منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   اديب العربية ( الرافعي ) و دعاة التجديد الزائف .... (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=53582)

محمود المحرزي 21-06-2013 04:54 PM

اديب العربية ( الرافعي ) و دعاة التجديد الزائف ....
 
السلام عليكم ..
فلقد شهدت الساحة الادبية في مصر حربا طاحنة بين الادباء و ذلك ابان العقود الاولي من القرن الميلادي المنصرم ؛ و ما ذلك الا لبروز بعض الناشئة تحت حماية شهادات السوربون و من تابعها من الجامعات الوليدة كجامعة فؤاد الاول ، ومن ثم فقد تم مهاجمة اللغة و الادب عبر تلامذة الاستشراق و من دان لهم من اصحاب الفلسفات الانهزامية ، وكل هذا البلاء جاء تحت مسمي الاجتهاد و التجديد ـ و هو ديدن اولائك الاغرار علي طول الزمان و اتساع المكان ـ برزت كتابات كالادب الجاهلي و الشعر الجاهلي و تخرصات سلامة موسي و من علي شاكلته ؛ فكان ان انتدب الرافعي نفسه للدفاع عن لغة القران ، و كشف اولائك الاغرار في عالم الناس ..
و من هنا بدات رحلتي مع ماتعته التليدة الخالدة ( تحت راية القران ) و هي مجموع مقالاته ضد من وصفهم بانهم :
( بريدون تجديد الدين و اللغة و الشمس و القمر ..الخ )
فاحببت ان انقل لكم موقف الرجل من التجديد و مفهوم المجدد و يبقي الحكم للقارئ :
قال رحمه الله :

((.. بلى ايها المجددون ، غير انه ليس علي الارض معصوم من الخطا ، و غير اننا نعرف ان غلطة العالم تدل علي علمه كما يدل صوابه ، و ان شبهة الجاهل تدل علي جهله كما يدل خطؤه ، اذ كان الاول متحررا يتوقى جهده ، و كان الثاني متحمقا يسترسل جهده ، فعلي قدر قوة الشبهة و ضعفها ، و بحسب نوع الغلطة و شكلها ، يعرف نوع الفكر و تتبين حالة العقل ، و بهذين تعرف صفة النفس ، و بالنفس لا بغيرها يقوم التاريخ الانساني .
فتعالوا نسالكم : لو ان عيسى عليه السلام كان معه مائة الف من امثال الخواجة سلامة موسى ايكون معه الا مائة الف مكابر سخيف يفسدون عليه و لا يغنون في امره ما يغني رجل واحد من اولائك الصيادين الذين كنت في انفسهم الصافية روح الماء العذب .
و لو ان محمدا صلي الله عليه و سلم كان معه خمسمائة الف من امثال الشيخ المجدد طه حسين افيردون عليه ما رد عربي واحد قلبه روح سيفه ؟
ارايتم الان ايها الفضلاء جدا .. ان الامم في غني عنكم ، و ان حاجتها كل الحاجة انما هي الي ايمانها و قديمها ، و انكم لا تنزلون منها و من تاريخها الا منزلة الثرثرة في المعنى الصريح من المعنى الصريح ؛ و ان مثلكم معها كمثل حادثة تاريخية عظيمة اخذت ما اخذت من الناس و تركت ما تركت فيهم حتى مضت لسبيلها و صارت حديثا في الاحاديث . جاء رجلا متسكع متلكع فاحتسى الف كاس من الخمر و احرق الف دخينة من التبغ و اضرم النار و روح النار علي دماغه ليخرج من دماغه رواية تمثيلية في تلك الحادثة تزخرفها بالكذبو تزينها بالفلسفة و تزيدها بالتحليل و المنطقو تجملها بالخيال و الشعر ، ثم لا تكون بعد هذا كله في جنب الاصل الا ملهاة و هزؤا و سخرية ليس فيها الا حسام لا يقطع ، و بطل لا يمنع ، و نار لا تحرق و بحر لا يغرق ؟
اتظنون ان التجديد لا يكون الا بالهدم، و هل يبلغ ما انتم فيه من الحماقة و ضعف البصر بعواقب الامور و اسرار الاشياء ان تقولوا ان البناء الجديد لا يقوم الا بعد هدم القديم و ازاحة انقاضه و اقرار الجديد في موضعه ؛ اهو بناء من الطوب و الحجارة و الخشب ترفعون هذا و تضعون هذا ، ام هو بناء من الكلام علي ارض من ​الورق فكل ما جاء ليبني بني ، و كل ما جاء ليهدم هدم ؟ افلا تعلمون ان القديم لا يهدم البتة لانه هو الذي يبدع الجديد و يشقه ؛ فان هدم في امة من الامم زال الجديد بزواله و لم يبق من الامة الا بقايا لا تستمسك على حادثة و لا تقر على صدمة ، و ان سنة الكون في الجديد انه ترميم في نواحي القديم و تهذيب في بعضه و زخرف في بعضها الاخر ، و الا لوجب ان يتحدد التركيب الانساني و التركيب العقلي ، و هو ما لم يقع و لن يقع منه شئ .
فالشان في الجديد تتصل المادة الجديدة بالقديم فاذا هو هو ، و لكن ببعض الزيادة او بعض الزينة او بعض القوة ، و كل ذلك لاحداث بعض المنفعة ، فالرجل المجدد لا يوجد نفسه ايها الفضلاء جديدا ؛ و ما هو من الهوان علي الكون و نواميسه و علله بحيث يقول ساكون فيكون ؛ و لو ان كل اسود في مطعم او حانة كاسود بني عبس لفسدت الارض و لم بيق للشجاعة تاريخ يحفظ ، و لو ان كل لون احمر يقول انا الورد لما بقى للورد معنى الا ان يكون خجلا في وجه الدنيا ...
المجدد ايها الفضلاء جديدا لا تخرجه للامة الا اقوى عناصر القديم متى اجتمعت فيه صحيحة متظاهرة يمد بعضها بعضا ، فان من انتهى الى غاية من الغايات كان هو الحري ان تستشرف لما بعدها و ان ياتي بما لا يستطيع من دونه ، و لكن الشرط ان يكون قد بلغ هذه الغاية ، و ما يبلغها الا اذا كان مهيا بوسائلها ، و لن تاتي له هذه الوسائل علي اتمها و اكملها الا اذا شاءت الحكمة الالهية ان تنقح شيئا في اساليب الحياة و النظام القديم .
فالذي يحصل من كل ما تقدم ان لا جديد الا حيث تبدع الحكمة شيئا لم تتصل نواميس الحياة النفسية بهذا الشئ فاذا هي تفعل به ما اقتضته الحكمة ما نسميه هدما او بناء ، فانت اذا كنت مجددا في اللغة مثلا و كانت فيك العناصر الكافية لاجتماع قوة من قوى الناموس العام فلا بد ان تبدع شيئا غير موجود لا يستطيعه غيرك كما تستطيعه انت ، فاذا ابدعت و استحدثت : رايت القديم نفسه هو الدليل علي انك جددت كنت بشهادته مجددا ؛ و هي شهادة كما ترى لا تنالها بانك ( محرر ) صحيفة او مترجم مجلة او ملخص من بعض اراء الفلاسفة ، بل من حياة عصرك و طبيعته و قوانين وجوده ، اذ تكون انت زيادة في العصر و اية في الطبيعة و كلمة جديدة في قوانين الامة ))
انتهي ما اردنا نقله .. و لا مزيد .


الساعة الآن 05:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام