أما رأيت الطفل الصغير يجرى منطلقا من بين أحضان أمه لأمر يريده وقد يكون به ضرره ولكنه بجهله قد يرده غير ملتفت لما قد يصيبه بسببه فتجرى أمه خلفه تريد لحاقه وتنادى عليه أن عُد إلىّ ولكنه يظل مصرا على الوصول لهدفه ,
فإما أن تمنعه أمه, وإما أن تتركه ليجرب بنفسه ويتعلم من خطئه .
فالله المثل الأعلى فهو سبحانه أحن علينا من أمهاتنا والعبد بجهله يجرى نحو شهواته وملذات الحياة وقد يكون فيها معصية لله ولكنه بجهله يجهل ما قد يصيبه بعد ذلك من ذل للمعصية فى الدنيا والعذاب فى الأخرة والعياذ بالله .
فالله بكماله وجلاله قد بيّن له الصواب وحذره من الوقوع فى العصيان كى لا يتضرر فقد يمنعه سبحانه برحمته من المعاصى فيحول بينه وبينها وقد يتركه ليقع فيها فإما أن يتعلم ويعود لصوابه وإما أن يظل على جهله وينغمس فى المزيد منها فيبتعد تماما عن ربه ويفقد طريق الوصول ويتيه فى الضلال والعياذ بالله.
فلنعلم إذا أن ربنا أحن علينا من أمهاتنا وأنه سبحانه يكره لنا الابتعاد عنه لما قد يصيبنا من الضرر ولكننا ننسى وتُلهنا الدنيا كثيرا عن خالقنا وترانا بعد ذلك نشكو الهم والحزن ويملأنا الألم وما ذاك إلا منا.
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي . فإذا امرأة من السبي ، تبتغي ، إذا وجدت صبيا في السبي ، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته . فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أترون هذه المرأة طارحةولدها في النار ؟ " قلنا : لا . والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " صحيح مسلم