إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره. الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب. الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط. الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن. السادسة: أنه ينور الوجه والقلب. السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة. التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام. العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه. الثالثة عشرة: أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله. الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: {فاذكروني أذكركم} [البقرة:115]
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب. السابعة عشرة: أنه قوت القلب والروح. الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات. العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة. الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة. الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى. الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر. الخامسة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين. السابعة والعشرون: أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين. التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال. الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده. الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء ألبتة إلا ذكر الله عز وجل.
السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
التاسعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق. الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره. الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره. الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى. الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها. السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله. السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة. التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته. الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية. الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعلها قرة عينه فيها. الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة. السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين. السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم. التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب. الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها. الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق. الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمة من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل. ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر. قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} [الكهف:28].
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً[الأحزاب: 41، 42].
إن ذكر الله تعالى قد رغبكم الله فيه، وأمركم بالمداومة عليه، وجعله وسيلة زلفى لديه، ووعد على ذلك عظيم الثواب، والنجاة من العقاب، فقال تعالى: وَٱلذٰكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذٰكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[الأحزاب: 35].
فالذكر سهل على اللسان، ثقيل في الميزان، أخبر رسول الهدى صلى الله تعالى عليه وسلم بأن ذكر الله تعالى أفضل الأعمال وأزكى الأقوال، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا العدو فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذكر الله)) رواه أحمد والترمذي والحاكم.
ومعنى ذكر الله تعالى هو الثناء على الله عز وجل بأسمائه وبصفات كماله، وسؤاله، وتنزيه الله عما لا يليق به.
وذكر الله تعالى يكون بالفعل للعبادات البدنية، ويكون باللسان، ويكون بالقلب. وأفضل الذكر ما كان بالفعل والقول باللسان وإخلاص الجنان، كالصلوات والحج والجهاد في سبيل الله، ثم ما تواطأ عليه اللسان والقلب.
وأفضل الذكر بالقول تلاوة القرآن الكريم، لأن القرآن العظيم حياة القلوب، ونور العقول، والهدى المستقيم، والقائد إلى رضوان الله وإلى جنات النعيم، حرزٌ من الشيطان، وقربة إلى الرحمن، تلاوته عبادة، والتفكر في معانيه فوز وسعادة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) رواه الترمذي.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((يقول الرب تعالى: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)) رواه الترمذي.
وذكر الله تعالى يكون بالكيفية الثابتة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، كالذكر بسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونحو ذلك من أنواع الذكر الثابتة في السنة المطهرة، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت)) رواه مسلم[1][4]، وعن سمرة بن جندب أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((هي أفضل الكلام بعد القرآن، وهن من القرآن)) رواه أحمد[2][5], وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة)) رواه البخاري ومسلم.
والصلاة والسلام على سيد البشر صلى الله تعالى عليه وسلم من ذكر الله تعالى.
والذكر منه ما هو مقيد كالذكر بعد الصلوات، والذكر الذي يقال صباحًا ومساءً، والأذكار التي لها سبب. ومن الذكر ما هو مطلق، فليحرص المسلم على مداومة الذكر لله تعالى في كل الأحوال ليكون من السابقين. عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله)) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع)) رواه ابن أبي شيبة والطبراني.
ويستحب للمسلم أن يداوم على صيغ الذكر الجامعة مع غيرها من أنواع الذكر الثابتة، ليفوز بالأجر العظيم، عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خرج من عندها حين صلى الفجر وهي تُسبح، ثم رجع وهي جالسة بعد أن أضحى، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟!))، قالت: نعم، قال: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) رواه مسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكر الليل مع النهار، وذكر النهار مع الليل؟! تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما خلق في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما خلق في الأرض والسماء، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء، والحمد لله كذلك)) رواه النسائي وابن حبان، وعند الطبراني: ((وتكبر مثل ذلك)).
أيها المسلم إنك مهما ذكرت الله تعالى، وأثنيت عليه، فلن تحصي ثناءً عليه، ولن تذكره كما يجب له سبحانه، وتذكَّر أن العالم العلوي والسفلي دائم الذكر والتسبيح لله والتقديس له، ولم يخرج من عزِّ وشرف هذه العبودية إلا الكفرة من الجن والإنس، قال الله تعالى: تُسَبّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا[الإسراء:44].
فكن ـ يا عبد الله ـ من الذاكرين السابقين، قال الله تعالى: وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مّنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ[الأعراف: 205].
lk t,hz] hg`;v çgW;R ,ç,ï
التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام ; 08-01-2015 الساعة 02:58 PM