الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) ومع وسيلة جديدة تساعد المربين سواء كانا الوالدين أو العاملين في المؤسسات التعليمية على غرس معنى الإيجابية لدى الجيل الجديد.
إخواني الكرام...
عندما يسمع أي منا كلمة الإيجابية فإن من أول المعاني التي تتبادر إلى ذهنه كلمة التفاؤل والأمل، ولذلك ينبغي على المربين أن يغرسوا في الأبناء أو الأطفال هذه القيمة الهامة، قيمة التفاؤل والأمل. هذه القيمة التي نفتقدها هذه الأيام بسبب الأوضاع العالمية السائدة أو الأوضاع المحلية.
ينبغي للوالدين أن يعلموا وينبهوا أبنائهم بأن الخير موجود في المسلمين مع كل الفساد المنتشر، ينبغي للوالدين أن يعلموا أبناءهم كيفية النظر إلى المشاكل الموجودة عندهم أو في مجتمعاتهم بنظرة إيجابية، ينبغي للمربين أن يغرسوا فيمن يربونهم أن يتحركوا دائما نحو إصلاح الخلل أو المشكلة وليس التذمر والشكوى، ينبغي للوالدين والمربين أن يعلموا أبناءهم المبشرات القرآنية والنبوية الصحيحة وأن المستقبل لهذا الدين العظيم وليس للباطل إلا وقت محدود وسيزول بإذن الله تعالى.
عندما يهتم المربون بهذه القيمة، ينشأ جيل إيجابي متفائل ينظر إلى الأمور نظرة إشراق، يستثمر كل أمر يحصل إن كان خيرا فيحث عليه، وإن كان شرا عمل على إزالته وغرس الخير بدل منه.
إن وجد في المجتمع مثل هؤلاء المتفائلون، فإن المجتمع سيصبح مجتمعا منتجا طموحا ينظر دائما إلى الأعلى، بعكس المجتمع المتذمر السلبي والذي يقف أمام أية مشكلة تحصل عاجزا دون أي حراك، يتذمر أفراده دائما وتضيع حقوق كثيرة فيه.
إن غرس هذه القيمة يبدأ من الصغر، ويبدأ من الوالدين والمربين أولا ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن ثم يتم تعويدهم على هذه الصفة، ومن شب على شيء شاب عليه.
نسأل الله أن نكون دائما من المتفائلين المنتجين الطموحين، والله الموفق إلى كل خير.
الحمدلله الذي بفضله تتم الصالحات، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم الإيمان والإسلام والقرآن والمال والأهل والمعافاة، الحمد لله على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، إمام المتقين، سيدنا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين، أما بعد:
نرحببكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والذي نحاول من خلالها أن نغرس معاني الإيجابية في الجيل الجديد بعد أن انتشر كثير من معاني السلبية والإحباط واليأس في هذا الجيل.
نعيش معكم اليوم مع وسيلة جديدة وهامة جدا من وسائل الإيجابية بل وقد تكون أهم الوسائل التي تجعلنا إيجابيين، ألا وهي الالتزام بالأخلاق الإسلامية.
الالتزام بالأخلاق الإسلامية من أهم الأمور التي يجب أن يلتزم بها المسلم بشكل عام والإيجابي بشكل خاص. الشخص الإيجابي بطبيعة الحال سيتعامل مع الناس مع اختلاف أجناسهم وبالتالي يحتاج في تعامله إلى الأخلاق الحميدة حتى يكسب قلوبهم ويؤثر فيهم.
والإسلام حث على الالتزام بالأخلاق الحميدة في كثير من الآيات والأحاديث، ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم".
إذا استطعنا أن نغرس في الجيل الجديد هذه الأخلاق فإننا نكون قد حققنا إنجازا كبيرا في سبيل جعل هذا الجيل إيجابيا لأن الأخلاق هي الأساس كما ذكرنا من قبل.
ولنقف معكم على بعض هذه الأخلاق الحميدة التي يجب علينا الاهتمام بها:
1- الصدق، وهي من أهم الأخلاق التي يجب الاهتمام بها منذ الصغر حيث أن الصادقين ذو أثر كبير على الناس ويكونون موضع ثقة غالبا.
2- الاحترام، وهذا الخلق هام خاصة أننا نعيش في مجتمع يعج بالناس من مختلف الجنسيات والطبقات، فالاحترام ضروري لكل الجنسيات ولمختلف الطبقات حيث أن الطرف الثاني يبادل الشخص الاحتراموهذا مهم للتأثير فيهم.
3- الأمانة، ويعود الطفل من الصغر على هذه الصفة وبشكل بسيط بحيث يعطى بعض الأشياء ويفهّم أن يحافظ عليها ولا يتلفها ويعيدها في وقت معين بحيث يغرس فيه هذه الصفة.
4- التعاون، وهي أيضا من الصفات الهامة بحيث يتم تعليم الطفل كيفية مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم حتى مع إخوانه في المنزل ومع أقرانه في المدرسة، ويشارك معهم مشاركة فعالة ويحذّر من الأنانية والانعزال.
5- محبة الآخرين، وتقديم الخير لهم وتعليمه المساهمة في الأمور الخيرية والتبرعات ولو بمبلغ بسيط أو بأحد أغراضه.
6- التواضع وعدم التكبر على الآخرين سواء في البيت أو في المدرسة أو في الحي، وصفة التواضع صفة محببة لدىالناس وشديد التأثير فيهم، وينبغي للمربي أن يغرس في المتربي هذه الصفة بشكل عميق.
7- الكلام الحسن وعدم رفع الصوت والمناداة بأحب الأسماء والابتسامة الدائمة بالإضافة إلى الآداب الإسلامية المختلفة من أدب المجالس والولائم والسلام والمساجد وغيرها.
هذه بعض الأخلاق التي ينبغي على المربي أن يحرص على غرسها في المتربي، ولنا أن نتخيل بعد ذلك جيلا ملتزما بالأخلاق الإسلامية وهذا بلا شك سيؤثر على المجتمع حيث سيسود فيه معاني الخير والمحبة والتعاون.
الأخلاق الإسلامية أساس الإيجابية وهي ضرورية لكل شخص، نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وإلى الالتزام بهذه الأخلاق الحميدة والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة ومفهوم جديد من المفاهيم التي يجب أن نغرسها في هذا الجيل حتى (نبني جيلا إيجابيا) بإذن الله تعالى.
نعيش اليوم معكم مع أهمية غرس حب النبي صلى الله عليه وسلم في نفس المتربي وجعل النبي قدوة له في جميع أقواله وأفعاله. فإذا استطاع المربي أن يغرس هذا الحب ضمنا شبابا وشابات إيجابيين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. ودعونا نستعرض معكم بعض الوسائل التي تعين على غرس قيمة الحب والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
1- عرض السيرة النبوية بشكل بسيط للطفل ويمكن ذلك من خلال الكتب أو الأشرطة أو الانترنت مع مراعاة أن تكون الأحداث صحيحة.
2- التركيز على جانب الأخلاق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله مع مختلف الأعمار وفئات المجتمع وحتى مع الحيوانات والجمادات.
3- غرس مفهوم فضل الرسول صلى الله عليه وسلم – بعد الله تعالى – علينا وأنه أنقذنا من النار وجاء بهذا القرآن الكريم وعلمنا أمور ديننا ودنيانا، كل ذلك بعد توفيق الله تعالى ومنته.
4- تعليم الطفل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه لحفظه لكي يتكون عنده حصيلة من المعلومات يتمكن من خلاله أن ينشر الخير في المجتمع.
5- عرض مواقف الصحابة وخاصة الأطفال منهم في عهد النبي صلى الله وسلم وبيان أخلاقهم السامية مع ضرورة حفظ هذه الأسماء حتى يتشكل عنده مجموعة من القدوات.
6- الصلاة والسلام على رسول الله كلما ذكر اسمه عنده وهذا يعلمه معنى من معاني حب النبي صلى الله عليه وسلم.
7- تعليمه أساسيات التعامل مع الآخرين وكيفية نصحهم من خلال مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وبيان كيفية إسلام كثير من الناس بسبب هذه التعاملات الراقية.
8- تعليمه سنن النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أمور الحياة مع مراعاة البساطة وعدم الإكثار عليه مثل تعليمه الأدعية البسيطة وكذلك توجيهه في جوانب المظهر والملبس وهكذا، وهذا ضروري أيضا في غرس معنى حب النبي والاقتداء به في جميع أموره.
9- عمل مسابقات بين فترة وأخرى عن السيرة النبوية مثل الغزوات أو أحداث مهمة أخرى وكذلك عدم إغفال الجانب التاريخي في السيرة مثل معرفة تواريخ الغزوات وغيرها.
هذه بعض الوسائل التي تعين على غرس هذه القيمة الهامة في نفوس المتربين، وينبغي على المربين أن يضعوها ضمن أولوياتهم لأنها إن تحققت فستنتج بإذن الله جيلا ربانيا منتجا طموحا متخلقا بالأخلاق القرآنية والنبوية.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.