هو محاولة تحقيق العدالة الإلهية بالوسائل البشرية، ولولا القضاء لأكل القوي الضعيف، وعدا بعض الناس على بعض، وأكل بعضهم حقوق بعض، ولساد قانون الغاب بين البشر.
ولقد كان القضاء الإسلامي أعجوبة في التاريخ، وما ذاك إلا لأنه جمع مقومات القضاء الكامل، فقد اجتمعت فيه الخصال الواجب توفرها في القضاء بعضها في القاضي، وبعضها في المتقاضين، وبعضها في الناس، وبعضها في الدولة.
أما الذي في القاضي، فهو أن يكون عالماً، أميناً، فقيهاً، متين الدين، قوي الخلُق، ثاقب الفكر، قوي الفراسة، ثابت القلب، عينه وقلبه دوماً على الآخرة، ولا يلتفت إلى الدنيا ومغرياتها.
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى.
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
وأما الذي في المتقاضين، فهو أن يكون لهم من أخلاقهم وسلائقهم، وعاداتهم وأوضاعهم، وازع من الظلم والعدوان، والاحتيال على أكل أموال الناس بالباطل، فإن القضاء مهما بلغ من السموّ والعلاء، والاستقامة والقوة، لا يخرج عن كونه حكم بشر، ليس له الشق عن القلوب، ولا إدراك البواطن.
واما الذي في الناس، فهو أن يعينوا القضاة على إحقاق الحق، فلا يشهد شاهد زوراً، ولا يخبر مخبر كذباً، ولا يدافع محامٍ عن مبطل، ولا يقعد أحد عن نصرة محق.
وأما الذي في الدولة: فهو أن تحسن الاختيار، فلا تختار في القضاء إلا قوياً في دينه وخلُقه، قوياً ف يعلمه وفهمه، لا جاهلاً ولا غبياً، ولا مطعوناً عليه، ولا مشكوكاً فيه، وأن تضمن له بعد ذلك الحرية، فلا يكون لأحد عليه في حكمه سلطان، إلا أن يخطئ، فيكون من يصلح خطأه؛ وأن تنفّذ حكمه، وتمضي قضاءه، فإن الإمضاء تتمة القضاء، ولا خير في حكم لا ينفذ، وأمر لا يطاع؛ وأن تكفل للقاضي معيشة أمثاله أو أعلى منها قليلاً، حتى لا تذلّه الحاجة، ولا يحرّكه الطمع. (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (عن سلسلة أعلام التاريخ)
جزاك الله خير موضوع هام جدا,,بس عندي سؤال..
ماهو حكم القاضي الذي يحكم بدون شرع الله تعالى كالقوانين الوضعية السارية في العالم كله الاّن بما فيه عالمنا العربي؟