(3) مذهب الإمام الشافعي :
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي ، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جدّه عبد مناف .
ولد بغزة سنة 150 هجرية في العام الذي توفي فيه أبو حنيفة ، وتوفي بمصر سنة 204 هجرية ، ودفن بالقرافة الصغرى بالأمامين ، وقبره مشهور بجوار المسجد الكبير .
حفظ الشافعي القرآن كله بمكة ، وبها تعلم اللغة والشعر وفنون الأدب وعلوم القرآن والحديث والفقه ، وكان مضرب الأمثال في ذكائه وقوة ذاكرته وسرعة فهمه .
ولما قارب العشرين من عمره انتقل إلى المدينة ، وأخذ العلم عن الإمام مالك ، ثم رحل إلى العراق وأخذ الفقه عن أصحاب أبي حنيفة ، فجمع بين طريقة أهل الحديث وطريقة أهل الرأي ، وكان مذهبه خلاصة للمذاهب السابقة عليه ، ومنهجه كان وسطا ًبين الإعتماد على النص والإعتماد على العقل ، وقد تولى الشافعي بعض الأعمال باليمن وفيها ظهرت مواهبه وذكاؤه وترفّعه عن الظلم ، ورفض الرشوة التي كانت تُقدم لمن سبق من الحكام ، ثم وشيَ به إلى هارون الرشيد ،وأُخذ إلى بغداد وهناك ظهرت براءته وعُرف فضله وعلمه ، فأغدق عليه الرشيد الخير الوفير ، فأقام ببغداد وأتم بها مذهبه القديم ، ثم عاد إلى مكة وفيها تفرّغ لنشر مذهبه ، وأخيراً رحل إلى مصر ورأى فيها نظماً وعادات ومعارف تخالف ما رآه في غيرها ، فأملى بهذا مذهبه الجديد .
ومذهب الشافعي منتشر في أكثر الأقاليم المصرية وفي شرق أفريقيا وأكثر بلاد الشام وشمال العراق بين الأكراد ، وفي اندونيسيا والفلبين ، وأكثر إمارات الخليج العربي ، وهو المذهب المعروف عند مسلمي شرق آسيا .