جزاك الله خيرا .
كلام رائع , وتفكير سليم لو فكر فيه كل مسلم لما وصلنا الى ما نحن عليه .
التحليل فعلا جميل ووضعت يدك على الجرح فعلا لكن اسمح لي أن أفكر معكم بصوت مرتفع .
نعاني كثيرا عندما نمرض من أمرين :
التشخيص ثم الدواء .
فاذا وصلنا الى التشخيص الصحيح نكون وصلنا فعلا الى جزء كبير من العلاج , لكن كثيرا ما نذهب الى طبيب وبعد التشخيص يصف لي دواء معين , لكن بالصدفة أزور طبيب آخر فيحذرني من هذا الدواء فأقع بين نارين أيهما الدواء المناسب فعلا .
وأحيانا يصف لي الطبيب دواءا لكن لا أجده في أي صيدلية !
هنا أنت شخصت الداء فعلا لكن في الحقيقة الدواء هنا من الصعب الوصول اليه , هل تعرف ما هي المشكلة ؟
كل داعية يعتبر أن الحل في طريق , أحدهم يجد أن الجهاد هو الحل , فيجب أن ننشيء الدولة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
وداعية آخر يقول لك لا بل نحن الآن نعتبر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة وبالتالي نحن في مرحلة البناء ( وبا ليتنا نقوم بالبناء كما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وهؤلاء الدعاة يرون أن الله لن ينصرنا في أي معركة الا اذا كنا كما كان الصحابة لأن الصحابة أنفسهم عندما خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة أحد لم ينتصروا , فكيف نتوقع أن ننصر ونحن لا نطبق الكثير الكثير من آيات الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟
فان آمنا وقلنا طيب كيف يكون البناء ؟ من أين أبدأ مع أولادي ؟ تجد في الحقيقة الكثير من العوائق في الطريق .
أنحن لم نحضر الى بيتنا التلفاز ليقيننا ان مايضر فيه أكثر بكثير مما يفيد , , وحاولت أن أقنع أولادي بأهمية العلم عامة والقرآن خاصة , لكن للأسف ذهب أولادي الى التحفيظ ووجدوا الاستاذ الذي لن أقول الا أنه نفرهم ولم يعودوا يرغبوا بالذهاب الى التحفيظ .
والمدرسة بالنسبة اليهم طبعا لا علاقة له بما اتحدث عنه من مكان لتلقي العلم حيث تجد الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم , وانما هو المكان الذي يسب فيه الأستاذ ويضرب ولا نفهم منه شيئا والأولاد ليس عندهم تقوى ويسمعون منهم ما يشيب منه شعر رأسي أنا وهم أكبرهم في الأول المتوسط .
بحثت كثيرا عن أماكن لتعليم العلم الحقيقي من حلقات لتعليم أطفال فلم أجد في الحقيقة غير التحفيظ , وهو شيء رائع ونحتاج اليه , لكن حفظ القرآن وحده لا يخرج العلماء نحتاج الى من يمسك الأولاد فعلا ليعلمهم كل ما يحتاجون اليه من أمور ليكونوا كما كان صلاح الدين الأيوبي وكلنا يعرف كيف كانت طفولة صلاح الدين الأيوبي , أين نجد لأولادنا هذا الجو الذي يكبروا فيه على اهتمامات قيمة فعلا ؟ فكما قلت أخي الكريم نحن يكاد لنا بمؤامرات , وعدونا ليس بالغبي , وهو صاحب همة عالية , فان أردنا أن ننتصر عليهم فعلا فعلينا أن يكون عملنا بطريقة ليست عشوائية وأن نخطط ونفكر كما يخططوا هم .
الشيخ محمد حسان مرة قال أن من أراد أن يكون عالما فعليه أن يتبحر في علم معين ولا يشتتت نفسه في كثير من العلوم والا سيكون جامع معلومات من كل علم لكنه لن يكون عالما .
والحق اذا أردنا أن نأخذ الدواء الحقيقي علينا أن نعود ونرى ما فعله صلاح الدين منذ كان طفلا وكذلك قطز , ومحمد الفاتح , والحقيقة سنكتشف أننا بعيدون عن الطريق , لابد من العمل الممنهج العميق لابد أن نرفع اهتمامات اولادنا وبالتالي يجب أن يكون هناك طاقات هائلة تعمل مع الأطفال بطريقة جدية , وتضع هدفا واضحا أمام اعينها .
جزاك الله خبرا , وآسفة للاطالة لكن أنا اتوسم فعلا في هذا المنتدى ومن هو فيه خيرا , فأرجو أن نغير فعلا , كثيرا ما أحبط عندما أنظر الى أولادي والى الامكانات الهائلة التي عندهم لكنها بالحقيقة ليست مستغلة كما ينبغي , نحتاج الى المجتمع المتكامل االذي يساعد على تربية جيل فريد كما كان الصحابة رضوان الله عليهم والله المستعان .