تربية الأطفال من منظور إسلامي
http://www.up-aa.com/upfiles/tlL00897.jpg
تربية الأطفال هي تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا ًمن جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئتَ قُل: هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع على وفقِ شرع الله. وللتربيةِ جوانب مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها. كما أنها ليست قاصرةً على الوالدين فقط، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، والمسجدُ، والتجمعاتُ الشبابيةِ سواءً صالحةً أم غيرَ صالحة، ووسائلُ الإعلام وغيرها. فالطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع، إن أُحسن وضعها بشكل سليم، كان البناء العام مستقيماً مهما ارتفع وتعاظم، وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة، كذلك الطفل فإنه يحتاج إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته، ويفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه، ويعوزه تنظيف لموارد الثقافة التي يتلقاها والحضارة التي يتطبع عليها، والتربة التي ينشأ عليها. لذا اعتنى الإسلام بالطفل قبل أن يولد وذلك بالبحث عن المكان المناسب الذي يتكون فيه، ويتربى فيه. فالولد الصالح هو خير كنز يتركه المسلم من بعده، فهو نافع لأبويه في حياتهما وبعد موتهما. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (صحيح مسلم). بل إن الذرية الصالحة يُجمع شملها مع آبائها الصالحين في الجنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: 21]، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يعمل بهذه العوامل لنيل الولد الصالح؛ وأول هذه العوامل:
ولما كان الطفل يأخذ أخلاقه وآدابه وسلوكياته من بيته وأسرته، فقد كان الإسلام حريصا على أن يضع للبيت للمسلم آدابا وأخلاقا، يتحلى بها الكبير، ويتربى عليها الصغير. قال ابن القيم الجوزية: "إن مما يحتاج إليه الطفل أشد الاحتياج، الاعتناء بأمر خلقه، فإنه ينشأ على ما عوده المربى في صغره، من حرد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواه، وطيش وشدة وجشع، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له، فإن لم يتحرز، منها غاية التحرز، فضحته لابد يوما ما، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم، وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها". لأن الطفل في هذه المرحلة سهل التشكيل وسهل التأثير عليه وشديد القابلية للتعلم، وذلك نظرا لقلة خبرته، بالإضافة إلى أنه في حاجة دائمة إلى من يعيله ويرعى حاجاته العضوية والفسيولوجية. وهذه الفترة من حياة الطفل تكون حاسمة وخطيرة في تكوين شخصيته، حيث أن ما يغرس في أثنائها من عادات واتجاهات وعواطف ومعتقدات يصعب تغييره فيما بعد، ومن ثم يبقى أثرها ملازماً للفرد في الكبر. فعلى المربي أن ينشِّئ الولد منذ نشأته على مفاهيم الدين الإسلامي، وعلى أسس من التعاليم الإسلامية حتى يرتبط بالإسلام عقيدة وعبادة، ويتصل به منهاجاً ونظاماً فلا يعرف بعد هذا التوجيه والتربية سوى الإسلام ديناً، وسوى القرآن إماماً، وسوى الرسول صلى الله عليه وسلم قائداً وقدوة. لكن هناك أخطاراً تواجه التربية السليمة الصحيحة؛ منها ما يتعلق بأخطاء تعتبر خطراً وتهديداً على المنهج العام في التربية وهي غالباً ما يقع فيها المربون؛ وأخطار داخلية موجودة في بيوت أطفالنا وفي ألعابهم وفي متناول أيديهم. فالتربية فن لا يحسنه الكثير من الوالدين والمربين ولذلك ترى الكثير يقع في الأخطاء التربوية عندما يربون أبنائهم، وتلك الأخطاء لا نعمم بها كل الأسر وكل المربون، وهي كثيرة وتتنوع أشكالها منها: - الدعاء على الأبناء - موت القدوة الصالحة - الضرب المبرح - إظهار الخلافات العائلية أمام الأطفال – الفوضى - التناقض - ترك تربية الأطفال للخادمة - الرفقة السيئة للمربي - الإهمال وعدم المراقبة - الدلال - التفرقة أو التعصب لأحد الجنسين ومن الأخطار التي تعرقل عملية التربية الصحيحة للأبناء ما لا يتعلق بالمربين ولكن تلك التي تكون في متناول أيدي الأطفال، وأمام أعينهم وفي غرف ألعابهم، تلك الأخطار التي تكون في جيوبهم، أو تضغط عليها أناملهم باستمرار، تلك الأخطار التي تبث الأفكار الهدامة، وتنشر المبادئ والعقائد السيئة ومنها:
كما يجب على المربي معالجة السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال وتقويمها وتحسينها من الحسن إلى الأحسن معتمدا على:
كثرة الملهيات وأنواع الترفيه المختلفة، من ألعاب إلكترونية ورسوم متحركة صنعها الغرب لأطفالنا وقنوات خاصة بالأطفال هزت من المبادئ الفطرية الإسلامية لدى الطفل المسلم، فنراه يتعلق بشخصيات خيالية وهمية، ويعتقد بأن السحر حلال وأن السحرة أشخاص طيبون وأن السرقة جائزة، وأن الرومانسية والصداقة شيء مباح بين البنت والولدومباح بكل الوسائل، وأن للبشر قدرة خارقة على تغيير الطبيعة التي خلقها الخالق الذي لا يقهر، وأصبحت التقنية توجد في أشياء صغيرة في متناول أيدي الأطفال، وكل ما سبق يسبب الضرر الأخلاقي والتربوي والنفسي لدى أطفالنا، فالواجب أن نسعى لتأسيس وتأصيل التربية الإسلامية الصحيحة لدى أطفال المسلمين حتى نرقى بهذه الأمة ويخرج لنا جيل خلقه القرآن، ومنهجه سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . ملخص بحث "تربية الأطفال من منظور إسلامي" لــ: هند مرزوق الحمياني |
الساعة الآن 04:22 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام