بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فلذات الأكباد وتصحيح المسار
البنون والبنات زينة الحياة الدنيا ، وإن مما يثلج الصدور أن يرى كل منا فلذة كبده على درجة عالية من بديع السمات ، وكريم الصفات منذ نعومة أظفارهم
كل منا يتمنى أن يترفع بأبنائه نحو مدارج العز المستمد من عزته سبحانه وان ينشا مسلما فاضلا كريما .. وماذلك على الله بعزيز ..
وكلما تقارب الزمان ، وكثرت خطوطه الملتوية ، انتاب الوالدين رعب شديد فيخرج أبنهما أوابنتهما من الدار وهما لا يعلمان من سيتلقاه ! استودعناهم الله الذي لا تضيع ودائعه
ومن فطرة الله التي فطر الوالدين عليها شدة تعلقهما بأبنائهما – فهم يحتلون الحيز الأكبر في قلب الوالدين وقد سماهم الله ثمرة الفؤاد ففي الحديث القدسي :
( .....قبضتم ثمرة فؤاد عبدي ....... )
وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم ، يقول عز من قائل :
( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ......
ويقول تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم .......
وهذا دليل على أن محبة الأولاد مجبولة عليها النفوس..... وربما قُدمت على محبة الله فتكون الخسارة .
وفي هذا العصر الذي لا يقيم فيه الكثير للشرع وزناً ، وحيث أُصيب المسلمون فيه بفتنٍ عظيمة
ومحن أحيطت بهم ...... ومن أعظمها وسائل الإعلام التي تحملت مسئولية تربية الأبناء والبنات
أعني – هدمهم – من فجور وفسوق وإثارة للشهوات من غناء وفحش ومجون وعري فاضح ،
أصبحت وسائل الإفساد سهلة منبسطة في متناول أيديهم
فلك أن تتخيل رواية ساقطة ماجنة تنتقل عن طريق البلوتوث ، فلم يعد الأمر عسيراً حتى لو قفلت أبواب بيتك لتسللوا من ثقب الباب .... ومن يقرأ هذه الرواية بنات في عمر الزهور
فهل تستوعب طفلة في هذا السن قوله صلى الله عليه وسلم :
( من دعــا إلى ضلالــة كان عليه من الإثم مثل آثـــام من تبعـــه لاينقص ذلك من آثــــامهم شيئاً ) أخرجه مسلم .
إذا كان بعض العقلاء لم يستوعبوا هذا الحديث !
وكلنا نرى ونعلم فطفل اليوم أكثر حدة واستيعاباً ، فقد اتسعت مداركه لأنه لم يعد يخفى عليه شيء صغيراً كان أو كبيراً ، وهذه خطط الأعداء ومكرهم فتربية الجيل الصغير على الفساد
أسرع ، وزجهم على أرصفة الضياع وأزقة الهوان ، وتجاربهم في ذلك مريرة فقد ضاعت أجيالهم وغرقت في اوحال الجاهلية - وماكانوا يريدون - ، ولكنه البعد عن نور الإسلام ... فهاهم ينقلون العدوى إلينا ، حيث افسدوا تربيتنا
فإذا فسد الجيل الصغير فسدت الأمة المستقبلية ، فينشا الأطفال على ماقد لقنوه ....
وهانحن نرى سقوط أبناء المسلمين سقوطاً لانظير له حتى صاروا كقطعان بهائم لا يريدون تديناً ولاعلماً فقط يريدون تحقيق شهواتهم ، سهر بالليل ونوم بالنهار ، يأنفون اتباع التعاليم الإسلامية ، ويألفون المنكر، لا يريدون سعياً ولا نشوراً
وليتنا فقط بقينا على مكر الأعداء - على مابه من كآبة - ، بل اننا نعجب اشد العجب من تجار المسلمين وترويجهم لبضاعة الغرب بصوره المنحلة واضحة ، يطعنون الحياء ، ويطحنون كل فضيلة ، ماساة فادحة اقسى من سطوة الاعداء
وآخرها الملابس ، تأمل وأنت تسير في الأسواق ترى عرض الملابس النسائية بطريقة فاضحة مشينة ، مما يسلب الفضيلة ، ويذيب مابقي من حياء .... منكر تستنكره العقول والفطر
يقول لي أحد أبنائي سائلا :
( بالله عليك ياأمي هل تلبس النساء المسلمات هذه الملابس ؟ )
بماذا أجيبه إلا بزفرات من صدري فقد فترت المشاعر
وصدق مدير تحرير مجلة الأمة القطرية :
( إنه يجب إعادة ترتيب العقل الإسلامي من جديد )
فأين المفر بأبنائنا وبناتنا ، هل نفر بهم على سفوح الجبال ، وننصب لنا ولهم الخيام لنسلم مما تعج به الأرض والفضاء ؟
يقول مصطفى السباعي :
( واليوم قد ارتفعت الشكوى من سوء الأوضاع في مجتمعنا الحاضر حتى لاتجد راضياً يتحدث إليك عن مجتمعه حديث المطمئن إلى سعادته ، الواثق بحقه ، فهل تجدون لذلك سبباً
يجمع أسباب اضطرابنا كلها إلا وصفاً واحداً هو – ترك الأمانـــــــة - )
إن تربية الأبناء من أعظم الأمانات ، وحسن عشرتهم ، فهي تحتاج إلى جهد جهيد ، وسعة صدر وصبر مضاعف ، مع الاستعانة بحبل الله الوثيق ، الواحد الأحد الذي لايعجزه شيء في الأرض ولافي السماء ، الخالق القيوم على كل شيء سبحانه ..
إن تربية الأبناء من أعظم الأمانات ، وحسن عشرتهم ، فهي تحتاج إلى جهد جهيد ، وسعة صدر وصبر مضاعف ، مع الاستعانة بحبل الله الوثيق ، الواحد الأحد الذي لايعجزه شيء في الأرض ولافي السماء ، الخالق القيوم على كل شيء سبحانه ..