منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ين (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=47527)

السموال الجار 06-01-2013 12:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ين
 
.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).البقرة الاية 3.
الحديث حول حكمة فرض الزكاة وتحريم الربا.,وهو سبب الازمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت العالم وسوف تتوالى اللطمات ان لم ننتبه الى الامر الالهي الذي يحض على الزكاة ويحرم الربا, من خلال قراءة سريعة مع علامة الزمان بديع الزمان سعيد النورسي.في مؤلفه القيم الموسوم اشارات الاعجاز في مظان الايجاز.ونص المكتوب 22 المبحث الثاني.من كتابه المكتوبات.
يقول بديع الزمان سعيد النورسي:
((وجه النظم: انه كما ان الصلاة عماد الدين وبها قوامه؛ كذلك الزكاة قنطرة الاسلام وبها التعاون بين أهله.
ثم ان من شروط ان تقع الصدقة موقعها اللائق:
ان لايسرف المتصدق فيقعد ملوماً.. وان لايأخذ من هذا ويعطي لذاك؛ بل من مال نفسه.. وان لايمنّ فيستكثر.. وان لايخاف من الفقر.. وان لايقتصر على المال، بل بالعلم والفكر والفعل أيضا.. وان لايصرف الآخذ في السفاهة، بل في النفقة والحاجة الضرورية.)) وتعليقنا ان الناس متى ما التزموا امر الله العلوي في امورهم المالية والحياتية من ايتاء الزكاة وعدم الاسراف وتحريم الربا نجوا من تعاسة الدنيا التي هي مزرعمة الاخرة وهي فانية وليست دائمة.ان فعلوا ذلك دخلوا حظيرة الذين اطعمهم من جوع وامنهم من خوف.اذ البشرية لا تستطيع العيش دون وجود الامن والغذاء حتى وجدت اليوم جهات خصصتها الدول لما يسمى بالامن الغذائي,ولو فطنوا للامر الالهي لما اصابهم الذي نراه اليوم من بلايا نواصل ايراد ما اتحفنا به علامة الزمان سعيد النورسي التفسير القيم للاية3 من سورة البقرة ..
((فلإِحسان هذه النكت، واحساس هذه الشروط تصدَّق القرآن على الأفهام بإيثار (ومما رزقناهم ينفقون) على "يتصدقون" او "يزكّون" وغيرهما؛ إذ أشار بـ "من" التبعيض الى رد الاسراف.. وبتقديم (مما) الى كونه من مال نفسه.. وبـ"رزقنا" الى قطع المنة. أي: ان الله هو المعطي وانت واسطة.. وبالاسناد الى "نا" الى: (لاَتَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ اِقْلاَلاً) 2.. وبالاطلاق الى تعميم التصدق للعلم والفكروغيرهما. وبمادة (ينفقون) الى شرط صرف الآخذ في النفقة والحاجات الضرورية.
ثم ان في الحديث الصحيح (الزَّكاةُ قَنْطَرَةُ الاِسْلاَمِ) 1 أي: الزكاة جسر يغيث المسلمُ أخاه المسلم بالعبور عليها؛ اذ هي الواسطة للتعاون المأمور به، بل هي الصراط في نظام الهيئة الاجتماعية لنوع البشر، وهي الرابطة لجريان مادة الحياة بينهم، بل هي الترياق للسموم الواقعة في ترقيات البشر.
نعم! في "وجوب الزكاة" و"حرمة الربا" حكمة عظيمة، ومصلحة عالية، ورحمة واسعة؛ اذ لو أمعنت النظر في صحيفة العالم نظراً تاريخياً وتأملت في مساوي جمعية البشر لرأيت اسّ أساس جميع اختلالاتها وفسادها، ومنبع كل الاخلاق الرذيلة في الهيئة الاجتماعية كلمتين فقط:
إحداهما: "اِنْ شَبِعْتُ فلا عليَّ اَن يموتَ غيرِي من الجُوعِ".
والثـانيـــة: "اِكْتَسِبْ اَنْتَ لآكُلَ اَنَا. واتْعَبْ انتَ لأَستريحَ اَنَا".
فالكلمة الاولى الغدارة النَهِمَة الشنعاء هي التي زلزلت العالم الانسانيَّ فاشرف على الخراب. والقاطعُ لعرق تلك الكلمة ليس الاّ "الزكاة".
والكلمة الثانية الظالمة الحريصة الشوهاء هي التي هارت بترقِّيات البشر فأوشك أن تنهار بها في نار الهَرْج والمَرْج. والمستأصِلُ والدواء لتلك الكلمة ليس إلاّ "حرمة الربا". فتأمل!..))
يقول الامام بديع الزمان سعيد النورسي:
((اعلم! ان شرط انتظام الهيئة الاجتماعية ان لا تتجافى طبقات الانسان، وان لاتتباعد طبقةُ الخواص عن طبقة العوام، والأغنياء عن الفقراء بدرجة ينقطع خيط الصلة بينهم. مع ان باهمال وجوب الزكاة وحرمة الربا انفرجت المسافة بين الطبقات، وتباعدت طبقات الخواص عن العوام بدرجة لا صلة بينهما، ولا يفور من الطبقةالسفلى الى العليا إلاّ صدى الاختلال، وصياح الحسد، وأنين الحقد والنفرة بدلا عن الاحترامو الاطاعة والتحبب، ولا يفيض من العليا على السفلى بدل المرحمة والاحسان والتلطيف إلاّ نار الظلموالتحكم، ورعد التحقير. فأسفاً!.. لأجل هذا قد صارت "مزيةُ الخواص" التي هي سبب التواضع والترحم سبباً للتكبّر والغرور. وصار "عجزُ الفقراء" و"فقرُ العوام" اللذان هما سببا المرحمة عليهم والاحسان اليهم سبباً لأسارتهم وسفالتهم.. وان شئت شاهداً فعليك بفسادِ ورذالةِ حالة العالم المدنيّ، فلك فيه شواهد كثيرة. ولا ملجأ للمصالحة بين الطبقات والتقريب بينها الاّ جعل الزكاة - التي هي ركن من اركان الاسلامية - دستوراً عالياً واسعاً في تدوير الهيئة الاجتماعية.))
***
إشارات الإعجاز--صفحات.50-51-52-
)
فسبحان الله.ما بعد هذا بيان .!!!!!!
هنا اخوتي نرى جزالة اللفظ وعمق المعنى الذي اورده بديع الزمان سعيد النورسي حيث يصف حالة البشرية التي لاتقوم الا بوجود التراحم والتساند , والا تجردوا من من الانسانية وقيمها الفاضلة . وما الازمات التي تضرب باطنابها واثارها على العالم الان الا لمجافاة تلك القيم الرفيعة القائمة على التساند.واتخاذ قاعدة (اذا شبعت انا فلا علي ان يموت غيري من الجوع) حيث اورثت حالة من الغبن الشديد لدى فقراء العالم اجمع وما حركات الثورات والغيير في العالم في العصر الماضي والحاضرالا لاجل ذلك كما هو مشاهد. وقد جاء الاسلام كما يذكر الامام بديع الزمان سعيد النورسي بحل وسط وطريق سالك يرفع الغبن ولايثبط عزم الخواص الاغنياء ذوي المال بوجوب الزكاة كركن من اركان الاسلام الخمسة كما في الحديث المشهور . حيث ان دين الاسلام دين الرحمة والاخلاق الكريمة .
ولكننا نرى الان في عالمنا الحاضر مجافاة لتلك القيم الرفيعة نتيجة ذهاب القدوة الاسلامية السمحة وظهور المنظمات الصهيونية والفاسدة المخلة التي تغذي عرق الحرص والجبروت وسفك الدماء وفي الجانب الاخر نرى سكوت العالم اجمع عن افاعيل هؤلاء وعدم ردعهم والحد من تسلطهم وجبروتهم.
إن العالم ينتظر مولد جديد هو ظهور الامة الاسلامية والاتحاد الاسلامي الذي يؤطر لرخاء البشرية ونعيمها في الدنيا والاخرة ,فالمسلمون كما هو معلوم ينظرون للدنيا باعتبار انها مزرعة للاخرة والحصاد الطيب يكون الاخرة جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ’لا نظر المغشي عليه من الحرص الذي يكنز مال قارون وبيل غيتس لأجل عمر قصير لايدوم ولذة مؤقتة لاتغني وهكذا دواليك من امر الدنيا الدنية التي شانها الزوال والذهاب.
دين الاسلام دين الفطرة السمحاء لا اسراف ولا تقتير ولا افراط ولا تفريط هو الدين الوسط. فما ترك الناس تعاليم الاسلام الا وحلت عليهم البلايا والمصائب والحن وتوالت ,فلا لاتكاد تنقطع إلا وتعقبها الاخرى . اما آن للناس ان يرجعوا الى بارئهم ويتذكروا الحساب الذي لا مفر منه !!!!!!!!!!!
وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين.
(سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم)
وفيما يلي نورد نص المكتوب 22 المبحث الثاني لعموم الفائدة...
المبحث الثاني
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
(اِنَّ الله هو الرَّزاقُ ذو القوةِ المتين) (الذرايات : 58)
(وكأيِّن من دآبةٍ لا تحملُ رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم) (العنكبوت:60)
((أيها المؤمن: لقد ادركتَ مما سبق مدى ما تتركه العداوة والبغضاء من أضرار جسيمة، فاعلم أن الحرص ايضاً داءٌ كالعداء بل هو أضرَّ على الحياة الاسلامية وأدهى عليها. نعم، الحرصُ بذاته سببُ الخيبة والخذلان، وداءٌ وبيل ومهانة وذلة، وهو الذي يجلب الحرمان والدناءة.
ان الشاهد القاطع على هذا الحُكم على الحرص، هو ما اصاب اليهود من الذلة والمسكنة والهوان والسفالة لشدة تهالكهم على حطام الدنيا أكثر من أية أمةٍ أخرى.
والحرص يُظهِر تأثيرَه السئ بدءاً من أوسع دائرة في عالم الاحياء وانتهاء الى أصغر فرد فيه، بينما السعي وراء الرزق المكلل بالتوكل مدارُ الراحة والاطمئنان ويُبرز أثَره النافع في كل مكان.
مثال ذلك: أن النباتات والاشجار المثمرة المفتقرة الى الرزق وهي التي تعدّ نوعاً من الأحياء تُهرع اليها أرزاقُها سريعةً وهي منتصبة في أماكنها متّسمة بالتوكل والقناعة دون أن يبدو منها أثر للحرص، بل تتفوق على الحيوانات في تكاثرها وتربية ما تولّد من ثمرات. أما الحيوانات فلا تحصل على أرزاقها الا بعد جهد ومشقة وبكمية زهيدة ناقصة، ذلك لأنها تلهث وراءها بحرص، وتسعى في البحث عنها حثيثاً. حتى اننا نرى في عالم الحيوان نفسه أن الارزاق تُسبغ على الصغار الذين يعبِّرون عن توكلهم على الله بلسان حالات ضعفهم وعجزهم، فيُرسَل اليهم رزقُهم المشروع اللطيف الكامل من خزينة الرحمة الإلهية. بينما لا تحصل الحيوانات المفترسة التي تنقضّ على فرائسها بحرص شديد الاّ بعد لأيٍ كبير وتحرٍ عظيم.
فهاتان الحالتان تبينان بوضوح: أن الحرص سبب الحرمان، أما التوكل والقناعة فهما وسيلتا الرحمة والاحسان.
ونرى الحال نفسه في عالم الانسان اذ اليهود الذين هم أحرص الناس على حياة، ويستحبّون الحياةَ الدنيا على الآخرة، بل يعشقونها حب العاشق الولهان حتى سبقوا الامم في هذا المجال، قد ضُربت عليهم الذلة والمهانة، والحقت بهم حملات القتل بيد الامم الاخرى.. كل ذلك مقابل حصولهم بعد عناء طويل على ثروة رَبَوية محرمَّة خبيثة، لا ينفقون منها الا النزر اليسير، وكأن وظيفتهم كنزَها وادخارَها فحسب.. فيبين لنا هذا الحال: ان الحرص معدن الذلة والخسة والخسارة في عالم الانسانية.
وهناك وقائع كثيرة، وحوادث لا تدخل في الحصر بأن الحريص معرَّضٌ دائماً للوقوع في حومة الخسران، حتى جرى "الحريصخائب خاسر" مجرى الامثال الشائعة. واتخذه الجميع حقيقة عامة في نظرهم.
فما دام الامر هكذا، ان كنت تحب المال حباً جماً فاطلبه بالقناعة دون الحرص حتى يأتيك وافراً.
ويمكن أن نشبّه القانعين من الناس والحريصين منهم بشخصين يدخلان مضيفاً كبيراً أعدَّه شخص عظيم ذو شأن.. يتمنى أحدهما من أعماقه قائلاً: لو أن صاحب الديوان يأويني مجرد ايواء، وأنجو من شدة البرد الذي في الخارج لكفاني، وحسبي ذلك. ولو سمح لي بأي مقعد متيسّر في أدنى موقع فهو فضل منه وكرم. أما الآخر فيتصرف كأن له حقاً على الآخرين، وكأنهم مضطرون أن يقوموا له بالاحترام والتوقير، لذا يقول في أعماقه بغرور: على صاحب الديوان أن يوفّر لي أرفع مقعد وأحسنه. وهكذا يدخل الديوان وهو يحمل هذا الحرص ويرمق المواقع الرفيعة في المجلس، الا أن صاحب الديوان يرجّعه ويردّه الى أدنى موقع في المجلس،وهو بدوره يمتعض ويستاء ويمتلئ صدره غيظاً على صاحب الديوان. ففي الوقت الذيكان عليه أن يقدّم الشكر الذي يستوجبه، قام بخلاف ما يجب عليه، وأخذ بانتقاد صاحب الديوان، فاستثقله صاحبُ الديوان، بينما رحّب بالشخص الاول الذي دخل الديوان وهو يشعّ تواضعاً يلتمس الجلوس في أدنى مقعد متوفر، إذ سرَّته هذه القناعة البادية منه والتي بعثت في نفسه الانشراح والاستحسان وأخذ يرقيه الى أعلى مقام وأرقاه. وهو بدوره يستزيد من شكره ورضاه وامتنانه كلما صعدت به المراتب.
وهكذا الدنيا، ديوانُ ضيافة الرحمن. ووجه الارض سُفرة الرحمة المبسوطة ومائدة الرحمن المنصوبة. ودرجات الارزاق ومراتب النعمة بمثابة المقاعد المتباينة.
ان سوء تأثير الحرص ووخامة عاقبته يمكن أن يشعر به كل واحد، حتى في أصغر الامور وأدقها جزئية.
فمثلاً: يمكن أن يشعر كل شخص استياءً واستثقالاً في قلبه تجاه متسول يلح عليه بحرص شديد، حتى أنه يردَّه، بينما يشعر اشفاقاً وعطفاً تجاه متسول آخر وقف صامتاً قنوعاً، فيتصدق عليه ما وسعه.
ومثلاً: اذا أردت أن تغفو في ليلة أصبتَ فيها بالأرق.. فانك تهجع رويداً رويداً ان أهملته ولم تبال به. ولكن ان حرصت على النوم وقلقت عليه وأنت تتمتم: تُرى متى أنام؟ أين النوم مني؟.. لتبدَّد النوم ولفقدتَه كلياً.
ومثلاً: تنتظر أحدهم بفارغ الصبر، وأنت حريص على لقائه لأمر مهم، فتشعر بالقلق قائلاً: لِمَ لم يأت.. ما بالُه تأخر؟ وفي النهاية يزيح الحرصُ الصبََر من عندك، ويضطرك الى مغادرة مكان الانتظار يائساً. واذا بالشخص المنتظر يحضر بعد هنيهة، ولكن النتيجة المرجوة قد ضاعت وتلاشت.
ان السر الكامن في أمثال هذه الحوادث وحكمتها هو:
مثلما يترتب وجود الخبز على أعمال تتم في المزرعة، والبيدر، والطاحونة، والفرن، فان ترتب الاشياء كذلك يقترن بحكمة التأنّي والتدرج، ولكن الحريص بسبب حرصه لا يتأنّى في حركاته ولا يراعي الدرجات والمراتب المعنوية الموجودة في ترتب الاشياء. فإما أنه يقفز ويطفر فيسقط، أو يدع احدى المراتب ناقصةً فلا يرتقي لغايته المقصودة.
فيا أيها الاخوة المشدوهون من هموم العيش والهائمون في الحرص على الدنيا! كيف ترضون لأنفسكم الذلة والمهانة في سبيل الحرص ـ مع أن فيه هذه الاضرار والبلايا وتقبلون على كل مالٍ دون أن تعبأوا أهوَ حلال أم حرام؟ وتضحون فيسبيل ذلك بأمور جليلة وأشياء قيّمة تستوجبها الحياة الاخروية، حتى أنكم تَدَعون في سبيل الحرص ركناً مهماً من أركان الاسلام ألا وهو "الزكاة" علماً أنها باب عظيم تفيض منه البَركة والغنى على كل فرد، وتدفع عنه البلايا والمصائب. فالذين لا يؤدون زكاة أموالهم لا محالة يفقدون أموالاً بقدرها ويبددونها إما في أمور تافهة لا طائل وراءها، أو تلمُّ بهم مصائب تنتزعها منهم انتزاعاً.
ولقد سُئلت في رؤيا خيالية عجيبة ذات حقيقة، وذلك في السنة الخامسة من الحرب العالمية الاولى، والسؤال هو:
ما السر في هذا الفقر والخصاصة التي أصابت الامة الاسلامية، وما السر في التلف الذي أصاب اموالهم وأهدرها، وفي العناء والمشاق التي رزحت تحته أجسادهم؟
وقد أجبت عن السؤال في رؤياي بما يأتي:
ان الله تعالى قد فرض علينا فيما رزقنا من ماله العُشر1 في قسم من الاموال، وواحداً من أربعين2 في قسم آخر كي يجعلنا ننال ثوابَ أدعيةٍ خالصة تنطلق من الفقراء، ويصرفنا عما تُوغر في صدورهم من الضغينة والحسد. الا أننا قبضنا أيدينا حرصاً على المال فلم نؤدّ الزكاة. فاسترجع سبحانه وتعالى تلك الزكاة المتراكمة علينا بنسبة ثلاثين من أربعين وبنسبة ثمانية من عشرة.
وطلب سبحانه منا أن نصوم لأجله ونجوع فيسبيله جوعاً يتضمن من الفوائد والحكم ما يبلغ السبعين فائدة. طلبه منا أن نقوم به في شهر واحد من كل سنة، فعزَّت علينا أنفسُنا وأخذتنا الرأفة بها عن غير حق، وأبينا أن نطيق جوعاً ممتعاً مؤقتاً، فما كان منه سبحانه الاّ مجازاتنا بنوع من صوم وجوع له من المصائب ما يبلغ السبعين مصيبة، وأرغمنا عليه طوال خمس سنوات متتالية.
وكذا، طلب منا سبحانه نوعاً من تنفيذ الاوامر والتعليمات الربانية الطيبة المباركة السامية النورانية نؤديها في ساعة واحدة من بين أربع وعشرين ساعة. فتقاعسنا عن أداء تلك الصلوات والادعية والاذكار، فأضعنا تلك الساعة الواحدة مع بقية الساعات. فكان منه أن كفَّر عنا سبحانه بما بدا منا من سيئات وتقصيرات، وجعلَنا نُرغَم على أداء نوع من العبادة والصلاة بتلقين التعليمات والتدريب ومن كرّ وفر وعَدْوٍ واغارة وما الى ذلك.. في غضون خمس سنوات متتابعة.
نعم! هكذا قلت في تلك الرؤيا. ثم أفقت منها، وفكرت متأملاً وتوصلت الى حقيقة مهمة جداً تضمنتها تلك الرؤيا الخيالية وهي:
ان هناك كلمتين اثنتين هما منشأ جميع ما آلت اليه البشرية في حياتهم الاجتماعية من تردّ في الاخلاق وانحطاط في القيم، وهما منبع جميع الاضطرابات والقلاقل. وقد بيناهما واثبتناهما في (الكلمة الخامسة والعشرين) عند عقدنا الموازنة بين الحضارة الحديثة واحكام القرآن الكريم. والكلمتان هما:
الكلمة الاولى: إن شبعتُ فلا عليّ أن يموت غيري من الجوع.
الكلمة الثانية:إكتسب أنت لآكل انا واتعب انت لأستريح انا.
وأن الذي يديم هاتين الكلمتين ويغذّيهما هو: جريان الربا، وعدم أداء الزكاة.
وأن الحل الوحيد والدواء الناجع لهذين المرضين الاجتماعيين هو: تطبيق الزكاة في المجتمع وفرضها فرضاً عاماً. وتحريم الربا كلياً. لأن أهمية الزكاة لا تنحصر في أشخاص وجماعات معينة فقط، بل أنها ركن مهم في بناء سعادة الحياة البشرية ورفاهها جميعاً، بل هي عمود أصيل تتوطد به ادامة الحياة الحقيقية للانسانية، ذلك لأن في البشرية طبقتين: الخواص والعوام. والزكاة تؤمّن الرحمة والاحسان من الخواص تجاه العوام وتضمن الاحترام والطاعة من العوام تجاه الخواص. وإلا ستنهال مطارق الظلم والتسلط على هامات العوام من أولئك الخواص، وينبعث الحقد والعصيان اللذان يضطرمان في أفئدة العوام تجاه الاغنياء الموسرين. وتظل هاتان الطبقتان من الناس في صراع معنوي مستديم، وتخوضان غمار معمعة الاختلافات المتناقضة، حتى يؤول الامر تدريجياً الى الشروع في الاشتباك الفعلي والمجابهة حول العمل ورأس المال كما حدث في روسيا.
فيا أهل الكرم وأصحاب الوجدان، ويا أهل السخاء والاحسان! إن لم تقصدوا بالاحسانات التي تدفعونها نيّةَ الزكاة، ولم تكن باسمها فان لها ثلاثة أضرار، بل قد تتلاشى سدىً دون نفع، ذلك لأنكم ان لم تمنحوها وتحسنوا بها في سبيل الله وباسم الله فانكم بلا شك ستبدون منّةً وتفضلاً معنىً فتجعلون الفقير المسكين تحت أسارة المنَّة وتكبلوه بأغلالها. ومن ثم تظلون محرومين من دعائه الخالص المقبول، فضلاً عن أنكم تكونون جاحدين بالنعمة لما تظنون أنكم أصحاب المال. وفي الحقيقة لستم الا مستخلفين مأمورين تقومون بتوزيع مال الله على عباده. ولكن اذا أدّيتم الاحسان في سبيل الله باسم الزكاة فانكم تنالون ثواباً عظيماً، وتكسبون أجراً عظيما، لأنكم قد أديتموه في سبيل الله. وأنتم بهذا العمل تبدون شكراً للنعم التي أسبغها الله عليكم. فتنالون الدعاء المقبول من ذلك المحتاج المعوز حيث لم يـضطر الى التملّق والتخوف منكم فاحتفظ بكرامته وإبائه فيكون دعاؤهخالصاً.
نعم أين ما تُمنح من أموال بقدر الزكاة بل أكثر منها، والقيام بحسنات بشتى صورها ودفع صدقات مع اكتساب أضرار جسيمة أمثال الرياء والصيت مع المنَّة والاذلال، من أداء الزكاة والقيام بتلك الحسنات بنيتها في سبيل الله، واغتنام فضل القيام بفريضة من فرائض الله، وكسب ثواب منه سبحانه، والظفر بالاخلاص والدعاء المستجاب. ألا شتّانبين العطاءين!
(سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاّ مَا عَلّمْتَنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيمُ)
اللهم صل على سيدنا محمد الذي قال:
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).
وقال: (القناعة كنز لا يفنى)1.
وعلى آله وصحبه أجمعين..
آمين والحمد لله رب العالمين.))
أعدها للنشر :الطالب السموال الجار وقيع الله الحسن.
الاحد 6/1/2013


الساعة الآن 01:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام