منتدى قصة الإسلام - إلى المتواريات خلف جدارالصمت ...متى الظهور؟؟

لم يزل العرب قديما وحديثا يستملحون من المرأة فصاحة لسانها ورقة منطقها وبديع لفظها , بل كانوا لا يستنكفون أن يصغوا إليها وهي تشدو بشعرها في المحافل والنوادي مقارعة بفصاحتها أساطين الشعروأرباب الكلمة , ولربما فاقتهم أسلوبا وجودة وروعة فاعترفوا لها بذلك دون كبرياء ولا تكبر وهذا ما حصل بالفعل حينما فضل النابغة شعر الخنساء على شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه .
وكم تعج كتب التاريخ بالشواعر اللاتي أجدن الشعر وتميزن في نظمه حتى فقن جهابذة الشعراء وفطاحلة الفصحاء من الرجال في روعة السبك وحلاوة الأسلوب وجودة المعاني والمباني .. وليس غريبا كل هذا إذ أن الشعر ما هو إلا أحاسيس ومشاعر تجسدها الكلمات وتشخصها العبارات .. والمرأة بطبيعتها مرهفة الحس رقيقة المشاعر فلا غرو إن أبدعت وتفوقت في مجال الكلمة المفعمة والإحساس الصادق.
إلا أنه في عصرنا هذا وبالأخص في الساحة الأدبية الإسلامية يلاحظ قلة العنصر النسوي الذي يهتم بهذا الجانب المهم من جوانب الإبداع والتميز الإسلامي - إن لم يكن إنعدامه – , بل أصبح الشعر الملتزم –إن لم أكن مبالغاً – حكرا على الجنس الذكوري دون الجنس الآخر فنلاحظ للشعراء حضورا قويا على الساحة الشعرية الملتزمة بينما لا نكاد نسمع إلا في النادر شعرا أنثويا يذكرنا بالخنساء بنت عمرو والتي ملأت الدنيا نظما وألهبتها شعرا.
أنا أكاد أجزم يقينا أن هناك الكثير والكثير من الأخوات اللاتي يمتلكن الملكة الشعرية والموهبة الفذة في تحريك الوسط الأدبي الملتزم شعرا ونثرا إلا أنهن يتوارين خلف جدار الصمت إما خوفا من النقد أو رهبة من الظهور وكلا الأمرين خطأ قاتل.
وإني لأعجب من تواري هؤلاء بينما يظهر لنا ما بين آونة وأخرى شواذ من النساء يدعين الأدب ليخرجن لنا كلاما رقيعا سخيفا تفوح منه رائحة الخبث ونتن الضياع
أليس حري بالفتاة الملتزمة التي منحها الله موهبة الشعر والفصاحة والأدب أن تنتزع من هؤلاء زمام المبادرة وتحمل هي مشعل الكلمة الصادقة والأدب الطاهر؟ .
أليس حري بها أن تقف دون حصن العفاف لترشق بسهام القافية كل من تسول له نفسه الاقتراب والعبث ؟
أليست هي الأجدر بالدفاع عن دينها حجابها والتزامها فالنائحة الثكلى ليست كالنائحة الستأجرة..؟؟؟
رسالتي إلى المتواريات :
ألا أخرجن من سراديب الخوف والضعف ومن كهوف الصمت والخور وأسمعننا بل أسمعن الدنيا كلها شعرارائعا ونثرا رائقا وأدبا نفيسا,, نريد شعرا يبدأ من مناغاة الطفل في مهده مرورا ببث حمية المجاهد في خندقه إلى المشاركة الجادة في تغيير الوضع القائم بالأمة.
أسمعننا كلمات تهز المشاعر , وتبث الحمية , وتشعل الغيرة وتعين على نوائب الحق
وأخبروا أرباب الأقلام الزائفة أن للدين فتيات يذدن عن حياضه بالكلمة العفيفة والأدب الرفيع
حسان اليمن