بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فائدة علمية حديثية :
هل قال علي رضي الله عنه عن الخوارج إخواننا بغوا علينا ؟
بحثت في كتب الحديث والتخريج عن هذا اللفظ فوجدته قاله رضي الله عنه في أهل الجمل لا في الخوارج .
نص الرواية :
سُئِلَ عَلِيٌّ ، عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ ، قَالَ : قِيلَ : أَمُشْرِكُونَ هُمْ ، قَالَ : مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا ، قِيلَ : أَمُنَافِقُونَ هُمْ ، قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، قِيلَ : فَمَا هُمْ ، قَالَ : إخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا.
ذكره البيهقي في السنن الكبرى وابن أبي شيبة في المصنف .
وأما رواية ( إخواننا بغوا علينا عن الخوارج )
قال الهيثم بن عدى ثنا إسماعيل عن خالد عن علقمة بن عامر قال سئل علي عن أهل النهروان أمشركون هم؟ فقال : من الشرك فروا . قيل : أفمنافقون ؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا فقيل : فماهم يا أمير المؤمنين قال : إخواننا بغوا علينا ؛ فقاتلناهم ببغيهم علينا .
ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وفي سندها (هيثم بن عدي )
قال ابن معين وأبو داود : كذاب .
وقال البخاري : سكتوا عنه .
وقال النسائي وغيره : متروك الحديث .
كما في السير للذهبي .
================
الخلاصة : لفظة إخواننا بغوا علينا قيلت في أهل الجمل من الصحابة ومن معهم ولم تثبت أنها قيلت في الخوارج من علي رضي الله عنه .
والذي ثبت عند البيهقي وابن أبي شيبة:
عن شقيق بن سلمة قال قال رجل : من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعنى أهل النهروان؟ فقال على بن أبى طالب : من الشرك فروا. قال : فالمنافقون؟ قال : المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم.
والله تعالى أعلم بالصواب
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان