ورد في القرآن مرتين :قال تعالى ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود)90
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )(البروج )14)وقال تعالى
قال ابن القيم في نونيته :
وهو الودود يحبهم ويحبونه ***** أحبابه والفضل للمنان
وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم *****وجازاهم بمن ثان
هذا هوالإحسان حقا لامعاوضة *****ولالتوقع الشكران
ومعناه:
أي الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم , ويحبونه , فهو أحب إليهم من كل شيء , قد امتلأت قلوبهم محبة له .
فهو الودود بمعنى الواد , وبمعنى المودود , يحب أولياءه وأصفياءه ويحبونه , فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة , فلما أحبوه أحبهم حبا ىخر جزاء لهم على حبه .
فالفضل راجع إليه فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده في :
1)تودد إليهم بذكر ماله من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجذابه للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة , فإن القلوب والأرواح مجبولة على محبة الكمال.
2)تودد لهم بالآئه ونعمه العظيمة التي بها أوجدهم ,وبها أبقاهم وأحياهم , وبها أصلحهم , وبها أتم لهم الأمور , وبها كمل الضروريات .
4)بها يسر لهم سلوك الطريق المستقيم بعد مابينه بأعماله وأقواله.
فجميع مافيه الخليقة من محبوبات الأرواح والقلوب والأبدان فإنها من كرمه وجوده , وأن القلوب مجبولة على محبة المحسن إليها .
ومن تودده : أن العبد يشرد عنه فيتجرأ على المحرمات , ويقصر في الواجبات ,والله يستره ويحلم عنه ويمده بالنعم , ثم يقيظ له من الأسباب والتذكيرات والمواعظ والإرشادات ما يجلبه إلبه , فيتوب وبنيب فيغفر له تلك الجرائم , ويمحو عنه ما أسلفه من الذنوب العظائم , ويعيد عليه وده وحبه ولعل هذا سر اقتران الودود بالغفور في سورة البروج بعد سياق قصة أصحاب الأخدود(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ).
ومن كمال مودته للتائبين أنه يفرح بتوبتهم أعظم فرح يقدر , وأنه أرحم بهم من والديهم بل وجعل له السداد ومجاب الدعوة كما في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ] رواه البخاري
آثار الإيمان بهذا لاسم:
وإذا عرف العبد بأن ربه سبحانه ودود يحب أوليائه , ويحب من أطاعه , يحب المؤمنين المتقين , والصابرين المتوكلين ,ولايحب الظالمين الخائنين المسرفين , ولايحب المختالين المستكبرين ,فإنه يحب أن يطيع أمره وأن يجتنب نهيه والإجتهاد في متابعته كما قال تعالى( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران31