منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الأسرة والطفل (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=93)
-   -   دول الإبداع ودول الإتباع (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=73823)

حسن حجازى 01-10-2014 11:48 AM

دول الإبداع ودول الإتباع
 
دول الإبداع ودول الإتباع
الإبداع تلك هى الموهبة المعجزة ، أم كل أبتكار أو إختراع وكل تطور وتطوير ، هل أتاك إن طاقات الإبداع لاتنفجر وتضئ – تضئ ولاتشعل تبنى ولاتهدم – إلا فى المشقة والألم وهل تعلم إن الإبداع...
تساؤلات تتوالى ، وأشارات أستفهام تتقافذ حول الإبداع ذلك الكائن الخرافى الساحر فهو أقوى محركات الوجود ، وأحفلها بالخير بل والشر معا.
أحسب إن تمسك البعض بالقشور وأستسلامهم للأوهام حال بينهم وبين أن يكون الإبداع مواطنا أصيلا لديهم ، وليس ضيفا عزيزا يأتى كل عدد من السنوات ليصطحب أو يخططف أحدا معه حيث موطنه (أحد الدول المتقدمة) ولعل من أشد الفروق حساسية بين الأمم المتقدمة والأمم مادون ذلك ، أن الأولى تستغل الإبداع كل الإستغلال (أى تركبه ليوصلها) وتقدره كل التقدير بل وتهئ له الحقل الملائم لنشاطه ، فيخصب ويزدهر ، ويبدأ فى هدوء ومنطقية إستكشاف العلاقات الخفية مابين مابين الأشياء ، ومن ثم يستعرض هذا المواطن لأبناء جلدته أفعال تدهش السحرة وتُعجز جنيات الغاب ، ويستكشف الحلول المنطلقة من مملكتى الإختراع والإبتكار ذات الأسوار الشاهقة والإبداع فقط من لديه مفاتيحها ، ولايخشى الإبداع أن تعترضه عقبة بل يستمتع بذلك ، لثقته بقدرته على التغلب على أى عقبة.
ويتبقى لدى الأمم التى لاتستوطن الإبداع ثلاثة فئات من البشر
- الأولى فئة يمتعها أن تدع نفسها تنجرف مع تيار العادة ، ومع دوافع الغريزة ، تأثرها وتسحرها إبداعات الغير، وهم من ركبهم الإبداع وسيطر عليهم وسحرهم وفتنهم ، فالإبداع كالدابة أو الحصان الأسطورى المجنح إن ركبته أوصلك إلى عنان السماء وإن ركبك قتلك وسيطر على عقلك ورغم أنفك بالتراب .
- والفئة الثانية هى التى تحبس نفسها فى إطار نظريات جامدة ، وأفكار مُعلبة ، فلا تكاد تعترضها مشكلة حتى تقف حيالها عاجزة ، فهى تهمل ملكاتها الخلاقة بل وتبدد ملكات الأخرين وتضيع عمرها فى عقم وعبث ، راضية بالتقليد فى كل إتجاه من إتجاهات الفكر أو الفن .
- أما الفئة الثالثة فهى فئة مبدعة ولكن إبداعها يأتى فى إطار اللهو أو التسلية ، وهى لها دور هام بالمجتمعات ولكن لم ولن نسمع عن أمة نهضت من كبوتها باللهو التسلية. ولاأدرى هل هو عن قصد أو عن غير قصد أعتبار المبدعين بتلك الدول - التى يركبها الإبداع- هم هؤلاء الفئة من الأشخاص أو الأطفال كما تقام لهم المسابقات وترصد لهم الجوائز القيمة ، بل أصحاب تلك الفئة هم الأكثر ثراءاً وشهرة بتلك المجتمعات.
وفى دول تركب الإبداع وتستغله تبدأ رعاية وعى الطفل وأدراكه وإبداعه منذ أيامه الأولى ، فهو يرى النور ومعه لوحات فنية ومكان مخصص لمكتبة البيت مفاتيح العلم والثقافة.
أما فى دول ركبها الإبداع وسحرها وأستغلها تظهر على العكس عوامل تبديد الإبداع منذ مراحل الطفولة الأولى وهيمنة الخرافة التى تُبسط جناحيها على البيوت وتتسرب منها إلى أنفاس الأطفال فتسكن الصدور والعقول ، وتؤلف جزء من تكوينه الفكرى – ولا أتكلم عن الخيال فهو أساس الإبداع - فيختلط بما يمكن أن يكتسب من معرفة. والمجتمع عليل يلتبس عليه ويلبس عليه من مظاهر المدنية الكثير، ويصطنع التقدم والتحضر بأبنية شاهقة لم تبنيها سواعد أو تصممها عقول أبنائه ، فيكون لديها وعاء الشئ دون الشئ ، وقشرة الفكر دون الفكر، هكذا يركب الإبداع تلك الأمم ويسحرها ، ويجد فيها فتنفسا ليؤدى عروضه السحرية والتى تُفغر لها الأفواه ، وتحدق لها العيون .
لقراءة الموضوع كاملا بمدونة (دائرة الضوء)


الساعة الآن 05:53 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام