علامة صدق الندم على ما مضى من الذنوب شدة التحفظ فيما بقي من العمر ومواثبة الطاعة بالجد والاجتهاد واستقلال كثير الطاعة واستكثار قليل النعمة مع رقة القلب وصفائه وطهارته ودوام الحزن فيه وكثرة البكاء والتفويض الى الله تعالى في جميع الامور والتبري إليه من الحول والقوة ثم الصبر بعد ذلك على أحكام الله عز وجل والرضا عنه في جميعها والتسليم لاموره كلها
أيها المذنب: إذا أحسست نفحات الجزاء فلا تكثرن الضجيج، ولا تقولن قد تبت وندمت، فهلا زال عني من الجزاء ما أكره ! فلعل توبتك ما تحققت. وإن للمجازاة زماناً يمتد امتداد المرض الطويل. فلا تنجع فيه الحيل حتى ينقضي أوانه. وإن بين زمان: وعصى إلى إبان: فتلقى مدة مديدة. فاصبر أيها الخاطيء حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس. فإذا عصرته كف الأسى، ثم تكررت دفع الغسلات حكم بالطهارة. (لابن القيم)