عندما تجذبك الحياة بمشاغلها ومشاكلها وهمومها إلى الأسفل وتظل تعمل فى دائرة من العناء لا تكاد تنتهي فتكل وتمل وتتمنى لو أن تنسى كل شىء حتى ترتاح .. فهل جربت حينها النظر إلى السماء ؟
فارفع بصرك للأعلى وارقى بروحك للأسمى لتتدبر وتتأمل فى جريان السحاب وتسبيح النسمات للعزيز الوهاب .. حينها ستجد قلبك يردد مع الكون أجمع دون أن تشعر سبحان الله !
فيمتلىء القلب بالتفكير فى صفات الله وعجا...ئب قدرته فى كونه وخلقه وهنا ينشغل القلب بالله عما سواه ويزداد يقينا فى علمه وحكمته فتنسى ما كنت تُعانيه منذ لحظات وإن عدت لما كنت فيه فقد عُدت وقلبك ما زال فى السماء ليستنشق عبير الإيمان وعظيم قدرة الرحمن فيقوى بذلك على ما يلاقيه فى هذه الحياة.
فلا تنسى النظر إلى السماء لتهدأ نفسك ويصفو قلبك حتى تستطيع الاستمرار فى هذه الحياة .
ولنا فى حبيبنا صلى الله عليه وسلم خير أسوة إذ كان قد حُبب إليه الخلاء بغار حراء وكان بعدها نزول الوحى من السماء بعد أن تجرد القلب لله وحده ولم يهمه سواه.
قال تعالى مادحا من هذا حاله {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191