منتدى قصة الإسلام

يا ربي يا قريب

(لن أناديك فأنت لست منى ببعيد ولكن أناجيك فإنك إلىّ قريب)

هذا ما تعودته بعدما علمت بقصة الصحابي الذي جاء يسأل رسول اللهصلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول الله أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه؟

فأجاب الله عبده وأنزل قوله ( وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )

فما أن سأل العبد حتى أجاب الرب

ما أقربه منا وما أسمعه لكلامنا وما أبصره لخواطر قلوبنا

ما أجمل أن نعيش باسم الله ( القريب )

, فنكون من المقربين لديه عندما نستشعر قربه إلينا في كل لحظات حياتنا

, عندها ستسعد أيامنا وترقص قلوبنا فرحا بقرب ربها

عندما تضيق الدنيا وتنغلق الأبواب وتستشعر السواد من عينيك للحياة عندها ناجي يا قريب

عندما تكن وحدك والكل حولك ولكنك بينهم غريب وحيد شريد عندها ناجي يا قريب

عندما تشعر بالجفاء وقد قسي عليك الحبيب ولم يرفق بحالك الغريب عندها ناجي يا قريب

عندما تحيط بك الأسوار وتقيدك الأوزار وتمنعك الأحزان عن مواصلة الطريق عندها ناجي يا قريب

قلها بقلبك .. عشها بجوارحك .. فكر فيها بعقلك

عندها ستكن حقا قريبا من القريب

فالقريب ما زال إليك قريب ولم يبعد عنك ولكنك أنت البعيد فقّرب الطريق وناجيه يا قريب

واسمع قوله لك في حديثه القدسي ( من تقرّب إلىّ شبرا تقّربت منه ذراعا ومن تقّرب إلىّ ذراعا تقّربت منه باعا

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة )

فالقريب في انتظارك , فلا تُطل غيبتك , أما آن عودتك !

فكن مع القريب في الدنيا كي يكن معك في الآخرة

كيف أتقرب إليه ؟

أرى هذا سؤالك فلتسمع الإجابة من القريب بنفسه وهو يقول

(وما تقّرب إلىّ عبدي بشيء أحب إلىّ مما افترضته عليه , ولا يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه )

فليس هناك أحب إلى الله من فعل ما افترضه علينا فلنتمسك بما أمرنا به ولا ندع ما وصانا به من صلاة وصيام وكل فرض من فروض الإسلام

,ولئن أردنا الزيادة لكي نبلغ المقام فعلينا بالنوافل من الذكر وقراءة القرآن وغيرها من السنن الهاديات لكل كمال فعندها سيتحقق قربنا منه وحبنا له

والآن لنجعلها سببا لقربنا ولنقولها من قلوبنا

يا ربي يا قريب

لحــــــــظة قـــــــرب

أنستني دنياي فأصبحت مع ربي

أناجيه فيسمعني

أتملق إليه بنعمائه فيكرمني

أشكو إليه فيفرج عني

أحكي له عيوبي فلا يفضحني

أبكي لعصياني له فيسترني

أتذلل إليه فيرفعني

أقف ببابه فيفتح لي

أسأله الأمان فيؤمنني

أشتاق إليه فيحملني إليه

في لحظة قرب