قد يعجز الانسان أحيانا عن وصف أفكار معينة تجول في رأسه لكنه حين يراها مكتوبة بوضوح وبدقة من شخص آخر فانه يفرح كثيرا لأنه استراح من محاولات كثيرة لوضع هذه الافكار بطريقة منظمة ودقيقة في ورقة واحدة..
وهذا ما حصل معي فلما قرأت مقالة الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح وجدت فيها تماما ما يجول في خاطري وأريد التعبير عنه ولكن يخونني تعبيري دائما...
أضع بين يديكم المقال والتي اسأل الله تعالى أن يوفق كاتبها لكل ما يحبه ويرضاه :
"حب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان تخفق به القلوب، ودم يجري في العروق، و ذكرٌ تلهج به الألسنة لأن الله جعل له المقام الأرفع والمكان الأسمى { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ }[ الشرح:1-2] وهو عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] وهو رسول الصدق صلى الله عليه وسلم { والذي جاء بالصدق وصدّق به } [الزمر:33] وهو صاحب المقام المحمود {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا }[الإسراء:79]
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، يقول الله سبحانه وتعالى { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة:24]، فالله جل وعلا جمع في هذه الآية كل محبوبات الدنيا، وكل متعلقات القلوب، وكل مطامع النفوس ووضعها في كفةٍ وحب الله وحب رسوله في كفةٍ.
وفي الحديث الصحيح المشهور قوله : ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (1) .
ومعلوم أن من لوازم حبه صلى الله عليه وسلم الذبّ عن عرضه ، والغيرة على سنته ، والحمية له إزاء ما قد يوجه إلى جنابه الكريم من إساءةٍ لا تضر مقامه ولا تنقص من قدره قطعاً ويقيناً لكنها تؤثر في قلوب محبيه وتشعل في نفوسهم من الغيرة ما يحركهم للانتصار لنبيهم صلى الله عليه وسلم .
تكررت الإساءة الدنمركية بالرسوم الكرتونية وعاد الحديث مرة أخرى عن الإساءة والنصرة وهذه وقفات مهمة أقدّم لها بأن تصرفاتنا محكومة بأمرين :
الأمر الأول: أن تكون ابتغاء وجه الله وقصد مثوبته والتجرد لمرضاته وفق مراده وأمره.
والأمر الثاني: أن تراعي تحقيق المصلحة الشرعية للأمة الإسلامية. فليس من هدي الإسلام القيام بعمل بمجرد العاطفة المتقدة أو الحماسة المشتعلة فإن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم قالوا له في بيعة العقبة الثانية ( لو شئت أن نميل على أهل هذا الوادي ميلة واحدة لفعلنا ) فقال: ( كلا إنا لم نؤمر بذلك ) ولما جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحماسته وغيرته في يوم صلح الحديبية أجابه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : (إني رسول الله وإنه لن يضيعني).
الوقفة الأولى : غضبنا جميعاً وسنغضب دائماً من كل من يسيء إلى رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم لأن حبه صلى الله عليه وسلم يستولي على قلوبنا، ولأن قدره هو الأرفع في نفوسنا ولأن ذلك يمس صميم ديننا ولكن دعوني ألفت النظر إلى غضب آخر من خلال القصة الشهيرة لإسلام عمر الفاروق رضي الله عنه يوم ذهب متوجهاً بغضبه وشدته وثورته يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم فاعترضه أحد المسلمين ولما عرف قصده غيّر مساره بذكاء وفطنة قال: اذهب أولاً إلى بيت أختك فإنها قد تبعت محمداً صلى الله عليه وسلم ، ولسان حاله يقول له : قبل أن تقاوم الأطراف الخارجية قاوم صفوفك الداخلية. فرجع عمر إلى بيت أخته وكان ما كان من إسلامه ورجع عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً محباً متبعاً بعد أن توجه سابقاً إليه كارهاً مبغضاً مقاتلاً.
نحن اليوم نتوجه للغيرة والغضب وذلك حق مشروع تفرضه علينا حقيقة الإيمان والغيرة لله عز وجل والحب والانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم ، لكننا بحاجة إلى من يردنا إلى الجبهة الداخلية فيقول لنا : أين أنتم من غياب سنة وهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم في بيوتكم؟ أين أنتم من غفلتكم عن العيش مع رسولكم صلى الله عليه وسلم بالإطلاع على سيرته والقراءة لسنته والمعرفة لأحكامه والإتباع لهديه ؟ إن علينا جميعاً أن نراجع أنفسنا ونحن ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم في مدى قيامنا بلوازم إيماننا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو إيمان إقرار وتسليم، ومحبة وتعظيم وإتباع واقتداء هكذا ينبغي أن يكون.
لقد أساء القول لنبينا وهم غير مؤمنين به .
[b]لكن ما شأن إساءة بعض المسلمين عندما يُخالفون هدي النبي صلى الله عليه وسلم فترى منهم تشجيع تبرج النساء ومتابعة القنوات والأفلام التي تعرض الفسق والمجون. وتبادل
جزاك الله خيراً أخت ساره على هذا الموضوع نحن مشكلتنا هي الصدق مع أنفسنا ومع الله الحمية والنخوة والحماسة وحدها وبدون عمل لا تكفي ولا تغير حال نحن مطالبون بأن نتفاعل مع جميع القضايا من حولنا ولا نكن سلبيين ولكن هذه أقوال أين الأفعال والنصرة الحقيقية والكثير من عاداتنا وسلوكنا مخالف لما جاء به رسولنا الكريم وحتى يكون تفاعلنا وحرصنا على نصرة هذا الدين أن نكون فعلاً صادقين وأن نسعى لتغيير كل ما هو مخالف لما أمرنا به الله على أنفسنا وأولادنا ومن حولينا "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "وأن يستشعر كل فرد أنه بمخالفته عن منهج الله وسنة رسوله سبب في تأخر النصر فالنصر أتي إن شاء الله فلا يحرم أحد نفسه من المشاركه في هذا النصر والفوز برضا الله سبحانه وتعالى
شكرا لك اختي على الرد وبارك فيك :-)
اللهم لا تحرمنا المشاركة في نصرة هذا الدين، نعوذ بك ان نكون من المخلفين
(اللهم لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) يا رب العالمين...
توقيع : Sarah
إن المسلمين إذا فقدوا مودّة الرحمن لم يبق لهم على ظهر الأرض صديق، وإذا أضاعوا شرائع الإسلام فلن يكون لهم من دون الله وليّ ولا نصير