هل يجوز بدء الصلاة بمجرد سماع المؤذن يؤذن للصلاة؟ وما جزاء من يفعل ذلك سواء كان مكرهاً أو غير مكره؟
فإن الأذان علامة على دخول وقت الصلاة، وليس شرطا فيها، بل هو من شعائرها، ولا يبدأ الأذان إلا بعد التحقق من بدء وقت الصلاة، وطالما أن وقت الصلاة قد بدأ، أي دخل فالصلاة صحيحة، لتحقق شرطها الذي هو دخول وقتها، فيجوز البدء في الصلاة مع بداية الأذان.
إلا أن الأولى عدم البدء بها إلا بعد انتهاء الأذان، وذلك لأن ترديد الأذان والقول بمثل ما يقول المؤذن سنة، وكذلك الدعاء بعد الأذان، ثم السنة القبلية ، وهي مؤكدة في الصبح والظهر ، وغير مؤكدة في العصر والعشاء ، ومستحبة في المغرب، فمن أراد الحفاظ على السنن فلا يتمكن من الصلاة من بداية الأذان ولا بعده مباشرة قبل الدعاء وصلاة السنة القبلية.
ولكن إذا كانت هناك بعض الحالات التي لا يتسع وقت المصلي فيها لانتظار الأذان وصلاة السنة، وخاصة غير المؤكدة كما في العصر والمغرب والعشاء ؛ ففي هذه الحالات يحتاج المصلي إلى تعجيل الصلاة فور دخول وقتها بمجرد بدأ الأذان، وذلك كحالة التأهب للسفر ، وكل من لا تلزمه صلاة الجماعة ، كالمريض والنساء ونحو ذلك.
والخلاصة : أنه تصح الصلاة في أول الوقت مع بدء الأذان مع الكراهة ، لما يلزم من ذلك ترك ترديد الأذان والدعاء بعده وصلاة السنة القبلية، ولكن تزول الكراهة عند الحاجة إلى تعجيل الصلاة لظروف وأحوال خاصة. والله أعلم.