الحدود فـي الأُمَّــة العرَبيَــة ليسَــت كـالحدود فـي بقيَّـة العَـالم خَـطٌ عـلى الخريــطة يبَيــن المجــال السيَّــاسي و ينظِّـم الدَّولَــة، بَـل هِـي جدران تَفـصل كُـل بلد عن الآخِـر.. تُــقوي الصِراعــاتْ.. تُـؤجج الفتــن ..و تُـساهِم فـي تَـمزق الأمــة .
فَـحال الأمـَّة اليَـوم .. كَـحال الخِـرفـان الشارِدة تَـغوي الذِّئـاب عـلى افتراسِـها .. و إسرائيــل لن تُـضيع مثل هذه الفُـرصَـة ، فقَـد أخذت قضــمة كبيــرَة من الرَّغيــف ؛ و اليَـوم تسْـعى لأن تـأكُـل الرَّغيــف كلَّـه .
فالعَـرب في أقْصـى حالات التَّشتُــت و الضيــاع و إسرائيل فـي أقصَــى حالات الصَّـلف والإستِــعلاء.. و عجلـة التَّــاريخ قد أفْــلتت و الأحداثُ تعقدَت، و سنفتحُ أعيُننــا فــي فجْرٍ قريــبْ لنجِــد خريطــة المشْـرق قد تغيَّــرت .. و لن يعُــود للعَــرب مكــانة لا فـي حاضِــر و لا فــي مُـسْـتقبل .
فالفِـتنة تربعَــت علـى العِرش .. و قسَّــمت الأمَــة باسْـم الربيــع العربــي الدي جلــب إليـنا مصطلحــات زائفة "كــالديمقراطية..القومــية..الديكتــاتُورية"و لم نجْـن منــهُ لا حُــرِّيــة و لا إستِــقلالْ بل زادَ فــي تقسُّــم أمةٍ إلــى طوائِــفْ متنــاحِرة..و زَرع أزْهــار الكذِب .
فتــبًآآ لأُمــة مُقــسمة إلــى أجزاء و كــل جزءٍ يحْســب فـي نفْــسِه أمــَـة..