علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
سيرة أمير المؤمنين علىَّ بن أبى طالب، شخصيته وعصره
وكان اسم علىٍّ عند مولوده أسد، سمته بذلك أمه رضي الله عنها باسم أبيها أسد بن هاشم، ويدل على ذلك ارتجازه يوم خيبر حيث يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة
وكان أبو طالب غائبًا فلما عاد، لم يعجبه هذا الأسم وسماه عليًا. - كنيته: أبو الحسن، نسبه إلى أبنه الأكبر الحسن وهو من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكنى أيضًا بأبى تراب، كنية كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يفرح إذا نودي بها، وسبب ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد عليًا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع وقد سقط رداءه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب, ومن رواية البخاري: والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم, ومِن كُناه: أبو الحسن والحسين وأبو القاسم الهاشمى, وأبو السبطين. - لقبه: أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين.
ولادته
اختلفت الروايات وتعددت في تحديد سنة ولادته، فقد ذكر الحسن البصري أن ولادته قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنة, وذكر ابن إسحاق أن ولادته قبل البعثة بعشر سنين, ورجح ابن حجر قوله, وذكر الباقر محمد بن على قولين: الأول: كالذي ذكره بن إسحاق، ورجحه ابن حجر، وهو أنه ولد قبل البعثة بعشر سنين, وأما الثاني: فيذكر أنه ولِدَ قبل البعثة بخمس سنين فيكون مولده على التحقيق قبل البعثة بعشر سنين.
وذكر الفاكهي, أن عليًا أول من ولد من بنى هاشم في جوف الكعبة، وأما الحاكم فقال: إن الأخبار تواترت أن عليًا ولد في جوف الكعبة.عبد المطلب بن هاشم جد النبي ولي عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة, بعد عمه المطلب، فأقامهما للناس، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله لقومهم من أمرهم، وشَرُفَ في قومه شرفًا لم يبلغه أحدٌ من آبائه، وأحبَّهُ قومُهُ وعَظُمَ خطرُهَ فيهم.
ولم يكن عبد المطلب أغنى رجل في قريش، ولم يكن سيد مكة الوحيد المطاع، كما كان قُصى، إذا كان في مكة رجال كانوا أكثر منه مالا وسلطانًا، إنما كان وجيه قومه، لأنه كان يتولى السقاية والرفادة، وبئر زمزم، فهي وجاهةٌ ذاتُ صلةٍ بالبيتِ الحرام , ومات أبو طالب في النصف من شوال في السنة العاشرة من النبوة، وهو ابن بضع وثمانين سنة، ولم يسلم أبو طالب, وهو العام الذي ماتت في خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب، وسمى هذا العام بعام الحزن . - أم أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه: هي الصحابية الجليلة السيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى الهاشمية ,وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا, وقد حظيت برعاية النبي صلى الله عليه وسلم حينما كفله عمه أبو طالب بناء على وصية أبيه عبد المطلب، فكانت له أمًا بعد أمة تقوم على شئونه وترعي أموره ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وقد قضى الحبيب المصطفى قرابة عقدين من حياته في كنفها، وقد استجابت لدعوة الإسلام وأصبحت من السابقات الأوليات وصارت من صفوة النساء ممن أخذن المكانة العليا في ساحة الفضيلة، وكانت رضي الله عنها مثالاً للرأفة والرحمة في معاملة الزهراء رضي الله عنها، إذ كانت تقوم بمساعدتها برًا بها وبوالدها صلى الله عليه وسلم ، وروى عن أمير المؤمنين على رضي الله عنه أنه قال: قلت لأمي: أكفي فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك هي الطحن والعجن.كما أن صلتها بالنبي صلى الله عليه وسلم أضافت إلى شخصيتها مكرمة حفظ الحديث وروايته، فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأحاديث، وقد كانت لها مكانة كبرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخصها بالهدية، فقد أورد ابن حجر بالإصابة أن عليًا رضي الله عنه قال: أُهدى إلى رسول الله حلة إستبرق فقال: «اجعلها خُمُرًا بين الفواطم». فشققتها أربعة أخمرة، خمارًا لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخمارًا لفاطمة بنت أسد رضي الله عنها، وخمارًا لفاطمة بنت حمزة رضي الله عنها، ولم يذكر الرابعة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد أم على رضي الله عنها دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيننى، وتعرين وتكسيننى، وتمنعين نفسك طيبا وتطعميننى، تريدين بذلك وجه الله والدار الأخرة، ثم أمر أن تغسل ثلاثًا ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلامًا أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه وقال:«اللهُ الذي يُحيى ويُميتُ وهو حيٌ لا يَمُوتُ اغفر لأمي فاطمة بنتِ أسدٍ ولقتها حجتَها ووسعْ عليها مُدخَلَها بحقِ نبيك والأنبياءِ الذين من قبلي. فإنك أرحم الراحمين» وكبر عليها أربعًا وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر رضي الله عنهما. - إخوة علىّ بن أبى طالب رضي الله عنه: كان لأبي طالب أربعة أبناء، وهم: طالب، وهو الذي تكنى به، وعقيل، وجعفر، وعلى، وبنتان هما: أم هانئ، وجمانة، وكلهم من فاطمة بنت أسد، وكان بين كل واحد منهم وبين أخيه عشر سنوات، فطالب كان أكبر من عقيل بعشر سنوات، وكذلك الشأن مع جعفر وعلى، فكان جعفر أكبر من على بعشر سنوات, وهذه نبذة مختصرة عن إخوة على رضي الله عنه.
(أ) طالب بن أبى طالب:هلك طالب مشركًا بعد غزوة بدر، وقيل إنه ذهب فلم يرجع، ولم يدر له موضع ولا خبر، وهو أحد الذين تاهوا في الأرض، وكان محبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله فيه مدائح، وكان خرج إلى بدر كرهًا، وجرت بينه وبين قريش حين خرجوا إلى بدر محاورة فقالوا: والله يا بنى هاشم لقد عرفنا- وإن خرجتم معنا- أن هواكم مع محمد، فرجع طالب إلى مكة مع من رجع، وقال شعرًا وقصيدة ثناء على النبي صلى الله عليه وسلم.
(ب) عقيل بن أبى طالب:فكان يكنى أبا يزيد، تأخر إسلامه إلى عام الفتح، وقيل أسلم بعد الحديبية، وهاجر في أول سنة ثمان، وكان أسر يوم بدر ففداه عمُّهُ العباس، وقع ذكره في الصحيح في مواضع، وشهد غزوة مؤته، ولم يسمع له ذكر في الفتح وحنين، لأنه كان مريضًا، أشار إلى ذلك ابن سعد، لكن روى الزبير بن بكار بسنده إلى الحسن بن على أن عقيلا كان ممن ثبت يوم حنين ومات في خلافة معاوية، وفي تاريخ البخاري الأصغر بسند صحيح أنه مات في أول خلافة يزيد قبل الحرة,وعمره ست وتسعون سنة.
(ج) جعفر بن أبى طالب: فهو أحد السابقين إلى الإسلام وكان يحب المساكين ويجلس إليهم ويخدمهم، ويحدثهم ويحدثونه، وهاجر إلى الحبشة، فأسلم النجاشى ومن تبعه على يديه، واستشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلاً غير مدبر.
(د) أم هانئ بنت أبى طالب: ابنه عم النبي صلى الله عليه وسلم, قيل اسمها فاختة، وقيل اسمها فاطمة وقيل هند، والأول أشهر، وكانت زوج هبيرة بن عمرو بن عائذ المخزومي، وكان له منها عمرو، وبه كان يكنى، وفي فتح مكة أجارت أم هانئ رجلين من بنى مخزوم، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجرنا من أجرتِ يا أمَ هانئ.وروت أمُ هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب الستة وغيرها , قال الترمذي وغيره: عاشت بعد على رضي الله عنه.
(هـ) جمانة بنت أبى طالب: هي أم عبد الله بن أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، وأفردها في باب بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال: ولدت لأبى سفيان بن الحارث ابنه جعفر بن أبى سفيان، وأطعمها رسول الله من خيبر ثلاثين وسقا. - أزواجه وأولاده: ولد على بن أبى طالب رضي الله عنه لصلبه أربعة عشر ذكرًا، وتسع عشرة امرأة.ولد له من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين وزينبَ الكبرى وأمَ كلثوم الكبرى، وولد له من خولة بنت جعفر ابن قيس بن مسلمة، محمد الأكبر (محمد ابن الحنفية)،وُولد له من ليلى بنت مسعود بن خالد من بنى تميم، عبيد الله وأبو بكر، وولد له من أم البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة: العباس الأكبر، وعثمان، وجعفر الأكبر، وبعبد الله، وولد له من أسماء بنت عميس الخثعمية: يحيى وعون,وولد له من الصهباء, عمر الأكبر ورقية، وولد له من أمامة بنت العاص بن الربيع، محمد الأوسط، وولد له من أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي، أم الحسن، ورملة الكبرى، وولد له من أمهات أولاد، محمد الأصغر، وأم هانئ وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، وأم كلثوم الصغرى، وفاطمة، وأمامة، وخديجة، وأم الكرام، وأم سلمة، وأم جعفر، جمانة ونفيسة، وولد له من محياة بنت أمرئ القيس، ابنة هلكت وهي جارية. قال ابن سعد: لم يصح لنا من ولد على رضي الله عن غير هؤلاء, وجميع ولد على بن أبى طالب رضي الله عنه لصلبه أربعة عشر ذكرًا، وتسع عشرة امرأة، وقيل: سبع عشرة امرأة، وكان النسل من ولده لخمسة، الحسن والحسين، ومحمد ابن الحنفية، والعباس ابن الكلابية، وعمر ابن التغلبية,وسيأتي الحديث عن السيدة فاطمة وذريتها، الحسن والحسين، وأم كلثوم في ثنايا هذا الكتاب بإذن الله تعالى .
صفاتُهُ الخَلْقِية
كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، حسن الوجه، كأنه القمر ليلة البدر حسنًا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين (عَتَدًا) أغيد، كان عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضارى، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت دمجًا، إذا مسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وهو إلى السمن ما هو، شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول، ثابت الجنان، قوى شجاع ,
إسلامه
كان من نعمة الله عز وجل على علىّ بن أبى طالب وما صنع الله له وأراد به من الخير أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه – وكان من أيسر بنى هاشم-: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة، فانطلق بنا فلنخفف عنه عياله، آخذ من بيته واحدًا وتأخذ واحدًا، فنكفيهما عنه،فقال العباس: نعم.. فانطلق حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما: إن تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول الله × عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا رضي الله عنه فضمه إليه، فلم يزل على بن أبى طالب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبيًا، فاتبعه علىّ، فأقر به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.روى ابن إسحاق أن على بن أبى طالب رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلام خديجة رضي الله عنها، فوجدهما يصليان، فقال على: ما هذا يا محمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«دين الله الذي اصطفاه لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وحد وإلى عبادته، وتكفر باللات والعزى» فقال له على: هذا أمر لم أسمع به من قبل اليوم، فلست بقاض أمرًا حتى أحدث أبا طالب، فكره رسول الله × أن يفشى عليه سره، قبل أن يستعلن أمره، فقال له: «يا على إذا لم تسلم فاكتم»، فمكث على تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب على الإسلام، فأصبح غاديًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جاءه فقال: ما عرضت علىَّ يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد، ففعل علىّ وأسلم، ومكث علىّ يأتيه على خوف من أبى طالب، وكتم على إسلامه ولم يظهر به.
بين على رضي الله عنه وأبى طالب:
قال ابن إسحاق: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه على بن أبى طالب مستخفيًا من أبيه أبى طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، يصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي، ما هذا الدين الذي تدين به، قال: «أي عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم»،أو كما قال صلى الله عليه وسلم: «بعثني رسولا إلى العباد وأنت – أي عم – أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحق من أجابنى إليه وأعانني عليه»،أو كما قال. فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه، ولكن والله لا يُخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت، ذكروا أنه قال لعلى:أي بنى، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبت آمنت بالله وبرسول الله وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته، فزعموا أنه قال له: أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه.
يا مولد المصطفى ذكراك تولعنا بنار شوقٍ إلى لقياك تشتعــــــــل
ذكرتنا ماضياً نشتاقُ عـــــودتَهُ وسادةً بأديم النجم تنتعـــــــــــــــلُ
منهمُ أبو بكر الصديقُ أولُــــــهم خليفةُ المصطفى والسيدُ البطـــــلُ
ومنهُمُ عمرُ الفارقُ من شهدت بعدله الأرضُ حتى السهل والجبلُ
وعثمانَ ذا الإيمانِ فإذكرْهُ وإعتني بذكرى حييٍ كريمٍ مَالَهُ مَثــــــــــلُ
واذكرْ علياً أمير المؤمنين وسلْ به المهيمنَ إنْ ضاقت بك الحِيَــــلُ
فلنبك أنفسانا من بعـــــدهم أسفاً أجدادنا إرتفعوا أحفادنا سفلــــــــوا
أبناءَ قوميَ والإسلام يصرخكم كونوا على حذرٍ فالوقتُ مختبـــــلُ
إنْ تنصرو ا اللهَ ينصركم برحمتِهِ وإنْعصيتم فكم أمثالكم خذلـــــــــوا
سيروا الى المجدِ عينُ اللهِ تحرسكم آن الأوانُ وطاب السعيُ العمــــــلُ
إنى أحب أبا حفص وشيـــعتـه كما أحب عتيقًا صاحب الـغار
وقد رضيت عليًا قدوة وعلمًا ما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كـل الصحابة سادتى ومعتقـدىفهل علىَّ بهذا القول من عـار
فصل في الأحاديث الواردة في فضله
قال الإمام أحمد بن حنبل ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه أخرجه الحاكم وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أخرجه أحمد والبزار من حديث أبي سعيد الخدري والطبراني من حديث أسماء بنت قيس وأم سلمة وحبشي بن جنادة وابن عمر وابن عباس وجابر بن سمرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وأخرجا عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال اين علي أبن أبي طالب فقيل هو يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ودعا له فبرىء حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الرأية يدوكون أي يخوضون ويتحدثون وقد أخرج هذاالحديث الطبراني من حديث ابن عمر وعلى وابن أبي ليلى وعمران بن حصين والبزار من حديث ابن عباس وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية ندع أبناءنا وأبناءكم دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي وأخرج الترمذي عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلى مولاه وأخرجه أحمد عن علي وابي أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وعمرو ذي مر وأبو يعلى عن أبي هريرة والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة وفي أكثرها زيادة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ولأحمد عن أبي الطفيل قال جمع لي الناس سنة خمس وثلاثين في الرحبة ثم قال لهم أنشد الله بالله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من كنت مولاه فعلىمولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال على منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مني وأنا من علي وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه فجاء على تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنت أخي في الدنيا والآخرة وأخرج مسلم عن علي قال والذي فلق الحبة وبرأالنسمةإنه لعهد النبي الأمي إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق واخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا مدينة العلم وعلى بابها هذا حديث حسن علي الصواب لا صحيح كما قال الحاكم ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي وقد بينت حاله في التعقبات على الموضوعات وأخرج الحاكم وصححه عن علي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن فقلت يا رسول الله بعثتني وأنا شاب أفضي بينهم ولا أدري ما القضاء فضرب صدري بيده ثم قال اللهم أهد قلبه وثبت لسانه فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين وأخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا قال إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال عمر بن الخطاب علي أقضانا وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها وأخرج عن سعيد بن المسيب قال كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن وأخرج عنه قال لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا علي وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال أفرض أهل المدينة وأقضاها علي بن أبي طالب وأخرج عن عائشة رضي الله عنها أن عليا ذكر عندها فقالت أما إنه أعلم من بقي بالسنة وقال مسروق انتهى علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عمر وعلي وابن مسعود وعبد الله رضي الله عنهم وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والعهد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في المال وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس من شجرشتي وأنا وعلي من شجرة واحدة وأخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ما أنزل الله يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أميرها وشريفها ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي وأخرخ ابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت في على ثلثمائه آية وأخرج البزار عن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلى لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا غضب لم يجترىء أحد أن يكلمه إلا علي وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال النظر إلى علي عبادة إسناده حسن وأخرجه الطبراني والحاكم أيضا من حديث عمران بن حصين وأخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان ومعاذ بن جبل وأنس وثوبان وجابر بن عبد الله وعائشة رضي الله عنهم وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال كانت لعلي ثمان عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة واخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب لقد أعطى على ثلاث خصال لن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم فسئل وما هن قال تزوجه ابنته فاطمة وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له والراية يوم خيبر وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه وأخرج أحمد وأبو يعلى بسند صحيح عن علي قال ما رمدت ولاصدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الرأية واخرج أبو يعلى والبزار عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من آذى عليا فقد آذاني وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد ابغضني ومن أبغضني فقد ابغض الله وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبني وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن ابن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي إنك تقاتل علي القرآن كما قاتلت على تنزيله وأخرج البزار وأبو يعلى والحاكم عن علي قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا علي إن فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى انزلوه بالمنزل الذي ليس به ألا وإنه يهلك في أثنان محب مفرط يفرطني بما ليس في ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي أشقى الناس رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبتل منه هذه من الدم يعني لحيته وقد ورد ذلك من حديث علي وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال اشتكى الناس عليا فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا خطيبا فقال لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله أو في سبيل الله
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر ذاك من يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي
بنت محمد زوجي وسكني منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فأيّكم له سهم كسهمي
ugd fk Hfd 'hgf vqd hggi juhgn uki lèn hggi êXçgd RAn Xgn Xki ~çgè