"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
فهو الذي أعاد الحياة للكرة الأرضية بكونه رحمة للعالمين.. كذلك نفهم قول الله تعالى:
"لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم".
في عام 570 الميلادي الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال مؤرخو أوروبا إن العالم كانت تسيطر عليه إمبراطوريتان عظيمتان هما الفرس والروم، وكل إمبراطورية كانت تسيطر تقريباً على نصف العالم.
*.. بالنسبة للروم..*
كان الوضع السياسي قائماً على أن الرومان دولة استعمارية كبيرة، شديدة الظلم وكان ظلم الرومان للشعوب أضعاف ما نراه من ظلم في عصرنا الحالي.. كان هناك أبشع أنواع الاضطهاد العرقي، أدت الضرائب الباهظة التي فرضتها الامبراطورية إلى فقر شديد لكل الشعوب التي تحكمها الامبراطورية وثراء رهيب للجنس الروماني المحتل، وكانت الشام ومصر خاضعتين لحكم هذه الامبراطورية
كان هناك تفاوت طبقي رهيب وصراع غير متكافئ بين الطبقة العليا وبين طبقات الشعوب المعدمة والفقيرة ويقول المؤرخون إن مصر كانت أشقى بلاد العالم فقد اطلق عليها اسم( سلة غذاء الامبراطوريه) آنذاك كما ان المصريين كانوا يعانون من الإذلال والاضطهاد الديني ، وكان مصير زعماء الأقباط في مصر المخالفين فى المذهب إما القتل أو النفي أو السجن ولهذا السبب فتح عمرو بن العاص مصر بأربعة آلاف جندي فقط، لأنه كان يعلم كيف يعاني المصريون من الرومان ، ولأن المصريين ساعدوا عمرو بن العاص فى الفتح .
*.. تقديس القياصرة! ..*
أما الحالة الاجتماعية في الامبراطورية الرومانية ، فقد كانت الشعوب المحتلة تعاني فقراً شديداً في مقابل الترف والشهوات غير الآدمية والانحلال الخلقي بين الرومان، وكانت المرأة ليست سوى آلة جنسية مثل الجماد وقد وصل اللهو بها وبكل المستضعفين إلى درجة الوحشية كانوا يقيمون ميادين للرياضة يتسع الواحد منها لـ 80 ألف مشاهد، ثم يقيمون مباراة للمصارعة تنتهي بموت أحد المتصارعين تخيلوا الترف الوحشي في اللعب، وأحياناً تقام المصارعة بين رجل وأسد أو نمر، ولابد من قتل أحد المتصارعين، كما يحدث في مصارعة الثيران بإسبانيا حالياً، لدرجة أن بعض الحيوانات تعرضت للانقراض بسبب كثرة استخدامها في تلك اللعبة الجهنمية. انهيار الفطرة، لابد لكي تجتمع الناس لتضحك وتتسلى أن يقتل أحدهما الآخر.
أما عن الدين.. فقد تحول من عبادة سمحة يعبد فيها الإنسان ربه، إلى مناقشات جدلية عقيمة وفلسفات وخلافات بين المذاهب تصل إلى حد اشتعال الحروب بين أصحاب الدين الواحد.
وكان نصارى مصر والشام يعانون من اضطهاد ديني شديد لاختلاف مذهبهم عن عقيدة الرومان التي وصلت إلى حد تقديس القياصرة، وكانت الناس تسجد لقيصر ملك الروم.
هناك كتاب اسمه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن الندوى – هندي الجنسية – تحدث فيه عن وضع وصورة العالم عند ميلاد النبي الكريم، قال فيه إن الشعوب فقدت كرامتها من الذل والمهانة، وفقدت أخلاقها بسبب الفقر الشديد، وضاعت تعاليم المسيح التي غرسها عليه السلام قبل 600 عام، وحدث تراكم عبر مئات السنين من فقد الكرامة والأخلاق.
*.. مظالم الفرس ..*
كان الفرس يحتلون نصف العالم الآخر ويحكمونه بالحديد والنار والظلم الشديد، نفس ما كان يطبقه الرومان: ضرائب باهظة ، كما كانت هيئتهم الاجتماعية في غاية الانحطاط قبل الإسلام بمدة طويلة لانشقاق جمعهم بتشعّب المذاهب عن ماني ومزدك، ومن غريب دعوى هذا الأخير أن إلهه بعثه ليأمر بشيوع النساء والأموال بين الناس على السواء لأنهم أخوة أولاد أب واحد، وتبع هذا المذهب قباذ أحد ملوكهم فجاء بعده من نقضه وقام غيره وتشعّبت الآراء هناك وفسدت الأخلاق.
وكانوا يقسمون المجتمع رسمياً إلى طبقات: طبقة الملوك الأكاسرة وطبقة الكهنة ثم تأتي باقي طبقات الشعب
المقهورة.
وكان الملك الفارسي يُخاطب بلفظ الإله. ويُذكر أن "يزدجرد" آخر ملوك الفرس حين فرّ من عاصمته أمام فتح المسلمين لبلاده، أخذ معه ألفاً من حاشيته من الطهاة والمغنين ومدربي النمور والأسود والخدم، وكان يبكي لقلة الحاشية المصاحبة له، بينما كان أفراد شعبه لا يجدون ما يستر عوراتهم.
الناس تظن أن المدينة الحديثة والشهوات الموجودة في الغرب وعواصم القمار والزنا في لاس فيجاس وغيرها، لم تحدث في التاريخ قبل ذلك، لكن سعار الشهوة الذي يُمرّغ النفس البشرية في الوحل والطين موجود منذ القدم وإن اختلف الشكل وتباينت الوسائل، كان المجوس يعبدون النار الني يشعلونها ثم يطفئونها، ثم قرروا عدم إطفائها بعمل نوبتجيات في المعابد لاستمرار اشتعالها، كذلك أحل الفرس زواج المحارم، لدرجة أن يسدجرالثاني تزوج أخته ثم قتلها، وكانوا يظنون أن في عروق الأكاسرة يجري دم إلهي.. إلى هذه الدرجة وصلت الشعوذة والانحطاط الديني.. وكان للملوك والكهنة حق في أموال الشعب ونسائه.
من هذا الواقع المر ووسط هذا الظلام الحالك، وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الواقع أشد حلكة مما نحن عليه الآن، وقد جاء النبي بالأمل في تبديد هذا الظلام.
مات أبوه وأمه.. ولم يكن له أخوة ولا أولاد.. ومع ذلك خاض معركة إصلاح الدنيا، ولم يقل "ما فيش فايدة" ولم ييأس.
hguhgJJJl rfg l,g] hgvs,g wgn hggi ugdi ,sgl l,gï hggi çgRQ,g hguhgJJJl Egn Xgdi ,Qgl èg