أنه كان رضي الله عنه يقاتل السبع أعزل أو بسكين لقوته الكبيرة رضي الله عنه
إنه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم الرسول ( وأخوه في الرضاعة، وكان قد ولد قبل النبي ( بسنتين، وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة صديقًا لابن أخيه محمد ( قبل البعثة، حيث عاشا سويًّا، وتربيا معًا.
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية، وقيل: في السنة السادسة بعد دخول الرسول ( دار الأرقم؛ حيث كان حمزة -رضي الله عنه- في رحلة صيد، ومرَّ أبو جهل على رسول الله ( عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه، ورسول الله ( ساكت لا يتكلم ولا يرد عليه، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول أبو جهل.
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته، وكان يمسك قوسه في يده، فقالت له الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام (أبي جهل)، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه، ولم يكلمه محمد (، فغضب حمزة، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش، فضربه حمزة بالقوس في رأسه، وأصابه إصابة شديدة، ثم قال له: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت؟ فقام جماعة من بني مخزوم (قبيلة أبي جهل) إلى حمزة ليضربوه، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. [ابن هشام].
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛ فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول الله
( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله ( بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له.
هكذا أعز الله حمزة بالإسلام، وأعز الإسلام به، فكان نصرًا جديدًا وتأييدًا لدين الله ولرسوله (، وما إن سمع المشركون بإسلام حمزة حتى تأكدوا من أن رسول الله ( صار في عزة ومنعة، فكفوا عن إيذائه، وبدءوا يسلكون معه سياسة أخرى، وهي سياسة المفاوضات، فجاء
عتبة بن ربيعة يساوم النبي ( ويعرض عليه ما يشاء من أموال
أو مجد أو سيادة.
واستمر حمزة -رضي الله عنه- في جهاده ودفاعه عن رسول الله ( حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر حمزة، وهناك آخى الرسول ( بينه وبين زيد بن حارثة، وشهد حمزة غزوة بدر مع النبي (، وفي بداية المعركة هجم أحد المشركين ويدعى الأسود بن عبد الأسود على بئر للمسلمين وقال: أعاهد الله لأشربنَّ من حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأمُوتَنَّ دُونَهُ، فتصدى له حمزة فضربه ضربة في ساقه، فأخذ الأسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة وقتله.
وبعدها برز ثلاثة من المشركين وهم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه
الوليد بن عتبة، فخرج إليهم فتية من الأنصار، فنادوا: يا محمد.. أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال (: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فبارز عبيدة عتبة، وبارز علي الوليد، وبارز حمزة شيبة، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد، أما عبيدة وعتبة فقد جرح كل منهما الآخر، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه.
وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين، ولما انتهت المعركة، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين، فسأل: من الذي كان معلَّمًا بريشة؟ فقالوا: إنه حمزة، فقال: ذلك الذي فعل بنا الأفاعيل. ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا، لذلك سماه رسول الله (: أسد الله، وأسد رسوله.
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه
طعيمة بن عدى، فقال لعبده وحشي، وكان يجيد رمي الرمح: إن قتلت حمزة فأنت حر.
وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة -رضي الله عنه- بلاءً شديدًا، وكان يقاتل بين يدي رسول الله ( بسيفين ويقول: أنا أسد الله. فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله يقاتل المشركين،
أسد الله في غزوة بدر :
لقد عادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها وعادوا وهم مخلوعي القلب مطأطئ الرأس – ما كادت قريش تتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام . فراحت بعدّ عدّتها وتحشر بأسها وبأسها لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها وصممت قريش عل الحرب فكانت غزوة أحد – ما كادت تمر سنة إلا وكانت قريش قد استكملت عدتها واجمع اليهم احلافهم من المشركين وانضم إليهم كل ناقم على الإسلام وأهله فخرج الجيش الثائر في عدد يربو – اى يزيد – على ثلاثة آلاف وكان قائده أبو سفيان – قد رأى أن يستصحب النساء معه حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب اعراضهم [ انظر فقه السيره للغزالى ] وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما الرسول " صلى الله عليه وسلم " وحمزة " رضي الله عنه " وأرضاه – أجل الذي كان يسمع
أحاديث قريش ومؤامراتهم قبل الخروج للحرب يرى كيف كان حمزة بعد الرسول " صلى الله عليه وسلم " بيت القصير وهدف المعركة – ولقد أختار واقبل الخروج الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة وهو عبد حبشي كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة – جعلوا كا دمره في المعركة أن يتصيد حمزة وحذروه من أن يشغله عن هذه الغابة بشئ آخر مهما يكن مصير المعركة واتجاه القتال ووعدوه بثمن غال وعظيم وهو حريته فقد كان الرجل واسمه [ وحشي ] عبداً الجبير بن مطعم – ثم أحالوه إلى هند بنت عتبة زوج ابي سفيان لتزيده تحريضا وذلك لانها فقدت اباها وعمها وأخاها وابنها في غزوة بدر وقد قيل لها إن حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء واجهزعلى البعض ىلآخر – ولقد وعدت هند وحشيا إن قتل حمزة لتعطيه قرطها واللؤلؤ واللائد الذهبية التي تزدهم هول عنقها – اذا كانت المعركة يراد منها حمزة – انظر رجال حول الرسول .
الاسد في أرض المعركة يقاتل بسيفين :
لق\ التقى الجيشان وحمى الوطيس مقام أسد الله يصول ويجول في ارض المعركة يشق الصفوف شقا ويهدّ المشركين بسيفه هداً بل لقد كان يقاتل قتال الليوث المهتاجة فصدّ حملة اللواء من بني عبد الدار واقتنص أرواحهم فردا فردا – فقد خرج ابن سعد والحاكوصححه ى[ ووافقه الذهبي – عن سعد بن أبي وقاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " بسيفين ويقول : أنا أسد الله – ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل ونزلوا إلى أإرض المعركة ليجمعوا عنائم العدو المهزوم – لولا تركهم مكانهم وفتحهم الثغرة الةاسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها .. نسائها .. بل وخيلها وإبلها .. لقد دهم فرسان قريش المسلمين وأتوهم من ورائهم على حين غفلة وأعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ويحلون سلاحهم الذى كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش قريش ينسحب ويولى الأدبار ولكن المفاجأة كانت قاسية وعنيفة ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه وأخذ يضرب عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه .. ووحشى هناك برقبه ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربية [ انظر رجال حول الرسول ] .
وها هى رياح الموت تهب على أرض المعركة . وها هى اللحظة التى قدرها الله عز وجل ليرحل حمزة "ض" عن الدنيا ويصبح سيد الشهداء – رضى الله عنه وأرضاه .
قال رسول الله "ص" حمزة سيد الشهداء يوم القيامة :
أيها الأحباب : ها هو ( وحشى ) يحكى لنا كيف استطاع أن يقتل ( حمزة ) يقول وحشى فيما رواه عنه البخارى وأحمد من حديث جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى – وأخرجه أيضاً أبو داود الطيالسى فى مسنده – وإسناده صحيح الحديث – بتصرف يقول وحشى كنت غلاماً( أى عبداً ) لجبير بن مطعم وكان عمه قد أصيب يوم بدر – أى قتل فلما سارت قريش إلى أحد قال لى جبير إن قتلت خمزة عم محمد بعمى فأنت عتيق - أى حر – قال وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحرية قذف الحبشة فلما أخطئ بها شيئاً فلما التقى الناس خرجت انظر حمزة وأتبصره .. وكان يهد الناس هداً . وأنا أشتر منه قال وهززت حربتى ودفعتها عليه فوقعت فى ثنته حتى خرجت من بين رجليه وتركته وقد مات ثم أتيته وقد أخذت حربتى .. قال فلما قدمت مكة هربت إلى الطائف فلام خرج وفد الطائف إلى رسول الله "ص" ليسلموا فقلت الحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد فو الله إنى لفى ذلك من همى إذ قال لى رجل ويحك إنه واللله ما يقتل أحداً من الناس دخل فى دينه – أى الرسول "ص" فلما قال لى ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله "ص" بالمدينة فشهدت بشهادة الحق قال أوحشى ؟ قلت تعم يا رسول الله قال أقعد فحدثنى كيف قتلت حمزة قال فحدثته فلما فرغت من حديثى قال " ويحك غيب عن وجهىك فلا أدينك قال فكنت أتنكب رسول الله حيث كان لئلا ميرانى حتى قبضه الله "ص" أى توفاه الله / فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة خرجت معهم بحربتى التى قتلت بها حمزة فلما التقى الناس نظرت إلى مسيلمة وفى يده السيف وتمكنت منه فدفعت عليه حربتى فوقعت فيه وأراده أنصارى فشد عليه فضربه بالسيف فربك أعلم أينا قتلته فإن أنا قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله "ص" [ يقصد حمزة ] وقتلت شر الناس [ يقصد مسيلمة ] .