أو (هلويز الجديدة) بينما عند هيكل : (زينب) و الحق أن وجود الشخصية النسائية في عنوان رواية روسو أمر طبيعي و مستساغ ؛ ذلك لأن جولي (أو هلويز) هي الشخصية الرئيسية في الرواية . أما في رواية هيكل : فلم تكن (زينب) هي الشخصية الرئيسية ؛ بل كانت شخصية حامد الذي جعله هيكل -عن طريق أسلوبه في السرد - الشخصية الرئيسية الأولى في الرواية ! و قد اعتبر بعض النقاد - الدكتور طه وادي - أن حامد هو هيكل نفسه ، و أن الرواية هي لون من ألوان الترجمة الذاتية ! فلم يكن من المستساغ أن تكون (زينب) هي التي تمثل عنوان الرواية . (و قد ربط بعض النقاد بين اسمي "هلويز" و "زينب" من الناحية الصوتية و اتفاقهما في حرفي الياء و الزاي كالدكتور أحمد درويش في كتابه (نظرية الأدب المقارن ، و تجلياتها في الأدب العربي) 2 - العنصر المكاني في العنوان : فرواية "هلويز الجديدة" عنوانها الأصلي الذي صدرت به سنة 1761 ميلاديا هو : (جولي أو هلويز الجديدة : رسائل لعاشقين يعيشان في مدينة صغيرة تحت سفح جبال الألب) . و كذلك رواية هيكل عنوانها : (زينب ، مناظر و أخلاق ريفية) . العنصر الثالث (التوقيع) : وقع هيكل على روايته في الطبعة الأولى باسم مستعار هو (فلاح مصري) و لم يكتب اسمه خوفا على مكانته في مهنة المحاماة كما ذكر في مقدمة روايته في طبعة أخرى صفحة 7 . و كذالك روسو قد وقع - أيضا - باسم مستعار هو : (مواطن من جنيف) لكن الاختلاف بينهما أن روسو ألحق به اسمه . فروسو قد ذكر هذا الاسم المستعار اعتزازا و انتماءً لوطنه أما هيكل فقد ذكره خجلا و خوفا . _____________________ إن شاء الله هناك من النقاط الأخرى الكثيرة التي سنتكلم فيها في فقرات أخرى ، منها : 1 - الشخصية الرئيسية في الروايتين 2 - الرسائل بين الحبيبين في الروايتين . 3 - الطبيعة في الروايتين . 4 - معالجة قضية فشل قصة الحب في الروايتين 5 - أحداث النهاية في الروايتين . 6 - شخصية الزوج في تعامله مع العاشقة بعد فشل قصة حبها . 7 - الفكرة الأساسية التي تعالجها الروايتان _______________ فنحن لم ننته بعد حتى يبدأ بعضنا - ممن قد يتعصب لهيكل - في نقد الأدلة و هدمها ^ _ ^ _______________ كتب الفقرة الأولى أخوكم أحمد قبيل عصر يوم الإثنين 29 جمادى الآخر سنة 1430 هجريا الموافق 22 يونيو 2009 ميلاديا |
الساعة الآن 06:46 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام