مغزى دراسة تاريخ الخلافة العثمانية
قد تتغير السياسات، و تمر الأيام و تتخلص بلادنا من الاستعمار (الاحتلالي)، و تجلو الجيوش الأجنبية، لكن مناهج التعليم تبقى في معظمها. فلقد بقي الإستعمار الثقافي مُسيطراً على كثير من العقول. فالمراجع تتبنى نظريات الغرب، و السينما ترسخ ما يقول به الغرب.
إن التحرر الفكري مرتبة لا يصل إليها إلاّ من أنعم الله عليهم بسعة الأفق و رجاحة العقل و صفاء الذهن، و وهبهم المقدرة على تحليل الأمور بعيداً عن العواطف و الرواسب و الأهواء و الخلفيات.
فإذا ما تبيّن لهم الخطأ من الصواب من بين جميع المعطيات، كانت لديهم الشجاعة الكافية للمجاهرة بما يرونه صواباً و الدفاع عنه و لو خالف آراءهم السابقة، فالثبات على المبدأ ليس دائماً فضيلة، و إلاّ لكان أبو جهل أفضل من أبي بكر.
أرجو التمعن في هذا الكلام و التدقيق فيه و في انتظار آرائكم من المتشوقين لمعرفة الحقيقة الكاملة بعيداً عن وسائل الإعلام
إن الحروب الصليبية التي شُنّت علينا منذ ظهور الإسلام لم تنته بعد. و لن تنتهي ما دام الفرق موجوداً بين النور و الظلام. فعلينا أن ندرك ما يراد بنا و أن نكون حذرين، و أن نعُدّ عُدَتنا للدفاع عن أنفسنا مما يراد بنا من مسخ و تضليل، و علينا أن نعلم بأن الخطر لن يأتينا من الخارج فقط بل إن أعداءنا في الداخل هم أشد خطراً علينا من أعدائنا في الخارج لأن هؤلاء نعرفهم بسيماهم و نعرف أنهم أعداؤنا، و أمّا أولئك فإنهم يأتوننا متلبسين بجلودنا مُظهرين حُبَهم لنا يتكلمون بلغتنا و يتحدثون بمصالحنا، و ألسنتهم معنا و قلوبهم مع أعدائنا.
فهل يستيقظ المسلمون و العرب قبل أن يأتي يوم يفقدون فيه كل أمل؟
كان بين سلاطين بني عثمان العادل و الظالم، القوي و الضعيف، المؤمن الملتزم و المسلم المستهتر. كانوا كغيرهم من ملوك الزمان.
لكن الأسئلة التي تدور حول العثمانيين كثيرة، أهمها:
•?هل كان العثمانيون يفضلون العنصر التركي على العربي؟
•?هل كانوا يؤمنون بالقوميّة التركية؟
•?هل كانوا مسلمين أم مستغلين للإسلام؟
•?هل الهجمة الشرسة على العثمانيين و تاريخهم يقصد بها العثمانيون أم هدف آخر هو الإسلام، و وحدة العالم الإسلامي؟
ما الذي نريده من وراء كل هذه التحليلات و المُقَدِمات؟نقول بصراحة لكل مسلم و مسلمة غيورين على تاريخهما بما يحمل من مجد و حضارة و عزة ، أننا بحاجة إلى تاريخ صادق(غير مُشَوَّه) يُعَرِفُنا حَقيقة الخلافة الإسلامية أيَّام العُثمانيين بوجه عام و تاريخ السلطان عبد الحميد الثاني الذي كَثُرت فيه الأقاويل و سُلِق بألسنة حادة.
من واجب كل مسلم بصورة عامة أن يتطَّلِع على هذا التاريخ، و أن يَلُم بِه ليكون على بيَّنة مما فعلته الخلافة الإسلامية أيّام العُثمانيين في سبيل نُصرة الإسلام و تدعيم أركانه، و في سبيل رفع شأن المسلمين من غير تفريق بين قوم و قوم و لُغة و أُخرى و جنس و لون، و ما بَذلته من راحة و روح و مال و عيال لهذا الغرض.
___________________________________
المراجع المستخدمة في هذه الدراسة:
1. تاريخ الدولة العلية العثمانية.. تأليف الأستاذ/ محمد فريد بك المحامي.
تحقيق .. الدكتور/ إحسان حقي.
دار النفائس .. بيروت- لبنان-الطبعة التاسعة.
2. تاريخ الدولة العثمانية و علاقاتها الخارجية.. تأليف دكتور/ علي حسُّون.
المكتب الإسلامي للنشر.. بيروت – دمشق- عمَّان- الطبعة الرابعة.
3. الدولة العثمانية .. عوامل النهوض و أسباب السقوط ..تأليف الدكتور/ علي محمد الصلابي.
مؤسسة إقرأ للنشر و التوزيع و الترجمة.. القاهرة – الطبعة الأولى