منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   :: لا تطع غافلا ...... !!:: (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=69070)

انصر النبى محمد 18-04-2014 10:54 PM

:: لا تطع غافلا ...... !!::
 
[mark=#ffffcc]. لا تطع غافلا :
[/mark]

قال تعالى : ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [ الكهف : 28 ]

وأصل الإغفال : إيجاد الغفلة وهي الذهول عن تذكر الشيء ، وأريد بها هنا غفلة من نوع خاص ، وهي الغفلة الدائمة الشاملة ، وجعلت الآية الإغفال من الله تعالى كناية عن كونه في أصل خِلقة تلك القلوب وليس طارئا عليها ، فهو طبع ملازم ، والطبع لا يتخلف ، وفي هذه الحال يكون مجرد النظر إلى هؤلاء الغافلين هذه الغفلة سببا لحرمان الذاكر من حلاوة الذكر ، لذا حذَّرنا الفضيل بن عياض بلهجة صارمة ولو من نظرة عابرة إلى مواكب الغافلين فقال : " لا تنظروا إلى مراكبهم ، فإن النظر إليها يطفئ نور الإنكار عليهم " .

هي خطة شيطانية خبيثة إذن يسلك بها الشيطان طريقه نحو قلوب الذاكرين وفق تخطيط محكم دقيق يمحو الذكر ليستبدله بالغفلة ، وتبدأ خطته بالأمر رقم (1) وهو :

زرع الغفلة في قلب عبد من العباد.

ومن بعده يأتي الأمر رقم (2) ، والأمر رقم (3) في الخطة ، ويتمثلان في قول الشيطان لجنده :

" واقرنوا بين الغافليْن (2) ، ثم استعينوا بهما على الذاكر (3) ، ولا يغلب واحدٌ خمسة ، فإن مع الغافلين شيطانين صاروا أربعة ، وشيطان الذاكر معهم ، وإذا رأيتم جماعة مجتمعين علي ما يضركم من ذكر الله ومذاكرة أمره ونهيه ودينه ولم تقدروا على تفريقهم ؛ فاستعينوا عليهم ببني جنسهم من الإنس البطالين ، فقرِّبوهم منهم ، وشوِّشوا عليهم بهم " .

فإن ابتُليت بمثل هؤلاء فلك أن تخرج من هذا الفخ بأن تقلِّد ابن الجوزي حين قال :

" أعوذ بالله من صحبة البطالين ، لقد رأيت خلقا كثيرا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ، ويسمون ذلك التردد خدمة ويطلبون الجلوس ، ويُجرون فيه أحاديث الناس ، وما لا يعني وما يتخلله : غيبة ، وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس ، وربما طلبه المزور وتشوق إليه ، واستوحش من الوحدة ، وخصوصا في أيام التهاني والأعياد ، فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض ، ولا يقتصرون على الهناء والسلام بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان ، فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء ، والواجب انتهاؤه بفعل الخير كرهت ذلك ، وبقيت مهموما بين أمرين :

إن أنكرتُ عليهم وقعت وحشة ، وإن تقبَّلتُه منهم ضاع الزمان ، فصرت أدافع اللقاء جهدي ، فإذا غلب قصَّرت في الكلام لأتعجَّل الفراق ، ثم أعددت أعمالا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا ، فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد وبري القلام وحزم الدفاتر ، فإن هذه الأشياء لا بد منها ، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب ، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي " .


الساعة الآن 06:23 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام