وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) سورة التوبة.
وقل لهؤلاء المتخلِّفين عن الجهاد: اعملوا لله بما يرضيه من طاعته، وأداء فرائضه، واجتناب المعاصي، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وسيتبين أمركم، وسترجعون يوم القيامة إلى مَن يعلم سركم وجهركم، فيخبركم بما كنتم تعملون. وفي هذا تهديد ووعيد لمن استمر على باطله وطغيانه.
أقول العمل عملان :عمل دنوي و عمل أخروي .
والعمل الدنيوي لا بد منه لتيسير أمور الإنسان من بناء بيت وزواج وأولاد وغذاء ودواء وو...........
والعمل الأخروي لا بد منه لعبادة الله تعالى الذي خلقنا لذلك فقال تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} سورة الذاريات. لدخول جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
والعمل الأخروي لا بد له من إخلاص حتى الجهاد في سبيل الله حتى الصدقات وحتى طلب العلم لا بد له من الإخلاص لله تعالى.
وقد جاءت نصوص تبين أن العمل لا يقبل إلا ما كان لله .
قال الله تعالى:{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) } سورة الكهف.وقال تعالى :{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} سورة البينة.وفي الحديث:
( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ) رواه النسائي .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بشر هذه الأمة بالتمكين والرفعة ، من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ) رواه أحمد .
والإخلاص : تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين .
قال بعض السلف : " المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته " .
قال سهل بن عبد الله : " ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب " .
وقال يوسف بن الحسين : " أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر " .
الإخلاص شرط لقبول العمل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين :
الأول : أن يكون خالصاً .
لحديث : ( ... وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) .
الثاني : أن يكون موافقاً للسنة .
لحديث عائشة ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
فكل من يعمل بإخلاص يفوز بالجنة في الدنيا والآخرة
حتى الأعمال المبحة بالنية الصالحة تصبح طاعة