حينما قرأت أول كتاب للشيخ محمد الغزالي –وكان كتاب "جدد حياتك"- أسرني أسلوب الشيخ الشيّق وكلماته القوية الهادفة.
كان ذلك منذ سنوات خلت، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلتي مع كتاباته البديعة وكتبه الرائعة، حتى أصبحت مدمنة لكتب الشيخ الكبير.
كنت أنتظر المعارض التي تقيمها مدينتي لأسرع إلى مكان تنظيمها، وهناك أدخل المعرض، تسبقني لهفتي إلى ركن كتب الشيخ الجليل، وكم كانت فرحتي كبيرة حين يقع نظري على عناوين كتبه الكثيرة التي بالمعرض.
وكنت أحتار ماذا اختار؟ فكل الكتب تغريني بشرائها، وتمضي بي السنوات على هذا الحال، وإذا مكتبتي الصغيرة تزخر بمعظم ما خطه أديب الأمة والشيخ الجليل محمد الغزالي.
إن للشيخ مكانة كبيرة وخاصة في قلبي، لماذا؟ لأنه كان - بالنسبة لي- النافذة التي فُتحت لي لأرى الإسلام الصحيح، الذي يحمل راية الوسطية، ويرفع شعار "عش لحياتك...وعش لآخرتك...".
من روائع الغزالي
(1)
" نظرتُ عن كثب إلى الفندق الذي أنزِل به - وكنتُ في أحد أسفاري- ثم دارَ في نفسي هذا السؤال: "تُرى كم شخصا سكن غرفتي قبل أن أسكُنَ فيها، وكم شخصا سَيَحِلّ مكاني بعدما أغادرها؟.
ما أوْهَى علاقتي بالغرفة، وأحسستُ أن هذه الغرفة بل أحسستُ أن الفندق كله شبيهٌ بهذه الدنيا، نظهر بها بغتَةً ثم نختفي.
إنّ أناسا كثيرين قَرّوُا هنا ثم ولّوا، لقد رأى بعضُهم بعضا كما يرى النزلاءُ أنفسَهم حيناً في صالة الفندق، وكلٌّ مشغول بشأنِه، يعيش في جَوِّهِ الخاص، فما تربطُه بغيرِه إلا نظرةٌ عابرة، أو بسمة عارضة."
من كتاب " مائة سؤال حول الإسلام"
(2)
الإيمان صانع العجائب
" عندما أنظرُ إلى قوافل الحجيج مُندفعة صوبَ مكة، مُقبلة من أقصى المغرب أو أقصى المشرق، فيها الراكب وفيها الرجلان، تريد أن تقضي المناسك وتطوف بالبيت العتيق، أهزُّ رأسي دهشا وأتأمّلُ الوجوهَ الضارٍعة، ثم ألمسُ كيف استجاب اللهُ دعاءَ عبدٍ صالح من أنبيائهِ الطيّبين، هو إبراهيم الخليل، الذي هتف في جوفِ فلاةٍ موحشة مؤذنًا بالحج، فإذا صدى الدعاءِ الخالص يتردّدُ في أغرار الأزمنةِ السحيقة، وإذا القلوبُ الموقنة يتولّد فيها –بين الحين والحين- لاهجٌ من شوقٍ يسوقها سوقا إلى زيارة بيت اللهِ – وكأنها الحمائمُ تثوب إلى أكنانِها- فما تجدُ إلا لديه المستقرُّ والاطمئنان والرضَا...."
من كتاب " نظرات في القرآن "
p;hdjd lu hgado lpl] hgy.hgd çgôdî çgûSçgd
التعديل الأخير تم بواسطة madabou ; 30-10-2009 الساعة 12:11 AM