وقفة عند آية ..
الحمد لله رب العالمين وقفة عند آية .. قال تعالى : ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ) لقد وقفوا على براءته و بالدليل , و ليست سيرته بسيرة متهتك , بل و لقد توسموا فيه الخير منذ أن رأوه للمرة الاولى و قبل أن يعرفوه و يعرفوا اخلاقه ” عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا “ لكنه الكبر و ما أدراك ما الكبر , قال صلى الله عليه و سلم ” الكبر بَطَر الحق و غَمط الناس “ و بطر الحق رفضه و دفعه , فلما ظهر لهم الحق رفضوه و دفعوه و أخروا إقامة العدل الى حين , ففضلوا سجنه , حفاظا على سمعتهم .. ! فماذا حصل ؟ الذي حصل هو التالي : ( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين , قال اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم ) لكن هذا الاستخلاص و هذا التشريف لم يأت بمجرد تأخير إقامة العدل , بل كانت له أسباب عظيمة جليلة , نستخلص بعضها كما ذُكرت في الايات تباعا .. – ” قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ” – ” قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ” – ” وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ” – ” إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ” – ” وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ” – ” ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ” – ” يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ” – ” إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ” – ” قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ .. ” – ” قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ” ** تأمل معي كل آية و تدقق فيها و أطل فيها النظر و التفكير .. ** لو تأملت معي هذه الايات لعلمت , أن أهل الحق لا يهولهم دفع أهل الباطل للحق و رفضهم له و تأخيرهم لإقامة العدل .. ** و لو تأملت معي هذه الايات , لعلمت أن اهل الحق لا يواجهون تأخير الحق بالإتكال , بل يواجهونه بالعمل و التوكل و الاستعانة بالله .. ** لو تأملت معي هذه الايات للاحظت شيئا عجيبا جميلا و هو ان يوسف عليه السلام وصل الى ما وصل اليه بالتوحيد الخالص و بالعفة و الامتناع عن الفاحشة , فيا لها من علاقة بليغة بين العقيدة و العفة .. ^^ ** و لو تأملت معي هذه الايات لعلمت معي أن الانسان بمقدوره أن يهيئ لنفسه أسباب النصر و التمكين و هو مسجون ^^ , فما أدراك عن الاسباب التي يتخذها لو كان حرا طليقا ^^ … ثم قال الله عز و جل : ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) إنه أجر الاحسان الذي لا يضيع ♥ أن تعبد الله كأنك تراه ♥ فنحن الان في زمان تأخر فيه إقامة العدل , لكن من منا |
الساعة الآن 06:35 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام