عادة إذا ما بدأ الكاتب فى الكتابة فإن كلماته تكون معبرة عن شخصه ومدى تأثره بأفكاره ومعتقداته وقت كتابته ..
وكلما بسّط الكاتب أسلوبه ونزل به إلى مستوى فهم قرآئه كلما كان محبوبا لديهم وميسورا لهم فعل ما أراده منهم .
فإذا ما قرأ القرآء كتابه وتأثروا بشخصه فى كلماته وعرفوه عن طريق كتاباته أحبوا قراءة كل جديد من مؤلفاته و أحيانا يتمنون لقائه ليرون من تأثروا به وجعلوا أفكاره منهجا يسيرون عليه فى حياتهم ونبراسا ينير لهم طريقهم .
فإذا ما ارتفعنا بهذا المثل للأعلى وجعلناه للعلى القدير لوجدنا أنه سبحانه صاحب أعظم كتاب نستطيع من خلاله معرفة العزيز الوهاب , فكتابه عبارة عن مجموع كلماته التى إن وعيناها عرفناه بها و أحببناه ..
فنجده سبحانه يسّر لنا فهم كتابه و جعلنا ندرك مراده غير أننا لا نحيط به علما لكثرة إعجازه .. فجعل لغة كتابه سبحانه هى لغتنا كى نعى جيدا ما أراده منا.
ولما كان القرآن لا تنقضى عجائبه ولا يحيط بتفسيره المخلوقين ولا ببيانه العلماء العاملين فإننا حتما لا نحيط علما بصاحبه العظيم ,
ولكن يعود علينا حبنا لكلماته بالسعادة فى الدارين إذا ما اتخذناها منهجا لحياتنا و تأثرنا بها فى معاملتنا .. وهنا نبدأ فى التقرب أكثر لصاحب الكتاب حتى يسيطر حبه دون أن ندرى على قلوبنا ثم نجد أننا نتمنى بعد ذلك لقائه شوقا لرؤيته ومناجاته جل جلاله.
قال تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون )