توجهت الانظار نحو الناصرية التي تعتبر احدى المدن الإستراتيجية الهامة في جنوب العراق وتقع على نهر دجلة على بعد 320 كم جنوب شرق بغداد وهناك دخل فرات ومكث اياما يساند فيها إخوانه ويدعو لهم بالنصر، وكتب رسالته الثالثة التي جاء فيها : **تصورت الولايات المتحدة الامريكية ان مدينة الناصرية قد دانت تحت سيطرتها وانها سوف تستخدمها منطلقا نحو العاصمة العراقية ،لكن المقاومة العراقية كان لها رأي لها رأي آخر، إذ جعلت من الناصرية اسما يعكس مضمونا ،حيث تحققت في تلك المدينة انتصارات باهرة للمقاومة العراقية خاصة في رابع ايام الغزو حين قام 500 جندي من قوات الحرس الجمهوري بمهاجمة مشاة البحرية الامريكية عند أحدى طرق المدينة ، وسقط نتيجة لتلك المعركة 22 من جود الولايات المتحدة الذين لقوا حتفهم تحت وطأة ضربات المقاتلين العراقييين كما اصيب اكثر من 50 جنديا امريكيا ، كما فقد اكثر من 12 جنديا آخرا تم اسرهم في كمين نصبه رجال المقاومة لهم ، مما حدا بالقيادة المركزية الى الإعتراف بان الاحد 23 مارس هو اصعب ايام المقاومة منذ بدء الحرب على العراق ، ومع حلول اليوم السادس للمعركة تمكن فدائيوا صدام المتحصنون في المدينة من قطع الطرق تماما على القوات الامريكية التي عجزت عن التقدم في داخل مدينة الناصرية ، وتعين عليها خوض معركة شرسة ودموية من اجل شق طريق لها في جسري الناصرية او الإلتفاف تماما حول المدينة او قصف المدينة بالصواريخ من الجو والبحر .
وبالطبع رأت الولايات المتحدة ان تصنع الخيارالسهل واستعانت بالقوات الجوية لخوض معركة شرسة حول مدينة الناصرية ولم تستطع قوات المارينز مد اتصالها بأحد الجسور في الناصرية الا على جثت الشهداء العراقيين الذين ابدو شجاعة منقطعة النظير ، فقد استشهد اكثر من 100 عراقي ، كما تناثر حطام المدرعات العراقية المحترقة بفعل القصف الجوي الصاروخي العنيف على طول الطريق ، كما لم تسلم المنازل من القصف بطائرات الكوبرا الهجومية التي فجرت اعالي المنازل بقاذفات شديدة الانفجار للتخلص من القناصة العراقييين ، وقد دارت رحى تلك المعركة حول جسرين استراتيجيين احدهما فوق نهر الفرات والآخر فوق قناة صدام ، وتفصلهما مسافة 3،5كم ، وبعد مرور اسبوع كامل على بدء الغزو كانت مدينة الناصرية لا تزال مستعصية على السيطرة الأمريكية ، اما بلدة الشطرة الواقعة على بعد 40 كم من شمال الناصرية والتي عدتها القوات الامريكية محورا رئيسيا لإنطلاق الهجوم نحو قواتها فقد تعرضت لقصف جوي وبري غنيف خاصة ان القوات البرية الامريكية قاست من ويلات القصف المدفعي من تلك البلدة الصغيرة ولم تستطع اقتحامها مما اضطرها بالإستعانة بطائرات الهليكوبتر الهجومية لإسكات النيران مما ادى الى استشهاد اكثر من 25 عراقيا من رجال المقاومة الشيعية الغير النظامية .
رغم ذلك اكد قائد قوات مشاة البحرية بالمنطقة ان قواته لن تغامر بالسيطرة على مدينة الناصرية وانها ترغب فقط في تأمين منطقة الجسور لعبور نهر الفرات ، وذلك مع اعترافه ان الناصرية هما المصدر الرئيسي لعمليات المقاومة العراقية ، غير ان تلك الخطة سرعان ما تم تغييرها بعدما بدلت القوات الامريكية من استراتيجيتها في خطة الهجوم على بغداد وتوقفت عن التقدم بل وارتدت بعض وحداتها جنوبا لتشن هجمات مميتة ضد المليشيات العراقية في تلك البلدة ، وذلك لتأمين مؤخرة الجيش وخطوط الإمداد والتموين .
ولكن مع محاولة تجنب حرب الشوارع وارتكاز الهجوم على مراكز قيادات تلك القوات ومخابئ اسلحتها ، ولكن العملية لم تسر كما ارادت القوات الأمريكية فمن داخل اراضي المعركة اكد قائد القوات البرية الامريكية وقائد الفيلق الخامس الجنرال –ويليام والاس –ان جنوده يواجهون عدو غير الذي تدربوا على مواجهته ، وقد وصف الجنرال المقاتلين العراقيين بالجسارة الشديدة لدرجة انهم يهاجمون الدبابات ايرامز- ومدرعات – برادلي – بعربات نصف نقل ، مما اضطرهم الى الدفع بأعداد اكير من الجنود المشاة لحماية وتأمين خطوط الإمداد والتموين التي تصل الى 450 كلم خاصة انه قد حدث نقص حاد في الإمدادت مما استدعى توزيع وجبتين فقط على الجنود الامريكيين كل 36 ساعة بدلا من ثلا ث وجبات كل 24 ساعة.
وفي سبيل التخلص من عقبة المقاومة الشرسة في الناصرية ارسلت قوات التحالف الطائرات الامريكية الثقيلة لتدك البلدة في مواجهات عنيفة ومتوالية من القصف الجوي ليلقي بالآلاف من القنابل زنة الواحدة منها الف رطل ، كما استدعت قوات المارينز طائرات الهيليكوبتر من طراز –كوبرا –لقصف مباني المدينة مما أدى الى تدمير مركز قيادي عراقي واشتعال التيران في محطة الكهرباء التي تغذي الناصرية ، كما تم تدمير اكثر من 200 منزلا بالصواريخ المختلفة من الطائرات المروحبة الهجومية ، وبدأ الامر وكأن الولايات المتحدة في طريقها لهدم كافة مباني النصارية للتخلص من عقبة المقاومة الشرسة ، واخيرا اعترفت المصادر العسكرية الأمريكية ان نحو 12 من مشاة البحرية قد فقدوا خلال تلك العمليات وانهم وقعوا في الأسر ولم تعلن ذلك إلا بعد ان بث التلفزيون العراقي صور الأسرى الأمريكيين .
ومع نهاية شهر مارس استعانت القوات الأمريكية بوحدات من الفرقة 82 المحمولة جوا التي بدأت في التمركز قرب الناصرية لتأمين خطوط الإمداد عقب فشل قوات المارينز في القضاء عل المقاومة العراقية التي شنت هجمات منتظمة على قوافل الإمداد والتموين في الناصرية ، رغم ذلك لم تتوقف موجات القصف الجوي المدفعي العنيف للمدينة لضمان تطويقها ، فيما شنت تلك الوحدات اضافة الى وحدات للمشاة البحرية الأمريكية هجوما شامل تم فيه استخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة على البلدة حيث تم حصار عدة مخارج ومداخل الناصرية وسط مقاومة عراقية عنيفة ، بينما نجح رجال المقاومة في استدراج القوات الامريكية الى معارك صغيرة في عدة اماكن على اطراف المدينة إلا ان ذلك لم يمنع القوات الامريكية من الإجهاز على كافة الدبابات العراقية بالمدينة، واستطاعت في تلك العملية إخلاء جثث مشاة البحرية التي ظلت ملقاة لأكثر من خمسة ايام داخل العربات الأمريكية المدرعة المحروقة والمدمرة .
ومع حلول الاول من ابريل بدأت مشاة البحرية في تحويل العديد من وحداتها المتجهة شمالا بإتجاه الجنوب مرة اخرى لمداهمة مدينة الناصرية مع طائرات الهيلكوبتر والدبابات والمقاتلات وبدأت خلاله مشاة البحرية بحملات تفتيش من منزل الى اخر للقضاء على فلول المقاومة ، ومع انقضاء يوم الثاني من ابريل كانت المدينة قد خضعت بصورة شبه كاملة للقوات الأمريكية التي احرقت ودمرت اجزاء كبيرة من المدينة في سبيلها للقضاء على المقاومة ، وبسقوط الناصرية في قبضة قوات التحالف اختقى بصورة شبه نهائية دور قوات فدائيي صدام ، وهكذا لم يعد لدى الجيش العراقي وحدات جاهزة لدخول معارك جديدة سوى فرقة الحرس الجمهوري المتمركزة في قوس دفاعي طويل حول مدينة بغداد وبسقوط الناصرية دانت طرق الإمداد والتموين ، واكتمل اتصال خطوط القوات الامريكية في طرق امتدادية طويلة تصل الى اكثر من 450 كم اصبحت جميعها مؤمنة عقب سقوط المقاومة في الناصرية ولم يبق للقوات الامريكية عقبات في طريقها نحو بغداد إلا في منطقة الفرات الاوسط حيث خاضت القوات العراقية اشرس معارك الحرس الجمهوري ضد قوات التحالف **
ذهل فرات مما يرى ويسمع غير ان حبه لوطنه ولإخوته العراقيين زاد حماسة في الجهاد وسبق قوات التحالف الى منطقة الفرات الاوسط في النجف وكربلاء وهناك ناضل كذلك مع إخوته وساعد الجرحى والجوعى ودون رسالته الرابعة التي جاء فيها:** وصلت فرقة من الدبابات والمدرعات والمشاة الميكانيكية الامريكية الى مشارف مدينة النجف على بعد 100كم فقط جنوب بغداد ، حيث قطعت تلك القوات 367 كم في عمق اراضي العراق خلال 40 ساعة فقط حيث تصدت لها في البداية قافلة عراقية مكونة من 100 سيارة جيب مدنية عراقية مزودة بالرشاشات التقيلة تابعة لمليشيات حزب البعث العراقي وبالطبع لم تصمد تلك القوات اللانظامية في مواجهة جحافل مباشرة مع القوات الامريكية المدعومة بغطاء جوي مكثف مما ادى الى تدمير معظم تلك السيارات ومقتل اكثر من 100 عراقي .
في يومها الخامس دخلت الحرب الأمريكية ضد العراق مرحلة جديدة شهدت خلالها اول ظهور لقوات الحرس الجمهوري العراقي حيث استطاعت الأقمار الإصطناعية الأمريكية رصد ترحركات فرقة – المدينة- المدرعة ، والتي توجهت نحو مدينة كربلاء كنقطة دفاعية متقدمة عن العاصمة العراقية .. لذا اغارت تشكيلات من الطائرات الهجومية من طراز –باتش – على مواقع فرقة المدينة ، ولكنها بعد 3 ساعات من القتال المتواصل لم تستطع اختراق مواقع الفرقة بل اسقطت الفرقة طائرتي –اباتش- وتم اسر اثنين من طاقمها .
ومع حلول اليوم السادس في المعارك بدأت القوات الامريكية في شن هجمات جوية مكثفة ومتوالية ، ولمدة 48 ساعة متواصلة على فرقة المدينة المدرعة ، حيث قصفت طائرات من طراز –الشبح- ارتال متوالية من القنابل الإستراتيجية الموجهة لإضعاف الفرقة ومحاولة تدميرها، حيث اعتبرت القيادة الامريكية ان فرقة المدينة هي حلقة الدفاع الاولى والاكثر اهمية في الدروع الدفاعية المحيطة ببغداد، لذا قامت طائرات –الشبح-و ب52 ب: 1500 غارة على مواقع الفرقة وذلك بعد ان تم رصد طابور من المدرعات والمركبات العسكرية التابعة للحرس الجمهوري تقدم من جنوب بغداد صوب النجف في رتل ضخم ضم فيه اكثر من :1000 مدرعة عسكرية من ختلف الانواع والتي حاول استغلال العاصفة الترابية مع التحرك في مسارات خاصة لتحاشي مجابهة القوات الامريكية الى حين وصولها الى مدينة النجف .
وبعد مرور اسبوع كامل على بداية المعارك اشتبكت ولأول مرة وجها لوجه وحدات من الحرس الجمهوري المتمثلة في فرقة المدينة مع القوات الامريكية في مواجهة برية تم فيها تدمير 10 دبابات امريكية و13 ناقلة للجنود وسقط 9 من الجنود صرعى ، ولكن الأمور لم تسر كما خطط لها فخروج الدبابات العراقية من موقعها الذي تتمركز فيه مثل خطأ استراتيجيا فادحا من قبل القيادة العراقية التي ظنت ان العواصف الرملية التي تمثل ساترا لتحركات تلك القوات قد تستمر لبضعة ايام حتى تتمركز من جديد ، وكانت الولايات المتحدة بامكانياتها التكنولوجية الهائلة رصدت تلك التحركات التي ضمت نحو ثلث فرقة المدينة المدرعة ، التي غادرت من القطاع المتاخم لبغداد وتقدمت صوب الفرقة الثالثة مشاة ميكانيكا ، مما حدا بالقيادة الامريكية الى سرعة الإستعانة بطائرات –تاندربولت - مائدة الدبابات ومقاتلات –تورنادو- البريطانية وقاذفات ب52 وعشرات من طائرات الأباتش وبلاك هوك - بالإنتشار في سماء المنطقة لتدمير تلك القوات اثناء تحركاتها مما أدى الى القضاء على اعداد كثيرة منها قبل وصولها الى النجف ، كما نجحت في تدمير وإعطاب معظم تلك الآليات وقتل من فيها .
ورغم ذلك تمكن احد قادة ألوية فرقة المدينة من الإنسحاب بجنوده ودباباته وتمكن من الوصول الى كربلاء والتمركز فيها باتظار معركة اخرى مع القوات الأمريكية المتمثلة في الفرقة الثالثة الأمريكية ، بينما استمر القصف المتواصل لفرقة المدينة لمدة 4 ليالي متواصلة مما ادى الى تدمير نصف الدبابات التي ضمتها الفرقة والبالغ تعدادها الكلي :3000 دبابة وعربة مدرعة في معارك شرسة جدا ، مما اجهض تلك الفرقة والتي تعد ذرة تشكيلات الجيش العراقي ال 35 قوتها، الامر الذي ادى الى ان يتم تعزيز الفرقة بعناصر من فرقة -حمو رابي- المتمركزة غرب بغداد ، وعليه استمرت المقاتلات الأمريكية والبريطانية في دك فرقة المدينة ونجحت في قصف مستودع رئيسي للوقود مخصص لتموين دبابات الفرقة ، كما استمرت المقاتلات في قطع خطوط الإمداد عن تلك الوحدات بهدف شل حركتها واستهدف القصف بطاريات المدفعية الثقيلة الخاصة بالفرقة ، وذلك لضمان تحييدها وعدم اطلاقها للقذائف في اتجاه القوات العسكرية التي توقفت عن الحركة للأمام في اطار استعداداتها لمواجهة الحرس الجمهوري.
ومع اول ايام شهر ابريل اندلع هجوم بري مباشر آخر بين القوات الأمريكية والحرس الجمهوري ،حيث هاجمت الفرقة الثالثة مشاة مدرعة قوات فرقة المدينة و-نبوخد نصر- قرب مدينة النجف عند مدينة الهندية ، حيث استخدمت القوات الامريكية اسلوب –حصيرة النيران – لدك مواقع تجمع القوات العراقية حيث تم اسقاط نحو 1200 قنبلة موجهة في ذلك اليوم على تلك القوات ،رغم ذلك لم تجرؤ القوات الامريكية على عبور جسر الهندية خشية تفجيره ، وعملت بدلا من ذلك على اقتحام بلدة الهندية وخاضت داخلها حرب شوارع للقضاء على المقاومة .
ومع حلول يوم الأربعاء الثالث من ابريل اصبحت القوات الامريكية على بعد 45 كم فقط من بغداد حيث شنت ليلتها هجوما سريعا وشاملا مدعوما بالمدرعات والدبابات اضافة الى الغطاء الجوي ضد مواقع الأربع فرق الرئيسية للحرس الجمهوري التي تشكل قوس حول بغداد من جهة الجنوب .
وقد انطلق الهجوم الموسع عبر محوريين رئيسيين الاول من مدينة الكوت جنوب شرق بغداد لإحكام الحصار على بغداد من جهة الشرق ، والثاني من مدينة كربلاء جنوب غرب العاصمة ، وقد تم خلال الأول تدمير فرقة بغداد بالكامل وعبرت قوات المارينز احد الجسور الإستراتيجية على نهر دجلة بعد معارك عنيفة استمرت طيلة ساعات الليل ، اثبت قادة فرقة بغداد شجاعة نادرة من خلال دبابات قديمة في مواجهة احدث الدبابات الامريكية المدعومة بقصف صاروخي رهيب .
أما الفرقة الثالثة مشاة ميكانيكي فقد عبرت جسرا استراتيجيا اخر فوق نهر الفرات وخاضت معارك ضارية ضد مواقع الحرس الجموهري في نقطة تجمع الفرقتين اللتين تدافعان عن كربلاء ، وهما المدينة ونبوخد نصر كما قصفت بالطائرات مواقع فرقة النداء وقد استخدمت في هذا القصف وللمرة الاولى قنابل عنقودية وانشطارية تبلغ زنة الواحدة منها نصف طن ، القيت عبر قاذفات القنابل الثقيلة ب 52 وذلك لإبادة أي كائن حي او مدرعة عراقية في محيط القصف حيث ان هذا النوع من القنابل ينتشر بمجرد انفجاره الى أعداد لا حصر لها من القنابل الصغيرة القادرة على إختراق دروع الدبابات للقضاء عليها.
ويبدو ان الإستخبارات الأمريكية قد نما الى علمها ان القوات العراقية ستحاول تفجير سد هام في بلدة الحديثة شمال غرب بغداد ، بهدف إحداث فيضان يعرقل القوات الأمريكية المهاجمة على محور كربلاء بغددا ، فما كان من القيادة الأمريكية إلا ان دفعت وحدات العمليات الخاصة للسيطرة على هذا الجسر ثم تقدمت القوات البرية على تلاث محاور للسيطرة على مدينة كربلاء من غربها وشرقها وجنوبها بهدف اخضاع المدينة التي عدتها بمثابة خط احمر حول بغداد عقب تغطية تفتح لهم ابواب العاصمة في اليوم التالي .
فأكملت القوات الامريكية سيطرتها على الجسور الرئيسية على نهري دجلة والفرات رغم ذلك ورغم الخسائر الفادحة التي شهدتها فرقة المدينة ونبوخذ نصر إلا ان قادة الفرقتين تمكنتا من إعاة تجمع وحداتهما في بسالة منقطعة النظير، وحاولا شن ثلاث هجمات مضادة لإستعادة جسر المسيب الإستراتيجي ولوقف التقدم الأمريكي، وقد استشهد في تلك المعارك اكثر من 500 جندي عراقي ، فقد ردت القوات الأمريكية على تلك الهجمات المضادة بإطلاق نيران كثيفة من مدرعات-برادلي- والمدفعية الثقيلة المدعومة بغطاء جوي من طائرات –تاندربولت- -صائدة الدبابات- وقد بدأت تلك الهجمات العراقية المضادة بهجوم اول نفذه حوالي 200جندي عراقي مدعومين بالدبابات من طراز تي 55 الروسية صنعت عام 1964 . ثم تلاه هجوم اخر بعد اقل من 3 ساعات قام به 200 جندي وجرى شن الهجوم الثالث بآخر فلول فرقة المدينة ، الامر الذي ادى الى استشهاد معضم قادة الفرقة وضباطها الذين حاولوا تنفيذ الهجوم المضاد ، ورغم هزيمة فرقة المدينة –درة التاج في الجيش العراقي –وإبادة معظم افرادها، إلا ان التاريخ يحفظ لتلك الفرقة مواقفها المشرفة وبسالتها وتضحيتها الفائقة لصد العدوان الامريكي الغاشم .
وبالفعل لم يعبر الأمريكيون منطقة الفرات الأوسط الا على اشلاء جثث الشهداء من فرقة المدينة في طريقهم نحو بغداد العاصمة ، اللافت هنا انه لم يستسلم جندي عراقي واحد ولا ضابط وإنما الذي حصل انهم استشهدوا وغادروا مسرح المعركة بعد ان تم تدمير دباباتهم ، في الوقت نفسه وبعد تدمير فرقة المدينة في الغرب تمكنت قوات المشاة البحرية –المارينز- من الإجهاز على فرقة النداء وتدمير ها في جنوبي شرق العاصمة بغداد، لتصدر بعدها وزارة الدفاع الأمريكية بيان تعلن فيه ان فرقة الحرس الجمهوري الست قد تعرضت لضربات جوية قوية ، وان فرقتين قد قد دمرتا تماما وهما –بغدادا والمدينة- وإن اتبثت انه قد دمرتا بشكل كبير –عدنان وحمورابي – والاخيرة كانت تقدمت من الشمال غرب العراق الى جنوب بغداد ، وفرقة عدنان الآلية التي تحركت من تكريت ،اما فرقتا نبوخذ نصر والنداء فقد فقدتا 70% من قوتهما ، ولم يتبق للجيش العراقي سوى فرقة الحرس الجمهوري الخاصة والتي تمثل نخبة النخبة في الحرس الجمهوري، عقب ذلك دفعت القوات الامريكية بالمئات من عنصار القوات الخاصة التي تسللت ليلا الى وسط بغداد للتعرف على اماكن المقاومة ، وتحديد اماكن تواجد اركان النظام مع محاولة تقدير مقاومة بقايا الحرس الجمهوري الخاصة المدافعة عن العاصمة ، ومع حلول يوم السبت الخامس من ابريل كانت القوات الامريكية قد اقتحمت مقر قيادة فرقة المدينة والقاعدة الرئيسية لها على بعد 50 كم تقريبا دونما مقاومة تذكر ، كما اشتبكت مع فلول فرقة النداء لتشتيتها او إبداتها ، ثم طورت تلك القوات من اوضاعها لتهاجم الأربعة لسيطرة على المدينة وتأمين خطوط الإمدادا والتموين، وبالطبع لم يكن امرا سهلا في ظل مقاومة عراقية عنيفة اخذت طابع حرب الشوارع حيث حارب العراقيون من منزل الى منزل ، مما اضطر القوات الامريكية للإستعانة بنيران الطائرات التي قصفت المدينة بقنابل تزن الواحدة منها الفي رطل ، كما تم إنزال وحدات قوات الفرقة 101 للمساعدة في اقتحام المدينة ، وبالرغم من ان فرقة المقاومة حاولت وباستماثة استدراج القوات الامريكية الى الشوارع الضيقة إلا ان القوات الامريكية لجأت الى التدمير العنيف لأجزاء من المدينة خاصة مناطق تجمع المقاومة لتسقط كربلاء في النهاية بعد مقاومة مشرفة .
ومع حلول الخميس 3 ابريل بدأت القوات الآمريكية في الهجوم على مطار بغداد الواقع على بعد15 كم تقريبا من قلب العاصمة بغداد ، وبالرغم من دفع القيادة العراقية لفرقة الحرس الجمهوري الخاصة للدفاع عن المطار وشنها هجومين مضادين لإستعادة المطار الا ان المحاولتين باءتا في النهاية بالفشل، رغم نجاح تلك القوات في بداية الأمر من عزل القوات الامريكية في معضم ارجاء المطار ، ودارت داخله معارك طاحنة تم فيها استخدام المدرعات والمدفعيات الثقيلة تحت غطاء جوي مكثف وفي النهاية فإن معركة المطار لم تنته إلا باستشهاد اكثر من 1000 عراقي قاوموا ببسالة لإستعادة المطار. ص 58.
وبسبب ضراوة القصف الامريكي وتغير الخطط العسكرية الامريكية فقد بدأ هذا الارتباك يظهر بوضوح اثناء المعارك التي دارت بمطار بغداد الدولي ، فبنما كانت القوات الامريكية تتقدم صوب المطار وكان لابد من التحرك السريع لمواجهتها حدث خلاف شديد بين قصي نجل الرئيس صدام حسين المسؤول عن منطقة بغداد ورئيس اكان القوات المسحلة العراقية ،وكان قصي قد طلب عدم مواجهة القوات الامريكية وجعلها تتقدم صوب المطار ثم اصطيادها هناك عن طريق عزل المطار كهربائيا عن بغداد واطلاق خراطيم المياه ثم كهربة المياة في المطار. الا ان رئيس الاركان العراقي رفض هذه الخطة لان الامريكيين يتدفقون باعداد كبيرة ورأى انه من المهم مهاجمتهم فورا والتفكير في قطع طرق الإمداد والتموين عن المجموعة المهاجمة حتى لا تكون هناك قوات جديدة ، ومع اشتداد الخلاف بدأت الاوضاع تزداد سوءا خاصة مع غياب الرئيس صدام حسين الذي لم يكن قادرا على حضور الاجتماعات لاسباب امنية ، وأصرا قصي من جهة على وجهة نظره حيث طلب من رئيس الأركان ان ينفذ الأوامر التي يصدرها دون مناقشة فاضطر رئيس الأركان الى تنفيذ الأوامر بدون حماس، لكن تدفق القوات الأمريكية كان اسرع من تفكير قصي .
وعندما حاولت القيادة العراقية معالجة مسألة احتلال المطار كان لابد بأن يدفع بعدد كبير من قوات حرس الجمهوري الخاصة ،ولكن القادة العسكريين حذروه من ذلك ، لانه لن يجدي شيئا ستكون المعركة خاسرة ، وأقنعوه بأنه من الأفضل التمسك بهذه القوات في داخل بغداد والمراهنة على حرب الشوارع ، ولم يكن بالإمكان ان يتحقق ذلك إلا في ظل ارتفاع معنويات المقاتلين العراقيين ،خاصة بعد ان نجحت قوات الغزو من إقناع عدد من الضباط والقيادات العراقية التي تعاونت معهم فيما بعد بأن الذي حسم معركة المطار هو تعاون عدد من زملائهم الضباط الذين نقلوا الى مناطق خاصة بالإحتلال كنوع من التامين لهم الى حين نقلهم الى امريكا او بريطانيا بعد منحهم حق الجوء ، او ان بعضهم سوف يشارك تحت الرئاسة الأمريكية في اعادة بناء الجيش العراقي فيما بعد ، وقد لاقت هذه الوعود الامريكية قبولا بين عدد من الضباط العراقيين وكبار القادة الذين كات عليهم مسؤوبية تأمين بغداد ، ويبدو أن الوضاع المتردية والإرتباك ساعدا على توفر عناصر اكبر للخيانة ، كما استطاعوا ايضا ان يعقدوا نفس السفقة من شلة من ضعاف النفوس من ضباط وموظفين وشخصيات كانت موضع ثقة الرئيس العراقي صدام حسين واركان حكمه ، غير ان هؤلاء استطاعت امريكا ان تحصل على معلومات بالغة الأهمية ، مثلت ضربة قاصمة للرئيس العراقي صدام حسين وبخاصة اصطياد احدر جالاته واكبر الضباط اقترابا منه وولاء له وابن خالته –الفريق ماهر السفياني التكريتي- قائد قوات الحرس الجمهوري الخاصة .ص70.
كما ان جماعة مجاهدي خلق – الإيرانية المعارضة لنظام الحكم الإيراني والتي احتضنها العراق بقيادة – مسعود رجوي- لسنوات طويلة ، وتحمل تبعات استضافتها في التوتر المتبادل والتأثيرات النفسية اتي خيمت على اجواء العلاقات الايرانية العراقية ، وبدلا من ان يحفظ رجوي –وجماعته الجميل للعراق على تحمل وجودهم على ارضه وزعماتهم طيلة هذه السنوات عقد هذا الأخير صفق مع القوات الأمريكية ضد النظام العراقي ليوجه بذلك طعنة اخرى غادرة للرئيس صدام حسين ، حيث انسحب مجاهدي خلق –من معسكراتهم القريبة من مطار بغداد لنحو25 كم واستقروا في منطقة – نادي الفارس- بعد ان سلموا معسكراتهم السابقة للقوات الامريكية حدث ذلك في السادس من ابريل وقبل سقوط العاصمة بثلاث ايام عندما أعلنت القوات الامريكية انها تمكنت من الوصول الى –مطار بغداد الدولي-
وبالقرب من هذا المطار توجد قرية الرضوانية ويتواجد بالقرب منها لواءان عراقيان مجهزان بأحدث الأسلحة ، كان اسم اللواء الأول –اللواء محمد مصطفى عزيز- وقد شعر بحدوث خيانة من قبل –جماعة مجاهدي خلق - فحاول ان يتصل بقيادته لكن محالاته باءت بالفشل بسبب انقطاع الإتصال لذلك حول ان يتصرف من نفسه حيث قام بتحريك قواته ، وبمقتضى ذلك تحركت قوات اللواءين حيث بدأت معركة عنيفة ضد القوات الأمريكية في الساعة 8:40 مساء تكبد فيها الأمريكان نحو400 جندي فيما استشهد نحو 1500 من الضباط والجنود العراقيين .
كما ضمت قائمة الخونة في صفوف القادة العسكريين العراقيين اسماء اخرى غير ماهر السفياني التكريتي ، فهناك الفريق اول –حسين رشيد التكريتي- سكرتير القيادة العامة للقوات المسلحة وشارك في الصفقة ابنه – الرائد حسن رشيد التكريتي- السكرتير الشخصي لقصي صدام حسين ، وادت الصفقة التي ابرماها مع القوات البمريكية الى دخول منطقة – الدورة- انطلاقا من محطة-هورجين – حيث اصدر الفريق حسين رشيد التكريتي التعليمات للقوات المسلحة العراقية بمغادرة مواقعها استنادا الى قرارات تم تزويرها ونسبتها لوزير الدفاع –سلطان هاشم ،اما نجله فقد قدم للأمريكيين معلومات غاية في الخطورة عن خطة تأمين بغداد ، والتي كان قصي هو المشرف على تنفيذها ، وقد تقاضى كل منهما 5 ملايين دولار بالإضافة الى ترحيلهما الى الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلاتهما ، وكذلك كان النقيب –عدنان يوسف حسن –الذي كان يتولى حماية بعض الاماكن الخاصة والبديلة للرلائيس العراقي حيث يوجد نحو 50 موقعا بديلا ، كل ذلك في جريدة الأسبوع عدد :322 في 05 مايو 2003.
ومن يتتبع سيرة المعارك من ام قصر حتى احتلال بغداد قد يتوصل الى حقيقة اخرى هي انه لم تكن هناك خيانات تؤثر على سير المعارك او تغيير الخطط بعد افشال اسرارها ، وأن الأرجح هو ان الخطة العراقية كانت تقوم على فكرى تعطيل القوات الامريكية عبر ثلاث خطوط دفاع اولها ام القصر والفاو والثانية في الناصرية البصرة والثالة في النجف وكربلاء ، ومع انهيار هذه الخطوط تحت وطأة القصف الصاروخي والجوي ثم معارك الدبابات الطاحنة لم تكن هناك أي خطوط دفاع حول بغداد وبالتالي انتهت المعركة عند مدينة كربلاء ، فبعد سقوطها صار الطريق مفتوحا الى بغداد حيث جرت معركة المطار التي استنزفت اخر ما تبقى من قوات الحرس الجمهوري الخاص ، وبعدها صدرت الاوامر بتقسيم العاصمة وذلك بإحراق خنادق نفط منتشرة في شكل قوس حولها لكي يتم السماح لعناصر الإستخبارات والحرس الجمهوري التي سوف تشكل جيش المقاومة بالمرور والانتشار بعيدا عن العاصمة .
ولما دخلت القوات الأمريكية الى بغداد لم تجد صيدا ثمينا تلقي القبض عليه ، فقد خرجت القيادات وانتشرت في مدن مختلفة لكي تعيد تنظيم الصفوف بعد ذلك في شبكة اتصال بدائية بشرية وتخوض القتال .**ص 74.
لما دخلت القوات الغازية الى بغداد توجه فرات رفقة أصدقائه المقاومين الى خارج بغداد وكانت أمامه عدة منظمات للمقاومة المسلحة ، فاحتار في امره أيها يختار ؟.
لم يستطع فرات اختيار تنظيم مقاوم ينتمي اليه لذلك لم يكن له بد من استشارة صديقه دجلة فأرسل اليه بالرسائل الأربعة ، والخامسة التي جاء فيها : توجد عدة منظمات مقاومة في البلاد وهي : *جماعة الصدر او –جيش المهدي – وهي منظمة شيعية مسلحة تضم حوالي 40 الف شاب يدينون بالولاء للسيد مقتدى الصدر ، ولكن لايتسمون بالكفاءة القتالية العالية لأنهم غير محترفين ولم يحصلوا على حصص تدريبية مكثفة ، لذلك وقعت في صفوفهم خسائر كبيرة في مواجهات 2004 في كربلاء والنجف ومدينة الصدر في بغداد . لكن يعتقد ان عددا من المدربين المحترفين الذين كانوا في صفوف الجيش العراقي السابق قد التحقوا بجيش المهدي وقامو بتدريب ما لا يقل عن 5 الى 10 آلاف عنصر. * كتائب الفاروق : الجناح العسكري للحركة الإسلامية العراقية التي تم تأسيسها في شهر يونيو 2003 ، وهم بالأساس من المسلمين السنة العرب يوجد من ضمنهم بعض العناصر غير ملتزمين وعناصر عسكرية من النظام السابق وتعمل هذه الكتائب بشكل رئيسي في الفلوجة والبصرة والرمادي ، وهناك تضارب عن الاخبار حول ان كان من ضمن صفوفهم مجاهدون غير عراقيين ، او انهم فقط من العراقيين ؟ والكتائب نفسها غير موالية لصدام، ولكن تضم بعض عناصر موالية لصدام حسين ومعروف عنها تعاونها مع الموالين لصدام في العمليات ، كتائب الفاروق اعلنت مسؤويتها عن العديد من العمليات والإصابات في الجنود الامريكان ؟، وترسل تقاريرها الى موقع صوت العرب ، وهو موقع قومي يساري ، في هذه التقارير فصلت كتائب الفاروق عملياتها العسكرية وأعلنت مسؤوليتها عن هجمات محددة في الفلوجة والرمادي وفي مرفأ مدينة البكر قرب البصرة. قامت الكتائب بانشاء العديد من السرايا الصغيرة والمقاتلة وحددت لكل سرية اهدافها وحسب خبرتها مثل سرايا استطلاع وسرايا مقاتلة في حين كانت كتائب الفاروق لها خلافات مع-القيادة العامة للقوات المسلحة ، المقاومة والتحرير في العراق- وان كانت تركز عملياتها في الجنوب . *فرقة المدينة المنورة :: هذه المجموعة من العسكريين العراقيين السابقين غالبا من اعضاء فرق المدينة المنورة ، الحرس الجمهوري السابق وتعمل في بغداد والفلوجة ..ويعتقد انه قد تم انتشار وتوزيع هذه المجموعات على المجموعات سواء البعثية او الإسلامية ولا يعرف الكثير عن فكر هذه المجموعة . *كتائب القدس : تم تأسيس هذه المجموعة بعد الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في سبتمبر 2000 هذه الكتائب من المجاهدين السنة العرب وموالية لحزب البعث بسبب دعمه لهم خلال الانتفاضة الفلسطينية قائدهم –صبحي جمال- تم اعقاله من قبل الامريكان في 20 اغسطس 2003 ، ولكن لا يزالون فاعلين داخل العراق وينفذون عمليات بعد ان انتشروا في جماعات متنوعة مثل – اسد الله- وكتائب –ثورة العشرين -. *انصار السنة: الظاهر ان هذه الجماعة قد انتهت عندما هاجمتها الولايات المتحدة في ابريل 2003 اثناء المعارك الرئسية وتعرضوا لخسائر كبيرة اما الباقي منهم فقد هربوا الى بغداد وتبعثرت تقيربا هذه المجموعة ، بعض المحاربين الباقين في المجموعة عادوا ثانية في جماعت صغيرة ،ولاحقا وحدوا صفوفهم مع مجاهدين آخرين محليين وغير محليين واطلقوا اسم جماعة انصار السنة- وهم الطائف المسلحة الأكثر ذيوعا وشهرة في اوساط الأكراد ، وان كانت قد ضمت اعضاء من العرب السنة في عام 2004 . *الجماعة الاسلامية المسلحة للقاعدة : فرع الفلوجة : هذه الجماعة الإسلامية مع العديد من المقاتلين الأجانب ظهرت في يوليو 2003 وربما بقوم بقايادتها مخضرم الحرب الأفغانية –ابو اياد – اعلنوا مسؤوليتهم عن كل عمليات المقاومة ضد الولايات المتحدة في العراق في شريط فيديو من اربع دقائق على قناة العربية الفضائية في 13 يوليوز ثم اختفوا ويعتقد انهم انضموا الى تنظيم جماعة الزرقاوي. *طلائع جيش محمد المسلحة : مركزها ربما في الرمادي او الفلوجة هذه المجموعة من الموالين لصدام ويقولون انهم من المسلمين السنة العرب الملتزمين بالجهاد ، اول ظهورهم كان في 23 اغسطس 2003 ، هذه الجماعة تحافظ على صلا ت اتصال مع جيش محمد الذي له صلة كبيرة بالإستخبارات العراقية السابقة ، المجموعة اقسمت على قتال جميع الأجانب حتى النصر او الشهادة ، وعلى جعل الامريكان يندمون عل احتلال اراضي محمد، ونذرت المجوعة القيام بهجمات مقاتلة ضد محلي الحكم العميل وكل قوات التحالف – وتهدف الى توجيه النزاع الى خارج العراق ان سمحت الظروف حسب تعليقهم بمشيئة الله سيصل الى امريكا وبريطانيا انفسهم. *جيش الحق : لا يوجد الكثير من المعلومات عن هذه المجموعة سوى انها من المسلمين السنة العرب مع بعض الميول الوطنية وهي غير موالية لصدام. *منظمة الرايات السود: مجموعة من المجاهدين المسلمين السنة العرب ، واصدرت نداء يدعوا الى تدمير بنية العراق النفطية لمنع الامريكان من الاستفادة من عوائد النفط. *سرايا الجهاد: جماعة من المجاهجين السنة العرب مع ميول وطنية وضد الصهيونية مقرهم في الفلوجة ،هذه الجماعة اقسمت على قتل اعضاء مجلس الحكم الإنتقالي قيادتهم من الرؤوس الدينية في الفلوجة ، اعلنوا ان القيادة العامة للمقاومة في العراق تصل الى بغداد وقد اندمج هذا التنظيم في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة ابو مصعب الزرقاوي في 2004 . * القيادة العامة للقوات المسلحة، المقاومة والتحرير في العراق : هذه الجماعة من الموالين للبعث ظهرت اواخر مايو 2003 تحت قيادة طه حسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق ، وتعمل بشكل رئيسي حول الفلوجة ، اعلنت هذه المجموعة عن عدد من الهجمات ومعروف عنها تعاونها مع جماعات اخرى . * السكرتارية العامة لتحرير العراق الديموقراطي : هذه الجماعة اليسارية غير موالية لصدام ، و يعتقد انها من مليشيات البعث الرافض لسياسات النظام السابق ولكن لا يعرف الكثير عن هذه المجموعة وعملياتها باستثناء شجبهم العلني لقوات التحالف لفشلهم في تحقيق الأمن والخدمات الخاصة للشعب العراقي . *فصيل حمزة: هذه الجماعة السنية العربية ظهرت لاول مرة في 10 اكتوبر 2003 في الفلوجة وطالبت بالإفراج عن الشيخ جمال نضال والذي تم اعتقاله من قبل لقوات الامريكية، لا يتوفر عنهم اية معلومات اخرى . * الحزب الشيوعي العراقي : هذه المجموعة منشقة عن الحزب الشيوعي العراقي وغاضبة من قرار الحزب المشاركة في مجلس الحكم وهم من اليساريين العرب القوميين ويعادون صدام وضد الإمبريالية ضد الاستعمار وضد الصهيونية ،هذه المجموعة تعارض تقسيم العراق الإثني ، تحث كل الإثنيات والديانات في العراق للإنضمام الى الصراع ضد عدو واحد هو الإحتلال ، قاموا بالتهديد بقتل جميع المتعاونين واعتبرو ان ر موز الخط الرئيسي للحزب الشيوعي خونة وادعوا ان قيادات الحزب الشيوعي من عملاء - س إأ – بالرغم من ان هذه الجماعة غير دينية بطبيعتها الا انها تعترف بالشخصية الإسلامية والديانة الاسلامية في البلاد وترفض كل المحاولات لاخراج العراق من الطبيعة الشرقية العربية الإسلامية ، من خلال الفكر الغربي والامريكي تحديدا . *جيش التحرير العراقي : اول ظهور لهذه المجموعة كان 15 يونيو 2003 وقامت بتحدير الدول الاجنبية من ارسال قوات الى العراق ووعدت بمهاجمة هذه القوات في حال ارسالها - خصائص هذ المجموعة غير معروفة ، ولكن تحمل نشأتها مع جيش التحرير الوطني العراقي –ومن الممكن ان يكونوا هم انفسهم –وهم مجموعة من ضباط الجيش والمتطوعين السابقين وقد نظموا صفوفهم وخاضوا القتال ضد الإحتلال . جبهة التحرير العراقي :ظهرت في منطقة المنصور في بغداد في 28 ابريل 2003،ويقال انها من الموالين لصدام ،لا تتوفر اية معلومات اخرى عنها. * منظمة التحرير العراقية : هذه الجماعة السنية ظهرت ابتداء من 26 اغسطس 2003 وهددت مجلس الحكم المحلي في شريط فيديو مع اعضاء الجهاد الاسلامي والشباب المسلم –مما يوحي بميول واحدة لهم كلهم لا تتوفر معلومات اخرى عن هذه المجموعة. * المقاومة الاسلامية الوطنية العراقية –كتائب ثورة العشرين -: هذه المجموعة من المسلمين السنة العرب غير موالية لصدام ، ضد الإستعمار ولهم بعض الميول الوطنية ، لهم تعاوان فرعي مع جماعات اخرى ، وظهرة ابتداء من 16 يونيو 2003 قامت بوصف الامريكان – بالكلاب الامريكية- وحذرت الدول الاجنبية من ارسال قوات الى االعراق ونفذت العديد من عمليات خطف الرهائن ثم الإفراج عنهم بعد ابلاغ رسائل سياسية الى الرأي العام العالمي . *جيش التحرير الوطني العراقي : ظهرت هذه المجموعة في بغداد في 14 يوليو 20033 ويعتقد ان اعضاءها من كل الجماعات الإثنية والديانات في العراق ، هم جماعة غير دينية –وطنية وتدعي ان حوزة النجف تدعمها مما يوحي شمولها بعض الشيعة او هي مجموعة شيعية منشقة عن فيلق بدر . *كتائب المقاومة العراقية : في بلاغ رسمي على قناة الجزيرة الفضائية في 16 يونيو 2003 وصفت هذه الكتائب صدام حسين واتباعه بالأعداء الذين اسهموا في ضياع الأرض الأم ، وصفت هذه الكتائب نفسها انها مجموع من الشباب العراقي والعرب يؤمنون بوحدة وحرية وثقافة العراق العربية في الشريط لذي تم بثة على الجزيرة ادعت كذلك هذه الكتائب مسؤوليتها عن معظم العمليات المسلحة ضد القوات الأمريكية في العراق ، حتى تلك اللحظة وقالت : هذه العمليات خطط لها ونفذت من قبل كتائب المقاومة العراقية ، وبعكس ما تدعي بعض وسائل الاعلام ليس لرؤوس النظام السابق او اتباعه ولا المتطرفين الاسلاميين اية علاقة في هذه المجموعة. *المعارضة الوطنية العراقية : هذه الجماعة لها تاريخ طويل من التعاون مع حزب البعث في العراق هم الان يقومون بدور ثقافي هام في نشر ثقافة المقاومة سواء في الداخل اوعن طريق الأنترنت يدعمون المقاومة المسلحة ومعظم نشاطاته في جمع الأموال ، وقاموا بجمع الاموال لدعم المقاومة في العالم وخصوصا ايطاليا . *كتائب الإمام علي بن ابي طالب الجهادية : هذه الجماعة الشيعية ظهرت لاول مرة في 21 اكتوبر 2003 في الفلوجة نذرت قتل الجنود من أي دولة ترسل قواتها لدعم قوات التحالف وهددت كذلك بنقل المعارك الى اراضي هذه الدول في حال ارسالها قوات ، هددوا كذلك بقتل كل اعضاء مجلس الحكم المحلي وأي عراقي يتعاون مع قوات التحالف ، كما اعنلت هذه المجموعة ان النجف وكربلاء هي الميادين التي سوف تستهدف الامريكان فيها . *خلايا كتائب الجهاد: ظهرت في يوليو 2003 من بعض العناصر السابقة في الجيش العراقي ويعتقد انها اندمجت في تنظيم اخر من السنة العرب ، وهم بعثيون مع بعض الميول الوطنية صرحوا علانية بان الهجوم على اعضاء النظام السابق هو مضيعة للوقت وهددوا بقتل جميع المتعاونين مع الولايات المتحدة ، هذه الجماعة ربما مقرها في بغداد وصفت مجلس الحكم المحلي –بالخونة- وحثت العراقيين على مقاطعتهم . *جيش التحرير العراقي : فكر هذه المجموعة غير معروف اظهرت بعض الميول الوطنية يستهدفون الذين يساعدون الولايا ت المتحدة وحذروا الدول الاجنبية من ارسال قوات الى العراق ، هم الآن ينشطون في الانبار وحديثة واعلنوا مسؤوليتهم عن اغتيال محافظ مدينة حديثة الموالي للامريكان ، وتقول وسائل الاعلام انهم من الموالين لصدام لكن ينقص الدليل على ذلك وخصوصا وانهم ينشطون في المناطق السنية العربية غير الموالية لصدام بشكل عام . *كتائب خطاب الإستشهادية : هي الجناح المسلح للجماعة السنية المجاهدة المدعوة:مجاهدي الفرقة الناجية تم تسميتها تيمنا باسم خطاب قائد المجاهدين في الشيشان ، يبدوا ان هذه الجماعة تضم عناصر غير عراقية ضمن صفوفها ، هذه الجماعة ضد صدام حسين وتصف اعضاء النظام السابق بجنود الطغيان وشياطين الظلام وانهم قاموا بتسليم هذه الأرض الإسلامية الى اسيادهم الامريكان ، يوجد ادعاءات ان مخيمات تدريب هذه المجموعة موجودة في دول مجاورة ، ولكن هذا الادعاء غير مؤكد. * جيش محمد : هذه الجماعة من المجاهدين السنة العرب وتتمركز في الفلوجة وهي مع الفلسطينيين وضد الصهيونية والاستعمار تؤيد صدام مع كثير من الميول الاسلامية ، هذه الجماعة تضم حوالي 5000 عضو في المثلث السني في الفلوجة الرمادي بغداد ، بلد ، سامراء ، بعقوبة وشمال بغداد ، يقال ان معسكرات تدريبهم حول بعقوبة وتتعاون خلاياهم مع بعضها البعض ، ويوجد كذلك ادعاء بوجود كتيبة كاملة من النساء في ديالى ولكن لا يوجد مايؤكد ذلك . لكن الأرجح ان هذه المجموعة يقودها ضباط سابقون في الإستخبارات العراقية وكوادر في حزب البعث وقد شاركت في قتال الامريكيين في الفلوجة . *المجاهدون : هذه المجموعة من المجاهدين السنة -العرب تضم مجاهدين في افغانستان والشيشان والبلقان يقال ان لها روابط مع شبكة لقاعدة ، ولكن لم يتم تأكيد ذلك ولا توجد معلومات اخرى عن هذه الجماعة . *كتائب المجاهدين في الجماعة السلفية في العراق : هذه الجماعة السنية العربية تقول ان ملهمها الروحي هو الشيخ عبد الله عزام ، والذي كان الملهم الروحي لأسامة بن لادن في 1980 لا تتوفر اية معلومات اخرى عن هذه الجماعة وربما تضم هذه الجماعة بعض المقاتلين العرب الاجانب ممن يعرفون باسم الأفغان العرب -. *الشباب المسلم :هذه الجماعة سنية و عربية ، وهم ضد صدام ومتحالفن مع الرايات السود وجيش محمد ، اعلنوا صراحة شجبهم تفجير السفارة الأردنية ولكن لاتتوفر عنهم اية معلومات اخرى .. *المنظمة الناصرية: الناصريون هم جماعة قومية غير بعثية تقول هذه المنظمة انها تشارك في المقاومة ضد الامريكان في الموصل وبغداد والبصرة ، وحذروا جميع الأغراب من البقاء في العراق ، وشجبوا مجلس الحكم المحلي ووصفوهم بالخونة ، وشجبوا كذلك الانفصالين الشيعة والاكرارد اوالمتعاونين مع الولايات المتحدة ، هذه الجماعة متواجدة منذ الستينيات وان كان في الخفاء ايام النظام السابق . *جبهة كوماندوز العراقية الوطنية : لا تتوفر معلومات عن هذه الجماعة سوى انها ضد صدام حسين ولا تعلن عملياتها ويعتقد انها تضم يعض رجال الصاعقة من ابناء القوات المسلحة قبل حلها . *الجبهة الوطنية لتحرير العراق : هي عباردة عن تجمع من 10 مجموعات مقاومة صغيرة التقت تحت راية واحدة : في الجبهة الوطنية لتحرير العراق وتم تشكيلها في اليوم التالي لاحتلال العراق هذه الجبهة مؤلفة من وطنيين وإسلاميين وان قيادتها من البعثيين الاسلاميين ، كذلك من اعضاء الحرس الجمهوري ، تقول هذه الجماعت انها نشطة بالاخص في اربيل وكركوك شمال لعراق والفلوجة وتكريت في الوسط وكذلك محافظتي البصرة وبابل في الجنوب ، هذه الجبهة تضم العديد من المتطوعين العرب وسمحت لفدائيي صدام والبعثيين السابقين بالانضمام الى مجموعاتهم ، ولها متحدث رسمي في لندن وربما لها ارتباطات بالمغتربين العراقيين ، وهم اعلنوا استعدادهم للتفاوض السلمي لكن شرط وضع جدول زمني لرحيل الامريكان في العراق ، ويتهمون العراقيين الذين يتعاونون مع مجلس الحكم بانهم اعضاء في –س إأ - والموساد ، قاموا بمحاولة اغتيال احمد الجلبي . *الجبهة الوطنية للفدائيين : هذه الجماعة ذات الميول الوطنية وهم ضد صدام ولا تتوفر معلومات اخرى عنهم . العودة الجديد:هذه المجموعة من المؤيديين لصدام ومن الممكن ان تكون تيارا جديدا لحزب البعث ولا تتوفر معلومات اخرى . *منظمة كتائب الجهاد في العراق: هذه المنظمة من المجاهدين السنة غير العراقيين وظهرت اواخر يوليو2003 ونفدت عمليات ضد الاحتلال وعملائه وقد دعت الى حرب العصابات وهددت باغتيال الجواسيس الخونة. *الجبهة الوطنية: هذه الجماعة من الموالية لصدام حسين ولا تعرف عنهم اية معلومات اخرى ويعتقد انها تعتمد الظهور تحت مسميات مختلفة. *جهاز الإعلام السياسي لحزب البعث : هذه الجماعة من الموالين لصدام واعضاء حزب بالبعث وتضم كوادر من الجيل الجديد للحزب ولا تمارس المقاومة المسلحة بل تنشر بيانات على الانترنت **ص142. أرسل فرات الرسائل الخمسة الى صديقه دجلة بعد أن جمعها في ظرف واحد وأعطاها الى احد اصدقائه الذين يداومون على الدخول والخروج من العراق ، ورجع الى منزله على امل ان تصل الرسائل الى صديقه العزيز وان يراه في القريب العاجل . ترى هل ستصل الرسائل الى دجلة المقيم في سوريا ؟ وهل سيلتقي الصديقان من جديد ؟
*الحجرة الثامنة*
بعد مرور ايام وصلت رسائل فرات الى صديقه دجلة فكان في غاية الفرح واستقبل الشاب الذي غامر باحضار الرسائل اليه بكل الترحاب ، طلب منه الجلوس عنده يوما حتى يتكن من الحديث معه ومعرفة اخبار العراق وبالفعل وافق الضيف على طلب دجلة خصوصا وانه يشعر بالتعب، ولأن دجلة متلهف الى الإجابة على رسائل فرات . بعد أن قرأ الرسائل الخمسة حزن كثيرا لما أصاب بلده الغالي من دمار وتخريب بسبب القوى الغازية ،وبعد ان تحدتث الأسرة كلها مع الضيف إزداد غضبا فقرر ان يرجع بدون تردد وطلب من ضيفه مرافقته ، فوافق على ذلك شريطة ان يمكنه من مبلغ مالي ، وافق دجلة على ذلك ولم يمانعه ،المهم عنده ان يصل الى العراق بأي ثمن ، وبعد ان جمع امتعته أعلم عائلته بهدفه فتعجبوا جميعا من استعجاله ولهفته الشديدة للوصول الى العراق ، وطلب منه والده الحذر في تحركاته وان يسلم على كل الأهل والأحباب الذين تركهم ، ودعا له والداه بالسلامة والسداد في كل اموره. توجه دجلة رفقة الضيف الى العراق واختلطت لديه علامات الفرح والحزن لكن صورة صديقه فرات لم تكن تفارقه ، وكانت طريق الرجوع الى العراق صعبة جدا كما الخروج منها كان صعبا ايضا ، وما أن إخترقا الحدود حتى فاضت عيناه بالدموع وخر ساجدا لله يحمده على وصوله بخير ، ثم أسرع بخطواته يحث صديقه الضيف على التوجه الى منزل فرات وما عن وصلا الى المنزل حتى نادى عليه دجلة ودق الباب بقوة ، سمع فرات صوت صديقه دجلة فلم يصدق نفسه وخرج ليتأكد فإذا به صديقه دجلة واقف امامه ، فلم يتمالك نفسه من الفرح وفتح ذراعيه ليحضن صديقه العزيز ، كم كانت تلك اللحظة مؤثرة في الضيف المرافق فلم يمالك نفسه ايضا وجلس على الأرض يبكي اا لفت إنتباه دجلة وفرات وسألاه : ماذا جرى لك يا صديقنا المرافق الطيب ؟ فأجابهما لقد ذكرتماني بأهلي وأحبابي في بلدي فلقد اشتقت إليهم كثيرا ، فسألاه : واين هي بلادك ايها المرافق الحنون ؟ فأجابهم : إنهم في مدينة البصرة ، اشفق الصديقين على حال مرافقهما الطيب وطلبا منه ان يدخل معهما الى المنزل حتى يستريح ويتمكن من الحديث معهما بهدوء ، وبعد ان اخذ الجميع قسطا من الراحة اخذ المرافق يسرد عليهم ما حدث لمدينته فقال : بعد دخول القوات البريطانية البصرة صارت الحدود مع ايران من غير رقابة وخلال اسابيع بدأت عناصر من قوات بدر وميليشيات شيعية اخرى تتوافد من هناك الى البصرة ، وهي مشحونة بنفس طائفي غير موجود اساسا بين سكان البصرة ، واستولت هذه الميلشيات المسلحة على الدوائر الحكومية المهجورة وبدات ادارتها باسم الدولة العراقية ، ولكن على اساس اجندتها الطائفية والحزبية وبضرب مثال على ذلك مقر مديرية التربية في حي الخليج ، اذ اقتحم شخص معهم قادم من ايران يدعى –احمد المالكي- مع مسلحين المقر ،وعين نفسه مديرا عاما للتعليم لشهور عدة ، واقصى من يريد إقصائهم من مديري المدارس واكثريتهم من السنة وامتنع عن تعيين أي مدرس سني طوال فترة سيطرته على المديرية ، الى ان ابعد وتولى مكانه مدير اخر ينتمي لحز بالدعوة ، وان كان معتدلا الى حد ما الا ان مسلسل التمييز استمر ضد المدرسين بل ان التعيين في الوظائف الحكومية صار يتطلب تزكية من الحوزة الشيعية او من يمثلها في المدينة. كما جرى تغيير اسماء المدارس الى اسماء ذات لون مذهبي فاقع مثل مدرسة كربلاء المقدسة او الزهراء او اسماء قيادات الأحزاب الشيعية ، وكذلك الأمر مع الشوارع والساحات والمرافق العامة التي غطتها جداريات وصور لقادة التيارات الشيعية وتم احضار مقرئين ومقرئات الى المدارس لقراءة الماراثي الحسينية على الطلبة مع انه لا علاقة لها بالمنهج الدراسي . وفيما يتعلق بالاجهزة الامنية فكانت هدفا للمليشيات ، فجهاز اسخبارات الشرطة في البصرة تديره الآن عناصر من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية –قوات بدر- التي اعادت بناء قوة الامن حسب توجاهاتها ولا يزيد عدد المنتسبين لقوات الشرطة حاليا من السنة عن السبعة في المائة ، وهذه النسبة الصغيرة للسنة تحققت فقط بعدما اصبح التعيين في الوظائف الحكومية مركزيا من بغداد بعدما آلت قيادة وادارة كل من الدوائر الحكومية للمليشيات التي صارت ترتدي رداء الدولة وتنطق باسمها. كما ان اول موجة من الاغتيالات كانت موجهة ضد الأئمة والشيوخ السنة بدون تمييز إلا السمات الشخصية الخارجية كالزي وانتشرت عمليات الاغتيال ضد علماء السنة ممن يطلقون لحاهم ويلبسون –دشاديش- قصيرة ، بعدما اصدر بعض المعممين القادمين من ايران فتوى بتكفير هؤلاء واستحلال دمائهم ، ومن اول ضحايا هذه الفتوى افراد عائلة من عشيرة –بن حسين – في مدينة – ابو الخصيب- مع اقرباء لهم من عشيرتي - القائم والدواسير –دخل عليهم مسلحون من الميليشيات واعتقلوهم واقتادوهم الى مكان مجهول وتأكدنا بعد ذلك من قتلهم ، كذلك استهدفت التصفيات بعض الشيعة الذين تحولوا الى المذهب السني باختيارهم ، وقتل شابان في الزبير بسب ذلك احدهما يدعى عباس والاخر محمود ، ... بعد ذلك بدأت الاغتيالات تستهدف البعثيين السنة مع انهم اقلية في فروع الحزب الجنوبي ، وفي كل الأحوال كان مئات من البعثيين سنة وشيعة منتمين للحزب كرها لاعن رغبة منهم ، .. ثم تلت ذلك موجة استهدفت وجهاء السنة مثل عميد كلية الهندسة الدكتور الشريدة –الذي كان خارجا من عمله بسيارته فأرداه مجهولون والطبيب عبد الله الفضلى الذي اقتحموا عليه عيادته في مدينة ابو الخصيب واطلقوا عليه النار والشيخ عبد المجيد الجناحي عضو هيئة علماء المسلمين والناشط في العمل الخيري، ترصدوا له وهوخارج من المسجد مع سائقه –قص الدهالس - بعد الغزو بتسعة شهور ، وقتلوه كما قتلوا اربعة اشخاص من عائلة الزابل في قضاء ابي الخصيب ، وكذلك الامر مع امام مسجد في الناصرية والامثلة على ذلك بالعشرات ، كل هذه الاغتيالات قيدت ضد مجهول ، لكن بعض المليشيات كانت واضحة في تهديدها وصرنا نعتقد ان كل شخص مشهور او يكون نشاطه الاجتماعي والسياسي ملفتا للنظر يتم استهدافه بل لدينا معلومات عن قوائم اغتيالات جاهزة للتنفيذ عند بعض المليشيات . وعن فرق الإعتقالات والسجون والتي شابهت ما كان يتم في العصر السابق فالإعتقال تعسفي وتقوده المليشيات باسم الشرطة والقانون ، ولكن لا قانون سوى الإستفزاز والاستهداف الطائفي مثلما حدث حين دهمت الشرطة المليشاوية في حضور مدير الأمن الداخلي وهم من قوات بدر ، وجاء حديثا من ايران ، عشرة منازل في مدينة البصرة واعتقلت اربعين رجلا من السنة الى معتقلات غير معلومة ، وتم الإفراج عن بعضهم وتبين انهم نالوا قسطا وافرا من التعذيب ، وهذه الممارسات هدفها إجبار السنة على الرحيل وترك منازلهم ومحلاتهم للميليشيات والعصابات ،وللأسف اقتبست بعض المليشيات الأسلوب الصهيوني في هدم منازل المستهدفين مثل ما حصل لعائلة –الحزبة- في منطقة ابي الخصيب بعد خلاف بينهم وبين جيرانهم من الشيعة ، فجاءت الميليشيات وهدمت منازل العائلة السنية لتجبرها نهائيا على ترك الأرض ، ... لكنهم لم يمتنعوا مثلا عن اعتقال الشيح عدي السعدون وهو امام مسجد ضرير في الناصرية تم تعذيبه مع امام مسجد آخر، وهما لا علاقة لهما لا بالبعث ولا بالسياسية، ومن التصفيات التي استهدفت وجهاء السنة قتل شيخ اكبر عشيرة سنية وهو الشيخ علي السعدون**. إندهش دجلة وفرات من كلام صديقهما المرافق فبادر دجلة بالسؤال : ولكن اين العلماء المخلصون ألم يتكلم منهم أحد ؟ فرد المرافق بل لقد كانت هناك هيئة علماء المسلمين السنة والتي تأسست في العراق بعد اسبوع واحد من الاحتلال لتقود المقاومة ، وتقف امام المخطط الخطير الذي حاول ان يحمل اهل السنة اوزار صدام وبعثه ، ويستثنيهم من أي دور مستقبلي حتى في مجلس الحكم الإنتقالي مثل الشيعة 13 عضو من اصل 25 عضوا ، في حين لم يخصص للسنة سوى اربع مقاعد مثل الأكراد تماما .. وتصدى الشيح الضاري لأكذوبة الأغلبية الشيعية والأقلي السنية فلا تعداد يقل بذلك ولا احصائيات بل محاولات لتهميش السنة ودورهم . فجاء تشكيل مجلس شوري لأهل السنة والجماعة من علماء العراق ليكون حائط الصد عن العراقيين جميعا ، لأهل السن في العراق ، ويكشف المخطط الذي تدبر بليل لبد عربي مسلم ، وصارت هيئة علماء المسلمين المركز الذ ي تتهافت عليه السفارات الغربية يطلبون الوساطة لفك الرهائن المختطفين . لكن الهيئة لم يصدر عنها فتوى تحرم انضمام العراقيين في الجيش والشرطة والإستخبارات العراقية الجديدة وبالعكس فقد صدرت تصريحات تجيز للعراقيين الإنضمام الى التشكيلات الجديدة ، لكن من دون ان تشارك في أي عمليات ضد العراقيين المقاومين ، الامر الذي عرض الهيئة لانتقادات عنيفة على لسان منظمات سلفية جهادية، وشهدت مواقع على شبكة الأنترنت تراشق البيانات والفتاوى بين الهيئة ومنظمات السلفية الجهادية خاصة تنظيم القاعدة الجهادي في بلاد الرافدين بزعامة ابو مصعب الزرقاوي. واللافت هو النفوذ الواسع الذي تتمتع به الهيئة في اوساط المسلمين السنة . الى حد ان عددا كبيرا من جنود الجيش والشرطة العراقيين الجدد استقالوا استجابة لفتاوى الهيئة التي وصفت مشاركة هؤلاء في عمليت ضد المقاومة بالكبائر لانها جائت مع قوات غازية موصوفة بالكفر ، ، وقد حرمت هيئة العلماء مشاركة قوات عراقية في معركة الفلوجة تحت راية قوات غازية موصوفة بالكفر معتبرة انها من –الكبائر الموجبة لسخط الله -. ا** استوقفه فرات قائلا : يا أخي الفاضل سمعت عن هذه المدينة المقاومة لكنني لم أفهم جيدا ما الذي حصل هناك ، فأرجوك ان كانت لديك إفادات أفدنا بها . فقال المرافق : الفلوجة هي كلمة السر عند جمال عبد الناصر الذي كان محاصرا في فلسطين 1948 بفعل تآمر الملك والإنجليز على الجيش المصري ، وعندها ادرك ناصر ان المعركة الحقيقية هي في مصر قبل ان تكون في فلسطين . ستة وخمسون عاما مضت قبل ان يعود الضوء على الفلوجة مر اخرة ولكن في ارض الرافدين في العراق ، حيث خاض شعبها معركتين شرستين مع العدو الامريكي الاولى في ابريل 2004 والثانية في نوفمر من العام نفسه ، معركتان شرستان في عام واحد لم تستطع فيهما آلة الحرب الامريكية بكل قسوتها ان تهزم إرادة المواطن العارقي والمقاتل العربي بعد ان لجأت الى خيار –القوة الأعلى – وربما هذه هي المرة الأولى التي يتبث فيها الدم انه اقوى من الحديد ، وان القلب اقدر من الدبابة ، ولم يواجه أي استعمار في العالم على الإطلاق تدفق الإستشهاديين للقتال ضده ، كما يجري في العراق ، لقد جاءت الى الفلوجة مقاتلون من كل الجنسيات عراقيون عرب مسلمون من بلاد الله الواسعة ، لهم هدف واحد وهو هزيمة الإمبراطورية الامريكية ، لقد بدأت احداث الفلوجة بجريمة امريكية هي اطلاق النار على تظاهرة شعبية سلمية ، اين هي ديموقراطية واشنطن ؟. واين حماية حق المواطن في التعبير ؟ ، لقد انكشفت مجددا الاكذوبة ، وها هو شعب الفلوجة ينقض على اربع من جواسيس امريكا ويلقنهم الدرس البليغ –بان يعلق جتثهم على جسر كي يشاهدهم العالم اجمع وخاصة اولياء امور الجنود الامريكيين ، هذه العملية كانت هدية من شعب الفلوجة العراقي الى شعب الفلوجة فلسطين لأنها تزامنت مع قيام العدو الصهيويني باغتيال الشيخ احمد ياسين قائد حركة المقاوم الاسلامية حماس ، حيث بدت صقور الإدارة الأمريكية اكثر خزي كما لم تبدوا من قبل ، وخرجت تصريحاتهم مذبدبة تتطاير منها روائح الهزيمة والفزع رافضين ان تصبح العراق بالنسبة للقوات الأمريكية صومال جديد ، إلا ان تلك النتيجة تتثير خوف وذعر الادارة الامريكية اكثر من ان يكون منفذوا هذا لهجوم هم من قاموا بذلك حيث ان القوات الأمريكية المحتلة في هذه الحالة تحارب حوالي 26 مليون عراقي باستثناء العملاء والخونة ، حتى وان لم يكن المقاومون العراقيون يقصدون –سحل – القتلى الامريكيين والتمثيل بجتثهم ، الا ان هذه العملية اعادت الى أذهان الإدارة الامريكية وكذلك الإعلام والشعب الامريكي ما يسمى بعقدة-فيتنام- وكذلك عقدة مقديشو ، حيث كان يقتل جنود الاحتلال الأمريكي يسحلون ويمثل بهم باعتبارهم معتدين ومدنسين لحرمة الأرض الحرة . في الفلوجة اضطر جيش اكبر دولة في العالم الى الدخول في مفاوضات مع رجال المقاومة ، ولم يفلح الحصار الذي نصبه المحتلون حول المدينة الصغيرة ، ولم تنفع الاباتشي او اف 16 او الدبابات من كل صنف ولون او حتى القناصة الذين احتلوا المستشفيات والبنايات ، لم ينفع ذلك كله في في كسر ارادة المقاومين ، وحيث اراد شعب الفلوجة المقاومة فلا بد ان يستجيب القدر ، ولا بد لقوات الاحتلال ان تنصاع وان تبحث عن وسلة لإنقاذ جنودها وخاصة وان مريكا خسرت في الفلوجة ارقاما فلكية من جنودها المرتزقة .. فلم تقتصر المقاومة في الفلوجة على المقاتلين او المسلحين والذين تتراوح اعدادهم بين 600 الى 800 مسلح ، وانما وهذا هو المهم ، امتدت لتشمل كل قطاعات المدينة من شيوخ العشائر والشباب والفتيات وحتى الشيوخ شاركو ا في عمليات المقاومة ، وقد رفضت المدينة التسليم رغم القصف الجوي العشوائي الذي حصد حوالي 700 شهيد عراقي بينهم 200 طفل وامراة ، ورغم احتلال القوات الغازية المستشفى الرئيسي بل ان الافت هو ان قوات شرطة الفلوجة شاركت في المقاومة ، ولعل هذا الدرس يفيد إخواننا في فلسطين المحتلة اذ نبغي ان تتسع الإنتفاضة لتشمل كل الشعب بكل فئاته واجياله ، وان تعود عمليا ت قصف وقذف العدو بالحجارة وان تعوود عمليات العصيان المدني وان تشارك جميع شارئح المجتمع في المقاومة وليس بعض المقاتلين فقط –فدرس – الفلوجة يمكن اختصاره في عباردة واحدة هي :*ازرع كل الأرض مقاومة*. والأكثر من ذلك هو صدى هذه المقاومة في صفوف الشيعة ، حيث حصل انقسام بين شيعة مقاومة بزعامة مقتدى الصدر ، وشيعة صامتة بزعامة السستاني والنجفي ومن كان على شاكلتها ... والافت للنظر هو ان القوات الأمريكية منعت المحطات الفضائية العربية من دخول مدينة الفلوجة اثناء المعارك وخاصة قناة الجزيرة القطرية حتى تنقل صور جرائم الإبادة التي ارتكبت ضد المدنيين والمساجد والمصاحات والمدارس ... وحتى ان بريطانيا متعت نشر شهادة للدكتور العراقي –سلام اسماعيل – حول ما حدث في الفلوجة لكن موقعا على الانترنت هو -هيفمك فنى- ، نشر تقرير هذا الطبيب بعد انتهاء حرب الفلوجة بتاريخ: 17/2/2005يقول الدكتور سلام : اول ما جابهني هو الرائحة التي من الصعب ان اصفها ، وهي رائحة لايمكن لها ان تتركني ابدا انها رائحة الموت، مئات من الجتث كانت داخل البيوت والحدائق وشوارع الفلوجة اللجساد كانت متعفنة في مكانها ، اجساد رجال واطفال ونساء وكثير منها اكل نصفها من قبل الكلاب الضالة ، ويكمل الدكتور قائلا : بان تفاصيل اللحداث التي سمعتها خلال الأيام التي قضيتها هناك ستعيش معي ما حييت وربما تعتقدون بانكم تعرفون ما جرى في الفلوجة لكن الحقيقة هي اسوا بكثير مما تتصورون . وقد التقى الطبيب كذلك باحياء نجو من الموت من حي الجولان ، حيث قالوا بانه في الأسبوع الثاني من الحصار دخلت القوات الامريكية الى الجولان وقد استعمل الحرس الوطني العراقي مكبرات الصوت مطالبين الاهالي بمغادرة منازلهم رافعين الأعلام البيضاء وكذلك كل حاجياتهم . وامروا الناس بالتجمع امام مسجد الفرقان في قلب المدينة في الثاني عشر من تشرين الثاني نوفمبر قام اياد ناجي لطيف وافراد عائلته احدهم طفل في الشهر السادس من عمره بالتوجه فرادى نحو المسجد حاملين امتعتهم، وحين وصلوا الى الطريق الرئيسي سمعوا صراخا لم يدركوا مصدره ، يقول الطيب وقد اخبرني اياد لاحقا ان الصرخة كانت بالإنجليزية وتعني –الآن - عندها بدأ إطلاق النار على الأهالي من قبل الجنود الأمريكيين المتمركزين على اسطح المنازل المجاورة للمنزل ، أما الذين نجوا من هذه المذبحة فلقد اخبروا الطبيب بأن الشارع كان مغسولا بالدم، واعددا كبيرة من العائلات قتلت في منازلها وجرحى سيقوا الى الشوارع لتسير فوقهم الدبابات وتهرسهم هسا ، كما تحدثوا عن حاوية كبرى تحوي جتث 184 من المدنين ، انها فعلا جريمة وحشية مخطط لها مسبقا ، وينهي الدكتور سلام اسماعيل تقريره بالقول ان ما حدث في الفلوجة هو عمل بربوي ، وجب ان يعرف العالم بأسره هذه الحقيقة لقد استفرد الغزاة بهذه المدينة مرتكبين كل جرائمهم الفضيعة ، بعيدا عن كل وسائل الإعلام من اجل نشر الحرية والديموقراطية في العراق ، وها قد تحرر العراق بعد الإنتخابات وتدمقرط ، يحكمه ازلام الغزاة ليكملوا تدمير ما لم يدمره الغزاة ، فهنيئا لكل من ابتهج بهذه الإنتخابات ، لكن دماء الشهداء الذين قامت على جثامينهم هذه الإنتخابات لن يغسلها سوى ثورة دجلة والفرات ، وهذا ما يقوم به رجال المقاومة الأبطال في العراق. وكانت الحصيلة النهائية لخسائر الإحتلال الأمريكي في المعارك حتى 20/10/2005كالتالي: مقتل اكثر من 6500 جندي امريكي وجرح 700 آخرين. -مقتل اكثر من 425 جندنيا بريطانيا وجرح حوالي 325 اخرين . -اسر عدد كبير من الجنود الامريكيين والبريطانيين قتل بعضهم اثناء محاول الهرب . -تدمير اكثر من 1350 الية ما بين دبابة ومدرعة. -تدمير قرابة 500 الية هامر وناقل جند. -اسقاط 41 طائرة منها ثلاث مقاتلات. الإستيلاء على 200 قطعة سلاح امريكية خفيفة ومتوسطة مع مئات النظارات والحراب والبوصلات والسترات الواقية وبعض الخرائط الخاصة بمواقع الإحتلال في الانبار. اما بخصوص المقاومة فقد ذكر البيان ان 721 من عناصر المقاومة قد قضوا نحبهم بينهم عرب كما اصيب 215 اخرين اغلبهم بصحة جيدة ويمكنهم حمل السلاح مرة ثانية** . ص208. لم يتمالك دجلة وصورخ بأعلى صوته اللهم بارك في المقاومة واهلها الله اكبر يا عراق ، فبادر فرات الى القول : لا تسعجل ياصديقي فقد سمعت ان الصهاينة قد وضعوا اياديهم القذرة في البلاد ونسأل الله اللطف بالعباد ، فرد عليه دجلة : وكيف حدث ذلك ؟. ، فقال فرات : قال احد المفكرين ان وثائق تشير الى انه بد انتهاء حرب ايران كان سلاح الجو العراقي عام 1988 يقوم بالإستطلاع على الحدود الإسرائيلية الاردنية وصور المنشآت ومطارات ما دفع امريكا للتحرك حيث عقد هنري كيسنجر اجتماعا مع سعود حمادي في باريس حثه فيا على عدم تصعيد أي موقف مع اسرائيل حيث توجد امكانية لتسوية الامور بينهما ، غير ان العراق لم يرضخ للضغوط الامريكية ، كما تشير وثائق اخرى الى ان رؤوف غالي احد اقرباء الدكتور بطرس غالي عمل وسيطا لتسوية الصراع بين اسرائيل ولعراق ، غير ان الرئيس صدام حسين رفض اية محاولة لتسوية النزاع ، مما دفع الادارة الامريكية الى تشكيل مجموعة عمل عام 1990 من البنتاجون لوضع استراتيجية امريكية ابرزها فيها -خاصة بعد انتهاء الحرب البادرة- ان امريكا لن تسمح لأي دولة او مجموعة من الدول بمنافستها على كونها القطب الاوحد ، وبعد فشل بوش الأب في انتخابات الرئاسة الامريكية قدمت الإستراتيجية الى الكونكرس في يناير 2003 تضمنت الإستراتيجية كيفية منع الدول من منافسة امريكا ودورالعامل العسكري في هذه القضية ، بحيث يصبح ناتج القوى في في صالح امريكا فلجأت الى استخدام النفط وسيلة للسيطرة ليس بمعنى ضمان احتياجاتها لكن بمعنى اوسع هو السيطرة على اصحاب النفط ، فبدأت السيطرة على اسيا الوسطى وراحت تتعامل مع اوروبا والصين وايران من باب النفط لمنع منافسة الدول لها . وانطلاقا من هذا السيناريو الصهيوني وقع العراق في المصيدة الإيرانية ثم الكويتية فسقط النظام ورموزه وتدمرت قدراته التي بنيت في عدة عقود ، ثم جاء السقوط الأكبرعندما وقعت العراق تحت الإحتلال الامريكي وهنا فتحت ابوابه على مصراعيها لتسمح بدخول الصهاينة على الأرض التي طالما ظلوا يحلمون بها وحدتثهم اساطيرهم الدينية المزيف عنها ، ومن الأساليب الخطرة التي يتبعها الصهاينة حاليا في العراق لجئوا الى شراء وامتلاك اكبر قدر ممكن من العقارات والأراضي العراقية .. ولذا اصدر رجل الدين الشيعي البارز -اية الله كاظم الحائري – فتوى بإهدار دم أي يهودي يشتري أي عقارات او اراضي في العراق كما حرم بيعها لليهود ، والجدير بالذكر انه قد تم تسلل المال اليهودي لشراء الأراضي والعقارات العراقية منذ عام 1992 م عندما تاكد لدى الصهاينة ان النظام العراقي العدو بات الى زوال وتم ذلك من خلال العراقيين المغتربين في اوروبا خاصة في انجلترا وهولندا وايطاليا حيث الوجود المكثف للعراقيين .. كما ان اصابع الاتهام تشير الى تورط الموساد مع المخابرات الامريكية بالنسبة لعمليات خطف الرهائن لتشويه المقاومة وتأليب الشعب العراقي عليها فقد اعلنت مصادر غربية اعلامية ان طائرات عسكرية امريكية اسرائيلية مستترة العلامة نقلت العشرات من خبراء الصاعقة الإسرائيلية من تل ابيب الى عدد من المناطق الكردية الشمالية لتدريب قوات البشمركة ، وقيل ان شارون نفسه زار بغداد سرا عقب القبض على صدام وانه ظل لساعات ينتظر اليه في شماتة وسعادة لكن لم يتاكد ذلك من مصادر محايدة ، اما على المستوى التجاري المتخفي تحت النشاط السياسي والعسكري والمخابراتي فقد بلغ عدد الشركات الإسرائيلية التي تعمل في العراق حوالي مائة شركة ونقل في جميع المجالات، ونشاطهم يتم عن طريق الاردن والشركات الامريكية من خلال المنطقة الصناعية الحرة بين الاردن واسرائيل ، فقد اصبحت هذه المنطقة مركز للتجارة الإسرائيلية العراقية ففيها يتم تجميع البضائع ويتم إزالة علامات النشأ وكل الكلمات العبرية ووضع مكانها عبارات اسلامية ، تناسب المنتج تنقل عبر شاحنات يقودها للأسف عرب ... وتريد اسرائيل من ذلك تأمين خط انايب بترول من شمال العراق الى حيفا في فلسطين المحتلة وتشغيله باسرع وقت ممكن لزيادة القوى الإقتصادية الإسرائيلية ، ولهذا قامت بشراء اراض في ميدنة كركوك بمساحة ستة الآف دونم ،إضافة لشراء خمسمائة منزل في مدينة الموصل والفي دونم وثلاين مبني في اربيل ، وقد اعترفت كذلك مصار اسرائلية ان عددا من الجنود اليهود من حملة الجنسية الإسرائيلية والامريكية قد قتلوا في الهجوم الاخير على مدينة الفلوجة وفي اكتوبر 2004 ،بتث الإداعة الإسرائيلية تقريرا جاء فيه ان حكومة ارييل شارن نجحت في زرع اكبر واهم مركز للإستخبارات للقيام بمهام امنية ومعلوماتية تتمثل في رصد التطورات السياسية والامنية في العراق والتحقيق مع العناصر العراقية التي تعتقلها القوات الأمريكية وتقديم المساعدات اللوجستية لأمريكا ، إضافة لرصد ومراقبة التطورات في سوريا ورصد المنطقة العسكرية في الجنوب التركي وحماية المصالح اليهودية والإستثمارية التي توجه بكثافة نحو العراق منذ الوجود الامريكي ، الى جانب حماية اليهود في المنطقة ، وقد كشف ابن شقيق حزب -المؤتمر الوطني العراقي – احمد الجلبي ، ان اوساطا عراقية ابلغتته ان الحاكم المدني السابق بول بريمر اصدر جوزات سفر عراقية لليهود من اصول عراقية ، ولدى استضاحه فيما إذا كان بين هؤلاء اسرائيليون رد بالايجاب... وفي الجيش قدر الحاخام –ارفيتج- عدد الجنود الصهاينة في العراق بانه يتراوح ا بين 800 الى 1000 جندي وضابط حيث يبلغ عدد الحاخامات في الجش الامريكي بالعراق نحو 37 موزعين على قوت الاختياط والقوات البحرية والقوات الجوية ، كما كشفت –جانيسر كابر نيسكي- برتية جنرال – والمسؤولة الامريكية السابقة عن سجن ابو غريب : ان لديها ادلة على ان عناصر مخابرات اسرائيلة شاركت في التحقيق مع معتقلين عراقيين في مراكز الإعتقال الموجودة بالعراق ، وانها التقت بعضهم ومنهم من اشرف على عمليات استجواب وتعذيب العراقيين بنفس الأساليب التي تمارسها السلطات الإسرائيلية في استجواب وتعذيب المعتقلين الفلسطينين في الأراضي المحتلة ويتبعون شركة-كاس انترناشيونال- الأمريكية ذات الصلات التجارية والعسكرية مع اسرائيل ص 127 ...كما ان شركة –ديلبك- واسرامكوا- الاسرائليتين ستدخلات بقوة سوق النفط العراقي كما ان هناك وفود صهيونية تزور العراق تضم خبراء في مجال السياحة لإجراء مفاوضات من اجل اتاحة الفرصة للصهاينة لزيارة العراق خاصة وان هناك مليون اسرائيلي من اصل عراقي ، وقد قام الموساد ايضا بتدريب 20 الف من الجنود المرتزقة تعاقدت معه احدى الشركات البريطانية ويتقاضى الواحد منهم 15 الف دولار شهريا على اعمال القتل والاغتيالات والتفجيرات ومضاردة العلماء العراقيين الذين كانوا شاركوا في البرنامج النووي العراقي حيث شارك هؤلاء المرتزقة مع عملاء عراقيين للموساد في اغتيال مابين 700 عالما عراقيا وخطف 25 آخرين قبل ان يتمكن الباقي من الهرب خارج العراق .. وقد صدر في اوائل عام 2004 اغرب قانون امريكي يهدف لتهجير علماء العراق فقد اقر الكونجرس الامريكي مشرع قانون حمل عنوان قانون علماء العراق ، وينص على منحهم تصريح اقامة دائمة في الولايات المتحدة الامريكية ، وكذلك كشف جنرال فرنس متقاعد وجود 50 ودة كوماندوز اسرائيلية في العراق مهمتهم اغتيال 500 عالما من العراق وهم العلماء الذين وردت اسماؤهم في قوائم مفتشي الأسلح الدوليين للأمم المتحدة ، وذكرت بعض المصادر التركمانية ان اسرائيل تقوم بتهريب اسلحة كثيرة لهذه الخلايا عن طريق جماعات كردية ضبطت منها شاحنات موجهة الى الأكراد محملة بالقمح وبداخلها بنادق وقنابل وطلقات ونظارات رؤية ليلية بهدف الاغتيالات ، ويصل تعداد علماء الأسلحة في العراق الي حوالي : 3500 عالم عدا علماء التخصصات الاخرى ، ويمثلون عشرات الأضعاف لهذا العدد ، وكلهم مستهدفون من قبل الموساد الإسرائيلي بمساعدة قوات الإحتلال الأمريكية ، وقد تم اغتيال المئات منهم حتى الان ورحل منهم المئات ولا زالت حرب ابادة العلماء قائمة ، والغرض من ذلك كله ايجاد قدم صهيونية في العراق والانتقام من البلد العربي الاول الذي استطاع ان يطلق صواريخ على تل ابيب وفتح المجال فيما يعد للفدائيين الفلسطينيين وحزب الله اللبناني . كما ان مثال اللوسي العضو السابق في –حزب المؤمر الوطني – والذي اصبح معروفا بعدما زار اسرائيل ، اوضح ان حزبه يؤيد علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة ويضع المصلحة العراقية في المقام الأول معتبرا ان هذه المصلحة تتطلب صلات مع اسرائيل ، كما لفت الى ان اعضاء منشقين في تيار الصدر والمؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي انضموا الى حزبه .ص 132.** لم يتمالك دجلة نفسه وقال يا للكارثة ويا للمصيبة أن كان العراقيون انفسهم يشاركون في كل هذا الدمار ؟ فرد عليه المرافق الصدري للأسف هذا صحيح ، لكن هناك اناس شرفاء منهم ولله الحمد يجب ان نتعاون معهم يرفضون عل هذا العار فقد سمعت انه اثناء مناقشة جرت في مجلس العموم البريطاني حول تفجيرات لندن وقف جورج جالاوي النائب المعارض لسياسة حكومة توني بلير تجاه العراق والرافض لإشراك قوات بريطانية في تلك الحرب - الوفد 18/7/2005 -: وقف يقول : إنه من الطبيعي ان يشعر المرء بالتعاطف مع مواطنيين لقوا مصرعهم بالمتفجرات او الزجاج المتطاير من نوافذ قطار المترو في لندن ، غير انه من المؤسف انه لا يوجد من يخطر على باله ان هناك بشرا ماتوا بنفس الطريقة في مدينة الفلوجة ، ومن المؤسف انه لا يوجد من يفكر ولو للحظة احدة في مصير مدينة تم محوها من سطح الأرض وقتل الالآف من سكانها على ايدي القوات المسلحة لدولة متحضرة . اا ، وانا اعلم أنه بالنسبة للكثيرين من اعضاء هذا المجلس ورجال الحكم ان دماء بعض الناس اغلى من دماء اشخاص اخرين . ألا يرى اعضاء هذا المجلس ان مشاعر الكراهة والمرارة قد تولدت من جراء غزو واحتلال العراق والتدمير اليومي لبيوت الفلسطينيين وبسبب اقامة الجدار العازل في الضفة الغربية واحتلال افغانسان؟* وقال فرات ان كلام هذا الرجل النصراني صحيح ، وكم أنا معجب به وكم اتمنى ان يدخل للإسلام مثلي ، فرد عليه دجلة سوف يدخل ان شاء الله الى الإسلام فقال لهما المرافق البصري وهو يقوم من مجلسه : هذه نقودك يا اخي دجلة وسوف انطلق الى بلدي الحبيبة اناضل فيها واجاهد ضد كل فساد ومفسد واتمنى ان انال الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله. فرد عليه دجلة وفرات ونحن معك ايضا ياصديقنا الغالي ، وقال له دجلة: وهذه النقود هي حلال عليك يا مرافقنا سوف نرافقك إن شاء الله حتى ننال الشهادة جميعا ، فقال فرات : هذا ما كنت ابحث عنه الرفقة الطيبة حتى باب النصر او الشهادة إن شاء الله . وانطلق الثلاثة في طريقهم ، ما أجمل صفاءهم ونورهم إنه يتلألأ كما النيل ودجلة والفرات وكما النجمات الثلاث في راية العراق .*** نستغفر الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . . *المراجع مجل الوعي الإسلامي عدد204 ذو الحجة 1401 اكتوبر 1981 صفحة 93. *كتاب حقيقة ما يجري في العراق اسرار وخفايا المقاومة العراقية –بالوثائق والإحصائيات والصور- للكاتب عادل الجوجري –دار الكتاب العربي دمشق . القاهرة .