منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   وميض في الأفق (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=3971)

حساام 20-07-2009 03:31 AM

وميض في الأفق
 
منقول لكم
بحثتُ كثيرًا، واحترت أكثر، فيما سأجعله نقطةَ ارتكاز، أبني عليها تفاؤلي في مقالي، حولَ مآلات واقعنا العربي.

حيث لا يبدو للكثير بصيصٌ للنور في سمائِنا العربية الملبَّدة بغيوم النَّكَبات النكسات، والهزائم المتتاليات والمترادفات في نفس الوقت.

وبِما أنَّا - أمَّةَ الإسلام - أمَّةُ البشائر والتفاؤل والصُّمود، فسننظر للأمر من جانبه الآخر؛ الجانب المشرق.

وقبل أن نبدأ بذِكْر المبشِّرات، دَعْنا أخي القارئ، نحلِّقْ معًا في سماء، عالَمِنا العربي، ونرصد ما يدورُ على أرضه، والبداية ستكون من أرض الرَّافدين.

فبوابة المشرق العربي، فُتحت (بل كُسِرت) على مصراعيها، تحت الاحتلالَين الأمريكي والمجوسي الإيراني، (طبعًا الاحتلال الثالث نشاط الموساد الإسرائيلي أحقرُ من أن يذكر)، مع تدميرٍ كامل للبنية التحتيَّة، وشبه كامل للبنية الثقافيَّة (الهُويَّة الوطنية).

تصوَّرْ أخي القارئ، أنَّ فرق الموت المجنَّدة، لم تكتفِ باغتيال الكفاءات العراقية، من العسكريِّين والعلماء والمفكِّرين وأساتذة الجامعات؛ بل وصل الأمر إلي اغتيال لاعبي كُرة القدم!

وفي القارَّة السَّمراء، تكالبتِ القُوى الغربية، على سلَّة الغذاء العربية.

فما حقَّقه السودان من إنجازات اقتصاديَّة كبرى، ونجاح خُططه التنموية الطموحة، لم يَرُقْ للعمِّ سام.



فبالرغم من المكائد الدوليَّة، والأمريكيَّة والفَرنسيَّة - على وجه الخصوص - فإنَّ السودان استطاع أن يستقطب استثماراتٍ هائلةً للصين واليابان، وماليزيا والسعودية، ودول الخليج، في القِطاع الزراعي، إضافةً إلى الاستثمارات الدوليَّة والصينية - على وجه الخصوص - في صناعة البترول والطاقة، والتي لو نجحت - عفوًا! - أقصد لو تُركت مع ما يشهده السودان، من نموٍّ مطَّرد في كافة المجالات: الصحيَّة والتعليميَّة، والصناعيَّة والاقتصادية، فسيكون السودان في مدة ليستْ بالبعيدة، البلد الأقوى إفريقيًّا (تَكرار للتجربة الماليزية)؛ بل إنَّ بعض الخبراء يرى أنَّه سيكون من أقوى الاقتصادات العربيَّة، إن لم يكن أقواها على الإطلاق، وبما أنَّ السودان بلدٌ إسلاميٌّ بكل المقاييس حكومة وشعبًا، فما ردَّة الفِعل الغربية؟

الرئيس مطلوب، ومهدَّد بالاعتقال، والاختطاف جوًّا، والبلد مهدَّد بالتقسيم، والمتمرِّدون والعملاء، يَنصبُّ عليهم الدعم صبًّا، والجنوب أكمل استعداده للانفصال، وتمَّ تكوين جيشه النظامي، مع بناء قوَّة جويَّة اكتملت تقريبًا، مع وصول الطائرات المقاتلة، وخذلان عربي للسودان بدرجة تستحقُّ الإعجاب؛ الغربي طبعًا!!

وإلي جزيرة العرب، حيث أصبحتْ دول الخليج تحتَ دائرة التهديد الصَّفوي، بشكل غير مسبوق، والخليجيون لا زالوا غارقين في ملذَّاتهم.

وفي دول المغرب العربيِّ انشقاقٌ وتناحُر.

وفي مصر خذلان كامل للفلسطينيِّين (هذا إذا أحسنَّا الظن)، مع تخلُّف صناعي، واقتصادي، لا يتناسب مع ما تمتلكه مصرُ من كفاءات وإمكانيات.

فهل بعد هذا، يحقُّ لنا التفاؤل بالمستقبل؟!

مرَّت الأمة بتحوُّلاتٍ كبيرة، وتجارِبَ كثيرة، استفادت منها الكثيرَ والكثير، وهي الآن لَديها ما تقدِّمه في المنظور القريب، والمستقبلُ سيكون واعدًا - بإذن الله - فبوادر النصر والتغيير بدأت تلوح؛ ومنها ما يلي:
1- انتشارُ الوعي بين أفراد الأمَّة بشكل غير مسبوق، والفيزيائيُّون يقولون:
إنَّ لكل فعلٍ ردَّةَ فعل، مساوية في القوَّة، ومعاكسة في الاتِّجاه، وهذا تجلَّى في الالتفاف الجماهيري الهائل حولَ حماس، سواء في الدَّاخل الفلسطيني، أو الشارع العربي، برغم محاولات الآلة الإعلاميَّة الجبَّارة لإسرائيل وعملائها العرب؛ لصَرْف الناس عن حماس، بل إنَّ الكثيرين من المنطوين تحتَ لواء حركة فتح أعلنوا ولاءهم الكامل لحماس.

2- صعود الإعلام الإسلامي:
بعد أن كان الإعلامُ يُشكِّل عقول الناس حسبَ الرغبات الحكوميَّة، صار الآن سلاحًا فتَّاكًا في يد المصلحين، يُسيِّرُه المفكِّرون والعلماء، فالقنوات الإسلاميَّة استقطبت الملايين، فصحَّحت العقيدة، ونقَّحت الأفكار، وأرشدت العامَّة، والمواقع الإسلاميَّة على الشبكة العنكبوتيَّة تجاوزت كلَّ القيود، تُناضِل وتبني، وتقارع المبطلين، وزُوَّارها بالملايين، وهم في ازدياد مطَّرد؛ بل إنَّ بعض المواقع الإسلاميَّة بمجرَّد أن تُدرج مقالاً لعالِم أو مفكِّر، يتجاوز عدد القراء عشرات الآلاف خلالَ بضع دقائق من إدراجه، وهذا أثره معلوم في تصحيح المبادئ وصياغة الأفكار.

3- هزيمة الغرب في المناطق الإسلامية الملتهبة:
ففي أفغانستان: أصبحتْ هزيمة الأمريكان وحلف الأطلسي مسألة وقت.

وفي العراق: بدأتِ المقاومة تستردُّ قوَّتها، وتُذيق الأمريكان الويلات، ففي تصريح للشيخ حارث الضاري قبلَ أيام: أكَّد أنَّ المقاومة ستستردُّ قوَّتها التي كانت عليها قبلَ ظهور الصحوات المتعاونة مع الاحتلال، وهو العصر الذهبي للمقاومة.

وفي الصومال: انسحاب القوات الأثيوبيَّة، تحت ضربات المجاهدين، وخنوعِ أمريكا وموافقتها بأن يكونَ شيخ شريف أحمد رئيسًا للصومال.

وهذه الانتصارات لن تَبقى كما هي، بل ستتعاظم يومًا بعدَ يوم، حتَّى تَقرَّ بها عينُ كل مسلم، وإنَّ غدًا لناظره قريب.

4- الدورة الحضاريَّة الكونية:
التي نمرُّ بها الآن تختلف عن أيِّ حِقبة مضت، حيث اعتمادُها مبنيٌّ على الفرد بشكل رئيس، كان فيما سبق السيطرة والتمكين تكونُ بالآلة العسكريَّة وقوَّة الجيوش، وهذه الحِقبة امتدت من العصور الوسطى إلى ما سُمِّي بالاستعمار، وهذه انتهت بانتهاء الحرب العالمية الثانية، ثم جاءت حِقبة الشركات العابرة للقارات، وهي شركاتٌ كبرى أغرقتِ العالَم بمنتجات، واستطاعتْ أن تتحكَّم في اقتصادات، بل وبعض الأحيان في سياسات بعض الدُّول، وتقدِّرُها بعض الدِّراسات بـ40 ألف شركة، تعمل من خلال 200 ألف فرْع، تُسيطر القوى الغربية على ما يقارب 70% منها، وهذه الحِقبة هي ما نمرُّ بها الآن، إلاَّ أنَّنا نشهد في نفس الوقت بدايةَ حِقبة جديدة، وفريدة من نوعها، وهي بداية العصر الذهبيِّ للفرد.

فالانفجار المعلوماتي الهائل أَتاح للإنسان ما لا يخطر على بال، فأصبح يستطيع الحصولَ على أيِّ معلومة مِن أيِّ مكان، وأن يُوصِّل أيَّ معلومة إلي أيِّ مكان، فالتِّجارة الإلكترونية، والأسواق الإلكترونيَّة تزداد ضخامةً وإمكانية، وهذا له أبعادٌ كبيرة في كافَّة المجالات، فطالب جامعي أنشأ في عام 2005 موقع (الفيس بوك)، والموقع تُقدَّر قيمته الآن بـ 15 مليار دولار (ميزانية دول)، ولديه إمكانات إعلاميَّة وتجاريه هائلة، وهذه فرصة للفَرْد العربي والمسلم لينافسَ التفوُّق الغربي، ويتفوَّق عليه، خصوصًا أنَّ السبق الغربي في هذا المجال محدودٌ، ويمكن تداركُه، والأمَّة إن كانت خُذلت من قياداتها، فلن تُخذل من أفرادها.

ختامًا:
يقول المثل الفنلندي: لا بدَّ أن يشرق الضوءُ في آخِر النَّفق.





http://www.alukah.net/Banners/Ban_970/urgent-2-big.gif

حنين المغازي 20-07-2009 07:34 AM

رد: وميض في الأفق
 
بارك الله فيك أخي حسام

المقال فعلاً جميل وراق لي جداً لذا سأنقله كامل بعد إذنك طبعاً حتي يسهل علينا قراءته ومناقشة .
بوركت يا طيب

ننتظر جديدك وإبداعاتك بداخل أرجاء المنتدي .


الساعة الآن 07:20 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام