يأتي المفهوم الفارسي ليقدم اطارا أكثر اتساعا للنماذج السياسية يدور حول عدم قدرة الحركة النظامية علي اكتشاف متغير العنصر الديني كأحد مقومات تنظيم العلاقة بين الحاكم و المحكوم. إن هذه النماذج لم ترفض الدين ولكنها لم تكتشف بعد أهمية ذلك العنصر و موضعه من ديناميات الحياة السياسية . النموذج الفارسي يقوم علي أساس اختفاء حقوق المحكوم إزاء الحاكم . إن المحكوم لا وجود له و الحاكم هو الاله السياسي، هذا التصور كان لايمكن ان ينتهي الا بالانغلاقية من جانب و الفشل في خلق الدولة المسيطرة من جانب اخر
(الحضارة الكاثوليكية)
هذا النموذج الرابع من الحضارات التي يدعون أنها كونت الحضارة الانسانية و ليس للحضارة الاسلامية أية إسهامات في الحضارة الانسانية.
النموذج الكاثوليكي الذي عاش في قلب العصور الوسطي بل هو كان سبب العصور الوسطي المظلمة علي أوروبا يصعب تقديمه في إطار النموذج التاريخي
بسبب علاقاته المدنية وبسبب عدم وضوح خصائصه الحركية فضلا عن اختلاطه
بنماذج اخري معاصرة من حيث الزمان و المكان نستطيع أن نحيل جميع متغيراته إلي قاعدة أساسية واحدة : التعصب الاستفزازي .
التعصب الديني المطلق الذي يترتب عليه نتائج عديدة منها رفض التصورات
المخالفة و الالتجاء إلي الطرد من الكنيسة في كل مناسبة تشعر فيها بالفشل أو الخوف من المواجهة ، يأتي فيكمله السلوك الاستفزازي في مواجهة الاديان الاخري و هذا الذي تبلور باسم الحروب الصليبية ضد المسلمين و كذلك عملية الاستئصال اليهودي من أوروبا و كذلك علاقة البابوية بالنظم الاقطاعية و الملكية المستبدة .
و للحديث بقية