القول الأول: أن الذي يوزن في الميزان يوم القيامة هو الأعمال ذاتها .أي: أعمال العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج وصدقة وبر وعمرة وغير ذلك.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ). القول الثاني: أن الذي يوزن في الميزان هو العامل نفسه، وليس الأعمال. واستدل أصحاب هذا الفريق بأدلة صحيحة كذلك، منها: كما في الحديث الذي تفرد به الإمام أحمد في مسنده بسند جيد قوي كما قال الحافظ ابن كثير وغيره، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( صعد ابن مسعود رضي الله عنه يوماً على شجرة أراك يجني سواكاً، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟! قالوا: نضحك من دقة ساقيه يا رسول الله! فقال: والذي نفسي بيده! لهما أثقل في الميزان من جبل أحد). القول الثالث: أن الذي يوزن في ميزان العبد يوم القيامة هي الصحف. واستدلوا على ذلك من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى سيخلص رجلاً من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، فيقول الله جل وعلا للعبد: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟
فيقول العبد: لا يا رب! فيقول: أفلك عذر؟ فيقول العبد: لا يا رب، فيقول الله جل وعلا: بلى؛ إن لك عندنا حسنة، فتخرج بطاقة مكتوب فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول العبد: يا رب! ما هذه البطاقة إلى جوار هذه السجلات؟! فيقول الله جل وعلا: احضر وزنك؛ فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتوضع السجلات - أي: الصحف- في كفة، وتوضع البطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة؛ فإنه لا يثقل مع اسم الله شيء). الخلاصة ما يوزن به يوم القيامة أن الأعمال والعامل والصحف كل ذلك يوضع في الميزان، أي: يوزن العبد بأعماله وبصحفه، وهذا ما رجحه صاحب (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول) في التوحيد، وهذا ما أميل إليه. أسأل الله أن يثقل ميزاننا يوم نلقاه؛ إنه ولي ذلك ومولاه. الشيخ محمد حسان