منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   سماحة الإسلام عبر التاريخ/الباحث:عدنان أبوشعر (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=7747)

عدنان أبوشعر 21-11-2009 07:25 PM

سماحة الإسلام عبر التاريخ/الباحث:عدنان أبوشعر
 
مقدمــة:

البحث الذي نحن بصدده محاولة ٌلتبيان موقف الإسلام والمسلمين أثناء وبعد حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من أتباع الديانات والثقافات الأخرى.
و هو أيضاً محاولة جادة للحكم بشفافية ووضوح على تاريخ علاقة المسلمين مع الآخر من ناحية، ووضع ميزان يمكن بموجبه كشف التزام المسلمين بهذه الضوابط والقيم في علاقاتهم مع الأمم الأخرى، أو تنكُّرهم لها عبر تاريخهم وصولا إلى وقتنا الراهن، من جهة أخرى.

والغاية من هذا البحث تبرئة المسلمين وتاريخهم ودينهم – وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر- من فرية الإرهاب والتنكيل بالآخرين التي ألصقت بهم زوراً وبهتاناً لتنافيها مع تاريخهم وعقيدتهم، وتسليط الضوء على سلوك المجتمعات والدول الغربية الذي يجافي المنطق ويزوّر حقائق الواقع والتاريخ، مما يبرر توتر العلاقة بين المجتمعات المسلمة (ولا أقول الحكومات) والعالم الغربي حكومات وشعوباً، ويبرر حالة انعدام ثقة الشارع العربي والمسلم بكل المبادرات والتوجهات الغربية التي تتعلق بقضاياه، لا بل يخلق قطيعة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي:
1- تعامي الغرب عن نزاهة ومصداقية وأحقيّة قضايانا، وتبنيه للمسألة الصهيونية – بشكل غير منصف وغير أخلاقي- بسبب عقدة الذنب التي يعيشها، و تكفيراً عما سبّبه لليهود من قتل وتنكيل، وحرمان اقتصادي واجتماعي، عبر علاقة غير ودية - لا بل كيديّة – استمرت منذ العهد الروماني، مروراً بالعصور الوسطى ومحاكم التفتيش، وصولاً لما اجترحه بحقهم في بولندا وألمانيا.
2- الصمت المطبق للغرب حيال ممارسات الكيان الصهيوني غير الإنسانية والمخالفة لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
3- سياسة الكيل بمكيالين كلما تعلق الأمر بنزاع عربي أو إسلامي مع طرف غير إسلامي (انفصال تيمور- نزاع كشمير- مسلمو الإيغور).
4- التظاهر بحل النزاعات، وإحقاق الديموقراطية، وإقامة أحلاف المودة، مع إخفاء أطماع إمبريالية لا تخفى على أحد (موقف نابليون من علماء الأزهر، محادثات حسين-مكماهون، معاهدة سايكس – بيكو، حلف بغداد- - وعد بلفور- انقلاب مصدّق- حرب السويس- حرب الخليج- احتلال العراق ونهبه- العروة الوثقى مع الكيان الصهيوني – الحرب على إيران)
5- الدور المغرض للإعلام الغربي الذي يروِّج لظاهرة الإسلام – فوبيا، والذي يخلط الأوراق ويزيفها – عن طريق دغدغة الجانب الإنساني عند الفرد الأوروبي- بتصويره لنضال الشعب العربي والمسلم للتحرر من ربقة الاستعمار والاحتلال والهيمنة على أنه إرهاب وقتل للأبرياء، بينما يقف صامتاً حيال كل المجازر التي ترتكب بحق العرب والمسلمين في العالم.

وقد يسأل الناقد لمثل هذه الدراسة: وهل نحن بحاجة (لتزكية) أنفسنا والدفاع عن نزاهة تاريخنا أمام مستهتر بحقوقنا وناكر لتاريخنا؟ أجيب فأقول إن دفاعنا عن حقوقنا لا بد أن يشمل كافة الوسائل والسبل المتاحة، ويجب أن لا نألو جهداً في إيصال كلمة الحق لكل مثقفي العالم و نبيّن طيب محتدنا وعراقة أصولنا وتميز تعاملنا مع كل بني البشر. ومن هذا المنطلق لا بد من إعادة التعريف بتاريخ هذه الأمة ونبل سلوكها، وخير ما يمكن أن يقدمه مواطن يدعي الثقافة مثلي أن يسلط الضوء على تاريخ أمته وبلده
.
وسأبدأ البحث بإلقاء الضوء على مجموعة العقائد المنتشرة في الجزيرة العربية حين نزول الرسالة، ثم أنتقل إلى الحديث عن موقف الإسلام من هذه العقائد ومواقفه من المسيحيين بوجه خاص، سواء في فترة ما قبل تأسيس الدولة وما بعدها، وأثر ذلك على صعيد الحريات الدينية، والاقتصادية، ونزاهة القضاء، ومساهمة ذلك كله في بناء التلاقح الثقافي وتحقيق أعلى المراتب في العيش المشترك.

العقائد المنتشرة في شبه جزيرة العرب حين نزول الرسالة 620 م:
في هذا الإقليم الذي يسمى شبه جزيرة العرب، الذي تشغل الصحراء ثلاثة أرباع مساحته، وفي هذه الأرض المجدبة قليلة السكان، التي كان جل قاطنيها من قبائل البدو الرحل، الذين لو جمعت ثروتهم كلها فإنها لا تكاد تكفي إنشاء كنيسة أيا صوفيا*(1) ،انتشرت الوثنية إلى جانب اليهودية والمسيحية.
ووسط أهم مدنه، مكة، شمخت الكعبة، وهي بناء مقدس بني من الحجارة السوداء، و"كان فيها360 صنماً وصورة، وكانت صورة المسيح ومريم العذراء من هذه الصور، وكان اليهود شديدي التعظيم للكعبة.. ووجد بين العرب فضلاً عن النصارى واليهود، الذين لم يكن عددهم قليلاً في جزيرة العرب، من يعبدون إلهاً واحداً وسمي هؤلاء بالحنفاء"*(2)،إضافة إلى فرقة دينية وصفهم القرآن بالصابئة.
يقول المؤرخ الألماني آدم ميتز*(3) أن عدد نصارى ويهود الجزيرة بلغ آنذاك خمسمائة ألفاً، مستنتجاً ذلك من الجزية التي دفعت للخليفة عمر بن الخطاب*(4).


موقف القرآن من الأديان السماوية:
إن من أهم مرتكزات العقيدة الإسلامية الإيمان بكل الرسالات السماوية السابقة، ويعتبر القرآن، الذي يعدّ المرجع الأول لهذه العقيدة، بأن نبوة محمد صلى الله عليه و سلم استمرارٌ لحلقة النبوات التي تنتهي به:
(..آمَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) - البقرة285.
وهذا يفسر لنا بوضوح كثرة الحديث في القرآن الكريم عن أخبار الرسل، وبشكل أخص سيدنا موسى وسيدنا عيسى وأمه سيدتنا مريم، ولهذا زين القرآن كثيراً من عناوين سوره بأسماء الرسل وأهلهم: مثل سورة آل عمران، وسورة مريم، سورة يونس، وسورة إبراهيم.
و من هذا المنطلق، يبين القرآن لكل من الرسول وأتباعه أن دورهم محصور في تبليغ دعوة الله للناس كافة، دون إجبار الآخرين أو إكراههم على الدخول في الدين الجديد. وهذا الأمر يبدو لنا بجلاء في الفترة ما قبل تأسيس الدولة :
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..) - الكهف29.
بل إن القرآن ينبه الرسول على أن إيمان كل الناس منوط بالمشيئة الإلهية، وليس له أن يجبرهم على هذا الإيمان:
(وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) - يونس 99.
و نجد بأن القرآن يتجاوز أمنيات الرسول عليه السلام بدخول الناس كافة في الدين الجديد، ويردُّ عليه بواقعية ملفتة للانتباه:
(وَمَآ أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) - يوسف103.
ويتمنى عليه أن لا يقسو على نفسه بهذه الرغبة الصعبة المنال، فيُذهِبْ نفسَه حسرات عليهم إن لم يؤمنوا برسالته:
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) - الكهف6.
لا بل يجبر أتباعه على استخدام لغة الحوار، وليس المماحكة أو الجدل في الدعوة لدينهم مع أصحاب الكتاب من اليهود والنصارى:
(وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِالَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) - سورة العنكبوت46.
ثم يستمر في هذا النهج في طريقة الدعوة، رغم قوة شوكة المسلمين بعد تشييدهم لدولتهم في المدينة:
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) - البقرة 256.

مواقف الإسلام من المسيحيين:
1- ما قبل تأسيس الدولة من 602-621م:
أ- موقف القرآن من معاناة مؤمني الدين المسيحي عبر التاريخ:
نقرأ سورة (البروج)، وهي مكية، فتأخذنا الرعدة لهذا المشهد المرعب الذي تصوره الآيات لأولئك الذين قعدوا يتلذذون بمنظر المؤمنين المسيحيين من نصارى نجران وهم يشوون في لهيب النار المضطرمة داخل الأخدود:
(قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ) - البروج 4-7.
ويؤكد إيمان هؤلاء المسيحيين بقوله:
(وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) - البروج 8.
وبذلك يقرر القرآن أن تاريخ المؤمنين واحد رغم اختلاف الزمان والمكان، وأنهم سيتعرضون لأفانين التعذيب، ولابد لهم من الصبر الجميل.

ب- تعاطف القرآن مع الجيش الروماني المسيحي:
وإذا تناولنا القرآن كوثيقة تاريخية ثابتة، فإننا نجده يسجل موقفاً متميزاً من نتائج حرب الفرس الوثنيين المزدكيين مع الروم البيزنطيين المسيحيين ما بين عام 613-627 م. فحين احتل الفرس فلسطين والقدس عام 614 م، تناهى إلى مسامع أهل مكة نبأ هزيمة الروم، فحزن نصارى الجزيرة العربية، وشاركهم المسلمون في حزنهم.لأنهم اعتبروا ذلك انتصاراً للشرك على الإيمان بالله.
والقرآن الكريم يسجل حدوث تلك الواقعة، مع إغفال ذكر التواريخ والأماكن:
(غُلِبَتِ الرُّومُ * فِيۤ أَدْنَى الأَرْضِ ..) - الروم2-3.
ثم تأتي النبؤة الإلهية بالتبشير بهزيمتهم، ضمن فترة زمنية لا تتعدى الخمس عشرة سنة.
(.. وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ..) - الروم 2-3.
ويشير التاريخ إلى "هزيمة قاصمة للفرس قرب نينوى سنة 627 م، واسترداد الروم لأراضي الدولة البيزنطية في أرمينية والشام وفلسطين ومصر.*(5)

ج- لجوء المسلمين إلى إخوانهم النصارى في الحبشة:
وحين استحرَّ التنكيل بالمسلمين في بداية الدعوة في مكة، ضاقت الأرض على المسلمين بما رحبت، حين وجدوا حرباً ضروساً تشن من قبل أهلهم والمتنفذين من قومهم. فكان الحضن الذي لجأوا لدفئه، والواحة التي تفيأوا بظلالها من قيظ شمس المشركين في مكة هم إخوانهم النصارى في الحبشة، فكانت الهجرتين الأولى والثانية مابين عامي 615-622م. لبلاد الملك المسيحي العادل أَصحَمَة، الذي أكرمهم وأحسن وفادتهم، حتى أزف رحيل العودة حين تناهى لسمعهم قيام الدولة المسلمة في المدينة.
وهذه الآيات لا تقدم مجرد نبؤة غيبية بمقدار ما تعبِـِّر عن اصطفاف جليّ المعالم إلى جانب الرومان المسيحيين، مدعوماً بتصوير جميل للعواطف الصادقة من الفرحة التي ستغمر قلوب المسلمين حين ينتصر إخوانهم من المسيحيين بموجب نبوءة القرآن:
(.. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ) - الروم 4-5.

2- بعد تأســـــــيس الدولة في المدينة من 622-632 م:
لا بد لنا من الوقوف ملياً أمام أهم المستجدات على مسرح الأحداث حين تأسست دولة المدينة عام 622-632ب.م. فلقد بزغت الحاجة آنذاك إلى تحديد أطر العلاقات الناظمة لهذه الدولة وأتباعها بأولئك الذين لم يؤمنوا بالدين الجديد.
وقد تكفل القرآن الكريم بوضع تلك الأسس بشكل واضح، حيث وضع تصنيفاً للناس غير مسبوق وفق درجة ولائهم للإسلام:
1) المؤمنون: الذين يدينون بالإسلام
2) أهل الكتاب: الذين يدينون باليهودية والنصرانية ويشاركون الإسلام ببعض المعتقدات.
3) المشركون: الذين يشركون بعبادة الله آلهة أخرى
4) المنافقون: الذين يظهرون الإسلام ويضمرون العداوة له.
و بما أن بحثنا يتعلق حصراًَ بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الديانات السماوية، فلا بد لنا أن نحدد الحديث في علاقة الإسلام والمسلمين بأهل الكتاب دون الخوض في موضوع فئتي الكفار والمنافقين.

أ- آثار هذا التصنيف على صعيد الحريات الدينية،والاقتصادية،والثقافية:

1- لغة الحوار لا لغة السيف:
إن هذا الإقرار الواضح بالأديان السماوية الأخرى كان أساساً لإقامة ثوابت للحوار الدائم مع الآخر، ومن البدهي أن يشغل ذلك قسطاً لا يستهان به من القرآن، فقد تكررت فيه عبارة (يا أهل الكتاب) والتي كانت استهلالاً لخطاب اليهود والنصارى 12 مرة، وفي هذا دلالة على أهمية الحوار الذي لم يتوقف مع بقية الأديان السماوية للاتفاق على قواعدَ العيش المشترك. وهذا ما اصطلح القرآن على تسميته بـ (الكلمة السواء):
(قُلْ ياٰأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) - آل عمران 64.
وتبين الأحداث شفافية هذا العرض المتميز والسامي للحوار، فلم يتعرض أهل الكتاب لأي نوع من أنواع القمع المعنوي أو المادي وهم يجاهرون بمعتقداتهم ويواظبون على إقامة شعائرهم متمسكين بمقولاتهم المخالفة لنص القرآن *(6).
أما ما كان بشأن إجلاء اليهود المحاربين عن المدينة فمرده لمخالفتهم بنود وشروط المعاهدات التي التزموا بتنفيذها، وحاولوا التنصل منها، وعقد اتفاقات سرية مع زعماء المشركين للالتفاف على المسلمين من الداخل، وقاموا بمحاولات للنيل من رأس الرسالة الجديدة عن طريق التصفية الجسدية. فشـُنـََّت الحرب على المقاتلين منهم*(7) وأخرجوا من المدينة.
وقد التزم الفاتحون المسلمون بهذا النهج في الحفاظ على دور العبادة لأهل الكتاب في كل الدول التي فتحوها*(8)، مما سمح لمؤرخ مسيحي مثل غوستاف لوبون في القرن التاسع عشر أن يقرر بأن القرآن "لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول) .*(9)

2- حرية العبادة، وحماية دور العبادة والأوابد:
ونقول باعتزاز إن المسلمين، عبر تاريخهم، قد حافظوا على جميع دور العبادة التابعة للأديان السماوية، بل حافظوا كذلك على كل الأوابد الوثنية التي مروا بها.*(10) فلم تمتد يدهم إلى كنيسة أو دير أو كاتدرائية، على عكس ما قام به الملك ثيودور حين أمر بتدمير آثار الحضارة الفرعونية*(12).
ونجد بأن الخليفة الأول أبو بكر الصديق يرسل كتاباً لقائد جيشه يوصيه فيه بالحفاظ على دور العبادة وعلى حياة الذين نذروا أنفسهم لعبادة الله من أهل الكتاب:
(سيروا على بركة الله، لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً.. وستمرون على قوم نذروا أنفسهم لعبادة الله فاتركوهم على ما هم عليه).*(12)
و يكتب ول ديورانت عن اللقاء الودي بين الخليفة عمر بن الخطاب و بطريرك القدس سفرونيوس، حين سلمه الأخير مفاتيح بيت المقدس*(13)، ونقارن ذلك مع الوحشية التي قوبل بها المسلمون حين دخول الصليبيين إلى نفس المكان.*(14)
وعندما نتجول في أرجاء حي للمسيحيين في مدينة الرصافة في عصر الخلافة العباسية، فإننا سندهش لهذا النمط المتميز من العيش المشترك الذي يصوره لنا ديورانت*(15) في قلب الخلافة الإسلامية، حيث يزخر المكان بالمدارس المسيحية والكنائس*(16) والأديرة.*(17)

3- العلاقات الاقتصادية بين المسلمين وأهل الكتاب:
و يجدر بنا أن نتوقف أمام لون آخر من ألوان العلاقات الودية بين المسلمين وأهل الكتاب لتعزيز فكرة التعايش المشترك الذي كان سائداً بينهما. ولا بد لنا من أن نستنطق التاريخ ليؤكد ما ذهبنا إليه أو ينفيه.
ونجد ضالتنا في حادثة فريدة من نوعها، فبعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم، وجدت درعه مرهونة ًعند يهودي.
إن التوقف عند هذه الحادثة لا بد أن يلفت الانتباه إلى الرسالة التي تركها الرسول عليه السلام لمن بعده. فرغم وجود أثرياء من أتباعه،يمكن أن يبذلوا مهجهم في خدمته، فإنه آثر الاستلاف من اليهودي، حثاً منه للمسلمين أن يحذوا حذوه في التعامل مع أهل الكتاب أولاً، ولكي يرفع الحرج عنهم إن نشأت بينهم وبين غير المؤمنين علاقات اقتصادية ثانياً.
ونجد أن المسلمين لم يترددوا بالاستفادة من خبرات أهل الكتاب الاقتصادية ضمن الإطار الشرعي المسموح به*(18). و الشكل الاقتصادي الوحيد الذي شنّ عليه القرآن والمسلمون حرباً هو الربا الذي لم يسمح بالتعامل به في أرض الدولة الإسلامية.
وهذا ما سار عليه المسلمون عبر تاريخهم السابق والحالي مع إخوانهم من أهل الكتاب، ولا بد لنا أن نستمع لما يدلي به غوستاف لوبون كشهادة للتاريخ:
"ولم يكن في التشريع الإسلامي ما يغلق دون أهل الذمة أي باب من أبواب الأعمال، وكان قدمهم راسخاً في الصنائع التي تدر الأرباح الوافرة، فكانوا صيارفة وتجاراً وأصحاب ضياع وأطباء، بل إن أهل الذمة نظموا أنفسهم بحيث كان معظم الصيارفة والجهابذة في الشام مثلاً يهوداً على حين كان أكثر الأطباء والكتبة نصارى"*(19).

ب-آثار هذا التصنيف على نزاهة القضاء:
إن نزاهة القضاء الإسلامي يشهد لها التاريخ*(20) ، فالقائمون عليه لم يكونوا تابعين لسلطة الخليفة في أغلب الأحوال، بل كانوا مستقلين تماماً في أحكامهم، شهد لهم تاريخهم بالصلاح والتقوى. وفي كتاب "أخبار القضاة" لوكيع*(21) ما يغني عن ذلك.
وقد أسست الآيات القرآنية لهذا التوجُّه، حيث حثت المسلمين على إحقاق الحق وتجريد النفس من الهوى، حتى مع الخصوم والأعداء:
(يَا أَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) - المائدة 8.
ويعمم الخطاب، ليشمل القضاء بين الناس كلهم على اختلاف مشاربهم:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) - النساء 58.
و من أروع الحوادث التي دونها القرآن، حادثة سرقة الدرع التي حاول بعض المسلمين إلصاقها زوراً بزيد ابن السمين اليهودي، فحكم الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بموجب ما روي له لصالح المسلم، فيتنزل القرآن لكشف حقيقة السارقين ويطلب من الرسول الاستغفار عما قاده اجتهاده البشري إليه، ويأمره بتجريم الذين أرادوا تضليل العدالة من أتباعه المسلمين من بني أبيرق:
(إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَق لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ للْخَآئِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاًً)*(22) - النساء 105-108.
ومما يلفت الانتباه ويؤكد نزاهة القضاء ونصفته لأهل الكتاب أنه لم يجرِّمهم في شرب الخمر، ولم يقم يسمح بإقامة حد شارب الخمر عليهم، لأن ذلك مسموح لهم في ديانتهم*(23).

ج- آثار هذا التصنيف في المناخ الثقافي:
إن بناء التراث المعرفي والفني في البلدان الإسلامية لم يكن حكرا على المسلمين وحدهم، فقد كان لإسهامات العديد من العلماء والأطباء كما ذكر ابن أبي أصيبعة *(24) والفنانين اليهود والمسيحيين الفضل الكبير في إغناء الحضارة الإسلامية. لقد أبقى المسلمون على مدارسهم، ونهلوا من علومهم، واستخدموا فنانيهم في بناء و زركشة جدران وأسقف مساجدهم وقصورهم وبيوتهم. وقد ظهر ذلك جلياً في العصرين الأموي والعباسي، حيث يروي لنا ول ديورانت مدى عقلانية الدولة الأمويَّة في استثمار هذا الجانب الخلاّق عند المسيحيين وتشجيعه قائلاً:" لقد كان بنو أمية حكماء إذ تركوا المدارس الكبرى المسيحية..قائمة في الإسكندرية وبيروت وأنطاكية وحران ونصيبين لم يمسوها بأذى، وقد احتفظت هذه المدارس بأمهات الكتب في الفلسفة والعلم، معظمها في ترجمته السريانية. واستهوت هذه الكتب المسلمين العارفين باللغتين السريانية واليونانية، وما لبثت أن ظهرت ترجماتها إلى اللغة العربية على أيدي النساطرة المسيحيين أو اليهود. وشجَّع الأمراء من بني أمية وبني العباس هذه الاستدانة العلمية المثمرة،.. وبهذه الطريق وصل كتاب إقليدس إلى أيدي المسلمين".*(25)
كما أن الغرب المسيحي قد أفاد إفادة كبيرة من تراجم العرب، ودراستهم لأعمال أرسطو وأفلاطون، ومما قدمه الفارابي والكندي وابن رشد في مجال الفلسفة، وما قدمه ابن الهيثم في البصريات، والخوارزمي في الرياضيات،وابن سينا وابن النفيس في الطب، والإصطخري والمقدسي في علم الخرائط، والقائمة تطول.
ويذكر لنا ديورانت أن الزيارات العديدة للمسيحيين الأوروبيين للأندلس كان لها أكبر الأثر في نقل الثروة المعرفية عند العرب المسلمين لأوربا:
" ومن أحد أسباب التأثير التي جاء منها هذا التأثير الإسلامي إلى بلاد الغرب ...الزيارات التي قام بها العلماء أمثال جربرت (Gerbert) وميخائيل سكوت (Michael Scot) وأدلارد (Adelard) من أهل باث ( Bath) إلى الأندلس الإسلامية، ومن الشبان المسيحيين الذين أرسلهم آباؤهم الأسبان إلى بلاط الأمراء المسلمين ليتربوا فيها ويتعلموا الفروسية"*(26).


الاستنتاجات والخاتمة:

من خلال ما تقدم، لا بد لدارس التاريخ المحايد النزيه إلا أن ينحني إكباراً وإجلالاً لهذه الأمة التي قدمت أبهى الصور النابضة بالحب والعطاء لمفهوم العيش المشترك القائم على العدل والتفاهم والإخاء.

ويجب التنويه إلى أن العالم العربي والإسلامي ما زال يعيش حالة من الريبة والشك والخوف من الغرب جراء ما لحق به من الغزو الصليبي*(27)، ووعد بلفور، ومقررات سايكس- بيكو، وما سببته من رزوحه تحت نير الاستعمار الفرنسي والبريطاني، والإيطالي، والهولندي، والبرتغالي، والصهيوني، والأمريكي، وما تشهده بلاده اليوم من سياسة الكيل بمكيالين وازدواج المعايير حين التعاطي مع شؤونه السياسية.
و قد نجد مبرراً لردود أفعاله التي تتسم أحياناً بالتمترس حيال ما يراه نكراناً للجميل، ومحاولة للنيل من مقدساته من قبل الغرب باختباء الأخير وراء شعارات الحرية تارة، وتغاضيه عن الالتزام بقواعد الشرعية الدولية تارة أخرى.

لكن الشعوب الإسلامية شعوب محبة ٌللسلام والعدل. شعوبٌ ترغب في إعادة بناء حضارتها الآفلة بالتعاون مع شعوب الأرض،دون التخلي عن ثوابتها وعقائدها، وهي لا تملك نظرة استعلائية أو عدوانية، وهي غير مسؤولة عن التطرف الديني الذي عانت منه قبل أن تعاني منه بقية الأمم.
إن التطرف لا يعكس شخصية الأمة العربية والإسلامية بحال من الأحوال، والأجدر بحكماء السياسة والاجتماع أن يدرسوا أسباب التطرف بعمق، ولا بد أن يصلوا إلى أن أسبابه اجتماعية واقتصادية وسياسية أكثر منها دينية.

و رغم الهوة التي تفصلنا عن الغرب على صعيد المعتقدات و الأهداف، ورغم قناعة كل طرف بأن ما يحمله هو الحق، فإنه لا يمكننا الحؤول دون وقوع هذا الاختلاف الذي يعتبر صيرورة حتمية للبشرية أكان ذلك مستنبطاً من قراءتنا لتاريخ البشرية أو إيماناً منا بالقاعدة القرآنية " وما يزالون مختلفين- ولهذا خلقهم"، ولا بد أن نؤمن بخيريّة هذا الاختلاف طالما أن الله قد أمر به، شريطة الالتزام بتكافؤ حقوق المختلفين.




الهوامش و ثبت المراجع:


1- قصة الحضارة، ول ديورانت،
(The Story of Civilization-William James Durant 1885 –1981)،(بتصرف)، ص7، ج2، مجلد4، ترجمة محمد بدران، ط،3، طبعة الجامعة العربية1974.

2- حضارة العرب، غوستاف لوبون- 1884(Gustav Lobon)، ص 99، ترجمة عادل زعيتر، مطبعة الجلبي.

3- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، آدم ميتز،( Adam Metz)،
(the Islamic Civilization in the Fourth Century of the Hegira)- ، ص84، المجلد الأول، ترجمة أبو ربدة ، ط4، مكتبة الجلبي ودار الكتاب العربي ، بيروت1967.

4- عدد سكان يثرب في القرن السابع الميلادي 15000, وسكان مكة 20000 نسمة كما ذكرها هـ.ج. ويلز(H.G.WELLS) في كتابه (معالم تاريخ الحضارة) ، مج.3، ص783،

5- في سنة 630 م تمّت استعادة بيت المقدس، وقد تم ذلك في حياة الرسول عليه وعلى آله أفضل السلام، حيث توفي في عام 632 م.

6- إن هذا الانضباط نابعٌ من الدعوة الصريحة لنبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالامتناع عن التسبب بأي أذى لإخوانهم من أهل الكتاب، مادياً كان أو معنوياً، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من آذى ذمياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"، رواه الخطيب بإسناد حسن.

7- إن الدليل المادي على خروج المقاتلين من اليهود دون غيرهم هو أن الرسول عليه السلام عندما توفي كانت درعه مرهونة عند تاجر يهودي.

8- انظر ما كتبه د. عبد المجيد دياب في كتابه: (تاريخ الأقباط المعروف بالقول الإبريزي للعلامة المقريزي)، دراسة وتعليق، ص19، دار الفضيلة، القاهرة، نقلاً عن الأستاذ مينا اسكندر عن (وثيقة رهبان دير سانت كاترين في طور سيناء) التي ما زالوا يحتفظون بها، وفيها عهد من رسول الله بحمايتهم، و حماية دور عبادتهم، وإعفاءهم من الضرائب. ورغم وجود الشك في نسبة الوثيقة للرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أن مضمونها قد طبق تاريخياً.

9- حضارة العرب ، غوستاف لوبون-1884، ص 86، -ترجمة عادل زعيتر، مطبعة الجلبي.

10- ولعل سائل يسأل فلماذا عمد الرسول عليه السلام إلى تحطيم آلهة العرب وأصنامهم في مكة، فأقول بأن الكعبة استثناء خاص للقاعدة فهي بيت الله ومن غير المنطقي أن يعبد فيه غيره وأن تدنس حرمته، ووجود أصنام فيه هو اعتداء على قدسيته و حرمته. ويؤكد هذه المقولة أن جميع الأصنام التي مر بها المسلمون خلال فتحهم ما زالت تنطق بصدق مقولتنا هذه. والأوابد المصرية وعلى رأسها تمثال أبي الهول تعد أكبر دليل على ذلك.

11- "وعندما أصبحت النصرانية دين الدولة القسطنطينية الرسمية أمر الإمبراطور الروماني ثيودور، في سنة 389 م بهدم جميع تماثيل الآلهة المصرية القديمة وجميع ما يذكر الناس بها، واكتفى بتشويه كتابات المعابد المصرية التي كانت من المتانة بحيث لم يقدر على هدمها بسهولة.ولا تزال مصر ملأى بأنقاض ذلك التخريب الذي أملاه التعصب، وتعد تلك الأعمال أفظع ما عرفه التاريخ من أثر عدم التسامح والبربرية"-غوستاف لوبون، حضارة العرب، ص206، ترجمة عادل زعيتر، طبعة دار إحياء الكتب العربية والحلبي.

12- قارن بين هذه الأوامر السمحة، وبين ما جاء في سفر صموئيل (الإصحاح:15): "هكذا يقول رب الجنود.. فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرِّموا كل ماله، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، حملاً وحماراً" .

13- "وافق البطريق (البطريرك) سفرونيوس 560-638(Sophronius)على تسليم بيت المقدس إذا جاء الخليفة نفسه للتصديق على شروط التسليم.. وقابل سفرونيوس مقابلة ملؤها اللطف والمجاملة، ولم يفرض على المغلوبين إلا جزية قليلة وأمن المسيحيون على كنائسهم، ويقول المؤرخون المسيحيون إنه طاف مع البطريق ببيت المقدس، ولما سمع أن أهل المدينة يخشون أن يتخذ بيت المقدس عاصمة للدولة الإسلامية عاد إلى عاصمته الصغيرة"- تاريخ الحضارة، ول ديورانت، ص76، ج2، مجلد4، ترجمة محمد بدران، ط3، 1974..

14- "المسلمون، كما يلوح، كانوا رجالاً أكمل من المسيحيين، فقد كانوا أحفظ منهم للعهد، وأكثر منهم رحمة بالمغلوبين، وقلما ارتكبوا في تاريخهم من الوحشية ما ارتكبه المسيحيون عندما استولوا على بيت المقدس في عام 1099. ولقد ظل القانون المسيحي يستخدم طريقة التحكيم بالقتال أو الماء، أو النار، في الوقت الذي كانت الشريعة الإسلامية تضع فيه طائفة من المبادئ القانونية الراقية ينفذها قضاة مستنيرون"- تاريخ الحضارة، ول ديورانت، ص383، ج2، مجلد4 ترجمة محمد بدران، ط3، 1974.

15- وقد عرفنا ذلك قبل ديورانت من كتاب (الديـّارات) للشابُشتي لعلي بن محمد الشابُشتي الذي توفي سنة 388 للهجرة، صاحب خزانة كتب العزيز بن المعز الفاطمي بمصر، والمتولي عرضها، وكتابه الديّارات ذكر فيه كل دير بالعراق والشام ومصر، جامعاً الأشعار المقولة في كل دير. حققه كوريكس عواد، وطبعه المجمع العلمي العراقي عام 1951 للميلاد. انظر مقدمة الكتاب.

16- لا بل أن القائد الأموي خالد بن عبد الله القسري بنى ، وفاء لأمه المسيحية، أكبر كنيسة في العراق آنذاك براً بها ووفاء لذكراها.

17- وكان في الرصافة" حي للمسيحيين مزدحم بهم، تقوم فيه كنائس، وأديرة، ومدارس، وكان لكل من النساطرة (مذهب مسيحي يقول بأن المسيح مكون من شخصين، إلهي وهو الكلمة وإنساني أو بشري هو يسوع. رًبِطَ تأسيس هذا المذهب بالكاهن نسطور ( 386 م- 451 م) بطريرك القسطنطينية. وهو المذهب السائد في جزيرة العرب قبل البعثة- ويكيبيديا )، واليعاقبة (أطلق البيزنطيون في مجمعهم السابع في القرن الثامن اسم اليعاقبة على السريان الأرثوذكس نسبة إلى يعقوب البرادعي ، وغايتهم من هذا إثبات أن البرادعي هو موجد هذه الكنيسة، بينما يرفض اتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هذه التسمية بشكل قاطع وحجتهم بهذا أنهم لا ينتمون لأي أب من آباء الكنيسة بل للمسيح ولأن تاريخهم بدأ مع تأسيس بطرس الرسول لكرسي أنطاكية فكان بحسب اعتقادهم أول بطاركتهم ، كما ترفض هذه الكنيسة أيضا باقي التسميات الغريبة التي نعتت بها كالمونوفيزيقية و الأوطاخية لأن هاتان البدعتان تخالفان إيمانها- ويكيبيديا )، والمسيحيين أصحاب العقائد الصحيحة أمكنة عبادتهم الخاصة بهم"- قصة الحضارة، ول ديورانت، ص163، ج2، مجلد4، ترجمة محمد بدران، ط3، 1974.

18- (ولما دخل المسلمون سمرقند 712 م أخذوا عن المسيحيين صناعة استخراج عجينة من الكتان وغيرها من النباتات ذات الألياف.. ودخلت هذه الصناعة في بلاد الشرق الأدنى واستعملت فيه بدل رقائق الجلد في وقت لم يكن نبات البردي قد نسي فيه بعد ، وافتتح أول مصنع للورق في بلاد الإسلام في بغداد عام 794)- قصة الحضارة، ول ديورانت، ص 170، ج2، مجلد4، ترجمة محمد بدران، ط3، 1974.

19- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، آدم ميتز، ص86، المجلد الأول، ترجمة أبو ربدة، ط4، مكتبة الجلبي ودار الكتاب العربي، بيروت1967.

20- "وكان العدل بين الرعية دستور العرب السياسي، وترك العرب الناس أحراراً في أمور دينهم، وأظل العرب أساقفة الروم ومطارنة اللاتين بحمايتهم، فنال هؤلاء ما لم يعرفوه سابقاً من الدعة والطمأنينة" -غوستاف لوبون، حضارة العرب،ص152، ترجمة عادل زعيتر، طبعة دار إحياء الكتب العربية والحلبي.

21- محمد بن خلف بن حيّان الضبّي، المعروف بوكيع، قاض، باحث، عالم بالتاريخ والبلدان. ولي قضاء الأهواز، توفي في بغداد سنة 306 هـ. اسم كتابه أخبار القضاة وتواريخهم. انظر أعلام للزركلي 6/ 114، ط4، دار العلم للملايين، بيروت، 79.

22- تتمة الآيات بالغة الأهمية في فهم موقف القرآن في الدفاع عن حق اليهودي رغم أن اليهودي لا يؤمن به: "ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً*ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً* ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً* ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً".

23- يقول الدكتور يوسف القرضاوي:"فلو أن الإسلام قال للذميين: دعوا زواج المحارم، وشرب الخمر، وأكل الخنازير مراعاة لشعور إخوانكم المسلمين، لم يكن عليهم في ذلك أي حرج ديني، لأنهم إذا تركوا هذه الأشياء لم يرتكبوا في دينهم منكراً، ولا أخلوا بواجب مقدس. ومع هذا لم يقل الإسلام ذلك، ولم يشأ أن يضيّق على غير المسلمين في أمر يعتقدون حـِلـَّه، وقال للمسلمين: اتركوهم وما يدينون"- عن كتابه(غير المسلمين في المجتمع الإسلامي)- ص 44، ط5، مؤسسة الرسالة، 2001.

24- ابن أبي أصيبعة أحمد ابن القاسم ابن خليفة السعدي الخزرجي، ولد في دمشق حوالي 600 هجرية وتوفي سنة 668 هـ.، عمل بالمشفى الناصري في مصر- نسبة إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي في فترة الغزو الصليبي والمغولي.أبرز كتبه عيون الأنباء في طبقات الأطباء. أفضل طبعاته، رغم كثرة المؤاخذات عليها، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحقيق عامر النجار، سنة 2001 م. انظر أعلام للزركلي 1/197، ط4، دار العلم للملايين بيروت، 1997.

25- قصة الحضارة،ول ديورانت، ص177، ج2-مجلد4، ترجمة محمد بدران، ط3، 1974.

26- قصة الحضارة،ول ديورانت، ص386، ج2-مجلد، ترجمة محمد بدران، ط3،1974.

27- "لم يكن للحروب الصليبية عند أهل الشرق من النتائج سوى بذرها في قلوبهم الازدراء للغربيين على مر الأجيال، ولم ينشأ عن جهالة الصليبيين وغلظتهم وتوحشهم وسوء نيتهم غير حمل الشرقيين أسود الأفكار عن نصارى أوروبا وعن النصرانية، وغير إيجاد هوة عميقة لا يمكن سدها بين أمم الشرق وأمم الغرب"-غوستاف لوبون، حضارة العرب، ص334، ترجمة عادل زعيتر، طبعة دار إحياء الكتب العربية، 1969.

المرتقب 22-11-2009 12:58 PM

رد: سماحة الإسلام عبر التاريخ/الباحث:عدنان أبوشعر
 
جميل وسأعود لإكماله
ظاهر طالب في كلية ....

عدنان أبوشعر 23-11-2009 12:18 AM

رد: سماحة الإسلام عبر التاريخ/الباحث:عدنان أبوشعر
 
[justify] [/justify]
[justify]


الأخ الكريم الذي وددت لو ترك اسمه الصريح بالعربية حتى يتيح لي شرف مخاطبته به عوضاً عما اختاره من رسمٍ أعجمي لصفةٍ عربية أدعو الله مخلصاً أن يحققها فيه كما حققها في حمزة سيد الشهداء.

سلام من الله عليك ورحمات منه تغشى قلبك وتنير دربك.

براعة استهلال لما أوردتَه في مداخلتك، لا يسعني إلا الثناء على حوارك الهادئ، رغم ما يفصل بينك وبيني من هوّة سببها اختلافنا الواضح حول مسألة (تأويل) النصوص من ناحية، وأولويات العمل الإسلامي من ناحية ثانية، وطريقة التعاطي مع المشكلات القائمة للوصول إلى حلول (لا تخرج عن الثوابت) من ناحية ثالثة.

ولقد ترددت بداية في الردّ على ما اعتبرتَه مؤاخذات على منهجي في تحليل الوقائع التاريخية من جهة، وأسباب الصراع القائم بين الإسلام والغرب وخطوات إنهائه من جهة أخرى، لكنني وجدت أنه لا بد لي من إعادة تناول بعض ما ورد من أفكار وتسليط مزيد من الضوء عليها رغبة مني في تمكين القراء من العلم أيّ السبيلين أهدى سبيلاً.
ولعلي ألقي بعض الضوء على مسألة غاية في الأهمية تتعلق بموضوع الحوار بين (الإسلاميين)، مما أجده توطئة هامة لبدء أي نقاش يُراد له أن يكون مثمراً ومفيداً للأمة، وليس مجرد تمحور و (تشرنق) حول ما يخاله كل فريق على أنه (الحقيقة الأبدية الوحيدة):
إن رؤيتنا (لهرم) الإسلام ليست واحدة، رغم إيماني بأن الحق لا يتعدد، ولكني من المدافعين عن مقولة أن الحق الكامل لا يدركه إلا خالقه؛ مضيفاً لهذا الاستثناء جدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بأبي هو وأمي، مقولة ترتكز إلى حقائق التاريخ، ويؤيدها اختلاف الذين توافروا على شرح وتفسير وتأويل وتقعيد العقيدة والشريعة بعد انقطاع وحي السماء.

و أستهل ردي على النقاط التي أوردتها في مداخلتك برجاء العودة لقراءة البحث من جديد بشيء من التمهل والتمعن والتروي، فلقد وجدتك في غير موضع تشذّ عن السياق وتتسابق أفكارك المسبقة مع قلمك فيتعثر في نقلها.
1- أنا لا أبحث عن تأصيل شرعي لعداء الغرب لنا، ولست بحاجة لذلك في هذا البحث، و سأذكر سبب ذلك لاحقاً. إنني أتحدث عن أسباب كره المسلمين للغرب وذكرت منها خمسة أسباب. أعد قراءة المقدمة من فضلك.
2- السبب الذي أوردتُه حول عقدة الذنب الأوربية ليس من نسج خيالي؛ إنه واقع معاش في أوروبا تجذر عبر التاريخ في الذهنية الأوربية. استغل الصهاينة تلك الميزة وباتوا يلوحون بها مهددين، وقد ساعد كره هتلر لليهود وما فعله بهم على إعطائهم امتيازات تعويضية لا تخطر ببال- خاصة في ألمانيا.
3- أود – من باب التنويه لا من باب التبرير- أن أبين لك وللأخوة القراء أن بحثي الذي نقلته لكم كان ترجمة لمحاضرتي التي ألقيتها باللغة الإنكليزية في مدينة دمشق أمام مجموعة من الأكاديميين الدانمركيين بغية إطلاعهم على الجوانب الأخلاقية التي تشكل هيكل العقيدة الإسلامية وانعكاس ذلك على سلوك أتباعها في تعاملهم مع الآخر. وقد كانت هذه المحاضرة –ومثيلاتها- تلبية لطلب هذه المجموعة/ النخبة عبر السفارة الدنمركية لسماع وجهة نظر الكتاب والمثقفين السوريين المسلمين حول موضوع الإسلام وتعامله مع الآخر.
4- لك أن تختار عدم (تحسين)صورتك لدى الغرب، ولكنك لا تستطيع فرض رأيك على من هم أكثر باعاً منك في التعاطي بالشؤون الدولية. إننا لا نعيش بمعزل عن العالم، ويحزننا كثيراً كأصحاب حق ودعاة رسالة أن نغفل أبهى صورة لدين ربنا لأننا وبكل بساطة نسوّق تجارة تنجيهم من عذاب أليم، ولا نسوّق بضاعة مزجاة لا نأبه فيها لرأي الزبون. إلا إذا كان عندك ما يمنع الدعوة في الغرب ويقصرها على المسلمين في الشرق.
5- تدعي أنه ليس في أيات سورة الروم الأولى ما يدل على أن النص القرآني متعاطف مع أهل الكتاب (الجيش الرومي النصراني).. إليك هو:
{ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء ُوَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ *}; [الروم آية: (2-5)].
وفرح المؤمنين لنصر سيتحقق للنصارى الروم، وهو نصر من الله لهم فهو ينصر من يشاء حتى لو كان نصرانياً هذا شأنه جل وعلا. وفرح المؤمنين لا لبس فيه وهو (اصطفاف) واضح دون مواربة. وقصة أصحاب الأخدود اصطفاف آخر مع أهل الكتاب، ولا يحتاج الأمر لكثير من التدبر والتفكر. أما تأويلك بأنهم فرحوا لأن كفر المجوس أكبر من كفرهم فهذا تأويل لم أسمع به، وهل كفر من جعل لله ولداً، أو جعل الولد إلهاً أقل ممن عَبَدَ النار؟؟؟
6- إن لم ترحب بإطلاق (إخواننا) على النصارى، فماذا تقترح؟ أصدقاؤنا النصارى؟ جيراننا النصارى؟ زملاؤنا النصارى؟ لا بد لهم من تسمية!
7- لم أجد تاريخياً ما يؤيد ذهابك لإخراج المسالمين من اليهود أو من النصارى قسراً من الجزيرة العربية، وخروجهم قسراً له دلالات بعيدة المدى، يرحب بها أهل صهيون أكثر منك وسيروجون لها؛ إنها تعني حق عودتهم يا أخي لتلك الديار وفق المتداول من القوانين الغاشمة. لعلك اطلعت على مأساة (البوسنا) و(الهرسك). إن وجهة نظر (الصرب) في هذه المسألة أن (البوشناق) المسلمين -ذوي الأصول التركية- هجروا أجدادهم الصرب بالقوة من تلك البلاد قبل ما يزيد على خمسمائة عام؟؟؟؟
8- المقصود بالتطرف الإسلامي هو الخروج عن الثوابت، والخروج على السلطان صاحب البيعة، وهو قتل الشيخ الفاني وقطع الشجر وقتل الطفل، وتحريق الديارات والصوامع على أهلها، وإذا أردت الدقة فاقرأ البحث مرة ثالثة:حرية العبادة وحماية دور العبادة والأوابد. ولعلك تضيف إلى ما قد سبق تطرف الخوارج، وتطرف من يفجر الدور على سكانها الآمنين – غير المقاتلين- كما حدث في تفجير الحادي عشر من سبتمبر، وعد إلى وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه فستجد أن من فعل ذلك قد خرج عن بنود الوصية، وهذا ليس مجرد رأي بل حقيقة تدفعها عواطفنا ويصدها حبنا لمن يبذلون أرواحهم رخيصة، فنبرر الخطأ الجسيم قائلين: يستحقون أكثر من ذلك؟؟؟


ولعلك تسدي إلي نصيحة- واضعاً نصب عينيك خطاب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم لوفد نصارى نجران، واختيار جعفر بن أبي طالب سورة مريم ليتلوها دون كل ما نزل من القرآن حول النصارى وعقائدهم أمام أصحمة نجاشي الحبشة- أخبرني - لا عدمت الحكمة- أأتلو عليهم هذه الآيات؟ :

{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُود ُوَلاَالنَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِ يٍّوَلاَنَصِيرٍ }; [البقرة آية: (120)].

- { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُواوَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}; [البقرة آية: (109)].

- { وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُم ْوَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم ْوَمَا يَشْعُرُونَ }; [آل عمران آية: (69)].

أم تراك تنتقي لي من كتاب الله الكريم هذه الآيات؟:

- { لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِوَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّه ِوَالْيَوْمِ الآخِر ِوَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوف ِوَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِوَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَات ِوَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ *وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوه ُوَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }; [آل عمران آية: (113-115)].

ليدركوا أننا نميز صالحهم عن طالحهم، وأننا لا نأخذ الجيد بجريرة السيئ ، وبأننا ندعوهم إلى { صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفا ًوَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ}; [الأنعام آية: (161)]، الغاية من نشره تخليص البشرية من عبادة العباد للعباد والدينونة لله الواحد القهار.

- { قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَ اوَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّه َوَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئا ًوَلاَيَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }; [آل عمران آية: (64)].

أم تراك ستقدح زناد ذاكرتك فتسعفني بآيات تفطّر لمثيلاتها قلب النجاشي وفاضت عيناه؟:
-{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُود َوَالَّذِينَ أَشْرَكُواوَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِين َوَرُهْبَانا ًوَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّه ِوَمَا جَاءَنَا مِنَ الحَق ِّوَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ القَوْمِ الصَّالِحِينَ* فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ }; [المائدة آية: (82-85)].

إن ما سقناه من آيات- أيها الأخ الكريم – مصدره واحد ومنزله واحد، لاتعارض ولا تشاكس ولا تضادّ، بيد أن الحكمة ستظل ضالة المؤمن.
9- أتمنى عليك اختيار تعابير مهذبة حين تناقش أفكارك يا بني! استشر السيد (google) وأدر محرك بحثه عن الكاتب قبل أن تستخدم كلمات مثل (تزييف للحق)و(تدليس) وانظر ملفي الشخصي لتجد أن ثلاثين عاماً بيننا كفيلة بأن تصبغ وجنتيك بالحمرة على ما فرّطت في جنبي.
[/justify]

ramevic 30-11-2009 10:30 AM

رد: سماحة الإسلام عبر التاريخ/الباحث:عدنان أبوشعر
 
جزيتم عنا خيرا


الساعة الآن 05:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام