13-04-2010, 09:28 AM
|
المشاركة رقم: 1 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
فريق الإشراف |
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
30 - 4 - 2008 |
العضوية: |
483 |
المشاركات: |
2,180 |
بمعدل : |
0.37 يوميا |
معدل التقييم: |
19 |
نقاط التقييم: |
103 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
معًـا نبني خير أمة
قصر الأمل ...(قبس من نور النبوة)
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال :"أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمَنْكَِبىَّ فقال : كُنْ فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخارى... هذا الحديث أصل فى قصر الأمل فى الدنيا، فإن المؤمن لا ينبغى له أن يتخذ الدنيا وطنا ومسكنًا فيطمئن فيها، ولكن ينبغى أن يكون فيها كأنه على جناح سفر، وقد اتفقت على ذلك وصايا الأنبياء وأتباعهم قال تعالى حاكيًا عن مؤمن آل فرعون أنه قال (إنما هذه الحياةُ الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار) وكان صلى الله عليه وسلم يقول: " مالى وللدنيا ، إنما مثلى ومثل الدنيا كمثل راكب قال فى ظل شجرة ثم راح وتركها ". ومن وصايا المسيح عليه السلام أنه قال لأصحابه عن الدنيا : اعبروها ولا تعمروها.
ودخل رجل على أبى ذر رضى الله عنه فجعل يُقلّبُ بصره فى بيته فقال : يا أبا ذر ، أين متاعكم ؟ فقال : إن لنا بيتًا نتوجه إليه. فقال : إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا . فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا ها هنا.
ودخلوا على بعض الصالحين فقلبوا بصرهم فى بيته فقالوا : إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحِل، فقال : لا أرتحلُ ، ولكن أُطردُ طردًا.
وكان على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول : "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
أخي في الله: كم من آمال في هذه الدنيا عقدت عليها حبائل فكرك؟! وكم منأمان أفنيت في تحصيلها عمرك؟!
أخي: أتدري ما هو الداء العضال؟ الذي حار الحكماء في دوائه ! وأطالالعلماء في وصفات شفائه !
أخي: أتدري ما هو هذا الداء؟
إنه داء ( طول الأمل !! ) وهاك وصفة أخي:
قالوا: هو: ( الحرص على الدنيا والانكباب عليها ! والحب لها ! والإعراض عنالآخرة ! ) [الإمام القرطبي].
وقالوا: ( الأمل رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غني وهو قريب المعنى منالتمني ! ) [الحافط ابن حجر].
أخي: ذاك هو طول الأمل ( داء عضال ومرض مزمن ! ومتى تمكن من القلب فسدمزاجه ! واشتد علاجه ! ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء ! بل أعيا الأطباء ! وبئسمن برئه الحكماء والعلماء ! ) [الإمام القرطبي].
أخي: لقد ذم الله تعالى أعدائه بطول الأمل ! إذ أن ذلك سبباً في إعراضهمعن الهدى.
فقد قال تعالى مخاطباً نبيه: ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُالأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ[الحجر:3].
وقال تعالى في ذم اليهود: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍوَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍوَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَايَعْمَلُونَ[البقرة:96].
قال رسول الله: { لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: فيحب الدنيا، وطول الأمل } [رواه البخاري ومسلم].
وقال: { يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر } [رواه البخاري ومسلم].
وإن شئت أخي أخبرتك عن ذلك بحق لا مرية فيه: قال النبي: { صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل } [رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط/صحيحالجامع:3845].
وقال محمد بن واسع رحمه الله: ( أربعة من الشقاء: طول الأمل، وقسوة القلب، وجمودالعين، والبخل ).
قال عون بن عبدالله رحمه الله: ( كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ! ومنتظر غداًلا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره ).
أخي: بئس الداء داء طول الأمل، وبئس الولد ما ولده داء طول الأمل، ويتولدمن طول الأمل الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكير الموت، والقبر،والثواب، والعقاب، وأهوال القيامة، كما قال تعالى: فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ[الحديد:16] [الحافظ ابن حجر].
ألا فاسمع معي أخي إلى هذه الوصية الغالية يهديها إليك الصحابي الصادق أبوالدرداء رضي الله عنه.. فها هو يقوم يوماً في مسجد دمشق فيقول: ( يا أهل دمشق ألاتسمعون من أخ لكم ناصح؟!
إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، فأصبحجمعهم بوراً، وبنيانهم قبوراً، وأملهم غروراً، هذا عاد قد ملأت البلاد أهلاً ومالاًوخيلاً ورجالاً! فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين؟! ).
قال نصر بن محمد السمرقندي رحمه الله: ( من قصر أمله أكرمه الله تعالى بأربع كرامات:
إحداها: أن يقويه على طاعته، لأن العبد إذا علم أنه يموت عن قريب لا يهتم بمايستقبله من المكروه ويجتهد في الطاعات فيكثر عمله.
والثانية: يقل همومه لأنه إذا علم أنه يموتُ عن قريب لا يهتم بما يستقبله منالمكروه.
والثالثة: يجعله راضياً بالقليل لأنه إذا علم أنه يموت عن قريب فإنه لا يطلبالكثرة وإنما يكون همه هم آخرته.
والرابعة: أن ينور قلبه.
فإن من طال أمله عاقبه الله تعالى بأربعة أشياء:
أولها: أن يتكاسل عن الطاعات.
والثاني: أن تكثر همومه في الدنيا.
والثالث: أن يصير حريصاً على جمع المال.
والرابع: أن يقسو قلبه
وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فكم من عامر موثق عن قليل يخرب، وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن، فأحسنوا - رحمكم الله - منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة، ولا وطنا، فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين: إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه التزود للرجوع إلى وطنه، أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البتة، بل هو ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة، فلهذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين:
فأحدهما: أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا، يتخيل الإقامة لكن في بلد غربة، فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة، بل قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع إليه، وإنما هو مقيم في الدنيا ليقضي مرمّة جهازه إلى الرجوإلى وطنه.
الحال الثاني: أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة وإنما هو سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخره وهو الموت ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهمته تحصيل الزاد للسفر فليس له همة للاستكثار من طلب متاع الدنيا ولهذا وصي النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب.
فالواجب على المؤمن المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها ويحال بينها وبينه إما بمرض أو موت أو بأن يدركه بعض هذه الآيات التي لا يقبل معها عمل. قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة ويوشك أن تنفق فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه ويتمنى الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه الأمنية.
]قال تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينتَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الزمر:54-58].
]وقال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون [،[المؤمنون:99-100].
]وقال عز وجل: وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا {[المنافقون:10-11].
وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً:" ما من ميت يموت إلا ندم"، قالوا: وما ندامته قال:" إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً، ندم أن لا يكون استعتب".
فإذا كان الأمر على هذا فيتعين على المؤمن اغتنام ما بقي من عمره ولهذا قيل: إن بقية عمر المؤمن لا قيمة له وقال سعيد بن جبير كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة، وقال بكر المزني: ما من يوم أخرجه الله إلى الدنيا إلا يقول يا ابن آدم، اغتنمني لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلة إلا تنادي: ابن آدم، اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي،
لمن يريد ان يتوب ولكن غره طول الأمل
تذكر إذا نزل بك هادم اللذات ....تذكر وأنت تنظر إلى هذه الدنيا آخر النظرات..تخيل نفسك عبد الله في نزع الموت وكربه وغصصه وسكرا ته وغمه وآهاته... وقد بدأ الملك يجذب روحك من قدمك),بدأت الروح تخرج من أعضاءك عضوا عضوا فبردت القدمان ثم بردت اليدان ثم يبست الشفتان وشخصت العينان تم بلغت الحلقوم, قال تعالى: ( وانتم حينئذ تنظرون), الحالة التي أنت عليها اترضاها للموت ؟؟؟؟؟؟؟قال تعالى كل نفس ذائقة الموت), نعم ستموت....
دع اللهو نفسي واذكري حفرة البلى وكيف بنا دود المقابر يفعل
إلى الله اشكوا لا إلى الناس حالتي اذا صرت في قبري وحيدا اململ
أعظكم بالموت وسكرا ته...أعظكم بالقبر وظلماته...أعظكم بالموت ابلغ المواعظ....قال تعالى { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجمعة/8]
يا ابن أدم ...أما رأيت ميتا من غير سقم....وأيها المقتضى بطول المهلة أما رأيت مأخوذا من غير عله....والله ستبيت بالقبر وحدك...
تبيت وحيدا في التراب وإنما قرين الصحاب في القبر ما كان يعمل...
يا ابن ادام ....فاعتبر بمن كان قبلك...وربي ستندم.. يا ابن ادم فماذا أعددت لذلك اليوم
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم ترى بالباقين ما يصنع الدهر...
أفق من سكرتك قبل حسرتك, وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقارب, .....يا سالكا طريق الغافلين, ويا راضيا بطريق الجاهلين, متى ترى هذا القلب القاسي يلين ؟ متى تبيع الدنيا وتشتري الدين ؟ قال تعالى { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون } [ الواقعة/83]
هل أنت راض عن حالك وهل أنت مستعد للموت لو أتاك اليوم ؟؟؟هل أنت مستعد ؟؟
يا غافلا عن العمل وغره طول الأمل... الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل..
نسأل الله أن يجعل الدنيا في أيدينا وليست في قلوبنا
وأن يرنا الدنيا كما أراها الصالحين من عباده
rwv hgHlg >>>(rfs lk k,v hgkf,m) çgâll çgkè,é k,R rfs ER
توقيع : أم عمار |
|
|
|
|