بعد أن عرضنا في عجالة سريعة النموذج الروماني و اليوناني والفارسي و الكاثوليكي و بينا القصور و النقص الواضح في مناهجهم و ذلك يرجع إلي أنها جميعا ترجع إلي فكر البشر القاصر عن معرفة العام و الكل و قصوره عن الاحاطة بالامور و سوف نعرض بشيء من التفصيل للمنهج الاسلامي الكامل و الشامل و ذلك من خلال كتاب د/ حامد ربيع ( سلوك المالك) وقد بقي التساؤل الذي طرح : أين النموذج الاسلامي من هذه التصورات ؟ هل هو تكرار لاي منها ؟ هل هو نموذج متميز؟ و بتواضع العالم البصير يري د/ حامد أن هذا الامر يلزمه دراسات عديدة من علماء علي قدر هذا الامر العظيم . ما هي خصائص العلاقة السياسية في التراث الاسلامي؟ أولا- هي علاقة مباشرة لا تعرف الوسيط . ان العلاقة بين الحاكم و المحكوم هي علاقة بين اثنين يقف كل منهما من الاخر موقف مساواة لا يفصل بينهما اي عقبات اجتماعية أو نظامية ثانيا- و لكنها علاقة تابعة تنبع من مفهوم العلاقة الدينية و تتحدد بها علاقة المسلم بالكتاب و تعاليمه هي التي تحدد خصائص العلاقة السياسية . ثالثا- و هي لذلك علاقة كفاحية : ان مفهوم الدعوة و نشر الاسلام الذي ينبع من طبيعة العلاقة الدينية يفرض علي المواطن الدفاع عن المثالية الحركية و بجميع الادوات و الوسائل . رابعا- وهي لذلك علاقة مطلقة لا تعرف التمييز ولا التنوع . مفهوم التنوع الطبقي الذي يميز بين الناس علي أساس الطبقية .ان التميز بين الحاكم و المحكوم هو تميز و ظيفي فقط ليس تميز انتماء ( لعرق مثلا) ولا وراثي خامسا - و هي علاقة بسيطة لا تعرف التعقيد مثل التجريد المثالي الذي عرفته الحضارة اليونانية و التركيب الطبقي الذي عرفته الحضارة الرومانية و الكاثوليكية ولا الاستيعاب المطلق الذي سيطر علي الدولة القومية . و هكذا نلحظ كيف ان النموذج الاسلامي جاء ليجمع بين خصائص متعددة ليقدم مذاقه الخاص المتميز : فهو يجمع بين الحركة و الفكر و يخلق توازنا بين الحاكم و المحكوم ولا ينسي ان السيادة وليدة القوة و ان القوة وحدها التي تحمي الشرعية . اليست جميع هذه الملاحظات جديرة باثارة الاهتمام بذلك النموذج ؟ و للحديث بقية .
hgkl,`[ hgpqhvd hghsghld çgçQgçld çgdAçRd hgkl,`[
التعديل الأخير تم بواسطة حسين ندا ; 03-09-2009 الساعة 06:58 AM