الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أماّ بعد:
منذ صغري وأنا أحب متابعة الأفلام المتعلقة بعالم الحيوانات – وأتوقع أنه يشاركني هذا الأمرالكثير-،هذا العالم العجيب والغريب والذي يحتوي على كثير من الأمور المثيرة والعجيبة والذي يمكن أن نستغربها نحن البشر.
استمتع كثيرا عندما أشاهد الأسود أو النمور أو الفهود وهي تهاجم أحد الثيران أو الغزلان، واستغرب أكثرعندما أشاهد هذا التخطيط العجيب في القبض على هذه الفرائس. واستمتع كذلك وأنا أشاهد عالم الطيور وكيف يسعى النسر مثلا وهو يعيش في أعالي الجبال إحضار الطعام لصغاره، فيذهب بعيدا عن بيته ويركّز بدقة على فريسته وينقض عليه في سرعة عجيبة.
وكذلك بالنسبة لعالم الحشرات والأسماك، كل ذلك الاستمتاع استمر معي حتى بدأت أدرك بأن هناك أسرار فيهذا العالم العجيب، ونستطيع نحن البشر أن نتعلم الكثير منها، بل إن البشر استفاد منها فعلا، ولعل مثال الطائرات أوضح مثال على ذلك، فالإنسان أخذ فكرته لصناعة الطائرات من الطائر وأخذ يطور في الفكرة حتى وصل إلى ما نشاهده الآن.
"لعلكم تتفكرون" هي سلسلة أسعى من خلالها إلى بيان بعض المعاني الذي يمكن أن نستفيد منها من هذه الحيوانات، نمّر فيها على حيوانات مختلفة ومتنوعة، الصغيرة منها والكبيرة، القوية منها والضعيفة، وهدفي أن أبيّن كذلك بأن الله تعالى لم يخلق الأمور سدى وإنما لهدف وعبرة ويمكننا نحن البشر أن نستفيد منها الكثير.
نسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم تتفكرون) والذي نهدف من خلالها إلى بيان بعض الصفات والقيم التي يمكن أن نستفيدها من عالم الحيوانات، هذا العالم العجيب والرائع والذي يكتشف العلم فيه كل يوم شيئا جديدا.
في الحقيقة، احترت بأي الحيوانات سأبدأ، هل أبدأ بالصغير أم الكبير؟ هل أبدأ بالقوي أم الضعيف؟ فقررت أن أبدأ من الأعالي لأننا نريد الوصول إليه، وقررت أن أبدأ بأكثر الطيور التي تعجبني،وهو طائر النسر.
دعونا إذا نقف على بعض المعاني التي يمكن أن نتعلمها من هذا الطائر الرائع:
1) الرؤية الثاقبة:
فهو ذو نظرة ثاقبة وله هدف محدد، فعندما يطير في الجو يحلق عاليا ثم ينقض على فريسته بسرعة عالية وهو قبل أن ينفذ هذه العملية يحدد هدفه بشكل واضح وهو لا شك يتخذ جميع الخطوات اللازمة قبل الانتقاض على الفريسة بحيث يتحين الفرصة المناسبة وغالبا ما ينجح في تحقيق هدفه. أليس الأشخاص الإيجابيون بحاجة إلى هذه النظرة الثاقبة وتحديد لأهدافهم؟ هناك فرص كثيرة في المجتمع ينبغي للإيجابيين أن يدرسوها وينظروا إليها بنظرة ثاقبة بحيث يمكن أن ينقضوا عليها أي يستثمروها.
2) الهدف الواضح:
فالنسر يطير عاليا في السماء يبحث عن فريسته وعندما يجدها يحددها بشكل واضح وينقض عليها سريعا، ومن أراد أن يكون إيجابيا عليه أن يكون ذو هدف واضح ومحدد لكي يسهل عليه تطبيقه وتقييمه.
النسر من الطيور التي يمكن استفادة معاني كثيرة منها، وحري بنا نحن بني البشر والذي أكرمنا الله تعالى بنعم كثيرة أن نتأمل ونتدبر في هذه المخلوقات.
نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم تتفكرون) والذي نهدف من خلالها إلى بيان بعض الصفات والقيم التي يمكن أن نستفيدها من عالم الحيوانات، هذا العالم العجيب والرائع والذي يكتشف العلم فيه كل يوم شيئا جديدا.
ومن خلال هذه السلسلة، نريد من الآن وصاعدا أن ننظر نظرة مختلفة إلى هذه المخلوقات، نظرة تأمل وعبرة، نظرة استفادة وتعلّم، وبالتأكيد سوف تستفيد من هذا التأمل والتدبر.
أقف اليوم مع حيوان قد يسبب عند ذكر اسمه خوفا لدى البعض، وإعجابا لدى البعض الآخر، وكثيرا ما يتجمع الناس عنده في حديقة الحيوانات إن كان موجودا، نتكلم اليوم عن التمساح.
قد يستغرب البعض عن كيفية أخذ صفة إيجابية من هذا الحيوان المفترس والمعروف بالتوحش وخاصة عند اصطياد الفريسة ولكن يمكننا استفادة التالي منه:
· اقتناص الفرص:
حينما يشاهد التمساح حيوانا ما بالقرب من منطقته وخاصة إذا كان يشرب من الماء فإنه يتربص به ويقتنص الفرصة المناسبة لاصطياده فتراه يتحرك مخفيا جسمه مظهرا عينه فقط وحين اقترابه من الفريسة ينقض عليه ويبتلعه بعد ذلك. وقد لا تأتيه هذه الفرصة كثيرا وبالتالي يبذل التمساح جهدا كبيرا لعدم ضياع هذه الفرصة، أما في عالمنا الآن فالفرص متوفرة وبكثرة وعلى الإنسان الإيجابي أن يقتنصها حتى لا تضيع منه أو يأخذها غيره، وقد تكون هذهالفرصة بابا لفتح أبواب أخرى في المجتمع وقد تكون الفرصة صغيرة بسيطة ومع ذلك ينبغي عدم الاستهانة بها مهما كانت لأنها قد تكون صغيرة الآن ذو قيمة بسيطة وتتحول في المستقبل إلى شيء ذو قيمة عالية.
فعلا، حينما تنظر إلى التمساح تستغرب من هذا الأمر الذي يفعله وبهذه الدقة العالية، ولكن لا يمكننا إلا أن نقول "سبحان الله"، وهذه القيمة وغيرها من القيم نضعها بين أيديكم لعلكم تتفكرون في مخلوقات الله تعالى العظيمة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه خير وأن يرزقنا الإخلاص في جميع الأقوال والأفعال، والحمد لله رب العالمين.