ينحصر تاريخ هذه الأمة عند المؤرخين إلى فرعين رئيسيين:
• الخلافة الإسلاميّة العربيّة
• الخلافة الإسلاميّة التركيّة
و قد طرق المؤرخين الفرع الأول، أما الفرع الثاني فكاد القلم العربيّ أن يكون منه أبعد الأقلام، على أنَّ الخلافة الإسلامية التي أقام صرحها العثمانيون في أواخر عهد العباسيين قد لملمت من شعث الولايات الإسلامية، و بذلك فهي تُذَكِرُني بالمرابطين و الموحدين الذين لم نسمع عنهم إلاَّ قريباً و لم ندرس تاريخهم في المدارس و لم يجيء ذكرهم من قريب أو بعيد.
و على أثر ذلك قامت قيامة التعصب الديني في الممالك الأوروبية و اتفقت على اختلافها و توحدت على تعددها لمحاربة هذه الخلافة و تقويض أركان ملكها.
و من الجدير بالذكر هنا، و نظراً لكثرة الأقاويل البشعة و التي ندرسها و درسناها في أدبنا العربيّ و مناهجنا التعليمية- و إلى الآن تُمارس هذه العملية – و لا أعلم من المستفيد؟ و التي تتحدث عن تعصبهم و كبرهم و ما أقاموه من إقطاعيات.
نشير إشارة خفيفة إلى:
•?إنَّ الإنجليزي في الهند - أيام الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس – كان إذا أراد أن يركب فرسه يطلب إلى أي شخص هندي عبر أمامه من أهل البلاد، أن ينحني له حتى يضع رجله على ظهره ثم يمتطي فرسه.
•?و لم يكن يسمح الانجليز مثلاً لعلية القوم من أهل البلاد أن يركبوا معهم في مقصورة واحدة في القطار.
•?و كان الفرنسيون و البلجيكيون في مستعمراتهم يستعمرون روح المواطن و جسمه و يصيدون الرجل الأسود لكي يطعموا كلابهم أو لكي يتسلوُّا!!!!!!!!
[color=red]نشأة العثمانيين و بدايةالفتوحات[/color]
في الوقت الذي كان فيه المسلمون بقيادة السلاجقة يقاتلون جحافل الصليبيين التي خرجت من أوروبا، كانت موجة أخرى من قبائل المغول المتوحشة تتجمع في أواسط آسيا و تتجه غرباً نحو البلاد الإسلامية.
و ما إن أخذ مد الغزوة الصليبية بالتراجع إثر انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين في معركة حطين الشهيرة و إنقاذ بيت المقدس، حتى زرع جنكيزخان زعيم تلك القبائل الموت و الدمار في ربوع العالم الإسلامي فدمر معالم الحضارة فيها لمدة خمس سنين.
و هناك مقولة تقول:
لقد حرض الصليبيين الذين هزموا على أيدي المسلمين المغول على غزوالعالم الإسلامي إذ كان اتجاه هؤلاء المغول نحو الصين في البداية. و كانت إحدى نساء جنكيزخان من النصارى و هي التي قامت بالدور الأول للتحريض لذلك العمل كما أنّ حفيده هولاكو كان قد تزوج ابنة ملك أرمينيا و هو (أباقاخان) الذي نشأ على النصرانية وكانت أرمينيا إحدى المناطق التي اعتمد عليها الصليبيون ودعَّمتهم.
استولى هولاكو على بغداد عاصمة الخلفاء العباسيين فنهبها و أحرقها و قتل معظم سكانها الذين بلغوا في ذلك الزمن قرابة الـ800 ألف نسمة بما فيهم الخليفة و حاشيته عام 656هـ.انتهى حكم العباسيين ببغداد بعد أن استمر 524 سنة و تشتت من نجا من العبّاسيين، ثم وصل التتار إلى بلاد الشام وضربوها.
في زحمة تلك الأحداث الرهيبة، تنبت البذرة الأولى للدولة العثمانية الاسلامية الوليدة.
في ذلك الحين اضمحل الإسلام في الشرق و تفرقت أجزاؤه إلى أن ظهر العثمانيون في شرق آسيا و بالأناضول فأعادوا إليه رونقه السابق و ضموا ما تفرق من ممالك و صارت هي الدولة الإسلاميّة أمام العالم الأوروبي(شرقاً)[/color][/color][/color][/size][/color]
توقيع : شيم
[b]
من أقوال د. راغب السرجاني المأثورة
إن كان قيام أمة المسلمين بك فأنت مأجور حتى لو لم ترى نصراً
و إن كان القيام بدونك ضاع عليك الأجر حتى لو كنت معاصراً للتمكين
متى ظهر العثمانيون وكيف؟
فلنرجع إلى الوراء كثيراً لنتعرف على من العثمانيون؟
و كيف قامت دولتهم؟
•
كان أرطغرل بن سليمان شاه التركماني قائداً لإحدى قبائل الترك النازحين من سهول آسيا الغربية إلى بلاد آسيا الصغرى.(شاه تعني ملك).
•و كان هذا القائد يقوم بمساعدة الأمير علاء الدين سلطان (قونيّه) -و هي إحدى الإمارات السلجوقية- للانتصارعلى أعدائه من البيزنطيين و تقول بعض الروايات إنه جيش مغولي.
•عقب كل انتصار كان الأمير علاء الدين يُقطع أراض و أقاليم عدة و مدن كثيرة للقائد "أرطغرل بن سليمان شاه التركماني"، و كان يجزل له العطاء و يمنحه أموالاً و ألقاباً ثم أخيراً لَقَّبقبيلته بمقدمة السلطان لوجودها دائماً في مقدمة الجيوش.
•توفي أرطغرل سنة 687هـ فاستعان الأمير علاء الدين بأكبر أبناء أرطغرل و هو(عثمان) وإليه يرجِع مُسَمى الخلافة الإسلامية العثمانية.
•سنة 688هـ قام عثمان بفتح "قلعة حصار" فمنحه الأمير علاء الدين في هذه السنةلقب "بك" و أقطعه كافة الأراضي و القلاع التي فتحها و أجاز له ضرب العملة و أنيُذكر اسمه في خطبة الجمعة، و بذلك صار عثمان بك ملكاً بالفعل لا ينقصه إلاَّ اللقب.
•سنة 699هـ أغارت جموع التتار على بلاد آسيا الصغرى و فيها كانت وفاة الأمير علاء الدين آخر السلاجقة (بقونيّة فانفتح المجال لعثمان لتحصين و توسيع القلاع و الحصون في بلاده و ضم الأراضي المُقَطَّعة و المُتَفَرِقة تحت راية واحدة و التي لا تزال حتى زماننا الحاضر تشكل العلم التركي المؤلف من الهلال و النجمة.
•اشتغل في تنظيم البلاد حتى إذا أمن اضطرابها تجهز للقتال و نشر الدعوة الإسلامية في بلاد آسيا الصغرى وأرسل إلى جميع أمراء الروم ببلاد أسيا الصغرى يدعوهم إلى :
1. الإسلام
2. الجزية
3. القتال
•و لم يخلد الروم و لا التتار أعداءالمسلمين التقليديين إلى السكينة بل استمروا بالمناورات و التحرشات.
•نشأ من جراء ذلك الصراع بين العثمانيين و الروم الذي امتد أكثر من ستة قرون. و كان امتداداً طبيعياً لما قبلها من حروب صليبية لم يطفأ أوارها حتى وقتنا الحاضر و إن كانت قد اتخذت أشكالاً مختلفة بغية خداع المسلمين بتمويه الرايات و الشعارات و انتحال الحجج و إخفاء الأغراض الخفية الحقيقية الخبيثة.
•إن أسباب الصراع بين العثمانيين الذين حثتهم العاطفة الاسلامية لقتال الروم كانت ذات طابع ديني منذ البداية إذ لم يمض عهد بعيد على الحملات الصليبية و كانت لا تزال حاضرة في الأذهان.
•أسلم البعض و انضمإليه، و قبل البعض دفع الجزية، و استعان الباقون على السلطان عثمان بالتتار و استدعوهم لنجدتهم.
•حاربهم السلطان عثمان وهيَّأ لهمجيشاً تحت إمرة إبنه أورخان و بعد محاربة عنيفة شَتَّتَّ شمل التتار و عاد مسرعاً لمحاصرة مدينة(بورصة).
•تقدم أورخان في أملاك الروم حتى أرسل ملك القسطنطينية أوامره لعامله على (بورصة) بالانسحاب فأخلاها ودخلها أورخان و جيشه و لم يتعرض لأهلها بسوء مقابل دفع 30 ألف من عملتهم الذهبيه وأسلم حاكم مدينة (أفرينوس) و أُعطيَ لقب بك و صار من مشاهير قُوَّاد العُثمانيين.
[[size=7]size=6]السياسة الداخلية للأمير علاء الدين:[/size]
من أهم أعمال الأمير علاء الدين الذي حكم 27 عاماً و توفي في 21 رمضان 726هـ:
•أمر بضرب العملة من الفضة و الذهب و وضع نظاماً للجيوش المظفرة و جعلها دائمة، إذ كانت قبل ذلك لا تجمع إلاّ وقت الحرب و تصرف بعده.
•ثم خشي من تحزب كل فريق من الجند إلى القبيلة التابع إليها و انفصام عرى الوحدة الاسلامية، فأقام نظاماً خاصاً بالجيش و استغلال ما لدى المسلمين من أسرى حرب بعيدين عن أوطانهم و ذويهم و بذلك كان من الذين ينتهجون منهج النبي صلى الله عليه و سلم حين اتفق مع أسرى قريش بعد غزوة بدر في أن يقوم كل أسير بتعليم 10 من المسلمين مقابل عتقهم. و هذا هو استغلال الموارد.
•فقام على تربيتهم تربية اسلامية و انخراطهم في عرى المسلمين دون التفريق بين جنس و آخر و دون النظر إلى الأصول و كانوا لا يعرفون لهم أباً إلاّ السلطان و لا حرفة إلاّ الجهاد في سبيل الله و لعدم وجود أقارب لهم بين الأهالي كان لا يخشى من التحزب و الفُرقَة.
•و كان اسمهم "يني تشاري" و يرسم باللغة التركية "يكيجاري" أي الجيش الجديد ثم تم تحريفه إلى اللغة العربية فصار "انكشاري".
ثم ارتقى هذا الجيش في النظام و زاد عدده حتى صار لا يعوَّل إلاَّ عليه في الجهاد و كان من أكبر و أهم عوامل امتداد سلطة المسلمين،و استمرت هذه الفئة عوناً حتى أبطلها السلطان محمود الثاني لأنهم تعدوا بعد ذلك حدودهم و استبدوا و كانوا من أسباب تأخر العثمانيين و تقهقرهم.
السلطان أورخان ابن الأمير علاء الدين:
•جاء السلطان (أورخان) و أرسل قوّاد جيوشه المُظَفَرة لفتح ما بقي م
توقيع : شيم
[b]
من أقوال د. راغب السرجاني المأثورة
إن كان قيام أمة المسلمين بك فأنت مأجور حتى لو لم ترى نصراً
و إن كان القيام بدونك ضاع عليك الأجر حتى لو كنت معاصراً للتمكين
[size=7]• سنة 761هـ توفي السلطان أورخان و هو يبلغ من العمر 81 و مدة حكمه 35.تولى بعده ابنه السلطان مراد الأول المولود سنة 726هـ .
• و كانت فاتحة أعماله ضم مدينة (أنقره) إلى الحظيرة الإسلامية و ذلك لأن)سلطان القرمان( أراد أن ينتهز فرصة انتقال الملك من السلطان أورخان إلى ابنه السلطان مراد لتحريض الأمراء المستقلين على قتال العثمانيين فكان نصيبه أن فقد أهم مدائنه.
• أما في أوروبا فقد فتح مدينة (أدرنة) و اسمها باليونانيه أدريانابوليس نسبة لللامبراطور هادريان- و لأهمية موقعها الجغرافي و وجودها على ملتقى ثلاثة أنهار انتقلت إليها عاصمة المسلمين العثمانية إلى أن فُتِحَت مدينة القسطنطينية.
• أيضاً فتح (فيلبه)- و اسمها باليونانية فيليبوبوليس نسبة لفليب والد الإسكندر الأكبر- و تقع إلى الجنوب الشرقي من صوفيا، بين صوفيا و أدرنه على خط واحد. ثم مدينتي(وردار) و (كلجمينا) و بذلك صارت القسطنطينية بمحاطة بأملاك الخلافة الاسلامية العثمانية من كل جانب و فُصِلَت عن باقي الإمارات الصغيرة التي كانت شبه جزيرة البلقان مُجَزَّأة بينها و أصبح المسلمين مُتاخمين للصرب و البلغار و ألبانيا.
• ساد الإضطراب عند ملوك أوروبا و هرعوا إلى البابا (أوربانوس الخامس) بأن يتوسط لدى ملوك أوروبا الغربيين ليساعدوهم على محاربة المسلمين و إخراجهم من أوروبا خوفاً من امتداد فتوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان و يُخشى بعد ذلك على أوروبا كلها من(أسلمت أوروبا).
• لم ينتظر (أوروك) الخامس ملك الصرب وصول المدد إليه من أوروبا بل استعان بأمراء(البوسنة) و (الفلاخ) و بعدد عظيم من فرسان المجر و سار بهم لمهاجمة مدينة (أدرنة)_ العاصمة الاسلامية وقتذاك- و لم يلبث (الأحزاب) أن ارتدوا على أعقابهم بهزيمة نكراء من جانب المسلمين و من الجدير بالذكر أن الذي دافع عن الاسلام و المسلمين في هذه المعركة كان الأهالي و أمراء المدن أنفسهم لأن السلطان مراد كان مشتغلاَ بتوطيد فتوحات أخرى في مكان آخر بالقرب من مدينة (بورصة) في آسيا الصغرى ثم عاد إلى مقر سلطنته لتنظيم ما فتحه من الأقاليم و البلاد.
• ?بدأ السلطان مراد في ترتيب جيوشه و اكمال ما نقص منها و كان من أشد ملوك أسرته طلباً للشهادة في ساحة القتال.
[هل تريد أن تعرف معنى كلمة(سباهي):
[/??
قام العثمانيون بتنظيم فرق خَيَّالة تسمى (سباهي) و معناها الفارس على نظام جديد و أُختير أن تكون أعلامهم باللون الأحمر الذي استمر شعاراً للخلافة الاسلامية العثمانية.
??و اقتطع لكل جندي منهم أرضاً يسكنها وقت السلم و يستعد للجهاد و الفتح عندما تقتضي الضرورة ذلك على نفقته الخاصة و على أن يُقدم أيضاً جندياً آخر معه.
??و من هنا بدأ ما يُسمى (بنظام الاقطاع) و كما نجده فقد بدأ بنيَّة تجهيز الجيوش و الصرف عليها كما كان يفعل أصحاب رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلَّم.
??و للتأكيد على معنى هذه الاقطاعيَّات و الهدف منها فقد حَدَّد السلطان إيراداً معيناً للأرض لا يتجاوزه الجندي و ما يزيد على ذلك يرجع لبيت مال المسلمين.
??و كانت هذه الاقطاعات لا يرثها إلاَّ الذكور فقط من الأعقاب – بالطبع فالمستهدف هم الجنود و الصرف على الجيوش - و إذا انقرضت الذريَّه الذكور ترجع إلى خزانة الدولة لتقطعها لجندي آخر لنفس السبب.
??و هنا نرى مسألة عدم توريث هذه الاقطاعات للإناث في هذه الحالة ليس شريعةً إسلامية و لكنه إيجار للأرض و موافقة على شروط معينة لها سبب لأن الجندي لا يمتلك هذه الأرض و لكنه يستخدمها لمصلحة (تجهيز الجيوش.).
و من هنا حاول المستشرقين أن يشككوا في الشريعة الاسلامية و يبثوا الأفكار المريضة من أن المسلمين يُفَرِّقون بين الذكور و الاناث في مسألة الإرث، و استدلوا بهذا النظام القريب منهم جغرافياً و الذي استخدمه البعض الآخر ليطبقه على نفسه بجهل و دون وعي.
و نحن المسلمون لا نعتقد العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فالإنسان يصدر عنه الحق و الخير و يكون منه الباطل و الشر، و قد يكون الحق و الخير في إنسان بنطاق واسع فيُعَدُّ من أهله و لا يمنع هذا من أن تكون له هفوات. فلا يجب أن يكفر ذلك كله من أجل تلك الهفوات.
إن الذين شوهوا حسنات السلف و سجاياهم إنما أرادوا أن يسيئوا إلى الإسلام نفسه بالإساءة إلى أهله و قد آن لنا أن ننتبه من هذه الغفلة فنعرف لسلفنا أقدارهم لنسير في حاضرنا على هدي و نور.
نعود لاستكمال ما بدأناه من سيرة الفتوحات الاسلامية العثمانية
[color=red]استشهاد السلطان مراد الأول:
بدأ المسلمون سيرهم للفتوحات ثانية سنة 1381م و فتحوا كل من المدن التاليه:
موناستر : و تقع بالقرب من الحدود اليونانية الألبانية.
برلبة : في شمال يوغوسلافيا السابقة.
اس
توقيع : شيم
[b]
من أقوال د. راغب السرجاني المأثورة
إن كان قيام أمة المسلمين بك فأنت مأجور حتى لو لم ترى نصراً
و إن كان القيام بدونك ضاع عليك الأجر حتى لو كنت معاصراً للتمكين
ساد الأمن في أوروبا فقصد خليفة المجاهدين الفاتحين بلاد آسيا و فتح مدينة (آلاشهر) سنة 1391م وهي آخر مدينة بقيت للروم في آسيا.
و أقام المسلمين حصاراً حول القسطنطينية و ضموا إليهم بلاد البلغار .استنجد ملك المجر بأوروبا و ساعده البابا و أعلن الحرب الدينية بين النصارى و المسلمين .
فانضم تحت لواء هذه الحملة الصليبية أمراء (بافاريا) في ألمانيا و (أستيريا) و هي النمسا و (شواليه القديس حنا الأورشليمي) و هم طائفة من الرهبان الذين ذهبوا إلى فلسطين في القرن الحادي عشر الميلادي أثناء الحروب الصليبية و لما رجعت فلسطين إلى المسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 1187م انتقلت هذه الطائفة إلى عكا ثم إلى جزيرة رودس و اتخذتها مركزاً لمحاربة المسلمين و تعطيل تجارتهم و نهب مراكبهم و أسر من بها.
و كانت نتيجة تحزب هذه الأحزاب على المسلمين المؤمنين انتصار العثمانيين على الجيوش المتألبة.
هذا و قد شُدِّد الحصار بعد ذلك على مدينة القسطنطينية و لولا إغارة المغول على بلاد آسيا الصغرى لتمكن المسلمون من فتحها فاكتفى السلطان بإبرام الصلح مع ملكها بشرط دفع جزية 10 آلاف ذهب سنوياً و أن يجيز للمسلمين أن يبنوا جامعاً لإقامة شعائر الدين الحنيف و أن تقام لهم محكمة شرعية للنظر في قضايا المسلمين منهم.
إغارة تيمورلنك على آسيا الصغرى:
و سبب إغارة تيمورلنك التتري المغولي على العثمانيين أن أمير بغداد و العراق (أحمد جلاير) التجأ إلى السلطان بايزيد حينما هاجمه المغول في بلاده فأرسل تيمورلنك إلى السلطان بايزيد بطلب أمير العراق فأبى تسليمه إليه فأغار المغول بجيوشهم على بلاد آسيا الصغرى و احتلوا أرمينيا بآسيا الصغرى و أخذ ابن السلطان بايزيد أسيراً و قطع رأسه و احتدم الصراع بين الجيشين الكبيرين و لكن الغلبة هنا كانت للمغول و أسر المغول السلطان المسلم ثم توفي.
سادت الفوضى في بلاد المسلمين جميعاً بعد وفاة السلطان بايزيد:
•فقد خرجت كل من الصرب و البلغار و الفلاخ من مظلة الدولة الإسلامية و لم يبق تابعاً للدولة العثمانية إلاّ قليل من البلدان.
•سعى الصليبيون قبل تقدمهم نحو العالم الإسلامي أن يكون هجومهم و التتار معاً علماً بأن التتار في ذلك الوقت كانوا قد دخلوا الإسلام إلاّ أن الصليبيين استغلوا الخلاف المذهبي بين العثمانيين من أهل السنة و ما كان عليه تيمورلنك من التشيع فحرضوه بوسائلهم الخاصه على غزو العثمانيين من المشرق و قدومهم من المغرب.
•كما أن دخول التتار الجديد في الإسلام و لقرب عهدهم بوثنيتهم لم يمكنهم من أن يحصل لديهم الإيمان العميق.
•و ساد الانقسام و الفرقة بين أبناء السلطان بايزيد رحمه الله ( محمد و موسى و سليمان ) حتى أن الأبناء استعانوا بتيمور لنك سبب هذه الفتن و المفاسد فشجعهم بالطبع على الاقتتال مع بعضهم البعض و صار يساعدهم على بعضهم البعض و يمددهم بالسلاح و الجيوش مساعدة لهم على الاقتتال.
السلطان محمد جلبي الغازي بالملك:
استقر الأمر بعد طول قتال و تطاحن إلى انفراد محمد المولود سنة 781هـ بما بقي للمسلمين من البلاد و اشتهر في التاريخ باسم السلطان محمد جلبي الغازي.و كانت مدة حكمه كلها حروباً داخلية قمعاً للفتن و الاضطرابات إذ سادت الفوضى في البلاد.
ظهور بدر الدين و أفكاره:
و في عهده استغلت اليهودية ضعف الدولة التي كانت لا تزال تئن من جراحها السابقة فدست بين صفوف الناس شخصاً يدعى (بدر الدين السيماوي).
• و هو من العلماء المشهورين في ذلك الوقت و كان معيناً بوظيفة قاضي عسكر في جيش موسى الذي انقلب على أخيه(السلطان محمد) و بعد انهزام موسى أُلزم بالاقامة الجبرية في مدينة (أزنيك) ثم هرب منها و ابتدأ في نشر مذهبه المؤسس على المساواة في الأموال و الأمتعة أشبه (بالأفكار الشيوعية) و هي من آراء اليهود الهدّامة.
• فتبعه خلق كثير من المسلمين و من المسيحيين و غيرهم لأنه كان يعتبر جميع الأديان على السواء و لا يفرِّق بينهم فهو لا يرفع شعاراً للإسلام و كان يتمتع بمعسول القول الجميل و الكلمات البراقة مثل:
(إن جميع الناس إخوة مهما اختلفت مذاهبهم و أديانهم)
• و استعان في نشر مذهبه بشخص يدعى (بيرقليجه مصطفى) أي صاحب العلم، و آخر يهودي و اسمه (طورلاق كمال) – و يبدو أن في اسم (كمال) لغزاً أو سراً يرغب فيه اليهود الذين يتظاهرون باعتناق الاسلام لأنه ليس بالإسم الأصلي بل هو اسم ثانِ تعود الأتراك أن يضيفوه إلى الاسم الأصلي.
• اشتهر اسمه بسرعه و كثر عدد تابعيه حتى خيف على المسلمين من انتشار هذه الأفكار المسمومة بينهم و التي تنأى بهم بعيداً عن فطرتهم السوية و تعاليم دينهم السمحة.
• أرسل السلطان محمد إليه جيشاً بقيادة ابن أمير ال
توقيع : شيم
[b]
من أقوال د. راغب السرجاني المأثورة
إن كان قيام أمة المسلمين بك فأنت مأجور حتى لو لم ترى نصراً
و إن كان القيام بدونك ضاع عليك الأجر حتى لو كنت معاصراً للتمكين