رد: سؤال: ما هو موقف سيدنا حسان بن ثابت في حادثة الافك؟
أخى مصطفى لفت انتباهى فى كلامك كلمة أنه ( لايمكن أن يفعله فهو صحابى جليل )
ومن الصحابة أخى الكريم من وقع فى كبائر
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - أقام حدودا على صحابة وصحابيات
والحدود تكون على الكبائر
وأذكرك أخى بموقف حاطب بن أبى بلتعة - رضى الله عنه وأرضاه - فى فتح مكة عندما أرسل كتابا يخبر فيه قريشا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قادم لفتح مكة
الأمر الذى أراد الرسول وبشدة جعله سرا
وأرسل عليا والزبير ليأتوا بالكتاب من المرأة التى كانت على وشك إيصاله للكفار
هذا فى عصرنا الحديث أقل مايمكن أن يقال عنه أنه ( خيانة عظمى وإفشاء أسرار الدولة فى وقت الحرب )
لذا أراد عمر - رضى الله عنه وأرضاه - قتل حاطب
لكن الرسول قال له ( لعل الله اطلع على آل بدر فقال افعلوا ماشئتم فقد غفرت لكم )
وأيضا موقف أبو لبابة - رضى الله عنه- مع بنى قريظة
عندما طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء حصاره لهم إرساله إليهم ليستشيروه بشأن النزول والتسليم
وكعادة اليهود فى استدرار عطف الناس بالباطل والتمثيل الزائف
ظلت النساء تبكى والأطفال حتى رقّ لحالهم أبو لبابة - رضى الله عنه - وسألوه أننزل على حكم محمد قال : نعم وأشار بيده على رقبته علامة الذبح ( أى أنه سيذبحكم إن نزلتم - لما ارتكبوه من خيانة أثناء غزوة الأحزاب )
يقول أبو لبابة : فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله
وندم أشد الندم وربط نفسه إلى عمود من أعمدة المسجد وقال لن أبرحها حتى يكون رسول الله هو الذى يفك أسرى
وتركه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت توبته من السماء ورفض أن يطلق أحدا سراحه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل
والأمثلة كثيرة
ماعز بن جبل والمرأة الغامدية وغيره وغيره
فالعصمة للأنبياء فقط
لكن هذه الأخطاء لم تكن لتقدح فى مقامهم العالى
ولالتعكر نهر حسناتهم الجارى
فكفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه
أما أمثالنا ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يعفوا عنا ويتجاوز عن سيئاتنا
فهذه الأخطاء لاتقلل أبدا من قيمتهم رضى الله عنهم جميعا
فهم سادتنا وأئمتنا
رضى الله عنهم وحشرنا فى زمرتهم آمين
وبارك الله فيك أخى
توقيع : حنان
ماعنك يشغلنى مالٌ ولاولدُ ... نسيتُ باسمك ذكْرَ المال والوَلَدِ
فلو أريق دمى فى التُرْب لانكتبت ... به حروفك لم تنقُصْ ولم تَزدِ