منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   :: على عتبة هذا الباب :: (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=66052)

انصر النبى محمد 01-12-2013 02:29 PM

:: على عتبة هذا الباب ::
 
الحمد لله رب العالمين


على عتبة هذا الباب


 قال تعالى : ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [ التوبة : 103 ] ، وزكاة القلب هي مقصودنا وهدفنا في هذا الباب.

 الدواء على الرف ، والشفاء في متناول اليد ، وما لم يقع السهم في مقتل فالعلاج في الإمكان.

 أنت من تصنع دواءك في البداية ، ثم دواؤك هو من يشفيك بإذن الله في النهاية.

 لا يوجد إنسان فاسد ، بل يوجد إنسان يجهل مواطن الصلاح فيه.

 كل مريض ليس له هدف مثل سفينة ليس لها رُبَّان كلاهما ينتهي به الأمر إلى القاع.

 احذر : كيف ترجو الشفاء دون أخذ الدواء؟! كيف يدوم اللهب دون حرق الحطب؟! كيف يكون علم دون وجود عمل؟!

وهل يُسمَّى العلم في هذه الحالة علما؟! قال الحسن في قوله تعالى : ﴿ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ﴾ [ الأنعام : 91 ] :" عُلِّمتم فعلِمْتُم ولم تعملوا ، فوالله ما ذلكم بعلم " .

 إياك أن تقول حاولت وفشلت ، فكلمة المحاولة هنا مرادفة لكلمة الكذب لأنها تبرير للفشل وتقديم للعذر ورفع لراية الاستسلام أمام أول هجمة من هجمات الشيطان.

 إن لم تتناول دواء فلا تشرب سما ، إن لم تبْنِ فلا تهدم ، إن لم تُطِع فلا تعصِ ، فإن عصتك نفسك في الطاعة فلم تطاوعك ، فاعصها أنت في المعصية ولا تطاوعها.


 ورود الإمداد بحسب الاستعداد : وهي حكمة عطائية تعني أن كل جرعة مقدارها يختلف على حسب استعداد صاحبها ، وتهيئته لقلبه ، وحالة روحه ، ومن قال لا أستطيع تناول جرعة دواء فلن ذلك يستطيع بالفعل ؛ لأنه خسر المعركة مع نفسه قبل أن تبدأ معركته مع عدوه ، فوفَّر على الشيطان مشقة اللقاء ، وأسعده باستعداده الهزيمة.
 المجتمع محراب التعبد ، والأصل في المؤمن أن يكون غُدُوه ورواحه لله كما في آية الأنعام :

﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الأنعام : 162 ] ،

وعلى هذا فالثواب المترتب على إتقان عمل وقضاء مصالح الخلق ليس بعيدا عن ثواب أداء عبادة واجبة أو صلاة راتبة.

 مَرَّ رجلٌ على حذيفة بن اليمان  وحوله فتيانٌ جلوس ، فقال : ما لهؤلاء الأحداث حولك؟! فقال : " وهل الخير إلا في الشباب؟! أما سمعت الله تعالى يقول : ﴿ سَمِعْنَا فَتًى يُقالُ لَهُ إِبْراهيْمُ ﴾ ، وقوله : ﴿ إِنَّهُمْ فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِمْ ﴾ ، وقوله : ﴿ قَالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا ﴾ ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا وهو شاب " .

أخي .. قد تُشفى عند كبرك ولكنه شفاء بعد ذهاب الصحة وزوال العافية ، وعندها تطلب العمل في موسم الخريف بعد أن تساقطت أوراق العمر وذبلت أزهاره ، فلا تسعفك قوتك وتخونك صحتك ، فتعرف عندها قيمة شبابك المنقضي ، وثمن عمرك الضائع ، لتردِّد في توجع قصيدة رثاء مع الشاعر الذي ما تاب إلا بعد ما شاب ، وما أفاق حتى بلغت التراق ، فقال باكيا :

مرَّ الشبـاب فلم أقدِر أرجِّعه ولم أُحيِّه إلا بعد ما انصرفا

والمرء يجهل قدر الشيء يُمكِنه حتى إذا فاته إمكانه عرفا


ويحك أخي الشاب .. تقدَّم واعصر عمرك عصرا ، واستخلص منه كل لحظة فارغة ، وقدِّم لنفسك من البر ولو ذرة ، واذكر أن الأنفاس أمانات وودائع لديك ، واعلم كذلك أن اليوم فيه مئات فرص الشفاء وهي تَمُرُّ بك مَرَّ السحاب تنتظر براعة المقتنص ويقظة النبيه ، فاربح نفسك اليوم باستغلال جميع أوقاتك وإمكاناتك قبل أن تُنزع غدا إلى قبرك.

أتُنفِق العمرُ في الدنيا مجازفةً والمال يُنفق فيها بالمـوازين
 قال ابن القيِّم وهو يُشرِّفنا بمشاركته في تقديم هذا الباب :

" ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء ، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية ، وقوة القلب واعتماده على الله ، والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبة والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة الملهوف ، والتفريج عن المكروب ، فإن هذه الأدوية قد جرَّبتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ، وقد جرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرة ، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية " .

جرعات الدواء

القاعدة هنا : من صبر على مرارة الدواء عوفي ، وأمامك الآن عشرة جرعات لا تدري في أيها الشفاء ، لذا ينصحك الأطباء أن تجرِّبها كلها ، ولا خطورة من زيادة أي جرعة بل هي على العكس : مستحبة وأنفع إن شاء الله


الساعة الآن 01:02 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام