باب ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 37 – وعنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن لي ، فقال : ابنك هذا ؟ قلت : نعم ، أشهد به ، قال : لا يجني عليك ، ولا تجني عليه . قال : ورأيت الشيب أحمر . قال أبو عيسى الترمذي : هذا أحسن شيء في الباب وأفسر ؛ لأن الروايات الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب . وأبو رمثة اسمه رفاعة بن يثربي التيمي . الحديث : أخرجه أبو داود والنسائي . ورواه الإمام أحمد في المسند . معاني الكلمات : قول الترمذي : وعنه ، أي عن أبي رمثة ، وقد تقدّم التصريح بامسه في الحديث السابق . وقوله : وأفسر : أي أبين وأظهر في الدلالة .
38 – عن عثمان بن موهب قال : سُئل أبو هريرة رضي الله عنه : هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . وروى ابن ماجه عن عثمان بن موهب قال : دخلت على أم سلمة قال : فأخرجت إليّ شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبا بالحناء والكتم .
39 – أشار الشيخ رحمه الله إلى ضعفه .
40 – عن أنس رضي الله عنه قال : رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوباً . الحديث : تفرّد به الترمذي ، أي بهذا اللفظ . وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنساً هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، إنما كان شيء في صدغيه . وعند مسلم عن محمد بن سيرين قال : سألت أنس بن مالك : أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إنه لم ير من الشيب إلا قليلا . وهذا ليس بنفيّ للصبغ والخضاب بالحناء والكتم ، ولكنه تقليل الشيب .
41 – عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوباً . قال العيني : فإن قلت : روى ابن عمر في الصحيحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ من الصفرة . قلت : صبغ في وقت وتركه في معظم الأوقات ، فأخبر كل بما رأى ، وكلاهما صادقان . فإن قلت : هذا الحديث يدل على أن بعض الشيب كان في صدغيه ، وفي حديث عبد الله بن بسر كان على عنفقته . قلت : يُجمع بينهما بما رواه مسلم من طريق سعيد عن قتادة عن أنس قال : لم يخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين وفي الرأس نُبذ - أي متفرق - فإن قلت : أخرج الحاكم من حديث عائشة أنها قالت : ما شانه الله ببيضاء . قلت : هذا محمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير بها شيء من حسنه . اهـ .
أقول بهذه المناسبة :
مما انتشر عبر بعض المواقع في الشبكة ( الإنترنت ) صورة شعرة يُزعم أنها من شعرِه عليه الصلاة والسلام . وأنها موجودة في متحف في تركيا . ويُوجد غيرها ، كالسيف والجبة ونحوها . فهذا لا سبيل إلى إثبات أنها من آثاره صلى الله عليه وسلم . إذ إثباتها يحتاج إلى صحة إسناد وشهادة عدول ولا سبيل إليها في هذه الأشياء الموجودة . وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك . فقال : هاتها . فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه : أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها ؟! ولو كذّبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه ! ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!