حين اذكر افكاري السابقة عن الاسلام و المسلمين ..اعجب لأمرين، لكمية الضخ الاعلامي الذي يلصق كل تلك الاكاذيب والخرافات الغير صحيحة عنهما وتعميم السيئات والخطايا الناتجة عن عقيدة فئة ضالة واخرى مبالغة ومتحجرة من المسلمين والصاقها بالاسلام كله وثانيهما هو الكره والبغضاء الذي كنت احملهما للأسلام والمسلمين وتحولهما مع اكتشافي حقيقة المسيحية المعاصرة و حقيقة الاسلام الى حب واحترام وشفقة .
حب لأخوتي في الله واحترام لمحافظتهم على الحد الادنى من التمسك بعقيدتهم رغم الحرب الكونية الاعلامية التشويهية ضدهم وشفقة لمعرفتي بكمية الجهد الذي يصرفه كارهيهم من كل الانواع والاجناس في محاربة عقيدتهم ومحاولة اسقاطها من نفوسهم وعقولهم اعلاميا وبطريقة منسقة ومنهجية الى الحد الذي ادعي فيه ان مليارات تصرف على تشويه صورة الاسلام تضاف الى مجهودات غير مشكورة من مسلمين جهلة بدينهم وبروعة السماحة والرحمة التي يدعو اليها وتصرفات متخلفين فكريا وكتابات قاصرين عقليا عن ادراك ان الثرى الانساني ليس هو الحكم في تقرير ثريا الغقيدة الاسلامية .تلك العقيدة التي لم تأتي الا بما اتى به موسى وعيسى عليهما السلام خاتمة لعصر النبوات والرسالات السماوية مقدمة المنهج العقلي والفلسفي السليم لفهم الحياة و مبينة الطريق الامثل للتعامل مع كل جديد فيها عبر كلمات الله عز وجل في كتابه الكريم وسنة نبيه صلوت الله وسلامه عليه واقوال الصالحين المثبتة عقليا وتاريخيا .
كانت افكاري الاولى عن الاسلام مستقاة من قصص الاحتلال التركي لليونان والظلم الذي قيل لي ان المسلمين تسببوا به لاجداد ابي في القرون الخالية ولكني اكتشفت في طريقي الى الله ان الاتراك والعثمانيين وان كانوا مسلمين الا ان ظلمهم حين ظلموا شمل المسلمين والمسيحيين على السواء ونتج عن تصرفات حاكم طامح وطامع وليس عن تعاليم الاسلام الذي يدعوا الى حماية اهل الكتاب ومعاملتهم بالتساوي مع المسلمين تماما كما يطلب الاسلام من الزوج المسلم للمرأة الكتابية الثابتة على ايمانها الاول الا يمنعها من صلاة او ممارسة او ان تحتفل بأعيادها الدينية تماما كما لوكانت متزوجة بمسيحي او يهودي ..وتسائلت عن معنى اشتراك العرب واليونانيين في كره الاحتلال التركي لبلادهما رغم ان العرب مسلمون كالاتراك تماما ؟؟ وتسائلت هل من اخطأ بحق اليونانيين كان يستهدي بكتاب الله وسنة رسوله ام بسياسة دنيوية تتعلق بالسلطان والحكم ؟؟ ولا حظت من خلال دراستي للموضوع ان اليونانيين والصرب وهم ارثوذكس لم يتحولوا الى الاسلام رغم اربعمائة عام من الاحتلال التركي المسلم لهم بينما اختفى المسلمون واليهود من اسبانيا بعد ان ذوبتهم محاكم التفتيش المسيحية خلال سنوات قليلة من سقوط الاندلس المسلم بيد المسيحيين.. ليس لان ايمان المسلمين الاندلسيين اقل تجذرا في نفوسهم من المسيحية في نفوس الصرب واليونانيين بل لان الاتراك لم يحاولوا اجبار اي كان على اعتناق دينهم ولم ينشئوا محاكم تفتيش.
اما المصادر الاخرى التي كنت استقي منها معرفتي عن الاسلام فهي من الكتب والمواقع الالكترونية المسيحية الاصولية بكل انواعها والاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والفن السينمائي والتلفزيوني وكانت كلها تصب في صالح تركيز صورة غير قابلة للنقض في عقلي ونفسي عن المسلمين على اساس انهم اهل جهل وعباد دين شيطاني يدعوا للقتل والارهاب وان المسلم الصالح هو المسلم الذي لا يعرف اي شيء عن دينه كما رسخ في نفسي بعد انتمائي الانجيلي وممارستي التبشيرية فكرة ان المسلمين هم اتباع ابليس الذين سيحاربون الرب الى جانب يسوع المزيف وانهم من يريدون القضاء على الحضارة الغربية لانهم رجال حرب وكراهية؟، نسائهم عبيد للرجال ورجالهم وحوش بشرية واطفالهم مشاريع انتحاريين يفجرون انفسهم ليقتلوا بأمر ربهم لا لشيء اخر وقد تدعمت هذه الافكار عن المسلمين في نفسي بعد انتمائي الى كنيسة معظم روادها من العرب المسيحيين الذين اكدوا لي افكاري السابقة عنهم الى حد ان صديقتي باسكال قالت لي مرة حين اوصلنا بسيارتها الى محطة المترو احد المسلمين السابقين الذي يتردد على كنيستنا بقصد تبشيره ” لو لم يكن يريد ان يصبح مسيحيا لأحرقت سيارتي قبل ان امكنه من الصعود اليها !!
اعترف ان ما اخر اعتناقي الاسلام هو الحاجز النفسي الذي كان قائما بيني وبين كل ما يمت اليه بصلة خصوصا حين يتغذى من الخرافات التي يؤكدها بعض المسلمين على انفسهم نتيجة لجهلهم بدينهم او لاتباعهم فكرا يقوم على احتقار الاخرين لا الاحسان اليهم والتقرب منهم بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة .
كنت اعتقد ان رب المسلمين المسمى الله هو اله القمر الوثني لأن قادة كنائسنا وبرامج وعظية شهيرة على الفضائيات المسيحية كانت تؤكد لنا ذلك واكتشفت ان المسلمين يعبدون اله ابراهيم ويعقوب واسحاق واسماعيل موسى وهارون وعيسى المسيح …وهو الاله الذي قال عنه العهد القديم انه لا يتغير. و لأكتشف ان اله بولس ومسيحيو العصر الحديث هو الذي تغيرو بينما تابع المسلمون التعبد للأله الواحد الذي لم يبشر بغيره موسى ومن تبعه تعبدنا نحن للثالوث الذي كنت اظن ان المسيح ومن معه عرفوه منذ اليوم الاول لكرازتهم وتعبدوا له …وهو الامر الذي عرفت لاحقا انه لم يتم الا بعد قرون من ارتفاع المسيح الى السماء فتبرر المسلمون امامي وادين البوالسة المسيحيون بدلا عنهم وما كلمة الله العربية الا المرادف التفخيمي لكلمة اله المطلقة بينما جعلتنا الدعاية المعادية للاسلام نعتقد انه اسم علم لأله القمر .
كنت اعتقد ايضا ان الأسلام انتشر بالسيف لاكتشف بالبحث التاريخي ان المعارك الحربية الاولى للمسلمين لم تكن الا دفاعا عن النفس واللاحقة المسماة بالفتح لم تكن الا لعداء الممالك للدعوة ولقتلهم الدعاة ولتحضيرهم للقضاء على دولة الاسلام الفتية اما ما لحق بعد ذلك من انتشار للأسلام في اسيا واوروبا ومجاهل افريقيا فلم يكن الا بالدعوة والعلاقات الانسانية الاجتماعية والتجارية كحال اندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وغيرها علما ان دراستي للتاريخ المسيحي فتحت عيني على فضيحة اسبانيا في اميركا اللاتنينية التي اجبرت الملايين بالمدفع وليس بالسيف على اعتناق المسيحية كما ان التاريخ المسيحي الاوروبي لا يشرف خلال الحروب الاهلية الدينية بسبب اختلاف العقائد بين البروتستانت والكاثوليك ولا انسى ابدا دهشتي حين قرأت في موسوعة موثوقة هي الموسوعة البريطانية قصة احراق المخالفين لكالفين في كانتون جنيف وكالفن يعتبر من الاصلاحيين الذين هربوا من فرنسا والتجأوا الى سويسرا …فمن كان بيته من زجاج هل يجب ان يرمي الاخرين بالحجارة …
كنت اعتقد ان المسلمين يضعون السيف على رقبتك ويقولون لك اسلم تسلم وعرفت من دراستي ايضا ان هذا هو حال المحاربين المعادين في زمن الرسول وليس الان وهو امر اختص به عباد الوثن اما اهل الكتاب فهم اهل ذمة المسلمين وتعني ان المسلم في ضميره الديني وذمته عليه واجب تجاه المسيحي واليهودي اثقل من واجبه تجاه نفسه وما الدعايات التي تسوق للاخبار التي تقول ان المسيحيين كانوا تحت نظام للتمييز العنصري الا نموذج عن كيفية تعميم قرار ملكي لبلد معين في فترة معينة صادر من ملك معين على التاريخ الاسلامي كله متناسين ان اعظم الكتاب والمترجمين و الوزراء والمحاسبين والاطباء في التاريخ الاسلامي كانوا اما يهودا او مسيحيين واعظمهم هو اول من خط حرفا في التلمود اليهودي الوزير الفاطمي في الدولة الاسلامية في مصر موسى بن ميمون فهل في موسى هذا اثبات كاف لوضع المسيحيين واليهود المريح في ذلك الزمن ؟؟ كذلك فوجئت ولاحظت ان عدد اليهود المغاربة في مونتريال كبير وعددهم في اسرائيل ايضا كبير (800000) وعددهم في فرنسا كبير !! وما زال في المغرب عشرات الالاف منهم اذا ؟؟
من اين اتوا الى المغرب ؟؟ من السماء …؟؟ لقد قرأت ان اليهود فروا من ظلم المسيحيين الى عدل وحرية الاديان تحت حكم المسلمين في القرون الغابرة وقرأت ايضا ان المسيحيين الشرقيين فروا من الزحف الصليبي وقاتلوا مع المسلمين ضد الغزو الاوروبي تحت راية الصليب !!
كما ان قادة في الحركة الوطنية في مصر القرن التاسع عشر والقرن العشرين كانوا اقباطا فضلوا دولة مستقلة مع الاغلبية المسلمة على العيش تحت احتلال مسيحي بريطاني !!!
هل في كل ذلك من دليل الى عدوانية المسلمين ام الى سماحتهم …
نعم لا يخلو كل عصر من اغبياء ولكن المهم هو الأصل واصل التعامل مع الاخرين في الاسلام هو الرحمة والمودة والعفو ولا عقوبة في الاسلام الا ومثلها في الكتاب المقدس واقسى فلماذا نغض الطرف عن الاولى ونشنع على الثانية ؟!! علما ان قطع اليد ورجم الزانية وخلافه كلها من الامور التي لا تقام الان واستبدلت بعقوبات تناسب الغصر والمرحلة .
اما عن ادانة الاسلام بأنه يدعو ا عبر كتاب الله للقتل …فهو استغلال رخيص لأيات في غير موضعها كانت قد نزلت لتختص بنوعين من الناس هم المعتدين والمحاربين و هي ايات قليلة مقابل مئة واربعة عشر اية تدعوا للسلم وعدم الاعتداء على من يسالم المسلمين
اما حرية المرأة فأقول وانا الكندية التي تفتخر بأصلها اليوناني من ناحية الأب والام الكندية ذات الثقافة الفرنكوفونية ان الاسلام يزيد من حريتي الشخصية والجسدية والفكرية ولا ينفصها لا بل بالعكس الاسلام الحقيقي والصحيح والمحمدي الاصيل ينكر كل فعل او قول لا يساوي المرأة بالرجل في كل الحقوق والواجبات فقط مع مراعاة الاختلاف البيولوجي للطرفين وقدرة كل منهما دون التوقف عند اجتهادات قبلية سخيفة الصقت بالاسلام مثل تلك التي تعاملها ككائن درجة ثانية
لا بل اقول وانا التي قضيت عمرا كأنجيلية ان كنيستي السابقة تتعاطى مع المرأة بدونية وامتهان لم اجد الا نقيضهما في الاسلام وحين نقول اسلاما يعني التعاليم القرانية المحمدية الاصيلة وليس الخرافات القبلية والموروثات التقليدية المرتبطة بالمجتمع لا بالقرأن وكما نجد مئات الطوائف المسيحية المختلفة في تفاصيل تدينها كذلك نجد بين المسلمين اختلافات تنتج عن تفسيرات مختلفة وتعتمد مصادر غير متطابقة في تفسير الحديث والقرأن وما على الباحث عن الحق الا ان يفتح عينيه وسيجد الحقيقة الكاملة التي تعلن نفسها بسهولة انشاءالله تعالى .
لقد سنت القوانين التي تحمي الاطفا ل والنساء من العنف المنزلي في القرن العشرين واعطيت المرأة حقوقها السياسية في اميركا وبريطانيا في وقت متأخر بينما كان الاسلام عبر القضاة في العصور القديمة يأخذ حق الحضانة من الرجل اذا اعتدى على اطفاله ويضعهم في دار للعناية تهتم بهم من اموال بيت مال المسلمين وكذلك فأن المرأة المسلمة في الزمن الاول للاسلام وفي زمن الرسول ص كانت محترمة ومبجلة بعكس المتخلفين فكريا من جماعات سجن المرأة في المنزل او منعها من التعليم ..لا يل ان الرسول الاكرم وضع المرأة في اكرم مكان حين ذكرها مع احب الاشياء الى نفسه كزوجة وابنة وام وما التشنيع بزوجات الرسول الا لخفة حجة المشنعين فان كانت زوجات الرسول تسعة لاسباب سياسية ليس بينهم ثيبا الا واحدة واولهم خديجة التي بقيت وحدها كزوجة في زمن كانت الجواري تبعن بأبخس الاثمان فماذا عن مئات الزوجات لسليمان رجل الله وكاتب الوحي في الكتاب المقدس ؟؟ وهل نبجل زوج المئات ونعير زوج التسعة ؟؟ حجة سخيفة وساقطة خاصة وان الله سبحانه اعطى للزوجة حق الشرط …
اي ان تشرط ان لا يتزوج عليها زوجها ابدا وهو شرط ملزم بينما تحليل الزواج بأربعة مربوط بعدل وهو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة والحل للمرضى وليس هو الوضع الطبيعي الذي يريده القران لتابعيه ..اي ان اباحة اكل العصافير لا تعني دعوة الناس لتنفيذ مجزرة بكل الطيور عدا عن ان معظم الغربيين يعرفون ان في بلادنا ما هو افظع من الزواج بأمرأتين وبالقانون ايضا فهل يعاقب القانون الكندي صديقتي فلانة او علانة ممن كن يصاحبنا الخمسة والستة شبان في نفس الاسبوع ثم يبدلنهم في الاسبوع التالي وهل ان الرجال المتزوجون يعاقبون في الغرب حين يتخذون اربعة اوخمسة عشيقات وهي مسألة ضمن القانون لا عقاب عليها هل يصبح فعلهم عندها هو القاعدة والمثال ؟؟ كذلك في الاسلام الاربعة عمل مباح ولا يعاقب المرء عليه ولكنه ليس مطلوبا ولا مرغوبا.
يبقى تلك العمليات التي تشن ضد المدنيين بأسم الاسلام والتي تشوه صورة المسلمين حتى في اذهان من لديهم تقبل وتسامح للاديان والثقافات الاخرى ولكني خلال بحثي المكثف وصلت الى نتيجة واضحة ومؤكدة وهي تقول ان العنف لا دين له وان الارهاب لا يتعلق بدين بعينه ولا بثقافة بعينها مثال على ذلك هو الكاميكاز في الحرب الثانية ثم السيخي الذي اسقط الطائرة الهندية في كندا والسيخي الذي فجر نفسه بأنديرا غاندي والاخر الذي قتل ابنها ثم اختطاف الدو مورو في ايطاليا وارهاب كارلوس الفنزويلي وارهاب الكلوكس كلاين في اميركا وارهاب جبهة تحرير كيبيك في كندا السبعينيات وغير ذلك الكثير الكثير وكل هؤلاء ليسوا مسلمين لا بل ان من مات من المسلمين في سوريا والجزائر والسعودية ومصر والمغرب وعمان واخيرا العراق بسبب العمليات الارهابية يفوق بعشرات الاضعاف ضحايا الارهابيين المتغطين بالاسلام في الغرب
اذا ..؟؟ فتحت الطريق امامي لأدرس اصل المسيحية واصل الاسلام دون احكام مسبقة فتعالوا معي لأريكم النتيجة .
• انتهى.........................
هذا الكتاب اسمه الطريق من اورشليم الى مكة
أرجوا ممن يجد الرابط له أن يشاركنا به