أفضل ما أعجبني في هذه السلسلة الربط الذي قام به الدكتور بين القصة و بين الواقع الذي نحياه الان
"ما أشبه الليلة بالبارحة!!
ما أشبه سقوط بغداد تحت أقدام الأمريكان بسقوط بغداد تحت أقدام التتار!!..
ما أشبه مسلمي اليوم بالمسلمين أيام التتار..
وما أشبه حكام المسلمين اليوم بحكام المسلمين أيام التتار..
وما أشبه الأمريكان بالتتار..
وما أشبه حلفاء الأمريكان بحلفاء التتار..
صورة متكررة في التاريخ بشكل عجيب..
لقد ظهر الأمريكان فجأة على مسرح الأحداث كما ظهر التتار تماماً.. أمة بلا تاريخ.. قامت على السلب والنهب.. قتل الأمريكان عشرات.. بل مئات الألوف من الهنود الحمر لكي يقيموا لهم دولة.. نهبوا ثروات غيرهم وأقاموا ما يسمونه "حضارتهم" على أشلاء وجماجم سكان البلاد الأصليين..
ومرت الأيام وصاروا "قطباً أوحد" في الأرض تماماً كما كان التتار.. ولم يقبلوا الآخر أبداً.. ورسخوا الظلم والبطش والقهر في الأرض مع ادعائهم المستمر أنهم ما جاءوا إلا لنشر العدل والحرية والأمان للشعوب..
ما أشبه طاولة مفاوضات الأمريكان بطاولة مفاوضات التتار! عهود ولا ضمير.. مواثيق ولا أمان.. كلمات جوفاء تطلق في الهواء لتسكين الشعوب إلى أجل.. ولخداع البشر إلى حين.. والعزم مبيت على نقض العهود.. والنية معقودة على الطعن من الظهر..
لقد دخل الأمريكان بلاد المسلمين بحجج واهية تماماً كما دخل التتار بحجج واهية..
ما احتاجوا إلى دليل دامغ أو إلى حجة ساطعة.. بل هي أوهام في أوهام.. وادعاءات في ادعاءات.. فتارة هم يحاربون الإرهاب.. وتارة يرسخون الديموقراطية.. وتارة يحررون الشعوب.. وتارة يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل!!..
ليس المهم أي سبب سيدخلون من وراءه، ولكن المهم أنهم حتماً سيدخلون..
لقد حارب الأمريكان في بلاد المسلمين حروباً كحروب التتار.. حروبًا بلا قلب.. لا تفرق بين مدني ومحارب.. ولا بين رجل وامرأة.. ولا بين طفل أو شاب أو شيخ كبير.. واستولى الأمريكان على ثروات المسلمين تماماً كما فعل التتار.. وإلا فما الفارق بين البترول وبين الذهب والفضة؟! وما الفارق بين تغير المناهج وتبديلها وتزييفها وبين إغراق مكتبة بغداد؟!!..
طمس لكل ما هو إسلامي.. وروح همجية لا تقبل الحضارة..
وسبحان الله.. كأن الله عز وجل أراد أن يطابق الأمريكان أفعال التتار فجعل خطواتهم في إسقاط بغداد شديدة الشبه بخطوات التتار..
فكما تمركز التتار في أفغانستان أولاً قبل إسقاط بغداد.. تمركز الأمريكان كذلك في أفغانستان عن طريق الاحتلال وإسقاط نظام طالبان قبل إسقاط بغداد!! وسعوا إلى إقامة قواعد لهم في أوزبكستان وباكستان.. كما فعل التتار ذلك تمامًا قبل عدّة قرون!!! [أتواصوا به بل هم قوم طاغون].
وكما كان إعداد التتار العسكري مبهراً وقوياً كذلك كان إعداد الأمريكان.. فهم لم يبخلوا على حربهم بالمال ولا بالسلاح ولا بالفكر.. أساطيل مهولة.. وأسلحة حديثة.. واستعدادات وتدريبات وحصار وخطط..
وكما عقد التتار أحلافهم عقد الأمريكان أحلافهم كذلك..
وإذا كان منكوخان خاقان التتار أيام سقوط بغداد يقسّم العالم إلى دول "مارقة" أي: معادية.. ودول "صديقة" أي: تابعة، فكذلك فعل خاقان أمريكا "جورج بوش!!".. بمنطق السيد الذي يسوس عبيده لا الحليف الذي يعاهد ويفاوض.."
اقرأ المزيد في بغداد بين سقوطين
جزاك الله خيرا، فعلاتجد الشبه الكبير بين الحدثين مع فارق الزمان الكبير بينهما..
وهذه من مميزات محاضرات الدكتور بارك الله فيه ووفقه لما يحب..
ولكن هل سنرى نهاية ما يحدث الان كما قرأنا في نهاية قصة التتار في عين جالوت على يد قطز رحمه الله؟
توقيع : Sarah
إن المسلمين إذا فقدوا مودّة الرحمن لم يبق لهم على ظهر الأرض صديق، وإذا أضاعوا شرائع الإسلام فلن يكون لهم من دون الله وليّ ولا نصير
يكفينا أن نكون سببا أساسياً في مثل هذه النهاية
ولعلنا لا نرى النهاية فنكون مثل سيدنا حمزة الذي استشهد في أحد و لم ير النصر ,لكنه -عند الله- حققق كل النصر
اللهم استخدمنا لنصرة دينك ولا تستبدلنا
اللهم ارزقنا أجر تحقيق النصر و إن لم نره