( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا
لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي
فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي )
. رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ) .
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله : ولقوله : ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر : لقال : " قد كفروا بعدك "، وأقرب ما يحمل عليه : تبديل السنة، وهو واقع على أهل البدع ، ومن قال : إنه النفاق : فذلك غير خارج عن مقصودنا؛ لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقيةً، لا تعبداً، فوضعوها غير مواضعها، وهو عين الابتداع . ويجري هذا المجرى كل من اتخذ السنَّة والعمل بها حيلةً وذريعةً إلى نيل حطام الدنيا، لا على التعبد بها لله تعالى؛ لأنه تبديل لها، وإخراج لها عن وضعها الشرعي . " الاعتصام " ( 1 / 96 ) .
فالحديث أشد ما يكون زجراً للذين لايطيعون الرسول ويخالفون سنته
و يبدلونها ويبتدعون في الدين
و لا يأخذون بها
إخوتي فالنعلم جميعا ونتأكد أن
الدين إتباع لهدي الرسول وليس ابتداع و تحريف
و عصيان لأوامر لرسول صلى الله عليه وسلم
بحجة أن السنة ليست واجبة الإتباع
او أن السنة لا يؤثم فاعلها
فقد قال الله سبحانه تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران:31
من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم
– لتحذيره صلى الله عليه وسلم من البدع والمحدثات –
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم :
((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
فما بال أقوام يدعون
حب الرسول لكنهم .....!!!!
يخالفون سنته ، ويكذبونه ويحرفونها ، ويبدلونها
وليس هذا فقط.....
بل يلمزون المتمسكين بالسنن ويسمونهم بالتشدد والتطرف ويقولون : الدين قشر ولباب ومنهم من يريدون الاكتفاء بالقرآن يسمون القرآنيين
فالمطلوب الآن من الجميع فردا فردا :
مراجعة أعمالنا و أقوالنا و أحوالنا
ومعتقداتنا و عباداتنا
فما وافقت منها السنة وكانت تبعا لهدي حبيبا ورسولنا صلى الله عليه وسلم فعلناه و تمسكنا بها ودعونا اليه و صبرنا على الأذى فيها و ما خالف ذلك ، نسأل الله العافية تركناها و استغفرنا الله وتبنا اليه منها و حذرنا الناس منها وصبرنا على ذلك
- هذا والله أعلى و أعلم - فاللهم ارزقني و والدايا
وجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين و المسلمات الإخلاص في الأقوال والأعمال واجعلنا من المتقين والمتمسكين بكتابك ، وسنة نبيك،
وما كان عليه السلف الصالح،
و أحفظنا من البدع ومروجيها. و صلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم