منتدى قصة الإسلام - لماذا كان البلاء ؟

لماذا كان البلاء ؟

الدنيا دار ابتلاء كما نعلم جميعا وتتفاوت الابتلاءات بأنواعها المختلفة فى هذه الحياة بين الناس وكلٌ يبتلى على قدر دينه فما من مبتلى إلا ويناسب بلاءه حاله لأن الله تعالى لا يُحملنا ما لا نطيقه.

وإنما كان بلاؤه لحكمة منه سبحانه وحبه لعباده ومن هنا كان دعاء العباس رضى الله عنه (اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة)

فالبلاء نزل ليطهر المرء من دنس معصيته وليُفيقه من ذنبه فينظر لحاله مع ربه .

فالبلاء إنذار وتحذير ودعوة للتوبة والرجوع لرب العالمين فيما كان من تقصير .. فالمؤمن ما أن يُبتلى حتى يعلم بذلك فيعود مسرعا لربه نادما على ما اقترفه فى حقه.

فإن كان صادقا فى توبته وأوبته رُفع عنه البلاء وعاد يتقلب فى النعم والألاء .. وإن لم يُرفع بلاؤه فليعلم إذا أن ربه أراد بذلك رفع درجاته فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح.

وما ذلك إلا لتضعيف الثواب وعلو المقام فى جنة سقفها عرش الرحمن.

فإن ابتليت انظر لحالك مع ربك إن كنت مذنبا فتُب من فورك وعد لمولاك صادقا فى توبتك من ذنبك فإما أن يُرفع بلاؤك وعندها تعلم قبول توبتك عند ربك وإما أن يستمر بلاؤك رغم صدق توبتك فاعلم وقتها أن ذلك لحب الله لك وأنه ربما ابتلاك ليرفع مقامك ويُعلى درجاتك فاحمده على ذلك وكن عنه راضيا لأن فى ذلك اختبارك فى صبرك ورضاك عن فعل الله فيك فإن صبرت فلك الرضى وإن سخطت فعليك السخط والعياذ بالله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ) السلسلة الصحيحة للألبانى.