الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (خذ الكتاب بقوة) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
لازلنا نتحدث عن عوائق الجدية، وقد ذكرنا في الحلقات الماضية عائقين هما التسويف والإفراط في الراحة، ونتحدث في هذه الحلقة عن عائق جديد وهو التهرّب من المسؤوليات.
الشخص الجاد يتحمّل المسؤولية، فهو مسؤول عن نفسه أولا بحيث يحرص على تنمية نفسه في مختلف المجالات. وإن كان تحته أشخاص فهو مسؤول عنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ :الإمَامُ رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِه ِوَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مال سيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ). فكل مسؤول حسب موقعه ومسؤولياته.
أما غير الجاد، فهو يتهرب من أية مسؤولية وبالتالي فهو قليل العمل والإنتاج كثير الراحة واللهو واللعب. وهذا يرجع أساسا إلى أنه لا يحمل أية أهداف أو مشاريع يريد تحقيقها، ولا يحمل أي همّ اتجاه دينه ووطنه، ولا يريد أن يُشغل باله بتطوير نفسه، وإنما همّه المتعة والراحة فقط.
إن تحمّل المسؤولية من أهم علامات الجادين، فمتى ما أُعطوا أية مهمة وكانوا في أي موقع، كانوا موضع ثقة واطمئنان من الباقيين لأنهم يشعرون بأن هؤلاء الجادين على قدر المسؤولية. أما غير الجادين الذين يتهربون من المسؤوليات، فإن الناس لا يحبون الاعتماد عليهم ولا يطمئنون إليهم ولا يثقون بهم.
حينما تحمّل الخلفاء والأمراء والمربون والعلماء والدعاة والقادة والعمّال مسؤولياتهم، تقدّمت الأمة والمجتمعات الإسلامية، وحينما تخلّى البعض عن مسؤولياتهم، أثّر ذلك على المجتمع والأمة وسبّب في تأخرها شيئا ما.
(خذ الكتاب بقوة) يدفعنا إلى أن نتحمّل أية مسؤولية ابتداء من أنفسنا مرورا بديننا ووطننا وانتهاء بكل من نحن مسؤولون عنهم في أي موقع.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (خذ الكتاب بقوة) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
بدأنا في الحلقة الماضية في الحديث عن كيفية مساهمة الشعائر التعبدية في غرس معنى الجدية في حياة الشخص، وبدأنا في الحديث عن الصلاة، ونكمل في هذه الحلقة في الحديث عن بعض الشعائر الأخرى وكيفية مساهمتها في غرس معنى الجدية.
الصيام من أهم العبادات التي تساهم في غرس معنى الجدية، حيث أن الصيام - خاصة النوافل منها - غير محببة إلى النفس لأن فيها تركا لأمور كثيرة – مباحة – يفعلها الآخرون في نفس الوقت. فالذي يحرص على الصيام في أوقات مختلفة شخص جاد لأنه عوّد نفسه على أمر شاق على النفس. ولعل الحديث التالي يحثّ كذلك على الجدية أثناء الصيام حيث قال صلى الله عليه وسلم "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إنِّي صَائِمٌ". (متفقٌ عَلَيْهِ). فالالتزام بالأخلاق الإسلامية والابتعاد عن الأخلاق السيئة يعوّد الشخص على الجدية أثناء الصيام، هذا بالإضافة إلى أن الصيام يساهم في الابتعاد عن كل محرّم لأن الشيطان يكون أبعد عن الشخص حال صيامه.
القرآن الكريم من العبادات التي تعوّد الشخص على الجدية خاصة إن ملتزما بتلاوة شيء معين كل يوم أو بختم القرآن الكريم كل فترة بعكس الشخص الذي لا يذكر القرآن إلا يوم الجمعة أو في رمضان فقط.
ذكر الله تعالى رغم سهولتها ويسرها، تعوّد كذلك على الجدية، فالملتزم بالأذكار بعد الصلوات وأذكار الصباح والمساء، والأذكار العامة والأذكار المرتبطة بالأمور الحياتية من الأشخاص الجادين لأنه عرف كيف يستثمر وقته في المفيد، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا : وَمَا المُفَرِّدُونَ؟ يَا رسولَ الله قَالَ: الذَّاكِرُونََ اللهَ كثيراً والذَّاكِرَاتِ". (رواه مسلم). فالسبق هنا كان بسبب جدية الشخص في المحافظة على الأذكار.
هذه بعض الأمثلة من العبادات ولعلنا نكمل في حلقات قادمة في ذكر عبادات أخرى لنعرف أثر هذه العبادات علينا فنزداد تعلقا بها ونستشعر حلاوتها حال تأديتها.
(خذ الكتاب بقوة) يدفعنا إلى أن نحرص على الشعائر التعبدية ونسعى إلى الاستزادة منها دائما.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (خذ الكتاب بقوة) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
لازلنا نتحدث عن كيفية مساهمة العبادات في غرس معنى الجدية في حياة الشخص، ولعل من أهم العبادات التي تغرس معنى الجدية في الشخص، الدعوة إلى الله تعالى.
الداعية إلى الله تعالى شخص جاد لأنه يبذل معظم أو كل وقته في نشر الخير والتقليل من الشر، وهذا يتطلب جهدا كبيرا وتفكيرا عميقا في تحصيل العلم المطلوب للدعوة وكذلك في إيجاد الوسائل المناسبة والتي تتطلب تطويرا دائما وإبداعا متجددا.
والمتأمل في حياة الدعاة يجد أمرا واضحا جدا وهو حرصهم على استثمار أوقاتهم لحظة بلحظة، فمن مشروع إلى مشروع، ومن محاضرة إلى محاضرة، ومن مشاركة إلى مشاركة وهكذا، وبالتالي تكون أوقاتهم عامرة بالخير، وقلّما تجد هؤلاء الدعاة في فراغ، وحينما يكونون في فراغ فشعارهم ومبدأهم الآية الكريمة (وإذا فرغت فانصب) (الشرح 7)، فوقت الفراغ يتم استثماره في أمر آخر مفيد.
وقدوة الدعاة الأول هو الرسول صلى الله عليه وسلم والذي بدأ بالدعوة منذ اللحظة الأولى التي أمره الله تعالى بها بالتبليغ واستمر يدعو حتى آخر لحظة من حياته من دون تعب ولا كلل. واستمر الصالحون من بعده على نفس النهج في الدعوة إلى الله تعالى.
الدعوة إلى الله تعالى من أفضل العبادات التي تعلم الشخص الجدية في حياته، كيف لا وهي من أفضل وأعلى العبادات منزلة عند الله تعالى.
(خذ الكتاب بقوة) يدفعنا إلى أن نحرص على الدعوة إلى الله تعالى ونسير فيها على نهج النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (خذ الكتاب بقوة) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
هناك أمور كثيرة مُشاهدة نتعلم منها الجدية في حياتنا، ولعل أبرزهذه الأمور، الألعاب الرياضية المختلفة.
نتكلم هنا عن المعاني التي نستفيدها من هذه الرياضة، وبالتالي لا أريد أن يُفهم بأنني أدعو إلى متابعة أو ممارسة رياضة معينة وإنما الكلام عن الاستفادات التي نستفيدها من هذه الرياضات فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها.
جميع الألعاب الرياضية ترى فيها الجدية موجودة سواء كانت ألعابا جماعية أو فردية، ولعل الجدية حاضرة في الألعاب الفردية أكثر خاصة أن الاعتماد كله على الشخص لكي يحقق الانتصار.
تأمل مثلا في ألعاب القوى بمختلف أنواعها ترى الجدية موجودة بين جميع الرياضيين المشاركين، والمشاركة في المنافسة يسبقها استعداد كبير وجهد عظيم، وبدون ذلك لا يمكن تحقيق نتائج إيجابية.
السباحة أيضا من الرياضات التي يمكن ملاحظة الجدية فيها حيث يبذل السبّاح جهدا ضخما قبل وأثناء السباقات لكي يحقق النتيجة المرجوة.
الألعاب الجماعية ككرة القدم والطائرة والسلة واليد يُلاحظ فيها الجدية أيضا بين اللاعبين خاصة إن كان الفريق يطمح للحصول على البطولة، وبالعكس، فإن اللاعب غير الجاد يتم استبداله فورا لأنه قد يؤثر بشكل سلبي على الفريق ككل.
نستطيع أن نستفيد معنى الجدية من أمور كثيرة في الحياة وأحببت في هذه الحلقة أن أورد مثال الألعاب الرياضية لأنها من الأمور المنتشرة بكثرة في العالم، وأهدف كذلك أن يتحول متابعتنا لأية رياضة من مجرد المتعة إلى الاستفادة من الأمور الموجودة والمشاهدة.
(خذ الكتاب بقوة) يدفعنا إلى أن نستفيد معنى الجدية من الألعاب الرياضية المختلفة ونحرص على تطبيق هذه المعاني في حياتنا.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.